جرة نم 4

جرة النم لهذا اليوم ليست مجرد نمة وإنما هي، في واقع الأمر، “مجادعة” مكتملة الجوانب من حيث وحدة الموضوع والقافية إلى حد ما. وقد شارك فيها شعراء فطاحل من أمثال الفاتح أبو السارة، صاحب الديوان المعروف في أم درمان، وهو ديوان عامر بكبار شعراء الدوبيت من كل أنحاء السودان. والحق يقال إن هذا الديوان قد تحول إلى مركز أدبي يلتقي فيه رواد هذا الفن ليسمعوا كل ما هو جديد من الدوبيت ويتناولونه بالنقد والتحليل، الأمر الذي أثرى هذه الساحة وساعد في تلاقح الأفكار وتبادل التجارب بين شعراء ينتمون لبيئات مختلفة من السودان. ومن المشاركين في جرة النم، أو بالأحرى هذه المجادعة، الشاعر الكبير المهندس جاد المولى حمّدوه جاد كريم (جندي الناقة) وهو شاعر غني عن التعريف؛ إذ عرفته المنابر والمنتديات، وأجهزة الإعلام المختلفة كواحد من الشعراء الذين أعلوا من شأن الدوبيت من حيث المفردة والمعنى الشرود، سواء كان ذلك في شعر الغزل أو الوصف. وجندي الناقة شاعر خصب الخيال، ولا يشق له غبار خاصة في مجال الفخر والشعر الثوري، إن جاز التعبير. أما الشاعر الشاب محمد علي أحمد ناصر (ود كرنو) كما أشرت في جرة النم السابقة فهو إضافة حقيقية لثلة شعراء الدوبيت، إذ انه يجيد هذا الفن ويبرع فيه إلى حد الروعة والإبداع. ابتدر المجادعة الشاعر جندي الناقة مفتخراً بقبيلته دار حامد بقوله:
أهلك يا “ود قش” ضكارة ومال
عرباً بسترو الحرة أم سبيباً جال
كم صدينا غارات قواسي تقال
وكم هزينا في يوم المحاصة جبال
فرددت عليه بقولي:
أهلي يا جنديها أسود حارة وبكيلو العين
فراسا بدلو الروس سيفهم تملي سنين
يوم الدواس والعركة وساعة الكلام الشين
صغارنا بموتو فوق ضهر الأغر ثابتين
وكالعادة يأتي أبو السارة ببديع القول مفتخراً بهذا النفر الكريم من جهينة فيقول:
دار حامد رجال حوبات وعامر قيفهم
أسياد حارة فراسا بيكرموا ضيفهم
في يوم المحاص بتار بجتّر سيفهم
وإن دعا الداعي بطروا أم خد وبكمل كيفهم
أما ود كرنو فقد جادت قريحته بهذا الكلام الجميل:
أهلك ديمة ما بنقدرو يا ود قش
قلوبهم صبه ما فيهم هوين هش
ساعة العركة والنار البتحرق تش
ما بنعرف نْخطلْ الزول، نقابل وش
وختم شاعرنا الفذ جندي الناقة المجادعة بذات القافية قائلاً:
العز في عيال حامد صحيح مو غش
وما فيهم أَحلْ وكتين تحر أو هش
فوق الجود دوالق عينه ما هم رش
عزايماً تكسر العاصي المعصلج كش
وسلامتكم.
[email][email protected][/email]
ابشروا يا رجال و الله كلامكم سمح و يملى العين .
ابشروا يا رجال و الله كلامكم سمح و يملى العين .