مقالات سياسية

الإسلاميون والرهان وخطاب البرهان

أنفاس الفجر

عوض الباری محمد طه

لأول مرة منذ التغيير التي حدث في 11/ابريل /2019م يحذر الجنرال البرهان المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من التخفي وراء الجيش ، ويقطع بعدم عودة الإسلاميين للحكم مرة أخرى على ظهر الجيش أو التخفي وراءه ،  بل إن حديث البرهان المعمم وهو يخاطب الجيش بقاعدة (خطاب العسكرية العملياتية) كان فيه حديث مخصص وموجة بصفة خاصة للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بأن يبعدوا ويرفعوا أياديهم عن القوات المسلحة .
ما الذي يريده البرهان من هذا الخطاب ؟؟ هل هو للعب على حبال الموازنات السياسية ؟؟ ام إن الجنرال فى متاهته استشعر ط خطراً عليه قادم من داخل الجيش خصوصاً وإن هنالك تحذيرات انطلقت مع بداية التسوية السياسية تحذر من خطر قادم من داخل القوات المسلحة يقوده الإسلاميون لاسيما وان هنالك زعم إن  كرتي على  تواصل مع ضباط بالقوات المسلحة ، ومحمد علي الجزولي يتحدث وكأنه  ضابط بالجيش؟؟!!  حتى اصدر الجيش بيان للرد على الجزولي .
أم أن الأمر برمته حديث موجه للخارج وداعم للتسوية  السياسية التي تشمل الجميع ما عدا المؤتمر الوطني خصوصا وان المؤتمر الوطني والإسلاميين مرفوضين  على مستوى الداخل والخارج .
أم أن البرهان قنع من خيرا في  الإسلاميين بعد  أن دعاهم للاحتشاد كما  قال حسن رزق القيادى بمبادرة الطيب الجد   ولم يغلق أمامهم الكباري والجسور وتم تجهيز الطعام والشراب والطحنية وترك لهم الانترنت ولم يغلقه وكادت  الشرطة أن تستقبلهم بالورود والرياحين  ومع ذلك كان الحشد باهتا لم  يتجاوز حشود البشير التي كان يحشدها  في أيامه الأخيرة ولم تعصمه من الثورة والثوار فسقط مثل كل الساقطين وذهب إلى مزبلة التاريخ .
أما  إذا كان الغرض هو اللعب  على حبال الموازنات  فان البرهان يكون قد خسر  الإسلاميين الذين دعموه ليس حبا فيه فهم يرونه خائنا خان دولتهم ، ولكن كرها في قحت  ونكاية فيها ، وبدعمهم  هذا فهم مثل  النعجة التي خافت على  صغارها من المطر فأخفتهم في بیت المرفعين وهاهو المرفعين يحذر النعجة وصغارها في بيته ، وبانقلابه الذي  شرع فيه قبل أن تستوي المؤامرة فقد أكل التيراب قبل نزول المطر ..!!
أما إذا كان البرهان استشعر خطراً قادما من داخل القوات المسلحة يقوده الإسلاميون وما أكثر الإسلامويين في الجيش وهو الأمر المرجح ، فان الأسلامويين إذا وصلوا للسلطة عن طريق الجيش  فإن كل الذي سيفعلونه هو الانتقام من من خانوهم وأولهم البرهان وصلاح قوش وحميدتي ، ولن يستمروا في السلطة بعد ذلك لأنهم مرفوضين على مستوى الداخل والخارج .
أما إذا كان البرهان قد (قنع) من خيرا فى  الإسلاميين  بعد آخر ورقة استخدمهم فيها عبر  مواكب أو (مسيرات )  مبادرة  أهل السودان  فبذلك  يكون آخر  من  يعلم  أن  الإسلاميين  لا خير   فيهم  بعد  أن  علم  كل العالم  ذلك  ، وكان  خيرا له  ألا  يأتي أبدا  من أن  يأتي متأخرا  كل  هذا  التأخير ؟!  .
عموما  منذ الانقلاب  اعتاد  الشعب السوداني أن لا يخاطبه  قائد  الانقلاب إلا من داخل قواعد ومعسكرات  القوات المسلحة  وهاهو  يفعل الآن  مع  مخاض عسير  تستشعره البلاد  فما هي نتائج الطلق القادم ؟؟ .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..