مقالات سياسية

في ذكراه الـ(٣٩) عامًا علي اعدامه.. أين اختفى جثمان الراحل/ محمود محمد طه؟!!

اليوم الثلاثاء ١٨/ يناير الجاري، تمر الذكرى التاسعة والثلاثين علي  إعدام الأستاذ/ محمود طه رئيس الحزب الجمهوري في سجن كوبر عام ١٩٨٥، ولست هنا بصدد فتح الملف القديم الخاص باعتقاله في عام ١٩٨٤ بعد شهور من تطبيق النميري ما اسماها “قوانين سبتمبر الإسلامية” عام ١٩٨٣، ولا بصدد الحديث عن محاكمته بتهمة سميت ب”جريمة الردة” والتي اوصلته الي حكم الاعدام، فكلها معلومات غدت معروفة لدي غالبية السودانيين خصوصا وأن الصحف السودانية بعد إعدامه المحاكمة نشرت الكثير عن المحاكمة الجائرة والظلم الذي حاق بشيخ كان وقت اعدامه قد بلغ السادسة والسبعين عام فهو من مواليد عام ١٩٠٩.. ولكن في هذا المقال بصدد كشف خفايا اسرار اختفاء جثمانه تماما بعد تنفيذ حكم الاعدام شنقا، ورفض السلطات الأمنية وقتها تسليم الجثمان لذويه، وتم نقل الجثمان سرا من سجن كوبر بتكتم شديد. المدخل الاول- (… الأحد ١٣/ يناير ١٩٨٥:- وقع الرئيس/ جعفر النميري علي قرار حكم محكمة ( العدالة الناجزة) التي حاكمت الشيخ محمود، بالإعدام شنقا علي المرتد (هكذا وردت الكلمة في قرار المحكمة)، وكانت المحكمة برئاسة المكاشفي طه الكباشي، وتم رفع قرار الحكم لرئاسة الجمهورية مكتب الرئيس للتصديق عليه، وايدها النميري بمنتهي السرعة. بعد التصديق علي الحكم بالاعدام ، كانت النميري في غاية التوتر سريع الانفعال ويثور لاتفه الاسباب، كل ذلك جاء بعد المكالمات الكثيرة التي تلقاها من عدة رؤساء دول وشخصيات دولية كبيرة ناشدته بالإبقاء علي حياة شيخ وصل من العمر ستة سبعين عام من عمره ، وكان من بين تلك الشخصيات الرئيس المصري حسني مبارك الذي أكد للنميري ان رؤساء دول أوروبية ومنظمات مصرية قد طلبوا منه ان يتوسط لهم عند الرئيس السوداني لكي يعفو عن شيخ اصلآ ما حمل السلاح ضد النظام في دعواه، ولاعادي الوضع وعمل علي تقويضه.كانت كان في حالة هياج دائم بسبب وبدون أسباب من جراء الهجوم الضاري عليه من قبل الصحف العربية والأجنبية ، التي كالت الاتهامات عليه بسبب سكوته علي مهزلة محاكمة الشيخ محمود، وكانت صحف الكويت بصورة خاصة هي الأكثر هجوم وضراوة علي النميري ونظامه، بل وصل الحال الي ان صحفي كويتي كتب في صحيفة كويتية انه يشك في سلامة عقل النميري!!، وان هذا الرئيس السودان حتمآ (مخبول) ويعاني من نقص حاد في عقله!!بعد صدور قرار المحكمة بالاعدام والتصديق وقبل تنفيذ الحكم بايام، استقبل الرئيس النميري في قصره عدد كبير من سفراء دول عربية واجنبية جاءوا يتوسطون عنده الغاء حكم الإعدام في الشيخ محمود ، الذي  اتهم انه قد اعتنق فكر ديني معين وجاهر به، كل هذه المقابلات التي تمت مع النميري سببت له احباط كبير لانه ما كان يتوقع ان تصل الأمور الي هذا الحد من التدخلات والوساطات الدولية، كان يظن ان إعدام الشيخ سيكون شأن داخلي، وسيمر اعدامه مرور الكرام، تمامآ بنفس الشكل كما حدث في عام ١٩٧١عندما أعدم الشيوعيين في معسكر الشجرة!!شن الرئيس الليبي معمر القذافي (وقتها) هجوم ضاري علي النميري، واتهمه بعدة تهم منها انه (النميري) فقد السيطرة علي حكم بلاده وسلم مقاليدها لجوقة من المهووسين الدينيين (الهبل)، لايعرفون الله ولا رسوله ، ولم يكن هجوم القذافي علي النميري حبآ في الشيخ محمود، وإنما كراهية في النميري شخصيآ، فقد كان وقتها النميري صديق حميم للرئيس حسني مبارك المكروه من الملوك والرؤساء العرب بسبب انه لم يقم بالغاء اتفاقية (كامب ديفيد) وأصر على بقاءها ، كان القذافي يكره ويمقت النميري لانه انحاز للجانب المصري ورفض الوحدة الفورية مع ليبيا.كانت اعصاب الرئيس النميري في غاية التوتر قبل إعدام الشيخ محمود بسبب الجو العام المليء بالغضب علي حكمه الإسلامي الجديد، وايضا بسبب السخط الشعبي علي محاكم (العدالة الناجزة) وأحكامها البالغة القسوة، ومما زاد من نرفزته وحدة غضبه كمية التقارير التي وصلته من جهاز الامن القوي وايضا من أمانات الاتحاد الاشتراكي بالخرطوم والأقاليم عن عدم رضاء الناس لقرار محكمة المكاشفي الخاص باعدام الشيخ محمود. الباب الثاني- (…- الاثنين١٤/ يناير ١٩٨٥:- حتي يتفادي النميري ما قد سيقع لاحقا بعد اعدام الشيخ محمود، ومن ردود الفعل  المحلية والعالمية ضده شخصيآ وضد نظامه الإسلامي ، ومن السخط الشعبي عليه، صرح وقال ان قرار الأعدام لن ينفذ في محمود ومريده الأخرين ان اعلنوا صراحة وجهرآ بانهم قد تخلوا عن أفكارهم المتطرفة..وأنهم قد اخطأوا في حق دينهم.المدخل الثالث-(…- الثلاثاء ١٥/ يناير ١٩٨٥:- ما ان جاء تصريح النميري بإسقاط العقوبة عن الشيخ محمود ان يتخلى عن افكاره، حتي انهالت الزيارات كالمطر الغزير علي الشيخ محمود في زنزانته بسجن (كوبر) من شخصيات لها وزنها السياسي والديني في الخرطوم، أيضا من شخصيات عملت في مجال التدريس بالجامعات، ومن كتاب وصحفيين، راحوا كلهم يستعطفون الشيخ ان يعلن عن توبته والتخلي عن افكاره للحفاظ علي حياته، راح البعض يؤكدون للشيخ في إصرار شديد ان الاعلان (قسرا) عن التخلي لايعني نبذ المبدأ الذي سيظل كامنا في القلوب..ما كان الشيخ يجادلهم كثيرآ، مكتفيا فقط بالابتسامة في وجوه الضيوف والزوار.. وفشلت كل المحاولات لا ثناء الشيخ عن تخليه لأفكاره ومعتقداته.). قامت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بتوزيع منشور رئاسي صادر منها معنون لكل الوزراء، ووزراء الدولة، والوكلاء، وكبار المسئولين في جهاز الخدمة المدنية، ومحافظ بنك السودان، والمراجع العام، ومحافظ مديرية الخرطوم، أيضا لوزير الدفاع وكبار القادة العسكريين، ورؤساء الأمانات بالأتحاد الاشتراكي بالخرطوم لحضـور ساحة سجن (كوبر) صباح يوم الجمعة ١٨/ يناير ١٩٨٥، الساعة التاسعة صباحا لحضور تنفيذ حكم الاعدام علي المرتد (هكذا وردت الكلمة في المنشور) محمود محمد طه، وشدد المنشور علي الجميع عدم التخلف عن الحضور مهما كانت الأسباب والدوافع… الذين اصروا علي ان يكون تنفيذ حكم الاعدام علنا بساحة سجن كوبر،هم: بدرية سليمان، وعوض الجيد، ابوقرون، هم  شخصيا وراء ألا يكون التنفيذ متستر محجوب عن العيون كاعدام عبدالخالق محجوب، والشفيع احمد الشيخ، وجوزيف قرنق عام ١٩٧١، وهم ايضا الذين اصروا علي اهمية حضور قادة الاجهزة المدنية والعسكرية لمكان تنفيذ الحكم!!.). المدخل الرابع -(…-الأربعاء ١٦/ يناير- الزيارات المكثفة للشيخ محمود في زنزانته بسجن كوبر ازدادت اكثر حدة عن ذي قبل، جاءوا لزيارته عدد كبير من الوزارء، وسفراء وقناصل عرب، وايضا بعض الصحفيين التابعين لوكالات أجنبية وصحف عالمية، كلهم حثوا الشيخ واسترجعو ان (يعقل..ويهدي بالله)!!، وكان هناك قلة من الصحفيين الذين تنافسوا علي سبق صحفي علي حساب اعدامه!!.). المدخل الخامس -(…-  الأذاعة في امدرمان ومعها التلفزيون والصحف المحلية ما نطقت بكلمة حول السخط والغضب شعبي علي بدرية وعوض الجيد وبدرية سليمان ، ويعود سبب السخط الي ان (الثلاثة الكبار) في القصر هم في الأصل الذين ألغوا تماما دور وزارة العدل والقضائية والمحاكم الجنائية والمدنية!!.. وسيطروا علي وسائل الاتصال، وانه في ظل حكم بدرية وابوقرون والجيد ما عادت القوانين الوضعية معمول بها، بل والأسوأ من كل هذا ان جحافل العاملين في وزارة العدل من قضاة وحقوقيين وموظفين وعمال، غدوا كلهم وبلا استثناء اصبحوا بطالة مقنعة!!.). المدخل السادس- (…- سكتت الصحف المحلية تمامآ عن التعليق والكتابة حول موضوع حكم الإعدام!!، ومن ذا من الصحفيين كان يستطيع ان يجر ولو سطر واحد يبدي رأيه ، او يكتب عن ما يجري حوله من قصص عن غرائب (أحكام قراقوش) السودانيين؟!!.. بتهمة مخالفة شريعة (بدرية، وابو قرون، وعوض الجيد) يمكن ان تكون جريمة كبري يحاكم بموجبها الصحفي، ويعاقب (علي الطريقة الاسلامية) عقاب أكبر من الجرم!!! المدخل السابع- (…- الخميس ١٧/ يناير- منذ الصباح الباكر وقبل يوم واحد من تنفيذ حكم الاعدام، بدأت قوات الشرطة بالخرطوم وبحري تحتل مواقعها الهامة المؤدية لسجن كوبر، وكان ظاهر للعيان حجم الكثافة الأمنية المضروبة علي مدخل كوبري بحري من الجهتين ( وشمالآ وجنوبآ)…وكانت عربات (المجروس) التابعة للقوات المسلحة المليئة بالجنود المدججين بالرشاشات علي مقربة من بوابة السجن. كل الناس تمنوا من صميم قلوبهم ان يعلن الشيخ محمود وقبل اعدامه غدا الجمعة التخلي عن افكاره، ما كان يهم الناس وقتها كثيرا اي افكار يحملها الشيخ بقدر ما (الحياة حلوة ونعمة من الله وحرام ان يضيع الشيخ عمره في عناد لازم له)!!.). المدخل الثامن- (…- الجمعة ١٨/ يناير:- قبل تنفيذ حكم الاعدام بنحو ساعتين، كانت ساحة سجن كوبر مكتظة بالحضور، اغلبهم كانوا من الاسلاميين (جماعة انصار السنة، الاخوان المسلمين، طلاب اسلاميين)، بل حتي دراويش حمد النيل جاءوا باباريقهم وسبح اللالوب واللبس الاخضر!! ، كبار الزوار من أهل السلطة واصحاب المناصب الدستورية احتلوا مقاعدهم الامامية وعلى وجوههم كانت بادية علامات الكسوف وشحوب لون سحناتهم، فارقت البسمات شفاههم اليابسة، وكانوا يتبادلون التحايا في خجل شديد، فقد تورطوا ان يكونوا شهود عيان علي جريمة قتل روح لم يقترف اي جرم ، اكثر الناس سعادة كانوا في هذا اليوم الاغبر هم   الاسلاميين التابعين لحسن الترابي!!، لجماعة (أنصار السنة المحمدية)، فهم عندهم هذا اليوم عظيم، ويحققون فيه انتصار، فقد سبق ان أعلنوا من قبل وقالوا:  “لو تخلي محمود عن أفكاره فهذا انتصار للأسلام…ولو أعدم فقد تخلصنا منه، وخلت لنا الساحة من بعده”.). قبل دخول الزوار لساحة السجن كانت الإجراءات الامنية شديدة وقاسية للحد البعيد، فلم يكن يسمح بدخول احد ومعه آلة تصوير، او اي نوع من اللأفتات، تم التفتيش الشخصي بشكل صارم، رجال الأمن انتشروا وسط الصفوف يراقبون الجميع بعيون كالصقر، كانت منصة الأعدام تتوسط الساحة وحولها وقفوا عدد من ضباط مصلحة السجون وعدد اخر من رجال شرطة السجن، كانوا الضباط الكبار يتحركون بعصبية وقلق ظاهر لم يخفي علي احد. المدخل التاسع-(…- ما ان جئ بالسجين محمود وهو مكبل اليدين، حتي عم المكان صمت رهيب لا تسمع فيه الا انفاس الحاضرين، صعدوا الضباط به الي المنصة العالية، راح مدير السجن والمشرف علي عملية الاعدام يتوسل للشيخ قبل تنفيذ الحكم ان يعلن عن تخليه لافكاره ، ولكن الشيخ ما نطق بحرف وكان يجول ببصره في الجمع الموجود تحته وعلي شفتيه ابتسامة كبيرة واضحة.. بدأت مراسم تنفيذ الحكم، وتم سؤال محمود إن كانت عنده أمنية أخيرة ، قال شيئآ لمدير السجن في اذنه ولا احد يعرف حتي اليوم ماهي الامنية او الوصية ـ ( قد يكون هناك من عرف ماذا قال الشيخ ولكنها حتي الان غير معروفة… لف الحبل حول عنقه وانفتحت (الكوة) من تحت رجليه، وتدلي جسده الطاهر الي اسفل، راح مدير السجن ينظر في ساعته لدقائق عدة ثم امر بإنزال الجثمان وسط صيحات “الله أكبر” التي صدرت من الإسلاميين ابتهاجا بالحدث!!. تم الكشف طبيآ علي الجثمان، وعلي ما أظن ان الذي قام بعملية الكشف هو الطبيب المعروف/ زكي مصطفي الذي كان يقوم بتنفيذ أحكام القطع والقطع من خلاف.). المدخل العاشر-(…- وقع شيء لم يكن في الحسبان، فعندما تم لف الحبل حول عنق الراحل محمود، وانفتحت ( الكوة) من تحت رجليه، وتدلي جسده الطاهر الي اسفل…الا وراح احد اتباع الراحل من الجمهورين وهتف بصوت عال حزين: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}، وهي جملة لها علاقة بموت المسيح عليه السلام، وما ان انتهى من جملته التي كانت مسموعة بصوت عالي في ظل الصمت العميق لحظة الأعدام، حتي تعالت صيحات كثيرة ردت بغضب علي الجمهوري، وانتشرت موجة من الفوضي بالصفوف الخلفية، وراحت الاصوات تتعالي (الله اكبر الله اكبر)، كل هذا حدث الجثمان الطاهر مازال معلقا!!.).ملحوظة:- وبصدق وأمانة (انا كاتب هذه المقالة)، اقول انني كنت في سجن كوبر ولكن بعيدآ عن مكان تجمع الجمهوريين في الساحة، ولم افهم في البداية سبب الشغب البسيط الذي وقع وانهاه رجال الأمن سريعا قبل ان تتطور الأمور الي أحداث ماسأوية، وقص علي احد الزملاء الصحفيين الواقعة التي تناولها الناس فيما بعد بالنقد والتحليل، وكيف ان هذه الجملة التي اختيرت بعناية شديدة لتقال تمامآ بعد ثوان من تدلي جسم الراحل، كادت ان تسبب مجزرة في ظل فورة الاسلاميين المتعصبين لاعدام الشيخ. المدخل الحادي عشر-(…- انتهت “حفلة” بدرية وابو قرون والجيد، هرعوا الوزراء وباقي كبار المسؤولين يتسابقون نحو عرباتهم بالخارج وهم في اشد حالات الخجل، وما رفع احدهم رأسه من الأرض!!.. بعد الانتهاء من مراسم تنفيذ حكم الإعدام ، طلب ضابط كان في سيارة شرطة من خلال مكبر الصوت بالسيارة من الناس التفرق و الذهاب لاعمالهم، وان يخلو سريعا ساحة السجن بهدوء… في نشرة اخبار التاسعة مساء الرئيسية التلفزيون المحلي، تم بث خبر تنفيذ حكم الإعدام في الشيخ المرتد محمود محمد طه باقتضاب شديد!!.). المدخل الثاني عشر-(…-ايـن كان الرئيس النميري وقت تنفيذ حكم الأعدام؟!!.. الرئيس جعفر النميري لم يكن بين ضيوف حفل بدرية سليمان!!، كان وقتها يتفقد اسواق امدرمان!!، ويعاين احوالها وهي مغلقة والاسواق خالية من الناس بسبب عطلة يوم الجمعة!!، بل والاغرب والعجيب في الأمر، ان نشرة الأخبار في الساعة التاسعة تناولت زيارة النميري للاسواق بامدرمان بصورة اوسع من خبر الإعدام!!.). المدخل الثالث عشر-(…- أين اختفى جثمان الراحل محمود بعد الإعدام؟!!…سؤال ظل يردده الناس طوال ذلك اليوم الجمعة، وتساءلوا باستغراب شديد لماذا لم يتم تسليم الجثمان لذويه، وكان سبب التساؤل أن   لا أحد من اهل المرحوم قد استلمه؟!… والغريب في الأمر، ان الأجابة علي هذا السؤال لم يعرفه الناس إلا بعد انتفاضة ٦/ ابريل ١٩٨٥، فقد جاءت الأخبار وافادت، ان الرئيس النميري كان قد اصدر اوامره بعدم دفن جثمان الشيخ في اي مكان بالسودان حتي لا يكون قبره فيما بعد مزار لمريديه، وأصدر توجيهاته بإلغاء جثمان الشيخ في منتصف البحر الاحمر، وان القوات الجوية عليها القيام بهذه المهمة، وتم تكليف عبدالرحيم حسين وزير الدفاع السابق القيام بالمهمة… ولكن هناك رواية أخرى تختلف عن الرواية التي افادت ان جثمان الراحل قد ألقي بها في عرض البحر الأحمر  ، وأن الجثمان دفن في مكان ليس بعيدآ عن الخرطوم!!.).المدخل الرابع عشر-(…- أعيد نشر جزء من حوار اجراه الأخ/ خالد العبيد (وهو من الكتاب المرموقين في موقع “سودانيز اونلاين”) مع الشاهد العسكري الذي قام بدفن الراحل محمود محمد طه، ، وبث الحوار بتاريخ: 21/07/2009، تحت عنوان: ( شاهد عيان يروي كيف واين دفن الشهيد محمود محمد طه !!):- شاهد عيان يروي كيف واين دفن الشهيد محمود محمد طه.   ـ ما رتبتك العسكرية في ذاك الوقت : أعفيني من الإجابة.ـ اين كنت تحديدا حين ابلغوك : قاعدة الخرطوم الجوية.ـ هل ابلغوك الى اين انت متجه : لا.ـ كم كان عدد طاقم الطائرة : إثنين فقط انا وقائد الطائرةـ ما نوع الطائرة : هليكوبتر ـ بوما ـ.ـ من قائد الطائرة : فيصل مدني مختار.ـ هل التقيتم بعد الدفن : نعم.ـ كم كانت الساعة تقريبا عندما هبطت الطائرة في سجن كوبر : الساعة العاشرة والنصف من يوم الجمعة تقريبا.ـ كيف نقل محمود الى الطائرة : بواسطة عدد من المساجين.ـ كم عدد المساجين الذين نقلو محمود : 6 مساجين.ـ هل كان مغطى عندما كان في الطائرة : لا اظن ذلك.ـ كم استغرق زمن حفر القبر : عشرة دقايق.ـ هل كان القبر عميقا: لا ابدا قريب جدا جدا من سطح الأرض.ـ هل شاهدت وجهه وهو ملقي على الطائرة : نعم.ـ كم كانت الساعة عندما تم دفن محمود : لا اذكر بالضبط.ـ هل تستطيع معرفة المكان : من الصعوبة تحديده حاليا.ـ اين ولو بالتقريب ليس بعيدا عن الخرطوم.ـ هل تمت الصلاة عليه : أبدا.ـ كيف تم حفر القبر : بواسطة أربع او خمسة كريقات كانت مع المساجينـ هل ذهبت الطائرة الى مكان الدفن مباشرة : كلا كانت هنالك محاولة للتمويه لمن كان بالطائرة.ـ كم من الزمن حلقت في الجو : أكثر من نصف ساعة.ـ متى عدتم من : بعد دفن الاستاذ مباشرة.ـ الى اين توجهت الطائرة بعد الدفن : الي سجن كوبر ومنه الي قاعدة الخرطوم الجوية.ـ هل طلبت منكم السلطات اي تعهد : بالنسبة لي لا.ـ كيف تم اختيار طاقم الطائرة : مكتب العمليات هو الذي يختار.ـ هل تم تنوير لكم قبل الحدث : بالنسبة لي لا.ـ من تحدث معكم قبل الحدث : لم يتحدث معي اي شخصـ هل تحدث معك اي مسؤول بعد الحدث : اطلاقا لا.ـ مادار في التنوير بعد او قبل الحدث : بالنسبة لي لم يتم اي تنوير ربما كان هناك تنوير لقائد الطائرة.  المدخل الخامس عشر-(…- كانت الكاتبة والصحافية الأمريكية “جوديث ميلر” المراسلة السابقة لصحيفة “نيويورك تايمز” في الشرق الأوسط قد حضرت مشهد تنفيذ حكم الإعدام على الأستاذ محمود بسجن كوبر وقد وصفت ذلك في كتابها الذي أسمته (لله تسعة وتسعون اسماً) ومما قالته: “ولن أنسى ما حييت التعبير المرتسم على وجهه (تعني الأستاذ)… كانت عيونه متحدية ولم تبد عليه مطلقاً اي علامة من علامات الخوف) كما كتبت ادين طه (بتهمة الردة عن الإسلام وهي تهمة نفاها طه الذي أصر حتى النهاية انه ليس مهرطقاً أو مرتداً عن الإسلام وانما مصلح ديني ومؤمن وقف في وجه التطبيق الوحشي للشريعة الإسلامية (قانون المسلمين المقدس) والطريقة التي فهمها ونفذها به الرئيس جعفر نميري من وحي الموقف أحسست انا أيضا ان طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص في قناعته الدينية وإنما بسبب من نقصهم هم”.). كما كتبت ميلر أنها قابلت نميري عقب إعدام طه بقليل في نهايات يناير  ١٩٨٥م وقالت سألت نميري (لم قتلت محمود طه محولة مجرى حديثي معه إلى مناطق أكثر حرجاً وأكثر إقلاقا رد نميري (انتم تقولون انه معتدل ولكنه غير معتدل) ولم يزد على ذلك ثم قال القرآن يوصي بقتل المرتدين ولا يستطيع الرؤساء والملوك والسلاطين تغيير ذلك. وهكذا أمام المسلمين لا يعرف انه ليس في القرآن عقوبة على ما يسمى الردة وواصلت ثم غطس نميري في كرسيه ودخل في حالة من الصمت جذب منديلاً ومسح حاجبه وبدأ كأنه قد نسى وجودي تماماً مرر يده بذهن شارد على شعره المجعد ووجهه الذي كان متجسداً في حضور قبل لحظات قليلة…تهالك فجأة وتراخى فكاه وتمدد عندها تنهد وأمرني بالانصراف بتلويحة من يده وكانت تلك هي آخر مقابلاته مع الرئيس نميري).. كتاب نحو مشروع مستقبلي للإسلام ثلاثة من الأعمال الأساسية للمفكر الشهيد محمود محمد طه طبعه عام ٢٠٠٢.   مرفقات: ١- اللقاء الكامل مع نميري في إعدام المرتد محمود محمد طه.  https://www.youtube.com/watch?v=MglFgA6EpbI ٢-  شهادة العميد طيار / فيصل مدني حول أعدام الأستاذ/ محمود محمد طه ومكان دفنه. https://www.youtube.com/watch?v=HYgEJxMKm8I٣- تعرف على المفكر السوداني الذي حوكم بالردة قبل 33 عاماً وصورة نادرة لسجن كوبر في يوم اعدام الاستاذ/ محمود. https://www.alarabiya.net/last-page/2018/01/19/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D8%A8%D9%84-23-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-

‫22 تعليقات

  1. (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) بهذه العبارة انتو كنتوا شايفين الراجل ده نبي فعلا ولا شنو بغض النظر عن حيثيات الحكم وأهلية وعدالة القضاء.

    1. الحبوب، Turkey.
      ألف مرحبا بالزيارة الكريمة بعد طول غياب.
      وفيات مشاهير في شهر يناير.
      ١-
      الفنان/ كمال كيلة:
      الفنان/ كمال الدين عثمان علي كيلا يُعد من أمهر وأميز فناني الجاز في السودان في عصره الذهبي، اتخذ من غنائه باللغة الإنجليزية بجانب العربية مَعْبَراً أغنياته خارج حدود الوطن، حيث تناولت أغانيه مواضيع السلام، والوطن، ووقف الحرب. توفي مساء السبت ٢/ يناير ٢٠٢١ عن عمر ناهز (٧٣) عاما، وهو في طريقه إلى مستشفى بحري. بعد عام على رحيل كيلا عن عمر ناهز 73 عاماً، بدأت ملامح الفراغ العريض تتمظهر في الساحة الفنية السودانية، وخصوصاً موسيقى الجاز التي غابت إلى حد كبير، وفق مهتمين، الأمر الذي دفع الجمهور إلى الهروب بذوقه السماعي نحو الجاز الغربي في مسعى لملء الفراغ.

      ٢- الفنان السوداني/ محمود عبدالعزيز:
      توفي في يوم الخميس ١٧/ يناير من عام ٢٠١٣م عن عمر يناهز (٤٥) عاما بعد صراع مع المرض ، في رحلة علاجية إلى العاصمة الأردنية عمان.

      ٣- الفنان السوداني/ مصطفي سيداحمد:
      عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة (١٥) عاماً أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام ١٩٩٣بالقاهرة وانتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات في الإسبوع إلى أن توفاه الله مساء الأربعاء ١٧/ يناير ١٩٩٦م.. وكان استقبال جثمانه في مطار الخرطوم حدثا مؤثرا، رغم منع السلطات الأمنية للجماهير من الحضور والتعتيم الإعلامى على خبر وفاته فقد ضج الناس بالبكاء في ساحات المطار والشوارع.

      ٤- اغتيال الموسيقار/ بدر الدين عجاج في يوم ٥/ يناير ٢٠٠٨.

      ٥- البروفيسور/ التيجاني الماحي:
      تخرج في مدرسة كتشنر الطبية في ١٩٣٥، وهي واحدة من المدارس التي شكلت كلية غردون التذكارية آنذاك، ثم تحولت كلية غردون إلي كلية الخرطوم الجامعية حتى العام ١٩٥١ وفي عام ١٩٥٦أصبحت جامعة الخرطوم الآن. حصل على دبلوم عالي في الطب النفسي من إنجلترا في يوليو ١٩٤٩م ، كأول سوداني وأول أفريقي يتخصص في الطب النفسي. يعتبر من مؤسسي جمعية الطب النفسي الأفريقية. ويعتبر أبو الطب النفسي الأفريقي. وله دراسات رائدة حول السحر والزآر وغيرها وعلاقتها بالصحة النفسية. وفي بحوثه حول الثقافة الأفريقية كان يدرس الآثار والحضارات الأفريقية القديمة وله معرفة باللغة الهيروغليفية.
      أطلق اسمه على أول مستشفى ينشأ للصحة النفسية والعصبية في السودان وقد أقيم بأم درمان مستشفى التجاني الماحي. توفي في يوم ٨/ يناير ١٩٧٠.

      ٦- مـحمد سـعيـد القدال:
      توفي في يوم الاحد ٦/ يناير ٢٠٠٨، حاصل على شهادة الدكتوراة في تاريخ السودان الحديث. أستاذ مشارك في مادة تاريخ السودان الحديث في كلية الآداب في جامعة الخرطوم.

      ٧- سليمان ميلاد:
      تاريخ الوفاة: العاشر من يناير ٢٠٠٠م
      https://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=30045

      ٨- الشريف حسين الهندي:
      في مثل هذا اليوم ٩/ يناير ١٩٨٢م انتقل إلى جوار ربه بإحدى فنادق أثينا باليونان إثر نوبة قلبية الشريف حسين الهندي زعيم المعارضة وأحد مهندسي مؤتمرات اللاءات الثلاثة الذي انعقد بالخرطوم في أغسطس ١٩٦٧م بعد نكسة حرب يونيو، قال عنه الشاعر السوداني والدبلوماسي المرحوم صلاح احمد إبراهيم يرثيه :”إنني احني رأسي إجلالا لرجل مقاتل بحق لم يضن بدقيقة من وقت أو ذرة من نشاط في سبيل ما نهض في سبيله حتى خرَّ صريعاً.. لقد كان صوتاً عالياً من أصوات المعارضة السياسية في السودان- لنظام النميري- بل أعلاها صوتاً، وكان وجهاً مبرزاً للمعارضة السياسية في السودان”، توفي عن عمر يناهز (٥٨) عاماً.

  2. ماذا كتبت الأقلام، ونشرت الصحف السودانية
    والأجنبية عن إعدام الاستاذ/ محمود محمد طه؟!!

     ١-  نميري نعم سأعدم محمود محمد طه مرة اخرى.
     https://www.youtube.com/watch?v=M9KPZev6xoo

     ٢-  محمود محمد طه وجعفر نميري – الجزء الثاني.
     https://www.youtube.com/watch?v=4e0MPd3fKU8

     ٣-  شمو: صارحت النميري بانتقادي لحكم إعدام محمود محمد طه.  
     https://www.youtube.com/watch?v=XdBJrM68g_s

     ٤-  الرئيس الاسبق جعفر نميري ومحمود محمد طه.
     https://www.youtube.com/watch?v=RNaNmxgusw4

     ٥- محاكمة الاستاذ محمود محمد طه يناير 1985 – محكمة الموضوع.  
     https://www.youtube.com/watch?v=Jm09dD1YKFk

     ٦- الفيلم الوثائقي بين زمنين الذي يتناول قصة الأستاذ محمود محمد.
     https://www.youtube.com/watch?v=e8frpcDvgqw

     ٧-
     *- محمود محمد طه من الاعتكاف إلى حبل إعدام الإخوان بالسودان.
     *- الجمهوريين: قرن من النضال الفكري – Ayin network.
     *- هل كانت هناك مساع لمراجعة حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه؟!!
     *- محمود محمد طه… مأساة مفكر فى زمن الردة.
     
    ٨- *- مشاهداتي في “كوبر”.. وإعدام محمود محمد طه وممارسات “الإسلاميين الانقلابيين”.  
     https://www.alttahrer.com/archives/4475

     ٩- 37 عاماً على إعدام محمود محمد طه: الرجل الذي قال «الإسلامُ
     إسلامان»!
     https://al-akhbar.com/Opinion/328420
     ١٠-
     محمود محمد طه .. قتلته السياسة ولم يقتله الدين..!!
    https://www.alrakoba.net/817661/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D9%82%D8%AA%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%87/

    ١١- لهده الأسباب تم إعدام المفكر السوداني محمود محمد طه.
     https://www.youtube.com/watch?v=bkJ5HXPgNfg

    ١٢- محمود محمد طه..المفكر الإسلامي الذي قتلته رؤيته المختلفة للدين.
     https://raseef22.net/article/133513-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%82%D8%AA

  3. استاذى الصايغ تحياتى ..
    يبدو أن نميرى كان حكيما فى عدم دفن محمود فى مقابر السودانيين المعروفة وهذا يغلق الباب اما الجمهوريين الذين هم ايضا من جماعة الهوس الدينى واقرب للكيزان كما جماعة حزب الأمة لو دفن فى قبر لجعله الجمهوريين ( مزارا ) ..وهذا نفس النهج الذى فعله الليبيين للقذافى وايضا الامريكان بالنسبة لبن لادن .. أغرب شيئ كثير من الجمهوريين بيعتقدوا بان محمود لم يموت بل ان بعضهم وهو على حبل المشنقة كانوا متأكدين بأنه لن يموت .. استغرب ان ينجرف بعض المتعلمين والمثقفين وراء شخص له افكار دينية لا يألفها المجتمع السودان مع ان الدين غير معقد وواضح والصلاة واضحة ورسولنا ونبينا صلوات الله عليه وسلم جاء برسالة واضحة وبلغها بأمانة للمسلمين فلماذا التعقيد والرسالات ! أسوأ ماحدث للسودان بعد آفة الانقلابات العسكرية هو جماعة الهوس الدينى من المهدى الى الترابى فلقد افسدوا الدين وافسدوا حياتنا

    1. الحبوب، سوداني طافش.
       حياكم الله وأسعد أيامكم وحماكم من برد وزمهرير كندا.
       دور حسن الترابي في
      إعدام محمود محمد طه.
       اقتباس من مقال طويل نشر في صحيفة “الراكوبة” تحت عنوان “شهادة الترابي على العصـر (حلقة 6)” الكاتب/ مصعب المشرف بتاريخ يوم 29/ مايو، 2016، وجاء فيه:
       كان الترابي وجنوده هم الذين ضغطوا في إتجاه إعدام محمود محمد طه في يناير 1985م .. وأن نميري قد أخطأ في الإنقياد لهم لسبب يتعلق بجهله وتخبطه في تلك الفترة .. وحيث لا يستقيم إعدام شخص مدني لمجرد أنه اعترض بالرأي على قرارات سبتمبر 1983م دون أن يعلن حالة عصيان أو يحمل سلاح… أو بمعنى أن إتهام الترابي نميري بأنه هو الذي سعى إلى إعدام محمود طه إنما يجيء لغرض التملص من المسئولية التاريخية لا غير. والمفارقة أنه تم إصدار حكم آخر في عام 1986م ببطلان حكم الردة الصادر في حق محمود محمد طه والحكم الصادر بإعدامه شنقا.

      لم تكن مجريات محاكمة يناير 1985م عادلة على النحو المفترض . فقد كانت سريعة سطحية .. ولم يتم الاستعانة بعلماء دين من خريجي مؤسسات إسلامية ؛ يناقشونه على أقل تقدير يفندون له مزاعمه على الملأ . كان واضحاً أن محمود محمد طه قد كان مسـتـهدفــاً …. وأن قرار إعدامه قد صدر سلفاً خارج قاعة المحكمة .. وأن الترابي إنما كان يظن أنه بذلك سيحظى لتياره (الإسلامي السياسي) بالمزيد من الأتباع .. وأنه سيبث الرعب في قلوب خصومه …. ولكن جاء الأمر على عكس ما يشتهيه.

      وخلال هذه الحلقة السادسة من شهادته على العصر تعدى الترابي باللفظ والسخرية من محمود محمد طه وطال تعديه أسرته .. فوصفه كذبا أنه كان يعمل “مسـاحـاً” .. وأن أسرته كانت مشعوذة ومخبولة .. وكل ذلك التعدي كان يتدفق من لسان وفم الترابي على طريقته المعهودة في الضحك وإصدار الشخير أثناء الكلام. وبما يزيد من نفور المشاهد والسامع.
      فإذا كان الترابي (كما يدعي) لا يحمل في دواخله واجندته عداءاً للمهندس محمود محمد طه ؛ فلماذا يسخر منه على هذا النحو الشخصي الصادر من لسان مسموم؟!!

      وقد كان الرأي العام الذي تمخض عن هذه المحاكمة هو تعزيز الإنطباع أن جعفر نميري قد طاش عقله … وأنه قد تـفـرعــن ، وأصبح يجمع حوله السحرة والحـواة والمشعوذين ومدعي الورع ؛ ومحاطاً براميات الودع ، وقارئات الفنجان …. ثم جماعة متأسلمة تستخف قـومهــا بإسم الديـن … وتضع كراسي الحكم نصب أعينها ؛ وتستهل التعذيب وإلحاق الأذى ؛ وسفك الدماء وإراقتها … وقتل الأنفس بلا حق في سبيل الوصول إلى هذه الكراسي . والبقاء فيها دون اكتراث لغضب الله وانتقامه في الدنيا ثم سؤال القبر وعذابه …. ثم سؤال وعذاب الآخرة وما أدراك ما عـــذاب الآخرة. -إنتهي-

       ٢-
       الترابى يتنصل من المسؤولية
       عن إعدام محمود محمد طه.
       المصدر- صحيفة “التغيير”- 23 مايو, 2016 –
      تبرأ عراب الإسلاميين الراحل حسن الترابي من احداث كبيرة وقعت خلال تقلده مناصب حيوية وحساسة خلال عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري مثل واقعة إعدام المفكر محمود محمد طه وترحيل اليهود الفلاشا من السودان لإسرائيل. وقال خلال حديثه لبرنامج شاهد علي العصر والذي بثته قناة الجزيرة الأحد انه كان رافض لإعدام محمود محمد طه لانه ضد مبدأ الحكم بالردة. مشيرا الي انه لم يشهد المحاكمة ولم يشهد وقائع عملية الشنق. وتأتي تصريحات الترابي والتي سجلت في العام 2010 مخالفة للوقائع التاريخية المعروفة مثل قيادته وتأثيره علي حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري خاصة فيما يتعلق بإعدام محمود محمد طه بإيعاز منه  واخرين بعد اتهامه بالردة عن الدين الاسلامي. 

      1. الاخ الراصد المثابر بكري الصائغ تحيه واحترام نقدر لك جهدك وتعجبني كتاباتك جدا واكثر شي تحري الامانه في النقل نحن لا نعرف تاريخنا جيدا ولا نهتم به اريد ان الفت نظرك انني علي غيرحزبك ولا انكر ان كتاباتك جيده اختلافنا في وجهات النظر او الحزب لا تمنع من ان اقول كتاباتك جيده لان معظم مشاكلنا انا صنفنا الاخرين في دائره العداء وموضوع الجمهوريين وزعيمهم خير دليل العداء اصلا كان موجود في السيتينات هنالك رجل اقامه دعوه ضد محمود والمحامي كان علي عثمان محمد طه ولم تصدر حكم في حق محمود لما تحالف الاخوان مع النميري وجدوا في معارضته لقوانين الشريعه فرصه وحدث ماحدث وايضا القصه المشهوره لمنصور خالد وترشحه لمنصب رفيع في الامم المتحده اعداءه الاخوان اقنعوا النميري بانه لا يصلح حتي لو فقد السودان المنصب انه العداء والحسد اضاع علي السودان الكثير وللاسف الشديد سيضيع الكثير تحياتي

        1. الحبوب، وليد العبدالكريم.
           حياكم الله وأسعد أيامكم بالصحة التامة والأفراح.
           عودة الي يوم السبت ١٩/ يناير ١٩٨٥:
           إعدام الأستاذ/ محمود كان في يوم الجمعة ١٨/ يناير، ولكن في اليوم التالي لإعدامه السبت ١٩ يناير وقعت أحداث غريبة في الخرطوم ما كنا نتوقعها بهذا السوء رغم وجود “قوانين سبتمبر ١٩٨٣” التي هي كانت اسوأ قوانين عرفها السودان، ففي هذا اليوم السبت كثفت قوات الشرطة المدججة بالسلاح الناري من رقابتها علي الشوارع الرئيسية والأسواق مداخل الكباري، ورابطت قوة مسلحة أمام بوابة جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم، بل وحتى أمام دور السينما منعا لوجود اي ردود فعل غاضبة من المواطنين تجاه إعدام شيخ عمره (٧٦) عام.. منعت الشرطة التجمعات وطبقت نظام عدم السماح لاكثر من شخصين من السير معا، منعت الصحف من نشر اي موضوع يتعلق بإعدام محمود، ظلت الرقابة الصارمة علي الصحف مستمرة طوال مدة شهر بالكامل، وطوال الايام التي جاءت بعد عملية الأعدام ظلت الإذاعة – كعادتها في ظل وجود قوانين بدرية سليمان تبث بكتافة شديدة أحاديث دينية ومدائح نبوية ولقاءات مع رجال الدين المتشددين في ولائهم للنظام الاسلامي.

           ولكي ترهب الأجهزة الأمنية المواطنين وتزيد من رعبهم، قامت جهاز الأمن القومي باعتقال صبيان دون العشرين عاما وكانوا من المشردين ضمن أطفال الشوارع، وادعت بانهم خلية حاولت زعزعة النظام من خلال اعمال إرهابية ضد السودان الاسلامي الجديد، وكتفت وسائل الاعلام الكلام عنهم وكيف أن عقوبتهم قد تصل الي حد الايام… ولكن في ظل الظروف العصيبة التي مر بها نظام النميري محليا وعالميا والادنات الكثيرة من قبل حكومات دول اوروبية وحكومة واشنطن اضطر النميري الي تخفيف قبضته الصارمة… في مارس من نفس العام ١٩٨٥ – اي بعد أقل من (٧٠) يوم من إعدام الشيخ قرر النميري السفر الي امريكا للعلاج من تصلب الشرايين الذي كان يعاني منه، بعدها وفي اثناء غيابه بالخارج اندلعت انتفاضة أبريل ٨٥ أطاحت بالنظام… وبعدها تكشفت حقائق كثيرة وخطيرة عن إعدام محمود.  

      2. تحياتى استاذى وشكرا على ردك ..
        هنالك حقيقتين أراك مررت عليهما مرور الكرام وهى انه لم يتحدث معه علماء الدين فالمعروف ان علماء الدين والفقه حاوروا محمود الذى لايعرف الدين وليس متخصص فيه ولم يدرس أصول الدين ولا الشريعة ولا الفقه وبالمناسبة حاور محمود علماء الدين والقضاة ليس من السودان فقط بل من السعودية ومصر ومجمع العلماء علما بأن الذين حاوروه متفقهين فى الدين والقضاء بل ان بعضهم يحمل درجة الدكتوراة كانت النتيجة اصرار محمود على رأيه ورفض الاستتابة الحقيقة الثانية محمود لم يكن معارضا لما يفعله نميرى ولا حتى معارضا لقوانين سبتمبر على الوجه الاكمل بل فى الغالب كان مؤيدا لنظام مايو .. لدى ملاحظة عندما أقرأ للجمهوريين فعند ذكر محمود لا يقولون له الرحمة والمغفرة او رحمة الله عليه أو المرحوم محمود واظن ذلك لاعتقداهم بأنه لاقتل ولا صلب ولكن شبه لهم

        1. الحبوب، سودانى طافش.
          ألف ألف مرحبا بحضورك الثاني الكريم.
          يا حبيب، لقد فات عليك أن المقال اصلا ما جاء فيه كلام عن معتقدات الاستاذ/ محمود وبقيه اتباعه من الجمهوريين، المقال عبارة رصد تاريخي ما تم في يوم الجمعة ١٨/ يناير، مقال توثيقي لا اكثر ولا اقل تماما كما قمت من قبل برصد تاريخي للحظات إعدام عبدالخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق المحامي دون التطرق الي اشياء لا علاقة لها بما جري في ايام الاعدامات..
          جهات سياسية واعلامية وصحفية تناولت اعدام الاستاذ/ محمود من ناحية قانونية لا اكثر ولا اقل بعيدا عن التطرق معتقداته وارائه في الدين، وهل من حق النميري إعدام شيخ عمره (٧٦) عام؟!!
          شخصيا، وبحكم دراستي للقانون اري أن النميري وحسن الترابي وبدرية سليمان وابو قرون وعوض الجيد والمكاشفي أجرموا في حق محمود، وان عملية التصفية الجسدية كانت من أجل ازاحة محمود من الساحة الدينية والسياسية ليخلو الجو تماما جماعة الهوس الديني في نظام حكم النميري بعيدا عن المشاغب محمود.

    2. 😎 يبدو انك من جماعة المسلمين الطقوسيين لانك لا تعرف ان محمد قد قال من بدل دينه فاقتلوه 😳

      اما ان كنت من جماعة الاسلام السياسي فانت بلا شك تدلس بغرض تضليل المسلم الطقوسي لكن هيهات 😳👇🏿

      لو تركوا حد الردة لما كان هناك اسلام !!

      جلال الاسدي
      (Jalal Al_asady)

      الاسلام في بداياته كان ضعيفا يتكون من قلة قليلة من الفقراء والعبيد وكان دين دعوة ومهادنة ، لم تكن جزءً متأصلاً فيه بقدر ما كانت خوفا من بطش اهل مكة من عبدة الاوثان ، وبعد تتابع سلسلة الاحداث الدرامية التي انتهت به في المدينة هارباً مهاجراً ، ثم مكوناً جيشاً قوياً من الشراذم وقطاع الطرق ، الذي استأسد به على بقية العرب في الجزيرة وحولهم بحد السيف الى الاسلام عن طريق الغزوات التي كانت ولا تزال ثقافة الاسلام التي حولته قديما الى امبراطورية مترامية الاطراف ، وحديثا حاولت القاعدة ومن بعدها داعش بعث الروح فيها ! ولا ننسى غزوة مانهاتن وتدمير برجي التجارة في امريكا ، وغزوة الموصل وما تلتها من غزوات ومآسي في العراق وسوريا وليبيا …الخ ! وبقيتْ حلماً بانتظار التحقيق !
      الحقيقة لم يدخل العرب في البداية الى الدين الجديد عن قناعة تامة كما تصور لنا المرويات الاسلامية وانما طمعا في الغنائم و بالخصوص النساء من السبايا ، وحتى لايلعب المسلم الجديد بذيله ويغادر الاسلام متى شاء ، وينفرط عقد الاسلام جاء حد الردة كعقاب مقدس رادع لمعالجة هذه الحالة التي تحولت فيما بعد الى ظاهرة بعد وفاة النبي ، ولولا حروب الردة التي خاضها ابو بكر وخالد بن الوليد لتحولت الى ظاهرة عامة ، وانتهى الاسلام في مهده !
      فالاسلام في حقيقته لم ينتشر فقط بالسيف وانما بقائه حياً لحد الان هو بفضل هذا السيف وهذا الحد !! فلولا حد الردة لما عرفنا الان شئ اسمه اسلام ولبقي محصورا في الجزيرة العربية على الاقل ، اذا لم يكن قد انتهى غريبا كما جاء !! … وهذا ما اكده القرضاوي حين قال : ( لو تركوا حد الردة لما كان هناك اسلام . كان انتهى الاسلام منذ وفاة الرسول ) … فهو الحد المرعب الوحيد الذي اثمر ولازال يشكل هاجسا للكثير ممن يريدون ترك هذا الدين ! فبقية الحدود على فضاعتها لم تقضي على الفعل الذي جاءت من اجله ، فحد الزنا مثلا لم يوقف الزنا ولا حد السرقة ايضا استطاع ان يحد من السرقة حتى في المجتمعات الاسلامية التي تطبق الشريعة ، لانها ببساطة نزعات بشرية متاصلة في النفس الانسانية لا يستطيع العقاب مهما كان قاسيا ايقافها ، حتى القوانين الوضعية في مجتمعاتنا الحديثة على صرامتها لم تستطع ايقافها وستستمر مع وجود الانسان على هذا الكوكب … ويعطي القرآن تفسيراً الاهياً لذلك بالقول ان النفس أمارة بالسوء !
      يدعي الكثيرون من الشيوخ كذباً بان الاسلام انتشر لانه دين سلام وانسانية وعدل رباني ، او عن طريق التجار المسلمين في صدق تعاملهم مع الشعوب التي كانوا يقيمون معها تجارتهم ، و عليه تزاحم الناس افواجا وتدافعوا من اجل الدخول فيه … وكأنه مثلا حرر العبيد وحرَّم الرق والعبودية ونشر الحب والسلام والرحمة والتسامح بين الناس واعطاهم كامل الحرية في اعتناقه او تركه لذلك دخلته واعتنقتة الشعوب التي وصل اليها بجيوشه الجرارة بقيادة ضباع الصحراء من قادة هذه الجيوش من امثال خالد بن الوليد وعمر بن العاص وطارق بن زياد والقائمة تطول ، وفرضوا انفسهم وكأنهم اسياد هذه الارض ! ولا كأنه أجبر الناس بحد السيف والبطش والقهر على الدخول فيه او الجزية او الموت ! … انه الدين الوحيد على هذا الكوكب الذي يعاقب تاركيه بالقتل !!
      وفي عصرنا الحديث دفع استيقاظ اكثرية المسلمين من سبات اهل الكهف الى اللحاق بركب الحضارة الانسانية ، وبمساعدة القوانين والقيم الراقية التي وضعها الانسان ومجتمعاته المدنية استطاعوا تطويع هذا الحد ، والحد من فعاليته نوعا ما ، على الاقل في المجتمعات الخاضعة لسلطة الدولة ، باستثناء السعودية والتنظيمات الارهابية التي تعيش خارج اطار الزمن ! لكن كل هذا لم يمنع مجرمي التكفير وفتاواهم الجاهزة والتي لا تعير التفاتا لقدسية الحياة الى ازهاق ارواح الكثيرين من ضحايا هذا الحد قديما وحديثا

      1. تحيه طيبه نجارتا في حقيقه الامر انت تصور وكان المسلم يخاف من حد الرده فقط ولو انه امنه العقوبه ارتد من المليار نصفه مع كامل الاحترام فكرتك سطحيه جدا انت تحتاج لاثبات كلامك للاسف غارق في السطحيه والتنظير ومرسل تحتاج الي تعمق وترك العاطفه عند النقد لكي لا تترك المعاييير ومن ضمنها الامانه واظنك تتفق معي ان الكلمه امانه

        1. الحبوب، وليد العبد الكريم.
          تحية الود والاعزاز بحضورك الثاني الكريم.
          في النظام الإسلامي عام ١٩٨٩ تم إعدام الطلب/ مجدي محجوب في سجن كوبر لا بسبب ديني او عقائدي وانما من أجل تقنين نهب اموال عائلة المرحوم محجوب محمد أحمد.
          نفس النظام الاسلامي في عام ١٩٩٠ قام بإعدام الطيار/ بطرس الإرهاب التجار واصحاب الشركات الكبيرة والصغيرة بتسجيل كل ما بحوزتهم من أموال صعبة لدى بنك السودان… وفيما بعد ان قاموا بتسجيل اموالهم وكانت بملايين الدولارات صادرتها اللجنة الاقتصادية التابعة “للمجلس الأعلى لثورة الانقاذ” والتي كانت برئاسة صلاح كرار الملقب ب(صلاح دولار.).
          في أبريل عام ١٩٩٠ قام نفس النظام الإسلامي التابع للجبهة الاسلامية بإعدام الطالب/ اركانجلو وسلب المبلغ الخاص بسداد المصروفات الدراسية.
          في عام ١٩٧١ تم إعدام عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق المحامي، وهاشم العطا وفاروق حمدنا الله وبابكر النور بدون اجراءات محاكمات عادلة ونزيهة لارهاب العسكر المواطنين أن نظام النميري قوي وثابت.

          في أبريل عام ١٩٩٠ تم إعدام (٢٨) ضابط دفعة واحدة لاثبات أن نظام الانقاذ الاسلامي لا يهادن ولا يلين امام من يعاديه.

          هذا الرصد الغرض منه طرح سؤال مفاده: لماذا كانت دائما الانظمة العسكرية والاسلامية التي حكمت السودان مولعة في العنف والاستبداد والميل لبطش خلق الله؟!!!… وهل ظهور حالات الحاد وخروج عن الدين سببه همجية الحكام؟!!

      2. الحبوب، نجارتا.
        تحية طيبة.. ومشكور علي المشاركة بتعليق اصلا ما فهمته ولا الي ماذا ترمي!!
        الترابي :
        هذا هراء، لا يوجد حكم للمرتدّ في الإسلام، قرآناً وسنّة، والانتماء إلى الدّين أو الخروج عنه مسألة شخصيّة. https://www.alrakoba.net/2291741/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%8C-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D8%AC%D8%AF-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%AF%D9%91/#google_vignette

  4. من يريد معرفة حقيقة الجمهوريين فليتابع بوست للنقاش المفتوح مع الجمهوريين فى سودانيزاونلاين او مقالات الجمهورى خالد الحاج فى الرد على عبد الله النعيم المنشورة على موقع الراكوبة لتكتشف حقيقة الفكر الجمهورى
    اما قصة الاعدام ففيها عبرة لمن يعتبر فقد أيد محمود محمد طه النميرى فى بطشه بمعارضيه السياسيين ولكن عدالة السماء وضعت رقبته تحت مشنقة النميرى وكما تدين تدان

    1. الحبوب، الفكي.
      مساكم الله بالعافية والصحة التامة.
      ونواصل السرد عن الراحل/ محمود في الذكري ال(٣٩) علي اعدامه؟!!
      المستشار القانوني والقاضي السابق حمزة محمد نور الزبير ولغز إخفاء جثمان محمود محمد طه.
      https://www.alrakoba.net/31369814/%D9%84%D8%BA%D8%B2-%D8%A5%D8%AE%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%AC%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87/

  5. تحية طيية وسلام عاطر استاذنا بكري: شكرا جزيلا على السرد الدقيق والتوثيق الرصين لواحدة من اعظم مآسي السودان والتي تمثلت في اعدام الاستاذ الشهيد محمود محمد طه. الشىء اللافت ان البعض يقفز على جريمة اعدام شيخ طاعن في السن تجاوز عمره الخمسة وسبعون عاما كل ذنبه انه وقف بشجاعة نادرة امام قطعان الهوس الديني ثم يتحول لمهاجمة افكاره الدينية وكانه يبرر هذا الفعل المشين الذي ليس فيه من الانسانية او الاسلام في شىء. لن انسى ما حييت منظر الاطفال اليفع وقد قطعت اياديهم ايام شريعة العجوز الشمطاء بدرية سليمان وعوض الجيد وابو قرون وايام المعتوه المكاشفي طه الكباشي والمهلاي وغيرهم من السفلة في وقت كان فيه كبار اللصوص يسرحون ويمرحون. ما حدث كان جرس انذار لكل الشعب السوداني بما سيفعله هؤلاء القتلة اذا ما قدر لهم ان يستولوا على السلطة وهذا ما حذر منه الاستاذ شخصيا في نبوؤته الشهيرة. الفكرة الجمهورية لم تمت لأن الفكر لا يقارع الا بالفكر. اقول هذا الكلام وانا لست بجمهوري. وان كان هنالك مرتد حقيقة فهو شيطانهم الترابي الذي راح ولم يبق من ذكره شىء سوى اسمه وافعاله المشينة بحق الشعب السوداني والا فليقل لي كائن من كان اين هي افكار الترابي؟ وقد رأينا بأعيننا ما فعله المهووسين الدجالين الافاكين المنافقين تجار الدين بعد ان استولوا على السلطة وكيف انهم انغمسوا في الفساد بصورة غير مسبوقة واوغلوا في دماء الابرياء على مدى اكثر من ثلاثة عقود في كل ارجاء السودان ولم يكتفوا بذلك بل اوقدوا حربا لا يزال خرابها يتمد لكل شبر من وطننا المنكوب. البعض لا يتعلم من دروس التاريخ والبعض يتجاوز الحدود بل ويتحدث بمنتهى الوقاحة عن اعدام الاستاذ محمود وكأنه كان عملا عظيما يدعو للفخر والاعتزاز وليس جريمة لا تشبه السودانيين وإلا فمن يقتل شيخ بلغ من الكبر عتيا؟ وبقدرما اكرر شكري لك استاذ بكري على احياء ذكر استشهاذ الاستاذ والمسخرة التي صاحبت محاكمته واعدامه فإنني ارجول ان تتحفنا بتصورك للنهاية التي سوف تحقيق بالفحاطة لصوص الدين الفسدة المجرمين القتلة ي قادم الايام؟ ولك الف تحية وكل الاحترام وللشهيد الرحمة.

    1. الحبوب، ابوجاكومة ود كوستي.
       حياكم الله بالعافية والصحة التامة.
       وصلتني ثلاثة رسائل من قراء علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
       (…- شنو يا ود الصائغ عامل هيلمانة وجوطة في اعدام واحد زنديق وكأن اعدامه اعدام شخص سوداني مهم؟!!، زول اسدري بالقرآن وما كان يصلي وراح يجاهر بإسلام جديد قاطعه من رأسه ويدعو الناس لدعوته بصورة استفزت مشاعر كل المسلمين. دعوته غريبة لا كانت سنية ولا شيعية ولا مالكية ولا حنبلية، ولا حتي وهابية ولا تستند لاي حجج او مستندة علي ادلة قاطعة يؤكد بها حججه.. ومش كده وبس وكمان راح يعادي السلطة، ويعادي النميري في زمن حكمه الاسلامي ودي يفهموها كيف واحد يعادي النميري في وقت كانت محاكم العدالة الناجزة نازلة تقطيع في ايدي وارجل المعادين للنظام الاسلامي بتاع النميري؟!!. اعدام محمود لم يجد اهتمام واسع داخل السودان لأن دعوته اصلا ما كانت محل قبول.).

      ٢-
       الرسالة الثانية:
       (…- المفروض النميري ما كان يعدم محمود محمد طه ويخليه ينشط في دعوته. وبمرور الزمن محمد براه يتخلى عن مذهبه بعد ما يلقي ولا واحد مهتم بدعوته. ولكن بعد اعدامه في محاكمة جائرة غير نزيهة كبرت الدعوة وانتشرت بسبب تكثيف الاعلام عليها ولاقت رواج من ما في.).

      ٣-
      الرسالة الثالثة:
      (…- دعوة محمود جاءت تحت عنوان “الرسالة الثانية من الإسلام “ظهرت في زمن حكم بريطانيا للسودان ولم يعترض عليها الحاكم البريطاني ولا المواطنين، ولا عادها اسماعيل الازهري في زمن حكمه بعد الاستقلال، وجاء بعد الازهري عبدالله خليل وما ابدي اعتراض علي وجود الحزب الجمهوري في البلاد.. وجاء النميري والغي كل الاحزاب بما فيهم الحزب الجمهوري، ومن سنة 1969 الي عام 1983 ما اهتم النميري بالنشاط السري للحزب الجمهوري، ولكن في عام 1983 لما خزينة الدولة فضت من الأموال وبقي نظام النميري علي الحديدة، قرر يلعب لعبة اسمها “السودان الاسلامي” عسي ان يرضي هذا النظام الجديد ملك السعودية ورؤساء دول الخليج فعملوا علي ضخ الاموال بالمليارات للنظام الاسلامي في السودان، ولكن رؤساء هذه الدول اهملوا النميري لانه كانوا يعرفون انه متلاعب وتمثيلية السودان الاسلامي لن تنطلي عليهم.. وانتهي النميري وانتهي نظامه ولكن بقاها مازالت موجودة الان يحافظ عليها بشدة البرهان وكرتي.).

  6. العم الجميل و المتميز دائما: بكري الصائغ متعك آلله بالصحة والعافيه، وبعد
    هذا السرد التاريخي والمتميز للأحداث التي حدثت فى آخر أيام القامة السودانية محمود محمد طة جعلتني كمن كان بين الحضور بسجن كوبر أثناء تنفيذ الحكم الجائر بحق ذاك الرجل السبعيني. لقد رسمت لوحة فنية (3D) لبطولة ذالك الشيخ المسن وأظهرت مدي ضعف الجلاد وإن كان يتوهم القوة في ذالك الزمان.
    تحياتي لك مجددا

    1. الحبوب، Joseph.
      تحية طيبة وسلام حار لشخصك الكريم.
      وهاك يا حبيب واحدة من مهازل الاحكام في السودان.

      أشهر المحاكمات السودانية .. الواثق
      صباح الخير إرسين لوبين السودان !!
      المصدر- “سودانية نيوز”- يونيو 1, 2022-
      الواثق صباح الخير شبّ وترعرع بضاحية الشعبية بالعاصمة الثالثة (الخرطوم بحري) على أيام العهد المايوي، عندما كان الرئيس الأسبق نميري في سدة الحكم، اتّسم الواثق وتفرّد على أقرانه مِن مَن عاصروه في تلك الحقبة الزمنية من أبناء منطقته ومعارفه بصفات أقل ما يمكن أن نصفه بها أنه كان ودوداً ومحباً للمساعدة، متفاعلاً في المجتمع المحيط حوله في فعاليات الأفراح والأتراح بشهادة كل من يعرف الواثق.
      لم يلقَ حظه في التعليم وسريعاً ما إتّجه الى كسب رزقه بالعمل الحر.. عمل مراسلة في مصلحة الوابورات وهي نفس المؤسسة التي كان يعمل بها والده، لم يستمر ويعمر في هذه الوظيفة، إنضم للعمل في احدى المؤسسات العسكرية.. أيضاً لم يدم ذلك طويلاً، فقد أُصدر قراراً بفصله من العمل إثر خلاف نشب مع أحد المسئولين الأقدم منه، بعدها تنقّل في عدة أعمال، غير إن جلها لم يكتب لها الإستمرارية.

      مضت به الأيام، وعندما شارف على العقد الثاني من ربيع عمره تمحورت شخصيته بسلوكيات وتصرفات لم يعهدها فيه أقرب المحيطين حوله بعادة غريبة كان يقفز ليلاً بيوت الأغنياء ويسرق ما تيسّر له وبحلول الصباح يكون قد وزّعها على الفقراء في حي الشعبية وخارجها.
      وسع نشاطه وإتّجه بعدها خارج الشعبية في كل من الخرطوم وأمدرمان وضواحيها، بعد عامين فقط اشتهر في كل أنحاء السودان ــ الرجل الذي يسرق الأغنياء والحكومة ليوزعها على المحتاجين.

      شهرة الواثق قادت الى القبض عليه عدة مرات، ثم قادته فيما بعد الى محاكمة مشهورة وسريعة انتهت باعدامه في نفس اليوم الذي أعدم فيه محمود محمد طه الجمهوري، ليضيع خبر إعدامه في معمعمة إعدام محمود طه زعيم الجمهوريين المشهور.. السؤال، هل كان لصاً كـ(روبن هود).. أم قاطع طرق.. علماً بأن خصاله تبتعد عن اللصوص التقليديين الذين يسرقون عشوائياً؟. الواثق وجد فراغاً إجتماعياً ملأه على طريقته الخاصة.. ونميري طوى صفحته سريعاً، وحياته كانت قصيرة، فقد أُعدم ظلماً وهو في الـ(22) من عمره.

      ما بين ميلاده في بداية ستينيات القرن الماضي وإعدامه وصلبه في نهاية عام 1984م إلا أن ما اكتنف حياته من غموض وحكاوي تكاد تقارب الأساطير يجعل التنقيب في حياة (المشنوق المصلوب) الواثق صباح الخير والتي لم تجد نصيبها من التوثيق.. رغم أنه ملأ الدنيا وشغل الناس حيناً من الدهر. جيء بالواثق صباح الخير للمحاكمة والتي سبقتها حملة إعلامية غير مسبوقة تبشر المواطنين بالقبض على أخطر مجرم في تاريخ السودان.. وتهييء الرأي العام مسبقاً لحتمية إعدامه وصلبه.

      كانت محاكمة اهتاجت فيها العواطف لحد كبير وألقت الأساطير التي نسجت حول الواثق واشتط فيها الناس حينذاك بظلالها عليها لحد كبير.. فأصبحت زخماً إعلامياً.. أكثر منها محكمة عدل وقانون.. جيء به مقيد اليدين والقدمين مرفوقاً بقوة ضاربة من الحرس.. كان ذلك بتاريخ 13/6/1984، حيث قدم وكيل نيابة الطواريء الى تلك المحكمة أربعة بلاغات من ضمنها بلاغ مدون بمدينة الخرطوم بحري والذي ذكر فيه الشاهد أن ثلاثة أشخاص (تعرف منهم على الواثق و حسن أبوعنجة)، قد نهبوه مبلغ 14 ألف جنيه.. و75 قرشاً.. وذلك بعد أن قيّدوه تحت تهديد السلاح..

      وتمت إدانة الواثق صباح الخير تحت المادة 334 عقوبات.. إلا أن المحكمة لم توقع عليه أي عقوبة.. لعلمها أن الجريمة كانت قد وقعت في ظل قانون العقوبات الملغي لسنة 1974م والذي كانت تقرأ مادته على أنه يحاكم في مثل هذه الجريمة باعتبارها سرقة عادية، حيث لم تتوافر فيها شروط حد الحرابة.

      في غمرة الإندفاع المحموم للتنفيذ (الفوري) للحكم الصادر بحق الواثق صباح الخير القابع في زنزانة خرساء الجدران منتظراً مصيره المحتوم في مساء ذلك الخميس الصيفي.. كان لابد أن تغفل بعض التفاصيل اللازمة لإكمال تنفيذ الحكم.. مثل إجراء الكشف الطبي على المحكوم والتأكد من لياقته الصحية للتنفيذ. أغفلت مثل هذه التفاصيل.. وتم اعتبارها غير ذات شأن غير أن المعضلة التي برزت في وجه السلطة المنفذة هي مسألة المصادقة على تنفيذ الحكم.. إذ يتعين في كل أحكام الإعدام أن ترفق مصادقة رئيس الجمهورية (أو من ينوب عنه) بتوقيعه.. ضمن محضر الإعدام . كما يتعين أن تتلى هذه المصادقة على المحكوم عليه قبل تلقينه الشهادة وإعدامه.. وتقوم السلطة القضائية بندب قاضٍ لحضور التنفيذ وبطرفه هذه المصادقة.

      ونسبة لغياب الرئيس الراحل (نميري) عن البلاد حينذاك، فقد كانت سلطة التصديق بيد من ينوب عنه، أما ما حدث في تلك الليلة هو تأخر مصادقة نائب النميري على الحكم حتى وقت متأخر جداً، ربما حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة، وقد كانت هنالك مساع للاسترحام.

      ذهب البعض عند تأخر نائب النميري في المصادقة على الحكم الى إرجاع هذا التأخير لصحوة ضمير ألمت به دفعته لرفض المصادقة.. وذهب البعض الآخر الى أنه (النائب) يود أن يرجيء التنفيذ حتى عودة النميري.. وقيامه شخصياً بالمصادقة على الحكم.. حتى لا يلقي النائب ربه ودم الواثق في عنقه.. فقد كان النائب صوفياً وعلى قدر من التدين (أو كما قيل). المهم في الأمر أن سلطات السجون لم يعد باستطاعتها تنفيذ الحكم دون وجود قاض منتدب من الهيئة القضائية.. ومعه تصديق رئيس الجمهورية على الحكم.

      وصادق النائب في وقت متأخر جداً من تلك الليلة، ثم وجدت سلطات السجون نفسها في مواجهة معضلة (فنية) لم تكن في حسبانها كان أن تبين فجأة لسلطات السجن أنه لا يوجد لديها (مصلبة)، فلم يسبق تنفيذ هكذا أحكام من قبل ولا يوجد في إرث السجون الحديث أي سابقة لتنفيذ أحكام بالصلب.. كما أن الحكم لم يفصل كيفية الصلب ومدته.

      غير أن المعضلة الحقيقية لسلطات السجون في تلك الليلة وهي المنوط بها إعدام وصلب هذا القابع في زنزانته.. تلك الزنزانة ذات الجدران الخرساء.. كيفية توفير (مصلبة) يشد عليها جسد الواثق بعد إعدامه، وذلك في خلال مدة لا تزيد في أقصاها عن (٨) ساعات هي المتبقية من شروق يوم الجمعة التي كانت آخر ليلة له.
      إضاءة:
      لم تسجل للواثق صباح الخير حالة سفك دماء واحدة رغم خروجه عن القانون.. ورغم تفرده بكونه أول وآخر شخص يصلب في تاريخ السودان الحديث منذ استقلاله وحتى الآن.

      1. لا حول ولا قوة الا بالله. الله يرحمه الواثق صباح الخير فقد اعدم ظلما في فورة الهوس الديني الذي ما زال يفتك بالبلاد والعباد. الله ينتقم من كل من اعدم وقتل الابرياء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..