أيام التونج… ما بعد الحادث

وفي اليوم التالي الاحد 23|81964 حضر من واو مفتش تعليم المديرية واجتمع بالعميد في مكتبه واخبره بأن جميع المطالب قد أجيبت ولكن بتحفظ بالنسبة لامتلاك السلاح وهو ان يصرح من يرغب من المدرسين سلاحا اثناء فترة عمله في الجنوب ، واذا نقل الي الشمال سحب منه التصريح عدا المستحقين قانونا ، وقال لهم انهم بدأوا فعلا في تجميع المدارس النائية ، ولكنه رفض اقتراح قفل المدارس فورا” نسبة لارتباطه مع الوزارة بأن تسير السنة الدراسية كما هي علي حد قوله ، وقال له العميد انه يفهم ان يكون هذا الالتزام بسير الدراسة في الظروف العادية وعند استتباب الامن ولكن في الظروف الحالية فان المدرسين لن يستطيعوا ان يعملوا فحالتهم النفسية منهارة ويشعرون بانهم مهددون في ارواحهم وارواح عائلاتهم ولذلك لا بأس من تعطيل الدراسة حفاظا علي ارواح المدرسين حتي ينجلي الموقف ولكن المفتش اصر علي موقفه ودارهذا الحديث في حضور نائب العميد وقال العميد انه سيرجئ بقية ما دار في هذا اللقآء الي صفحات لاحقة ..
واستأنف المدرسون العمل في جو مشحون بالتوتر وعدم الطمأنينة والنفوس ملأي بالسخط والغضب مما حدث من موقف المسئولين المتهالك ..
وجاءت مصيبة أخري في يوم الثلاثاء 25-8-1964 عندما قتل المتمردون ناظر المدرسة الاولية الشمالي ومدرس واحرقوا جثثهم وجرحوا مدرسا آخر بينما تمكن احدهم من النجاة سليما ووصل الي واو واخبر المسئولين بالحادث الذي حصل في قرية كواجينا التي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين واو والتونج وتوجد فيها مدرسة اولية وسنورد ذكرها فيما يلي من صفحات ولكن يبقي السؤال : لماذا لم تنقل مدرسة كواجينا الي واو مثلها مثل مدارس القري الأخري ؟ , لماذا لم ينقل الناظر والمدرسون الشماليون ؟ وسمع مدرسوا التونج بفاجعة كواجينا في يوم 2681946 وبلغ الهياج العصبي الذروة وهبطت الروح االمعنوية الي الحضيض ومما زاد الطين بلة انه سحبت قوة الحرس التي كانت تحرس منطقة المعهد والمكونة من 7 جنود واستبلت بجنديين من البوليس ، وكان لسحب القوة اسوأ الاثر علي نفسية المدرسين وعلي نساء المدرسين خاصة اللاتي اصابهن الفزع بعد الاطمئنان المؤقت واخذن يصررن في الحاح مستميت علي ازواجهن ليبعثوا بهن واطفالهن الي ذويهن في الشمال ، وكن محقات في ذلك كل الحق ، وطلب العميد من زوجته ان يرسلها الي الشمال فابت وامتنعت وقالت له ان مصيرها مرتبط بمصيره كيف يكون ، وهو ما زال يحفظ لها هذا الموقف النبيل الي الان والي اخر العمر ، وياصل العميد حديثه قائلا: ( وسارت الحياة بنا في اضطراب نفسي وشد عصبي كسفينة تتلاعب بها امواج البحر الهائجة ، واصبحنا ذات يوم فوجدت ان كل مدرسي المعهد وعائلاتهم قد غادروا التونج بعربة لوري تجارية ولم يتبق من الشماليين سواي ونائبي ومساعد العميد وعائلته ، ليس ذلك فحسب بل ذهب معهم الي واو مدرسو المدرسة المتنوسطة والصناعية ولم يبق الا ناظر المدرسة المتوسطة وناظر ومدرسو مدرسة البونقو الاولية من الشماليين وكذلك المدرسات بالمدرسة الاولية بنات ، ولكن عندما وصلوا الي واو ارجعوا ان يستجوبل منهم ثانية الي التونج بأمر الحاكم العسكري وطلب من مفتش التعليم ان يستجوب كل واحد منهم كتابة ليبين السبب الذي من اجله ترك عمله وجاء الي واو توطئة لاتخاذ الأجراءات التاديبية بحقهم ، وحدث هذا في يوم الاحد الشلاثين من اغسطس 1964 ، واخبرني مفتش التونج بأن وزير التربية والتعليم اللواء طلعت فريد سيزور التونج غدا 291964 ليتفقد المدرسين والمدرسات ، كما تلقيت مكالمة تلفونية بهذا المعني من مفتش التعليم بواو .. وفي صباح اليوم التالي ذهبت مع المفتش وقائد قوة الجيش الي مشارف البلدة لاستقبال الوزير ، وأهل علينا ركبه في رتل من السيارات ( كنفوي ) كان في مقدمته اللواء الوزير جالسا بجوار السائق ويضع الي جانبه مدفعا رشاشا وتتبعه سيارات المرافقين له وقوة حراسة من الجيش وكان برفقته الحاكم العسكري والقائد للجيش بمديرية بحر الغزال العميد عبد الحميد خير السيد ووكيل وزارة التربية والتعليم السيد محمد الحسن عبد الله ووكيل وزارة الداخلية ومدير عام البوليس ومفتشة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم ، وأعد له برنامج يبدأ بتناول طعام الافطار في بيت المفتش ومن هناك يذهب لمعهد تدريب المعلمين للاجتماع بالمدرسين العاملين بالتونج ثم يجتمع بالمدرسات بمدرسة البنات ، وحال وصولنا الي منزل المفتش في التاسعة صباحا بدئ في اعداد المائدة واكلنا في صمت في انتظار ان يبدأ الوزير ولكنه لم يتحدث بحرف الي ان فرغنا من الافطار ثم انتقلنا الي الصالون واخذنا في احتساء الشاي والقهوة والوزير ما زال صامتا ثم فجأة التفت الي وكنت جالسا بالقرب منه وسألني ( المدرسين جروا ليه لواو ) ، فاجبته بانهم خافوا علي انفسهم وعائلاتهم واصابهم الذعر عندما سحبت قوة الحراسة من جنود الجيش كما انهم فيهم مدرسين صغار السن لم يسمعوا صوت طلقة رصاص في حياتهم ، وقاطعني قائلا ( المفروض انكم انتو التخافوا لانو عندكم عائلات ولكن ديل الواحد علي نفسه بس وما مفروض يجري والخوف ما عيب لأنك تخاف في الاول وبعدين تتصرف بثبات وحسة اذا جه رصاص انتو بتروحوا ساكت وتلقانا انا وعبد الحميد ( العميد الحاكم العسكري ) اخذنا ساتر ) وهنا في حركة مسرحية غير متوقعة قفز من الكرسي واستتر وراءه ثم رجع وقال الواحد مننا يعمل فريزنق ويعرف مصدر الطلقات ويرد عليه .. واللواء طلعت فريد مشهود له بالشجاعةالفائقة وكانت له بطولات في الحرب العالمية الثانية في كسلاضد الطليان عندما كان ملازم اول في قوة دفاع السودان ،الجيش السوداني لاحقا ، كما انه معروف كرياضي مطبوع ولاعب كرة قدم جيد عندما كان يلعب في فريق الهلال العاصمي ، وخاطب العميد عبد الحميد قائلا ( يا عبد الحميد من الليلة المدرسين يتدربوا علي اطلاق النار خليهم يملأوا النونج كلها نيران عشان المتمردين ما يحقروا بيهم ) ، واجابه الحاكم العسكري ( حاضر معاليك ) وهبنا الي المعهد للاجتماع بالمدرسين وخاطبهم بان الهدف من زيارته ان يتفدهم ويشد من ازرهم وان يسكن نفوسهم وان يستمروا في عملهم برغم الذي حدث ووعد بان المدرسين سيسلحون واصدر تعليماته بان يتدرب المدرسين علي اطلاق النار ابتداء من عصر اليوم ، وهنا طلب الاذن احد المدرسين ليتكلم وقال للوزير ان اطفاله لا ينامون الليل من الفزع وان ناموا قليلا فانهم يقومون مفزوعين ، ورد عليه الوزير بكل جدية : اديهم أسبرو( اسبرين) ، ومدرس اخر قال له اننا لا نقدر علي التدريس وعقولنا وقلوبنا منشغلة ولا نعرف مصبرهم بعائلاتنا الذين تركناهم بالمنازل ولا نعرف مصيرهم ونحن بعيدين عنهم . وقام مدرس تبدو علي مامحه الغيظ الشديد والثورة المكبوتة وخاطب الوزير قائلا ( معاليك الوزارة اتعاقدت معاي انا وما اتعاقدت مع مرتي واولادي ولذلك اطلب ان نرسل زوجاتنا واطفالنا لأهليهم في الشمال وانحنا رجال مستعدين نقابل الربنا كاتبها لينا _ عشان كده خلوا العوائل تسافر ) ، ورد عليه الوزير ( لا ، لا مافي عايلة تغادر التونج لانه ديل اذا راحوا الشمال
حيثيروا الفزع بين الناس ونحن نوفر ليكم الحماية عنا ) والتفت الي الحاكم العسكري وقال له ( يا عبد الحميد من النهار ده العصر المدرسين يبتدوافي تمارين ضرب النار ) وانفض الاجتماع وودع الوزير الحاضرين وتمني لهم السلامة ومن هناك ذهب الي مدرسة البنات للاجتماع مع المدرسات ،وعلمنا فيما بعد ان حديثه لهن لم يخرج عما قاله للمدرسين ومن هناك قفل راجعا الي واو ، وكان لزيارته اثر بليغ في نفوس المعلمين والمعلمات واحسوا بأن السئولين علي أعلي مستوي مهتمين بهم وان الوزير نفسه اتي اليهم من الخرطوم بالرغم من مخاطر الطريق والخطورة علي حياته ومرافقيه واعتبرناها مشاركة انسانية في المكان الاول في السراء والضراء وكذلك تطبيق عملي لقول رسولتا الكريم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ، هذا وقد شاب النفوس شئ أو كثير من من السخط والغضب لعدم السماح لنسائنا واطفالنا مغادرة التونج الي ذويهم في الشمال حيث الأمان ..
وقد جري في عصر نفس اليوم البدء في تعليمنا اطلاق النار ومن طريف ما يحكي في هذا الامر ان ( التعلمجي ) المعلم كان ( جاويش رقيب ) من الجيش من اخوتنا النوبة وكانت لهجته العربية يشوبها شيئ من العجمة شأن كل السودانيين الذين لا تكون لغتهم العربية هي لغة الام لديهم ، فقد بدأ المعلم الدرس الاول بتعريفنا باجزآء البندقية وفكها وتركيبها والغرض من ذلك فقال لافض فوه ( القرد) ( الغرض ) من فك بندقية ( ندافة ) ( نظافة ) أو أيلاج) ( علاج كسر ) وكرر هذا القول مع الوقوف والوالتركيز والضغط علي كلمة ( أو ) وبين لنا عمليا” كيفية عمل ذلك بما يسمونه بلغة الجيش ( بيان بالعمل ) ثم بسط مشمعا” طويلا” امامنا وطلب منا انيفك كل واحد بندقيته وبعد ذلك امرنا بتركيب البندقية مع السرعة والمسابقة لمن يحرز المركز الأول في ذلك .. واصبحنا بين الغداة والضحي طلبة كبار يتلقون العلم .. ثم شرع التعلمجي في تعليمنا كيفية اخذ الساتر والتخفي أي الاستتار منا النيران والاختباء ، والحق ان مدرسنا كان ممتازا” ولكن للاسف لم تدم تلك الدروس فقد استدعي معلمنا الي مهمة عاجلة في طريق رمبيك حيث احدث المتمردون حدثا” هناك .
وقد ذكرت انفا” ان قوة الحراسة من الجيش قد سحبت واستبدلت بجنديين من البوليس ولكن فوجئنا بسحب جندي البوليس وصارت دورية عربة البوليس تمر علي العهد عدة مرات اثناء الليل واستمرت تمر في فترات منتظمة لمدة ثقلاثة ايام ثم بدأت تجئ في فترات متباعدة ثم انقطعت كلية مما دعا المدرسين لأرسال برقية الي الحاكم العسكري في واو في هذا الصدد ، وكانت الاستجابة فورية فجاءني بمنزلي عند المغرب النقيب فابيان قاتئد قوة الجيش بالتونج واخبرني ان الحراسة من الجيش ستعود ثانية ، وابتدأت الحراسة فعلا في نفس الليلة . .. وبعد زيارة وزير التربية والتعليم للتونج زار البلدة ثانية الحاكم العسكري وقائد حامية بحر الغزال وطلب من العميد ان يجتمع بالطلبة المدرسين في المعهد فلقد اظهرت التحقيقات التي جرت بعد حادث الهجوم علي التونج ان بعض الطلبة المدرسين كان لهم ضلع في الحادث وان واحدا منهم اشترك فعلا فغي العملية وهو الذي كان يطلق النار علي منزل العميد ، ولقد ذكر العميد في صفحة سابقة انه قال لزوجته ان الذي يهاجم المنزل شخص واحد وصدق حدسه لاحقا” عندما اظهرت التحقيقات ان ذلك الشخص كان هذا الطالب ، ويجدر الذكر ان ذلك الطالب كما ذكر العميد جاءه قبل الهجوم باسبوع وطلب منه الاذن للذهاب الي قريته لمدة اسبوع فقد جاءه نبأ بان ابنه توفي واعطاه العميد ثلاثة ايام لأنه كان في الفرقة النهائية التي كانت علي وشك التخرج وأي تأخير يؤثر علي دراسته وفوق ذلك اعطاه العميد مبلغا” من المال مساعدة” له ، ولكن جزاءه ان اراد قتله وزوجه.. حقا يصدقاحيانا” المثل ( اتق شر من احسنت اليه ) أو بيت الشعر _ أن أنت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا … وكان عذر ه بوفاة ولده كذبا وانما اراد يلحق بالمتمردين حتي لا يثير شبهة ، وقال العميد انه واثناء الهجوم واصوات الرصاص تلعلع كان امطلبة المدرسين في داخلياتهم القريبة من مساكن المعلمين يضحكون ويقهقهون باعلي اصواتهم شماتة أو استحسانا لست ادري ! ولكنه موقف يدل علي الضغينة الشديدة الممزوجة بالكراهية المريرة والتشفي البغيض دونما سبب وجيه مع اننا جئنا رسل تنوير وسلام ومحبة !
واجتع الحاكم العسكري بالطلبة وقال حديثا” ممتلئا بالوعيد والتهديد وكان مما قاله ( انحنا بعد ده اي واحد يرفع راسه سندوسه بالجزمة ) وقال العميد انه لم يستحسن هذه المقولة ، واعقبت زيارة الحاكم العسكري بعد ايام زيارة وزير الثروة الحيوانية السيد سانتينو دينق وهو من قبيلة الدينكا الكبيرة وهو من اشد انصار الوحدة بين الجنوب والشمال وطلب ايضا ان يجتمع بالمدرسين ، وتحدث اليهم بالعربية وبلغة الدينكا ونصحهم بأن لا ينجرفوا مع تيار المتمردين فيجلبون الدمار لبلدهم وذويهم وانهم افيد للجنوب بأداء رسالتهم التعليمية واورد لهم مثلا لدي الدينكا يقول ان البقرة المصابة بمرض بداء يخشي منه ان يصيب بقية القطيع تعزل بعيدا ” فعليهم الابتعاد عنهم وان لا يتاثروا بهم وان من يود ان ينضم اليهم فعليه ان يختار لنفسه وان يلحق بهم ولكنه سيمرض ويموت ..
وسارت الدراسة في جو ملئ بالكئابة واسخط والشعور بالمرارة من موقف الطلبة المشين ، وقد جبه المدرسون الطلبة برأيهم فيهم وفي سلوكهم وانهم لا يستأهلون ان يعلمونهم حيث انهم يريدون لهم الخير بينما يضمرون هم الشر ، وساد الجو روح كريهة يجللهاالشك ويغمرها عدم الثقة ويغلب عليهاالكراهية من الجانبين وان كانت بصورة اوضح من جانب المدرسين واصبح المناخ غير صحي للتعليم من الملقي والمتلقي علي السواء .. وفي تطور سريع غير متوقع وصلت للعميد برقية من مفتش التعليم بواو تفيد انه بناء علي تعليمات الوزارة ستتعطل الدراسة ويمنح المدرسين والمدرسات عطلة طويلة ليذهبوا الي ذويهم في الشمال علي ان تستانف الدراسة عندما تهدأ الامور ويستتب الامن . ووقع هذا القرار برداا وسلاما علي النفوس الوجلي والمشاعر المضطربة ووصلت تفاصيل اكثر عن الموضوع تفيد بان المدرسات سيسافرن جوا من واو الي الخرطوم وان يسافر المدرسون وعائلاتهم بالقطار ويتساءل المرء لم لا يسافر الجميع بالطائرة وهم قد خرجوا من ظل الموت ؟ أو يسافر علي الاقل بالطائرة نساء واطفال المعلمين وهل ستغني بضعة الوف من الجنيهات وهي اجرة السفر بالطائرة خزينة الدولة ؟ هذا مع ان الرحلة بالقطار من واو تستغرق ثلاثة ايام في الاحوال العادية والان السكة غير مأمونة والمتمردون في كل مكان ، وان أصاب هؤلاء مكروه او عائلاتهم فمن يبوء بالمسئولية عند ذلك ولات حين مندم ! ان بعض القرارات ينقصها البصر والبصيرة وتدل علي بلادة الذهن والحس ..
وفي يوم السبت الثاني عشر من سبنمبر 1964 سافر بعربة المعهد الي واو المدرسات العاملات بمدرسة التونج الاولية للبنات ومن هناك سيستقلن الطائرة الي الخرطوم وفي اثرهن في اليوم التالي ذهب المدرسون وعائلاتهم الي وام ليستقلوا القطار من هناك الي الخرطوم ، وكان هذا القرار المفاجئ بقفل المدارس وتسفير المدرسين والمدرسات الشماليين الي الشمال في عطلة طويلة نتيجة للضجة والقلق علي ارواحهم عندما وصلت انباء الحوادث الدامية الي هناك وبخاصة مقتل وحرق ناظر ومدرس كواجينا ، وكان لمطالبة الناس وبخاصة اهل المعلمين والمعلمات برجوع ابنائهم وبناتهم وحجتي لا تتكرر مأساة التمرد في عام 1955 عندما قتل الاف الشماليين الموجودين في الجنوب ومن بينهم عشرات المدرسين والمدرسات ، وكما ذكرت لنفا” كان لمقتل ناظر ومدرس كواجينا وحرق جششهم الاثر الفاجع والهيجان العاطفي في نفس الناس في الشمال مما دفع الحكومة لاتخاذ قرار تعطيل الدراسة وتسفير المدرسين بعد ان كان قرار وزير التربية والتعليم الذي اعلنه لمدرسي التونج انه لا خروج للعائلات وان تستمر الدراسة …
والي الفصل الاخير من كتاب ايام التونج
هلال زاهر الساداتي
[email][email protected][/email]