أخبار السودان

لجان المقاومة تعلن عن سقوط قتلى في أم درمان … والعطش يجبر السودانيين على حفر الأرض بحثاً عن المياه

أعلنت لجان المقاومة في مدينة أم درمان، عن سقوط قتلى وجرحى إثر قذف مدفعي استهدف منازل المدنيين أمس الثلاثاء، متهمة قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم. ودعت سكان منطقة الفتيحاب، جنوب أم درمان، السكان إلى أخذ الحيطة والحذر في ظل تصاعد القصف المدفعي والاشتباكات في المنطقة.

في وقت قال شهود عيان لـ»القدس العربي» إن مدفعية الجيش استهدف تجمعات للدعم السريع في مزارع بشرق النيل، دمرت المسيرات العسكرية 3 راجمات عبر المسيرات في أحياء الرياض وبحري الصناعات وشرق ساحة الحرية في الخرطوم.

وحذرت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، من تأخر نقل الإمدادات الإنسانية إلى إقليم دارفور ومناطق أخرى، للأسبوع الرابع على التوالي. وقالت في بيان، إن انعدام الأمن والاشتباكات في إقليم دارفور وكردفان والنيل الأبيض، تسببت في تأخر نقل الإمدادات الإنسانية، داعية الجيش وقوات الدعم السريع إلى تيسير إيصال المعونة المنقذة للحياة بشكل عاجل إلى جميع المحتاجين إليها.

وفي ظل أزمة المياه المتفاقمة في العاصمة السودانية الخرطوم، منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، أجبر عدد من مواطني أحياء مدينة أم درمان، غرب الخرطوم، إلى حفر الأرض بحثاً عن أنابيب المياه الرئيسية.

وفي السياق، استنجدت لجان المقاومة بالمنظمات المحلية والدولية، مؤكدة ضرورة التحرك العاجل لإغاثة مواطني العاصمة. وحذرت من أن سكان منطقة امبدة السبيل بمدينة أم درمان يواجهون انقطاعاً كاملاً لخدمات المياه منذ شهرين، مضيفة «أن صنابير المياه المنزلية جفت في معظم أحياء المنطقة بسبب مشكلة غير معلومة للمواطنين، الأمر الذي اضطرهم للتنقيب عنها تحت الأرض في خراطيم المياه الرئيسية التي تارة ما تمدهم بها وتارة تنقطع أياماً، وفي أحيانٍ كثيرة لا تضخ المياه إلا في ساعات متأخرة من الليل». هذا بالإضافة إلى المعاناة الشديدة في نقل المياه إلى المنازل التي عادة ما تكون بعيدة عن مكان حفرة المياه بعشرات الأمتار وتصل أحياناً إلى كيلومتر وتنقل باستخدام الأواني.

وكذلك، يواجهون غلاء المياه التي يبيعها أصحاب العربات التي تجرها الدواب، الذين أصبحوا يغالون في الأسعار.
وقالت غرف الطوارئ، إن المواطنين ولعدم قدرتهم على مجاراة أسعار، الباعة فضلوا جلبها يدوياً في ظل مخاطر وتهديدات أمنية عالية. ومطلع الأسبوع الجاري، تداول السودانيون صورة لثلاثة شبان مقتولين في طريقهم لإحضار المياه في مدينة أم درمان، بينما سقطت حافظة المياه بالقرب منهم على نحو مروع.
ولفتت غرف الطوارئ إلى أن أزمة المياه تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب توقف معظم الحفر عن ضخ المياه، مناشدة المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية بالوقوف على حل الأزمة.

من ناحية أخرى، نفى جهاز المخابرات الاتهامات الموجهة له بتصفية معتقلين في سجون الحكومة السودانية، محذراً من نشر الجهات التي قال إنها تتدثر بـ»الحياد والموضوعية والنشاط الحقوقي» معلومات «مضللة».

واستنكر ما وصفها بمحاولات الترويج لتطابق سلوك «الدعم السريع» مع الجيش النظامي، مشيراً إلى أن الأولى مليشيا متفلته، بينما تقوم القوات النظامية بتأمين المدنيين وحماية الأعيان العامة، فضلاً عن تسليم الحكومة مؤخراً أسرى الدعم السريع للصليب الأحمر، ومن بينهم أطفال قصر «جندتهم المليشيا للقتال في الخرطوم».

وقال: «إن كل القرائن تدل على أن القتل على أساس عرقي والاختطاف، والاحتجاز غير المشروع، وتهجير المدنيين، واستهداف المستشفيات، وتعطيل مرافق الخدمة العامة، هي من فعل مقاتلي الدعم السريع، الأمر الموثق وفق رصد منظمات حقوقية دولية في مدينة الجنينة وغيرها من مناطق دارفور، مضيفاً: «يتسق كذلك مع الماضي الأسود لهذه المليشيات».

وندد بتقارير قالت إن مرصداً حقوقياً اتهم خلالها هيئة العمليات التابعة للجيش بالضلوع في الأحداث الدموية التي اندلعت في مدينة الجنية، مشيرة إلى أنها اعتمدت على مقارنة الزي بين من ارتكبوا هذه الجريمة وزي هيئة العمليات السابقة، الأمر الذي اعتبرته «ربطاً ساذجاً تدحضه تصريحات للمتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله قبل أسابيع، والتي قال فيها: «إن المليشيا تخطط لتصوير مشاهد انتهاكات لعناصرها وهم يرتدون أزياء تتبع للقوات النظامية».
وقال: «إنه رغم محاولة واضعي هذه التقارير الإيحاء بأن الخلاصات التي وصلوا إليها قامت على حقائق مجردة، فإن ذلك لا يصمد عند تحليل مضمون التقرير والمبررات التي يرجح بها فرضية أن القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى هي من قامت بارتكاب تلك الانتهاكات»، مشيراً إلى تقرير قال إن الموقع الذي تمت فيه الجريمة يبعد حوالي كيلومتر واحد من موقع تصفية المليشيا لجنود في القوات المسلحة قبل أسبوع، وأن التقرير يزعم أن ذلك دليل على أنه انتقام لمقتل أولئك الجنود.
وأضاف أن «من دلائل عدم الحياد في تلك التقارير أنها تعتمد على جهات معلوم انتماؤهم لمجموعات سياسية لها ارتباط بقوات الدعم السريع ومجموعات سياسية مناهضة للجيش، مشككاً في تلك الشهادات».

القدس العربي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..