أصبح من المناظر المألوفة أن ترى زيت السمسم يسيل من فوق الخزائن العلوية على عمامة ناصعة البياض

منى عبد الفتاح

كيف لا

البعض يرى أنّ الكتابة عن الأخلاق الفاضلة والأمانة والشجاعة وغيرها من الصفات الجميلة وكأنها أمرٌ مستغرب يخرج بهذه الصفات عن طبيعتها الخيّرة ، مما يجعلها تبدو وكأنّها آتية من كوكب آخر وأنّ فاعل الخير هذا شخصٌ خارق وغير طبيعي. هذه وجهة نظر ولكن في الاتجاه المقابل هناك وجهة نظر أخرى ترى أنّه لتثبيت أسس الخير والصفات الحميدة وترسيخها في المجتمع لا بد من الاحتفاء بها والإعلام بها لإثبات أنّ هذه الدنيا ما زالت بخير وأنّ سيادة أخبار الجريمة والشرور التي عمّت الكون هي بسبب استحياء الحق وأصحابه من الظهور. ووجهة النظر الأخرى هذه هي التي دعتني للكتابة عن المستشارة هند الريح المستشارة بوزارة العدل السودانية ، وهي خريجة جامعة الخرطوم، كلية القانون بمرتبة الشرف فى عام 1999م، وحاصلة على درجة الماجستير. وحصلت مؤخراً على وسام الجدارة من رئاسة الجمهورية لجهودها فى إثبات برءاة الشابين سعد وعبد الملك، اللذين كان قد صدر فى حقهما حكم بالإعدام في قضية تهريب مخدرات إلى داخل المملكة العربية السعودية.
وذِكر هند ليس بسبب قيامها بدورها القانوني وواجبها المهني فحسب وإنما في لمستها الإنسانية التي جعلتها دون غيرها تتحمل عبء المرافعة عن شابين سودانيين تم خداعهما وتحميلهما أمانات بواسطة عامل في مطار الخرطوم لتوصيلها لأحد الأشخاص في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة السعودية على أساس أنّها من مستلزمات البيوت السودانية العادية . وحين وصل الشابان وتم الكشف على أمتعتهما وُجدت كميات من الحبوب المخدرة مخبأة داخل تجويفات أخشاب الطلح.

وقد درج موظفو المطارات الدولية على رؤية الأشياء السودانية، وتعودت أجهزة التفتيش الإلكترونية في المطارات الأجنبية والعربية على عدم الاستغراب من حمل السودانيين القادمين من السودان لكميات مهولة من الويكة والطلح والبخور والفسيخ والدكوة والآبري وغيرها، لدرجة أنّ أي طائرة قادمة من السودان لابد وأن تكون مميزة بالروائح النفّاذة التي تفوح منها، وذلك لأنّ السودانيين لا يكتفون بحملها ضمن الأمتعة التي يتم شحنها ولكنهم يصرون على الاستفادة من كل الوزن بحمل البقية التي دائماً ما تكون زائدة على الوزن المسموح به في الأيادي ووضعها في مقصورة الركاب . وأصبح من المناظر المألوفة أن ترى زيت السمسم يسيل من فوق الخزائن العلوية على عمامة ناصعة البياض ليشمل الجلباب والمركوب وأرضية الطائرة .

كما أصبح من المألوف تصيّد بعض المجرمين مثل عامل المطار هذا للمسافرين البسطاء وتحميلهم مثل هذه الممنوعات على أنها أدوية منقذة للحياة أو حليب أطفال أو غيرها، مما يستلزم الانتباه الدائم من قبل المسافر الذي يتحمل مسؤولية سلامته وحده. ولا ينحصر الأمر على مطار الخرطوم وتهريب المخدرات فحسب ، فهناك تجار الشنطة الذين يقفون صفوفاً في المطارات المختلفة خاصة الخليجية لتوزيع بضاعتهم من موبايلات وأجهزة إلكترونية وغيرها على العائدين إلى السودان وتسليمها إلى أشخاص محددين في مطار الخرطوم.

ولن نبالغ إذا قلنا أنّ موقف المستشارة هند مثل موقف المحامية الإيرانية شيرين عبادي التي دافعت عن عدة معارضين سياسيين إيرانيين كعائلة داریوش فروهر وزوجته اللذان تعرضا للضرب حتى الموت. وفي عام 2002م صوت البرلمان الإيراني لمسودة قانون كتبتها ضد الاعتداء الجسدي. فازت بعدها بجائزة نوبل للسلام عام 2003م لنشاطها من أجل حقوق النساء والأطفال في إيران لتكون أول إيرانية وأول امرأة مسلمة تفوز بالجائزة.
لن نستكثر على أنفسنا الفرح ولو للحظة بورود بعض الأخبار السعيدة من هنا وهناك.
(عن صحيفة الخرطوم)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استغرب موظف جديد بمطار الرياض من كمية الخشب ( الطلح ) التي يحملها الركاب السودانيين دون غيرهم فسأل آخر أكثر خبرةً ودراية عن كنه هذه الاخشاب العجيبة , فرد عليه الخبير بأنّ السودانيين يأتون بالخشب ويعودون بالبزورة أي ( الأطفال ) وهكذا ارتبط الخشب بالانجاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

  2. علي المسافرين الأنتباه الشديد وليس القادمين من السودان فقط

    ولكن ايضا المسافرين الي السودان وهاكم هذة الحكاية فقد جلس بجوار عمكم

    ابو الكلام شاب وكنت مسافر علي طيران البحرين قفلت الأن الي الخرطوم وجلس بجواري

    شاب وعرفني بنقسه انه من التحار وقدم لي كرته من دون مقدمات وبعد فترة من الطيران فتح

    الشاب حقيبته اليدوية الضخمة وبداء في اخراج عدد كبير من الموبايلات ووضعها في جيوب

    الجاكت العملاق الزي يلبسه وفضلت كمية اخري فطلب من عمكم ابو الكلام ان احمل معه

    بعض الموبايلات حتي لاتمر علي الجمارك فانذرته انه اذا اعطاني هذه الموبايلات

    فلن يراها مرة اخري فخاف مني وغير مقعده لعله يجد مغفل اخر يتفاهم معه

  3. مافى نار من دون دخان؛ زى الشيه بدون دخان لحم نى؛ التسالى والفول المدمس بدون دخان ماحيظبط؛والسيجاره لو مافيها دخان يعنى كيف مافى !!! ونصيحه لبتاع الجمارك لو عاوز بتشا (ورعان) عليكم بالدخان ؛ واسالوا اهل العلم من الدخان ان كنتم لاتعلمون ؛ وانت ماسمعت بسورة الدخان ولا شنو؟؟؟؟؟؟

  4. الغريب انو بعضنا يأتي بملابس كان نايم بيها.. يعني يصحي من النوم والمطار جاك زووووول.. مرة واحد كا في طائرة متجهة للرياض في نفس السفرية لابسه له جلابية جبانة شديدة قديمة ووسخانة وسخ مقرف ومقزز.. يعني الواحد يستحي يدخل بيها بيت الجيران ولا يمرق بيها برأ الشارع.. والغريب انه لابسها معاها سفنجة والسفنجة زاتها نخرتها مقطوعة وعامل ليها حبل من قطعة قماش قديمة.. والزول دا ما شي الرياض.. شوف عيني والزول دا ما شغال بأي زووول والحالة المقززة اكثر انو كان بلوك ليه في لبانة.. انا شخصيا لو كنت مدير الخرطوم.. بمنعه من السفر.. ولا المفروض ناس الجوازات ولا المسئولين في المطار يوجهو مثل هذا الرجل بطريقة جميلة وحلوة.. بتكون أحلى.. أنا شخصيا فكرت اتكلم معه لكن تراجعت من الفكرة لكن لو جاءت من ناس المطار بتكون احلى واجمل..

  5. أحى الأخت منى على تطرقها لهذا الموضوع الهام وأناشد الإخوة الركاب بأن يتركوا نخوتهم ولو لساعات وقبل ذلك أناشد السلطات الأمنية بالسودان بأن يتحروا الدقة التامه فى تفتيش أمتعة المسافرين بجلب أجهزة كشف متطورة وعلى فكرة معظم خطوط الطيران خاصة الخطوط السعودية تقوم بتفتيش أمتعة الركاب الشخصيه عند دخولهم للطائرة وهذا لعمرى عدم ثقة واضحة فى سلطات الأمن السودانية أفراداً وأجهزة كما وأناشد سلطات المطار المعنيه بالتشييك على المظهر العام للركاب وتنبيههم بضرورة الإلتزام بتعليمات طاقم الطائرة ….أذكر تماماً أنه فى ذات سفره من سفراتى ( قبل الإنقاذ) قامت سلطات الأمن بسحب أحد الأجانب ( مسافر ترانسيت)الذى كان يرتدى براموده من صف الصعود للطائرةمع إنه مستحمى ومريح ومسرح وطلبت منه أن يرجع ويلبس بنطلون وذلك محافظة منها على سمعة السودان …………

  6. كلكم اوف بوينت 000الموضوع عن المستشارة هند وليس عن الطلح وزيت السمسم

    الكاتبة تتحدث عن نسسسسسسسسساء وضعن بصماتهن على جدار الزمن000ماتطشو ساى وبطلو الشتارة

  7. تصوير السودانيين وقد حملوا صفائح الزيت في الخزائن العلوية للطائرات لدرجة انها تسيل على ملابسهم ورءوسهم مجافي للحقيقة لان الزيوت والسوائل ممنوع حملها داخل الطائرات ويلزم المسافر بشحنها مع ال cargo.كما ان تصوير المشهد بهذه الصورة فيه إساءة لناكالإساءة للصعيدي في مصر وقد ملأ قمرة القطار باصناف من الفراخ الحي وتركه يقفز هنا وهناك

  8. دا ما الموضوع لكنني اشرك الاخ استفسار فيما قاله .انت في دا انا شاهدت دكتوره سودانيه لابسه ليها شبشب ومتحننه في احدي المستشفيات بجده كان معاي( my boss)حاولت ادخل واقول ليها وبعدين خفت اتهرج منها.مشكلتنا يا سودانيين الشياكه معها حبت كريم ____ ( الهندام مهم جدا جدا)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..