آفة البلاد البرهان

يوسف السندي
الاستعداد الفطري للتضحية لدي جنود الدعم السريع والجيش، كان يمكن الاستفادة منه بطريقة أعظم، لو ان هناك قيادة حكيمة تقود هذه البلاد.
الدماء التي سألت في هذه الحرب عبثا وبدون اي سبب وطني، كان يمكنها ان تكون وقودا دافعا لبناء وطن حي، لو ان هذه البلاد في يد الصادقين وليس الطامعين.
دعاية الحرب التي كانت نافذة وماضية فطعنت الضمير الوطني ومزقت الوحدة، كان يمكنها ان تكون دعاية للسلام تنقي الضمير الوطني وتوحد الأمة، لو ان من يقودون البلاد كانوا من العظماء.
آفة الشعوب ليس التافهين الذين يتهافتون على نشر الكراهية وتغذية التطرف وقتل السلام، وانما في الذين يقودونها بدون حكمة وبلا عظمة ولا ضمير.
يمكن لقائد حكيم واحد، ان يصنع من كل هؤلاء التافهين حكماء، يمكن لقائد واحد عظيم ان يحول كل هؤلاء التافهين الى رسل للسلام والتعايش، يمكن لقائد واحد ذو ضمير حي ان يحول هؤلاء التافهين إلى أبطال.
لكننا لم نملك قائدا ابدا
في اللحظة التي احتاجت البلاد لقائد، صعد الى المنصة البرهان .
في اللحظة التي اشرأبت الاعناق لبطل، صعد الى المنبر البرهان.
في اللحظة التي احتاجت البلاد لحكيم، خرج لها البرهان.
والبرهان لا قائد ولا بطل ولا حكيم.
هو معصية هذه البلاد الكبري، ونكبتها التاريخية.
لا يحمل هذا الرجل اي صفة من صفات القادة، لا الصدق ولا الحكمة ولا الوعي النافذ ولا الضمير . هو عسكري هجين، نتاج أصيل للمؤسسة العسكرية التي نخرها سوس السياسة وحولها من مؤسسة قومية الهوى الى مؤسسة تخدم الطغاة.
ثار اهل السياسة المدنيين ثلاثة مرات على الشموليات واسقطوها، ولم يثر العسكر يوما واحدا على قيادتهم الفاسدة.
ألم يسمع عسكر السودان بجورج واشنطن، العسكري الذي قاد امريكا وصنع لها مجدها، ووضع دستورها، وحين انتخبه الامريكيون وانتهت فترة حكمه ارادوا ان يغيروا له الدستور ليحكم مجددا فرفض، وقال لهم: (الدستور هو المرشد الذي لن اتخلى عنه ابدا). وترجل عن الحكم التزاما بالدستور، وذهب ليعيش بقية حياته مواطنا عاديا حتى توفي.
توفي العسكري جورج واشنطن مواطنا عاديا، لكنه سمح لامريكا ان تحيا حياة العظماء. فضل جورج واشنطن شعبه على نفسه، فقاد شعبه العالم، وهاهي صورة جورج واشنطن العسكري الاصلع فوق ظهر الدولار تلف العالم أجمع لا لتخبره بقيمة الدولار الامريكي، ولكن بعظمة تبادل السلطة، وقيمة القادة العظماء في صناعة أمة عظيمة.
الرجال العظماء كجورج واشنطن يصنعون امة عظيمة ويجعلون الدستور والقانون فوقهم ويخضعون له.
اما الذين يوقعون الدساتير ثم ينقلبون عليها كالبرهان، فهم يقودون بلادهم لحتفها وسوء المنقلب.
ولكننا نظل نتذكر قول احمد مطر:
طفح الليل
وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟
حين يأتي فجرنا عما قريب
يا طغاة
يتمنى خيركم
لو أنه الان حصاة
أو غبارا في الفلاة
أو بقايا بعرة في أست شاة
هيئوا كشف أمانيكم من الآن
فإن الفجر آت
أظننتم، ساعة السطو على الميراث،
أن الحق مات؟!
لم يمت بل هو آت!!
[email protected]
و الله يا جماعة الموضوع ما موضوع زول اسمه البرهان الموضوع موضوع عقلية منظومة لا يمكن تغييرها بسبب تراكم فساد طال عمل المنظومة و طال ضمائر قيادتها بالكامل . هناك الكثيرون يعتقد ان الحرب هى الأمل الوحيد في القضاء على هذه العقلية عقلية الفساد و الأهواء . لذلك افترض ان من أتى إلى سدة قيادة الجيش زيد او عبيد ح يكون ياهو ذاتو برهان!! إيه
البرهان لم يعد له شيئ يتشبث به سوى هذه الحرب اللعينة التى يقودها ويأمل فيها نصرا يجعله بطلا قوميا ينظف كل تاريخه البائس النتن ويحقق حلم والده لتسنمه القيادة و بعون الحركة الاسلامية التى يأمل أيضا أن تجعل منه طفلها الملل.
آفة السودان انت وامثالك من الجنجويد الذين تمدحهم صباحاً ومساءً
شتلن بين هذا وذاك يا سندي، آفة البلد ليست البرهان فقط فهذا المدعوا البرهان مجرد نسخة لأفراد ما اكثرهم في بلادنا منهم من إعتلى سرج السلطة بإنقلاب او بالصدفة ومنهم من لا زال ينتظر، آفة البلد بالإضافة إلى ما سبق اناس أشد شرا ونفاقا وكذبا ودجلا وخواء أخلاقي حتى صاروا يتلاعبون بالدين ويستخدمونه مطية، آفة البلد إنعدام الوطنية والأخلاق الحميدة والرجولة والشهامة والأنانية وحب الذات والمال الحرام والنرجسية والجهل المطبق والكثير من الآفات التى لا تحصى ولا تعد، حتى صار المواطن السوداني أبخس من صرصور .
آفة السودان ثلاثة
1- الأحزاب السودانية.
2- ( النكب ) السياسية.
3- النظام المركزي.
شعب قام بثلاثة ثورات شعبية في 64 و 85 و 2018 و اقتلع حكم العسكر و قدم الكثير من الشهداء و لكن للأسف الشديد بسبب الغباء السياسي و انانية النكب السياسية
و احزابها المنكوبة ضاع السودان.
ازمة السودان الدكتاتورية و الاحزاب الايدلوجية و في امريكا عندما قسم المواطنة يجب لاتنتمي الي الاحزاب الفاشية و الماركسية و دينية لانا الأيديولوجيا و الديمقراطية خطان متوازيان لن يلتقيان ابداً.
في السودان بعد الثورة كان الاتفاق الوحيد بين اللجنة الامنية و قحت في السر و العلن عدم قيام الانتخابات و السيدة مريم الصادق المهدي اصبحت وزيرة خارجية للسودان في وضع يحكي مهزلة الديموقراطية في السودان الذين يناضلون من اجل الديمقراطية ينالون مناصبهم بالسرقة و المؤامرة مثل الكيزان بالانقلاب.
الإنسان السوداني تم تدميره تماما منذ خروج الإنجليز لذلك اصبح فاسدا و عفنا ان كان اخو مسلم او قحت.
هم الاول و الاخير السلطة بكل الطرق الا الانتخابات الحرّة النزيهة.