مقالات سياسية

أمسيات الغرف المغلقة في دافوس

طه يوسف حسنهل تلتهم موائد الصباح ما نضج في أمسيات الغرف المغلقة في منتدى دافوس من قرارات و توصيات ؟ تجتمع النخبة الدولية من نافذين في السياسية و الإقتصاد ورجال المجتمع في منتجع دافوس السياحي بسويسرا في الفترة من 15 حتى ال 19 يناير الحالي،لمناقشة قضايا مستجدات الساحة الدولية وعلى رأسها أخلاقيات الذكاء الإصطناعي.منتدى دافوس الإقتصادي الذي ينعقد في نسخته ال54 هذا الأسبوع يستضيف الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الشخصية الأكثر جدلاً في عصرنا الحديث  وقد استضاف من قبل الرئيس الأمريكي السابق ترامب و خليفته بايدن. و يشكل حضور زلينسكي للمنتدى وزيارته للعاصمة السويسرية برن  زخماً إعلامياً أكثر من حضور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي يشارك أيضاً في هذا المنتدى البرجوازي ، و بإختصار لأن الأول يضعه الغرب في خانة المُعتَدَى عليه و يدعمه علناً دون حياد و الآخر  في خانة المُعتدِي و يدعمه الغرب بقوة سراً و بإستحياء علناً.الشرق الأوسط كعادته حاضر في هذا المنتدى لأنه منطقة صراعات و تجاذبات جيوسياسية للدول العظمى، يأتي المشاركون من الشرق الأوسط كحضور حيث تشمل قائمة الضيوف كل من رئيس وزراء  لبنان نجيب ميقاتي، ورؤساء وزارة الأردن والعراق للمشاركة، إضافةً لوزراء الخارجية العرب الذين يتوافدون لهذا المنتجع الجليدي الذي يصبح في يومه الأخير منتجعاً للتزلج على الجليد  لوزير الخارجية الأمريكي بلينكن و رئيسة سويسرا، فيولا أمهيرد، و إيلين ماسك صاحب شركة  Space X حالياً و تويتر سابقاً و بيل غيتس و راقص “البريك دانس” الفرنسي يامان أوكور و كبار الشخصيات الألمانية و البلجيكية و النرويجية المرموقة و ربما يشاطرهم الإيمان في لعبة التزلج  على الجليد في اليوم الأخير  الرئيس مانويل ماكرون الذي سيكون حاضراً بالطبع  في هذا المنتدى، و سيلقي خطابًا حول دور فرنسا في بناء مستقبل أوروبا.وكسابقاتها من دورات المنتدى، أرسلت  الولايات المتحدة والصين وفودًا على مستوى عال، ولن يأتي رئيسا الدولتين هذا العام كما فعلا من قبل ولكن حضور رئيس وزراء حكومة الصين لي تشيانغ، وهو أسمى مسؤول صيني يحضر هذا الملتقى منذ مشاركة رئيس البلاد في عام 2017. وبجانب  وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حضر مستشار  الأمن القومي جيك سوليفان. و ستمثل  مشاركة الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي، أوّل ظهور هام له في مؤتمر دولي.ومع انشغال الجميع بالأوضاع المأساوية في غزة و الأحداث في أوكرانيا، ستتجه الأنظار نحو القيادات السياسية الرئيسية التي سيحلّ ركبها بمنتجع دافوس الجبلي السويسري. من بينها 60 شخصية رئيس وزراء و وزير خارجية  وسيعقد إجتماع هذا العام الذي يخصص جانباً  كبيراً منه إلى أخلاقيات الذكاء الإصطناعي (Artificial Intelligence )  في وضع أكثر تعقيدًا جيوسياسيا واقتصاديا في العالم”.وخلال أمسيات دافوس الباردة سينضم حوالي 70 مستشار أمني إلى إجتماع تنسيقي تعقده أوكرانيا و سويسرا قُبيل إنطلاق فعاليات المنتدى لمناقشة خطة السلام التي إقترحها رئيس أوكرانيا.رغم أن منتدى دافوس  بعد الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، قام بسحب الدعوة التي وجّهها إلى الوفد الروسي، وقطع أي علاقاتٍ له مع روسيا و لم توجه لهم دعوة منذ ذلك الحين ،و يبقى السؤال كيف  لفضاء دافوس أن يحقق السلام دون مشاركة الطرف الآخر ؟سيحاول المنتدى أيضًا توجيه بعض الجهد الدبلوماسي نحو الشرق الأوسط. هذا ما أكده بورجي براندي، رئيس المنتدى في لقاءٍ صُحفي  قائلاً  “إحدى أولوياتنا الرئيسية هي كيفية تجنب المزيد من التصعيد، في الشرق الأوسط لأننا بحاجة إلى حُقنة أمل” و سينصبّ اهتمام العديد من المشاركين على القضايا الجيوسياسية و القضايا المطروحة على الساحة الدولية مثل التغيرات المناخية و غزة و أوكرانيا و التوتر الأخير في اليمن ، عدا القضية السودانية التي تكون غائبة تماماً في هذا المنتدى البرجوازي.وبالنظر إلى كون عام 2024 سيكون عام الإنتخابات في الولايات المتحدة والهند وإندونيسيا، سيكون منتد دافوس مسرحًا لبعض استعراض الدعاية السياسية.ولكن تحديات المسرح السياسي في العالم   يضع  النخب السياسية و الإقتصادية المجتمعة في دافوس في مأزق ،  و يبقى السؤال هل سيخرج منتدى النُخبة بحلول لبعضالقضايا الدولية المُلحة أم ستكون  قرارته و توصياته كسابقاتها التي وئدت في رحم المجتمع الدولي.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..