الثورة لا تستأذن السنوسي..!!

عبد الباقى الظافر

* في ذلك الوقت كانت كل الدنيا تعتقد أن الصدام بات وشيكاً بين جيوش صدام حسين وقوات التحالف العالمي التي تنادت لتحرير الكويت..ولكن كان هنالك جنرالان لا يشاركان العالم رؤيته.. أما أحدهما فهو المهيب صدام حسين رئيس العراق .. والجنرال الثاني كان أحد عسكر الإنقاذ الذين اشتغلوا بالسياسة.. في ذلك المساء كان تلفزيون السودان يسيطر على الساحة المحلية قبل أن تغزوها الجزيرة وإخواتها .. المهم وضع خبيرنا الوطني (الكاب) على المنضدة وأقسم لنا أن أمريكا لن تجروء على غزو العراق، لأن الحرب البرية صعبة، وإن خاضتها الجيوش العالمية فستمنى بهزيمة تاريخية.. صدقنا الرجل لأن رؤوسنا كانت مغلقة وقلوبنا غلفاء..ولكن حدث ما حدث.
* قبل أيام كان الشيخ إبراهيم السنوسي أمين عام المؤتمر الشعبي يتحدث لوكالة (قدس برس).. تحدث الشيخ عن قناعة حزبه بالحوار الوطني الذي سيحقق التحول الديمقراطي المأمول ..لكن الذي شد انتباهي أن شيخ السنوسي أكد عدم وجود مقدمات لثورة شعبية تقود لإسقاط النظام، وقال: ?نحن موجودون في الداخل، ونقرأ الاتجاهات العامة، ومع أننا لا نعلم الغيب، إلا أن القراءة الموضوعية تشير إلى عدم وجود مقدمات ثورة شعبية حقيقية ?..وأضاف الشيخ السنوسي أنه لا يعلم على وجه اليقين انتهاء مداولات الحوار الوطني .. بل إنه حمل الحركات المسلحة مسؤولية إبطاء الحوار الجاري في قاعة الصداقة.
* في البداية يتحمل الشيخ السنوسي وحزبه مسؤولية الاندفاع في الحوار الوطني المنقوص .. أغلب المراقبين نصحوا الحكومة وقتها أن تتمهل في استهلال الحوار حتى يكتمل النصاب الوطني بمشاركة الأحزاب المؤثرة والقوى الحاملة للسلاح، ولكن الحكومة ومن أمامها المؤتمر الشعبي كانت تصر على الحوار بمن حضر.. بعد أشهر يعود الرجل الأول في الشعبي ليحمل الحركات الغائبة مسؤولية تعثر حوار قاعة الصداقة.
* لست معنيا بتقديرات المؤتمر الشعبي وتفاؤله بنجاح الحوار الوطني .. إلا أنني استغربت مِن استبعاد شيخ السنوسي لامكانية اندلاع ثورة شعبية، قال إن مقدماتها غير متوافرة .. الكل يعلم بما فيهم قادة الانقاذ أن بلدنا في منعطف خطير.. الرئيس البشير شخصياً أكد غير مرة أن الشعب السوداني صبر على حكم الانقاذ .. العين الفاحصة تستبصر أن بلدنا يعيش في ظروف استثنائية .. أزمات تحيط بخاصرة الوطن .. كهرباء تتعثر في الشتاء والصيف ..دولار جامح يرفض الترويض وميزان تجاري مختل لصالح الواردات .. جيوش البطالة تزداد يوما بعد يوم .. معظم الجامعات الكبيرة أغلقت أبوابها بسبب الاحتجاجات ..الذي يؤخر التغيير فقط الخوف من المجهول ..ولكن اليأس أحيانا يجعل المجهول أفضل السيناريوهات.
* في تقديري.. إن الشيخ السنوسي ما كان له أن يراهن على استسلام الشعب السوداني .. بل كان عليه أن ينصح إخوته أن صبر الشعب كاد أن ينفد .. وأن وقت التنازلات إن لم يكن قد حان البارحة، فإنه مطلوب اللحظة والتو .. ماذا سيقول السنوسي للشعب اذا حدث السيناريو الذي استبعده تماماً.. مهمة القائد أن ينظر إلى الغد قبل عوام الناس.
* بصراحة.. معظم قادة الأحزاب في بلادنا يتمتعون بقصر النظر ..هذه الميزة السالبة تشمل حتى الذين هم على هرم المعارضة.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. عندما اندلعت الثورة الشعبيةفي تونس قال المدعو احمد ابو الغيط وزير حارجية المخلوع مبارك ان مصر ليست تونس ولن تقوم ثورة في مصر ك1الك الغزافي و بشتر في سوريا يا سنسنة خليك في نومك لمن تلاقاة جوة انت وكيزانك

  2. إقتباس:
    (شيخ السنوسي أكد عدم وجود مقدمات لثورة شعبية تقود لإسقاط النظام،) .

    سبحان الله ,
    و من أين جاءت هذه الثقة لهذا الكوز حتى يؤكد بأن لا ثورة شعبية قادمة لإسقاط هذا النظام المستبد الفاسد ؟؟
    و أين سيهرب و يختبئ لو قام الشعب بإنتفاضته و عصيانه المدنى الذى سيسقط هذا النظام الضعيف المتهالك الذى أثبت عبر السنين بأنه نمر من ورق يعتمد على مليشيات نفعية مجرمة سيهربون فى كل الإتجاهات لو نزل المواطنين للشوارع .

    لكن نؤكد لك يا شيخ السنوسى و من لف لفه بأن الثورة قادمة لإقتلاعكم طال الزمن أم قصر و عندها سيبدأ القصاص و المسآئلة لكل من أجرم فى حق هذا البلد و شعبه الكريم , ستتم محاسبتكم جميعاً مؤتمر وطنى و شعبى حتى ولو هربتم لكوكب آخر , و ان غداً لناظره قريب .

  3. إلعب غيرها يا أكل فتات موائدهم الخاسر . تحاول القفز من السفينة الغارقه . عهدناك متملقا الترابي الآن أنت تحاول تملق الشعب السوداني الفضل .

  4. قلت كلاما جميلا وفيه حقائق كثيرة ولكن في النهاية عممت وهذا التعميم اخل بما كتبت ماذل الخوف يطاردك بعد ان منعوك من الكتابة ام ماذلت على العهد مع الكيزان ….الثورة قادمة شاء الكيزان ام ابوا والنصر حليف الشعب السوداني الصابر..

    والله المستعان ….

  5. يا الظافر .. اريتك بعافية
    اها الترابي رضي الله عنه و ارضاه ما جاك في النوم دحين وراك احاصل عليهو شنو ؟

  6. غايتوا الحمد لله يا الظافر بقيت شويه شويه تعرف تكتب . لكن عمك ده قول ليه لا يرجم بالغيب . ولولا السن لوصفته بانه مغفل .
    ——–
    انظر لصورة هذا الرباعى هل تتوقع منهم خير للبلد ، تنميه ، تعليم ، علاج علاقات خارجيه مثلا … وهل يدركون معنى هذه الكلمات ؟؟؟؟؟؟؟

  7. “ماذا سيقول السنوسي للشعب اذا حدث السيناريو الذي استبعده تماماً.. مهمة القائد أن ينظر إلى الغد قبل عوام الناس…..”

    أولاً، ماذا سيقول؟ سيقول زي الترابي مع الصادق في ميدان نادي الأسرة في أكتوبر 1964: “قلتوا كدي؟؟ أنا برضو كنت بقول كدا – أنا كنت بهظر مع ناس ?قدس برس? ساكت – بالله أدونا اللجام دا ..”

    تانياً: “مهمة القائد أن ينظر إلى الغد قبل عوام الناس…..” القائد منو؟ السنوسي؟ دا من إسمو أجنبي وما عنده علاقة بالإسلام حق الله والرسول .. والزول دا نسخة باهته من شيخه المقبور .. وشخصيته أبهت من صورته.. والزي دا هو اللي من عوام الناس. أي عتالي في سوق أمدرمان يفهم أحسن منو.

    ثالثاً: الشعار الجديد: “شوفوا لينا طريقة معاكم: هو في القبر فطيساً وأنت في القصر رئيساً وأنا يعني بالليل كديساً؟؟ وللا شنو يعني؟؟”

  8. السنوسي وحزبه يستشرقان حقبه جديده تعيدهم الى ايام الانقاذ الاولى لوصل مانقطع ومن هذا المنطلق فانهم يتمسكون بحوار الوثبه الذي يلهون به بعض السذج من بني السودان حتى يناموا ويصحوا في ذات الليل البهيم

  9. السنوسي و معاتيه المؤتمر الشعبي القوا كل رهانهم على ما يسمى بالخوار، و الجماعة بعد ان ضربهم الفلس و الابتعاد عن السلطة اصبح كل همهم ايجاد سبيل و موطئ قدم يتيح لهم التمتع بنهب ما تبقى من الوطن. الاسلامويون لا دين لهم و لا اخلاق و اي منهم مستعد يبيع امه اذا قبض الثمن

  10. هل كانت الثورات تسأذن لخلع رئيس ؟ هل كانت تواعده سرا انها ستخرج عليه ؟ دائما يجد الرئيس انه خارج دائرته في يوم وليله ! ويصبح الرئيس مخلوع ونذكر كل من لا يريد ان يحلم ان الثورات عباره عن صبر نفذ ونذكركم يا هؤلاء ان الشعب الصامد قادم من كل اتجاه .

  11. الثورة آتية حتماً …… و رحم المعاناة اتسع بها وتمدد وهو في حالة طلقٍ من بعد غلقٍ سيعقبه ميلاد بمشئة الله .
    سدنة نظام الإنقاذ بما فيهم منسوبي المؤتمر الشعبي سيظلون مزهون في اوهامهم حتى يصبح عليهم الصباح وهم في ضلالاتهم الذهانية يعمهون .
    من حسن سير الأمور الى نتائج إيجابية فاصلة ان يستمر المؤتمر وشعبي تحت مظلة شبيهه المؤتمر الوطني عوداً والعود بينهما احمد تحسباً من خلط الكيمان ، ، ما من شأنه ان يضمن عدم حدوث أي خروقات على جدار الزمن الآتي ……. ذلك ان على كليهما يقع وزر ما آلت اليه البلاد من حال سئ .ذلك ان الثورة القادمة هي ثورة على نظام حكم بالاستبداد زهاء 27 عام مسؤليتا لا تقع المؤتمرين ( وطني وشعبي ) كليهما يحمل وزر قيام (نظام الإنقاذ ) الهالك لا محالة بما اغترف على الوطن (ارضاً وشعباً ) من اوزار …

  12. كلمة الحق واضحة وضوح الشمس.

    ولجت طريق نتمنى أن يعينك الله و تلتزم به.

    نسأل الله العفو و العافية

  13. ود الذين .. أيها الكوز-الأمنجي العاطل عن الموهبة .. بس إنتظر جاياكم ضقلها يكركب ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..