بين فيلم welcome backونادي السينما welcome back

أعلن المكتب الثقافي للجالية السودانية في تورنتو عن عرض الفيلم الوثائقي Welcome Back لمخرجه الشاب النشط مازن الهاشمي ،وذلك في الثامنة من مساء السبت 13 سبتمبر المقبل ، مازن كنت قد شاهدت له فيلما وثائقيا رائعا هو ووالده ، وكلاهما أكدا إمكانياتهما الفنية خاصة هذا ال “مازن” في فن التمثيل
الدعوة ذكرتني بطيب الذكر نادي السينما بالجالية السودانية في تورنتووالذي أسسه الراحل المقيم كمال شيبون بعد عرض فيلم “الخرطوم ” ، و بلا إدعاء أجوف طنان كان كمال مثقفا جدا ومتواضعا جدا ، كان لا يتعالى على أحد ، أستطيع أن أقول وبالفم المليان كمال اسمه الحقيقي ” كمال البسيط ” ، تناقشت معه كثيرا حول قضايا المسرح والسينما ، وكان متحمسا للأثنين معا ، قال لي ذات مرة أنه يريد أن يحول دار الجالية إلى قاعة مسرحية وصالة سينمائية ، قطعنا شوطا لا بأس به في مجال المسرح ، بدأنا ذلك بمحاضرات مختصرة عن فن المسرح : سودانيا وعربيا وإفريقيا وعالميا .
بدأ المشروع في مستهل القرن 21 عندما كان مقر الجالية في شارع بلور ، كانت المحاضرة الأولى عن المسرح والسينما السودانية بدعوة رقيقة تلقيتها من صديقي عادل الوسيلة باسم اتحاد الشباب
السوداني ، وكنت يومها مقيما في العاصمة اوتاوا ، واغتنمها مناسبة لأعتذر بكل شجاعة للأخ العزيز صلاح النعيم والشاب الوجيه أمير زاهر وبقية الحضور لعدم إكمال الجزء الثاني من المحاضرة للرد على
الأسئلة ، وهو فعل شائن وقبيح أرتكبه لأول مرة ، أغوتني دعوه كريمة من علوية البكري وكمال لزيارة دارهم العامرة ، وكنت أدخلها للمرة الأولى في حياتي ولم يسعفني خالي عبدالله عبيد ، بل شاركني في ارتكاب الجريمة ، وربما عوضني عن الغواية ذلك الحوار الطويل مع كمال حول المسرح والسينما .
إنتقلنا بعدها إلى تورنتو1999 وانخرطت منذ الأيام الأولى للعمل في صحيفة ” أخبار العرب الكندية ” كمتطوع مع الصديق صلاح علام وما زلت إلى يومنا هذا محررا لصفحة ” بانوراما ثقافية ” وأخرجت مسرحية ” روميو وجوليت ” بمشاركة كل من محمد هاشم وجمال سعد وتشجيع لن أنساه من آمال ميرغني رئيسة الجالية حينها .
وتتويجا لكل ما ذكرته عن المسرح والسينما تم في حياة كمال تأسيس نادي السينما بدار الجالية في مقرها السابق بشارع دانفورث ، وكان التأسيس بدعوة ذكية جدا وشجاعة جدا من كمال شيبون كرئيس للجالية السودانية ، وكان داعما اساسيا لجميع العروض السينمائية التي قدمها النادي مثل :” ماسة الدماء” تقديم عدنان زاهر ، ” عطر ” تقديم الفاتح المبارك ، ” قائمة سلة المهملات ” تقديم محمد أبوسنينة ، ثم “خطاب الملك” تقديم كاتب هذه السطورواهتمام نبيل من د. ياسر محجوب .
وسعدت كثيرا وأنا أشاهد الفقرة المختصرة لمسرحية ” الساحر الإفريقي ” التي قدمها أطفال تورنتو ومن إخراج محمد الراشد إبان زيارة عفيف إسماعيل لتورنتو ، فالسينما والمسرح توأمان جميلان
رائعان ، فهل يعود نادي السينما بعد عرض فيلم Welcome Back أرجو ذلك وشد حيلك يا مازن !!!!!
لقد أعدت الى الذاكرة
نادي السينما السوداني
تلك أيام خلت
كم نهفو لعودتها
أبادماك ، المسرح الجامعي
و نادي السينما السوداني
و عروضه المثيرة للدجل و الدهشة معاً
لكبار المخرجين العالمين العظام
هل نجرؤ على إحياءها مجدداً !!؟؟…
يا استاذ والله ما تقومون به لابقدر بثمن ولكني اري انكم في بلد متقدم ويمكن ان نستفيدوا من امكانياته العالية . بهرني كتاب للمخرج المصري صلاح ابوسيف عن كيفية تحويل لفطات ادبية من القصص الي لقطات سينمائية ولما كان ذلك فبل ظهور الميديا الحديثة فقد كان جهدا نظريا تبدد رغم اهمية الطرح من ذلك المخرج الرائع الذي راي ان ينقل خبراته الثرة الي اجيال جديدة . نئن دائما من مشكلة الامكانيات خاصة المالية ذلك اننا نخجل من البزنس وكأنه رجس من عمل الشيطان ! فاذا ما فكرت انت مثلا في انشاء قناة لهذا الامر تشرح فيها اركان كتابة السيناريو ثم طرحت لقطة قصصية كمسابقة يدخلها المتنافسون برسوم اتهمك الناس بانك تحولت من فنان الي تاجر وكأنما العمل الفني عليه ان يمول نفسه بنفسه ! الموقف يحتاج الي شجاعة والي ان نرمي المفاهيم البدوية وراء ظهرنا . المال عصب كل الاعمال فنية كانت او غيرها . قديما فالوا ان الكثائف تتحول الي لطائف والعكس غير صحيح ولكننا نري الان بام اعيننا ان المال هو ابو الكثائف يصنع اجمل اللطائف مثل (تايتنيك) الذي بدوره صنع ما لايعد ولايحصي من الكثائف ممثلة في انهمار الاموال علي شبابيك العرض ! كل الافلام الرائعة تكتب سيناريوهاتها وتباع عندكم وعندكم مترجمون سودانيون رائعون . هذه القناة لو قدر لها ان تنشأ فسوغ يشارك فيها كل ابناء الوطن العربي . تذكر ان الاسطورة الفرنسي كلود ليلوش قال لشريف مهدي مؤلف (الشاي في حريم ارخميدس) : هذه القصة لا يستطيع اخراحها الا انت ! رغم انه اشتراها منه لبخرجها ورغم ان شريف شاب يافع لم يتصل بعالم الاخراح بتاتا . معذرة ان كان الامر شطحة فانا بعيد عنكم وتهيأ لي انكم نستطيعون .