مقالات سياسية

من ينتصر تقدم أم الكيزان؟! 

في ظل سيطرة تحالف الكيزان والجيش على الحكم بعد اطاحتهم بالحكم الديمقراطي بانقلاب يونيو ١٩٨٩، حولوا السودان لمصنع ارهابي.
عسكروا الشعب بحجة محاربة حركة جون قرنق، وتحت هذا الستار صنعوا كتائب مسلحة متطرفة، كادت أحدها ان تغتال رئيس مصر حسني مبارك في اثيوبيا.
جمعوا الارهابين من حول العالم في المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي والذي حضره بن لادن والظواهري وحركات الاسلام السياسي المتطرفة.
اطلقوا حروبا متعددة في الجنوب ودارفور والشرق وجبال النوبة والنيل الازرق. كانت نتائجها مقتل قرابة المليون مواطن في الجنوب، وثلاثمائة ألف مواطن في حرب دارفور.
دعموا الحركات المتطرفة حول العالم وارسلوا لها السلاح والعتاد، فأصبح السودان يقصف كل يوم واخر بالصواريخ والطائرات الاجنبية لمنع إرسال السلاح للمتطرفين الدوليين.
بالمختصر تحت قيادتهم تحول السودان الى دولة مارقة على القانون الدولي، باطشة بمواطنيها، مصدر قلق لجيرانها، وأكثر دول العالم فسادا، وأسوأ دولة يمكن العيش فيها لمواطن ينشد الحياة الكريمة.
نتيجة لكل هذا تم تصنيف السودان ضمن الدول الراعية للارهاب، وأصبح محور الشر عالميا يتكون من كوريا الشمالية وايران والسودان، وصدرت ضد السودان عشرات القرارات التنفيذية من مجلس الامن.
ونتيجة لكل ذلك:
– فرض الحصار الدولي على السودان.
-وضع السودان تحت البند السابع لمجلس الامن الدولي.
– وطأت اقدام ٢٦ الف جندي اجنبي السودان.
– تم تكوين بعثة أممية خاصة من مجلس حقوق الإنسان الدولي لمراقبة حالة حقوق الإنسان في السودان.
– تم اتهام قادة الجيش والكيزان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية (البشير، عبدالرحيم، احمد هارون، كوشيب).
بالمختصر أصبح السودان نموذجا للدولة المحاصرة الفاشلة الفاسدة المتطرفة التي يتحكم فيها نظام طغيان شمولي، معاد للعالم وللسلام والحرية والمدنية وحكم القانون.
ظل الحال على هذا النحو، حتى ثار الشعب السوداني وأسقط هذا النظام الظالم بثورة ديسمبر المجيدة.
خلال سنة ونصف هي كل عمر حكومة الثورة المدنية، حكومة حمدوك، تم تحقيق الانجازات ادناه:
– خرج السودان من الحصار الدولي، واستعاد علاقته الطبيعية مع العالم ومنظوماته السياسية.
– خرج السودان من البند السابع لمجلس الامن الدولي.
– خرج السودان من تصنيف الدول الراعية للارهاب ومن محور الشر.
– أنهى السودان بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، وغادر كل الجنود الأجانب الموجودين في السودان.
– خرج السودان من اطار الدول المنتهكة لحقوق الإنسان وتم انهاء تكليف بعثة الامم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في السودان.
– أصبح قادة السودان محط إعجاب العالم كقادة سلميين يعملون من أجل السلام والحكم المدني والعدالة.
– استعاد السودان علاقته المالية مع المصارف والنظام المالي العالمي وبدأ سوق المال والاقتصاد التحرر من المحسوبية والفساد والانطلاق نحو الحرية والفرص المتساوية.
كل هذه الانجازات، اصبحت في مهب الريح يوم انقلب البرهان وحميدتي على حكومة الثورة في اكتوبر/٢٠٢١، ثم ضاعت هذه الانجازات تماما بإطلاق الحرب من قبل الكيزان وعناصرهم في الجيش والاجهزة العسكرية، والتي استهدفت منع عودة الحكومة المدنية عبر الاتفاق الاطاريء.
والاسوا ان السودان أصبح يعود رويدا رويدا عبر اذرع الكيزان في الجيش لحالته الاولى، حالة الدولة المارقة على العالم، المتطرفة، الإرهابية القاتلة لشعبها، المقلقلة لجيرانها وللعالم اجمع، ويظهر ذلك في:
-عودة الكيزان للمشهد السياسي أمنيا واعلاميا وسياسيا
وسيطرتهم على اجهزة الدولة.
– سيطرتهم على أخطر أسلحة الجيش وهو سلاح الطيران والمسيرات.
– سيطرتهم على الامن والخارجية والمناصب العليا في الامن والاعلام.
– استعادتهم لتحالفاتهم القديمة مع إيران احد عناصر محور الشر.
– مواجهتهم للعالم حيث تم طرد مبعوث الامم المتحدة، ورفض بعثة حقوق الانسان، وتجميد العلاقة مع الايقاد
– رفضهم لاي وساطات لإيقاف الحرب، لأن الحرب بالنسبة لهم ستارا لتنفيذ مخطاطتهم الإرهابية وصناعة تنظيمهم الارهابي الذي دمرته وزلزلته الثورة وأصبح سجينا ومطاردا.
بالمختصر، يتحول السودان رويدا رويدا الى سجن كيزاني جديد، ولكن القوى السياسية المدنية للكيزان بالمرصاد، لذلك ترى ان جل نشاطهم لا يستهدف الدعم السريع، وانما يستهدف القوى السياسية، وذلك لان من اسقطهم بالثورة في السابق، ومن حاصرهم دوليا وداخليا، هم القوى المدنية، وهم قادرين مجددا على محاصرتهم واسقاطهم.
فمن ينتصر في هذه المعركة؟ هل ينتصر الكيزان فيعود السودان مجددا للظلام والارهاب، ام تنتصر القوى المدنية الثورية، ويخرج السودان للنور والعالم ؟!
يوسف السندي

‫7 تعليقات

  1. الكيزان و الدعم السريع و قحت و تقدّم كلهم افرازات الدكتاتورية و الآيديولوجية و أعداء للديمقراطية و فاقد الشيء لا يعطيه .
    ماهي علاقة حزب البعث و الشيوعي و ناصري و مؤتمر الشعبي و مؤتمر المستقلين و حزب برمة متحالف مع الدعم السريع و تجمع الإتحادي كلهم عبارة نخب يفتقدون الشرعية الاجتماعية و السياسة همهم الاول و الاخير السلطة باي طريقة إلا الديمقراطية و الانتخابات.

  2. القوى المدنية تطرق باب المجتمع الدولي و المجتمع الدولي لا بحل و لا بربط المجتمع الدولي لا يهتم فعليا بما يحدث في الحروب لكن تهمه نتائجها. على القوى المدنية ان تعلم أن هذه الحرب لن تنتهي الا عسكريا لان الكيزان ببساطة شديدة يعلمون انهم لن يكون لهم وجود في السودان الا حكاماً وهذا لن يحدث الا بالقوة العسكرية و الذي لم و لن يحدث. اذا تدمير البلاد و تقتيل العباد. على القوى المدنية ان تعمل على وضع شكل للحكم في جميع المستويات و عملية تكوين جيش قومي يشمل الدعم السريع و يستوعب حركات دارفور المحايدة و الشرفاء من القوات المسلحة و خلونا حسي من الحلو و عبد الواحد ديل بتاعين تنظير ساي. على القوى المدنية ان تستعد لمرحلة ما بعد الحرب و التي سيحسمها الدعم السريع ولا شنو يا كيزان

  3. لا الكيزان و لا تقدم ( قحت ) سوف ينتصروا بل إرادة الشعب السوداني هي من ستنتصر و الكيزان و احزاب قحت ( عدا ) حزب الأمة يهابون صناديق الاختراع لانهم يعلمون ان وزنهم وزن ( الريشة ).

  4. هو طالما دي طريقة تفكيركم ونظرتكم للامور فاكيد الكيزان سيكسبوا لان السلطة مثل الطبيعة لا تقبل الفراغ وسيكون الجيش مضطر للتعاون معهم..الاخ السندي من أسقط حكومة حمدوك ليس الكيزان فقط هناك الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية والحزب الشيوعي والبعثي وغيرهم فإن قلت لا تأثير لهم فلماذا تسعوا خلفهم للانضمام للجبهة المدنية الواسعة لوقف الحرب.هل هم مجرد ديكور.

  5. ما أروع قلمك ذ. يوسف السندي؛ وكلما نجد مثل هذه الأقلام الشريفة التي لا تشترى بأموال الكيزان المنهوبة؛ نعرف أن الثورة لا محالة منتصرة والحق غالب ولابد من المدنية وتحقيق العدالة والمحاسبة على كل الجرائم التي تم ارتكابها من الكيزان وصنيعهم الجنجويد وهذا ما جعلهم يشعلون الحرب خوفاً من عودة المدنية ومحاسبتهم على ما اقترفوه لذا تجد هجومهم منصب على قحت بإعتبارها أكبر جسم منظم يمثل الثورة ولا يهاجمون الجنجويد إلا لماماً، واسأل الله العلي العظيم أن يقتص للشعب السوداني من الكيزان عن كل الجرائم التي لا تعد ولا تحصى ومن كل من يناصر القتلة والمجرمين سواءً كانوا الكيزان او مليشياتهم مثل البراء والجنجويد والحركات الأرزقية والأردولية وكل من يناصر القتلة ولو بكلمة أو تعليق أن يدخله الله نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً؛ والله تعالى يقول: : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا [ فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ] )
    فتحذيري للدجاج الإلكتروني في الراكوبة لا تبيعوا آخراكم بحفنة من المال من أجل مناصرة القتلة؛ والرسول (ص) يقول: ((مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ))؛ فتوبوا قبل فوات الأوان وإني لكم لمن الناصحين..

  6. المباراة أقصد الحرب بين الجنجا والفلول أقصد جيش الفلول يا سندي وما عاوزين نقول ليك كوز يدس السم في الدسم

  7. معقول دويلة تعمل فيكم كل ده؟ كيف كان يكون الحال لو كانت دولة كاملة؟ اخشي بي قلة ادبكم دي دويلة ماتتلموا فيها!!! تانيا الجميع داخل وخارج السودان يعلمون تماما ان المليشيا لم تهبط من السماء يوم ٤/١٥ وان الدور الاماراتي الخبيث اوالحميد ايضا لم يبدء يوم ٤/١٥!!! هل نسيت بيع المخلوع وخلفه السجمان جنود الجيش السوداني مرتزقة ليقاتلوا الحوثي وكيل ايران في اليمن مقابل أموال ماسميتها (دويلة الشر) ؟؟؟؟ هل نسيت الرقاص المخلوع ولماذا حكمت عليه المحكمة سنتين إصلاحية لتربيته وتهزيبه لانه لص مرتشي عميل وخائن!!! ياقوم الاتختشون؟
    الايراني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..