الحزب الجمهوري يستغل ثروة هيلاري وبيل كلينتون في انتخابات الرئاسة المقبلة

واشنطن: محمد علي صالح
نشرت أول من أمس، صحيفة «واشنطن بوست» رسومات بيانية عن انتقال هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون من «الإفلاس المدقع» إلى جمع ثروة تقدر بنحو مائة مليون دولار، واعتمدت الصحيفة على بيانات الاثنين الماضي المقدمة إلى هيئة الضرائب الأميركية.

فجأة، صارت عبارة «الإفلاس المدقع» من شعارات انتخابات الرئاسة التي لا يزال باقٍ لها أكثر من عامين، لأن قيادات الحزب الجمهوري (الحزب المنافس للحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه هيلاري وبيل كلينتون) وخبراء الاستراتيجية فيه، ومنظريه، سارعوا، واستغلوا العبارة التي استعملتها هيلاري كلينتون، قبل أسبوعين.

وكانت هيلاري كلينتون قد سئلت، في تجمع جماهيري، عن الأموال التي جمعتها هي وزوجها. لم تنف أنهما جمعا أموالا كثيرة، لكنها قالت إنهما كانا مفلسين قبل ذلك. ويا ليتها لم تقل ذلك! ماذا عن أموال استثمارات مشروع «هوايتووتر» في ولاية أركنساس، عندما كان بيل كلينتون حاكما للولاية؟ وماذا عن الخطب التي يلقيها كلينتون، ويحصل على مليون دولار مقابل بعض الخطب؟

حسب تقرير صحيفة «واشنطن بوست»، حقق بيل كلينتون دخلا بلغ 100 مليون دولار خلال السنوات التي أعقبت مغادرته البيت الأبيض عام 2001، من 342 محاضرة ألقاها داخل وخارج الولايات المتحدة، وكان أجره أكثر في الخارج، وخصوصا في دول خليجية؛ حيث نال مليون دولار عن بعض المحاضرات.

ولم يعد سرا أن زوجته، بعد أن تركت وزارة الخارجية، قبل عامين، صارت تتقاضى ربع مليون دولار عن كل محاضرة، داخل الولايات المتحدة، وذلك لأنها لم تغزُ الدول الأجنبية حتى الآن.

ورغم أن بعض المحاضرات كانت بلا مقابل لحساب جمعيات خيرية، ورغم أن بعضها يذهب إلى مؤسسة «بيل وهيلاري وتشيلسي كلينتون» الخيرية، فقد انتقد الكثير من المراقبين والصحافيين سهولة جمع ملايين الدولارات بمجرد الكلام، واستغلالا لوظائف حكومية، واستغفالا لدول أجنبية يثيرها مجرد أن يزورها واحد من الاثنين.

لكن، بالإضافة إلى تقديرات صحيفة «واشنطن بوست»، كانت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية قد ذكرت أن ثروة الاثنين بلغت 155 مليون دولار، منذ مغادرتهما البيت الأبيض عام 2001.

وكانت هيلاري، في حديث لبرنامج «صباح الخير أميركا» التلفزيوني، قد ذكرت دخلها السنوي هي وزوجها منذ خروجهما من البيت الأبيض، الذي يصل إلى ما يقرب من 12 مليون دولار سنويا، ويقارب هذا الرقم ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل».

وفي كل الأحوال، صارا أغنى عائلة رئاسية سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، ورغم أن رؤساء سابقين، مثل ريغان وبوش الأب، جمعوا ملايين الدولارات، لم تشترك معهم زوجاتهم.

وطبقا لتقرير صحيفة «واشنطن بوست،» حصد بيل كلينتون نحو 52 مليون دولار من خطب ألقاها منذ أن ترك البيت الأبيض، ونحو 30 مليون دولار عن كتابين كتبهما: «حياتي» الذي أصدره عام 2005، و«العطاء» الذي أصدره عام 2012، بينما تمكنت زوجته هيلاري من جمع ما يقرب من عشرة ملايين دولار عن كتابين كتبتهما: «يحتاج إلى قرية» الذي أصدرته عام 1996، و«التاريخ الحي» الذي أصدرته عام 2004. ويفوق ذلك الدخل ما حصل عليه الرئيس باراك أوباما الذي كشف، أخيرا، أن دخله، وزوجته ميشيل، بلغ أربعة ملايين دولار خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2006، وأنه حصل عليها عن كتابين كتبهما: «أحلام من والدي»، و«جرأة الأمل». بالنسبة للرئيس السابق كلينتون، كانت واحدة من رحلاته الخارجية، في العام الماضي، إلى أستراليا، بدأها في سيدني بمحاضرة مقابل 300 ألف دولار، وكانت أمام المجلس الأسترالي للترويج للوحدة السلمية، ثم محاضرة أمام منظمة تهتم بزيادة نفوذ الصين في جنوب شرق آسيا (بما في ذلك أستراليا نفسها)، مقابل ربع مليون دولار، ثم خمس محاضرات أخرى، تلقى مقابل كل واحدة منها 125 ألف دولار، وجلبت له آخر محاضرة، خلال جولة أسبوعين، 250 ألف دولار، وكانت أمام منظمة صناعة المعلومات الأسترالية.

وخلال جولة أخرى في آسيا، جمع أكثر من مليون دولار من خمس محاضرات، وكانت أغلى محاضرة هي التي ألقاها أمام مجموعة الأبحاث السياسية في اليابان، مقابل 400 ألف دولار.

وفي رحلة أخرى إلى الشرق الأوسط، زار كلينتون الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والسعودية، وجمع من محاضراته الثلاث (واحدة في كل دولة) قرابة مليون دولار، وهو عائد إلى الولايات المتحدة، توقف في تل أبيب وجمع 150 ألف دولار من محاضرة أمام مجلس استثماري إسرائيلي.

ليس جمع المال لسياسيين هو المشكلة فقط بسبب الخلط بين السياسيين ورجال المال، ولكن، أيضا، لأن هؤلاء السياسيين يجمعون المال، ويستعملونه في حملاتهم الانتخابية؛ يعنى هذا أن المنظمات والشركات التي تدعو السياسيين لإلقاء خطب وتدفع لهم، هي، في الحقيقة، تقدم لهم تبرعات انتخابية غير معلنة.

وتتساوى في ذلك، في عين القانون الأميركي، المنظمات الأميركية والأجنبية.
الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..