كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر??.!!!

من المؤكد أن العناية الإلاهية قد تلطفت بنا نحن شعب السودان المؤمن الصابر المحتسب ، فقد حافظت الجماهير المنكوبة علي توازنها وتماسكها رغما عن الظروف القاسية التي تسببت فيها الأمطار والسيول ، والتي قوبلت بلا مبالاة متناهية وعدم جاهزية مفرطة في القصور من قبل الجهات المسئولة في المركز والولايات، فقد شاهدنا في مواقع التواصل الإجتماعي صورا مرعبة ومحزنة لضحايا هذه الكارثة الطبيعية ما كان ليحدث كل ذلك لولا التراخي في تحمل المسئوليات والقيام بالواجبات في زمانها الموقوت من قبل جهات الإختصاص.
ان استعداد الولاية لاستقبال الخريف كان ضعيفا وقد هطلت الأمطار بغزارة وحاصرت مياهها االبيوت والحلال وجرفت سيولها المنازل والشوارع وحطمت الممتلكات وأهلكت الأرواح لانها لم تجد منافذا للتصريف تسع سطوتها،العناية الربانية تلطفت بالناس وحفظت لهم أرواحهم لولا ذلك لكانت الفاجعة أكبر والمصيبة أعظم.
اما حكومة الولاية فبدلا من الاعتراف بالعجز والتقصير وتقديم إستقالتها تعبيرا عن إعترافها بالذنب نشطت أجهزتها في تعقب اشاعة اطلقت في مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن استقالة الوالي وتعتبر ذلك مؤامرة رخيصة من بعض المخذلين!!! المجهودات الرسمية التي بذلت في ضحد الشائعة كانت اكبر بكثير من ما بذل لتفادي آثار الكارثة والضيق بها كان أكبر من التأثر بحالة الجماهير وهي تقف حائرة بلا مأوي وسط المياه التي تغطي كل شئ حتي أسقف المنازل!!! لا يا سادة الحكم بولايتنا المنكوبة هذه الاشاعة هي إشاعة أمل اي ان الناس يأملون في استقالتكم او إقالتكم لانهم تضرروا بسبب عجزكم وتقصيركم ولو كنت المسؤل لفعلت ذلك بلا تردد.. فالولاية التي يجلس علي رأسها اناس مقصرون( إبتدعوا فقه التحلل ليفلتوا من العقاب) حتي واليهم مخدوع فيهم حسب لسانه!!!! حيث قال هو ذلك عقب قضية الفساد المشهورة امثال هؤلاء لا يمكن ان يهتموا لامر مواطن بسيط تحاصره المياه او مواطن اضحي سقف بيته السماء او مواطن مات في العراء….لان من يعيش علي مص دماء البسطاء لن يسعد بخدمتهم كما اننا نري في ذهابكم مصلحة للولاية وإنسانها وحيوانها ونباتها..
قد تقولون إن تقديراتكم خاطئة في ذهابنا في هذا التوقيت لأننا وبكل فخر هرعنا لموطن الحدث وشكلنا غرف الطوارئ وبذلنا مجهودا مقدرا للتخفيف من هذه الكارثة الطبيعية والتي فاقت قدراتنا وإستعداداتنا ولكننا لم نركن لها وقد بزلنا ما في وسعنا للتخفيف من حدتها وآثارها وقد نجحنا بنسبة مقدرة تتناسب مع حجم الكارثة وما يتوفر لدينا من إمكانيات ،والله شهيد علي إنجازنا ومطلع علي جهدنا وجهادنا في سبيل إحتواء هذه النكبة .
ولكن الحقيقة تظل هي الحقيقة وهي أن سياسة حكومة الولاية تدار بنظام (علوق الشدة) وهو مصطلح سوداني يطلق علي الذي يهمل دابته ولا يعطيها علفها الا عندما يحتاج اليها , في وقت يصعب معه استفادة الدابة من هذا العلف ) العلوق ) وقد ظهر هذا جليا في تفاجئها بالامطار والسيول وكأنها المرة الاولي التي تصيبنا فيها السماء بغيثها أو يزورنا فيها الخريف ويحل علينا ضيفا ببركاته وخيراته. كما أن المجهودات التي بزلتها حكومة الولاية بعد ضغوط من المركز ودعم لوجستي منه ومن الخيرين الذين أسرعوا خفافا يكفكفون دمعة المحزون.
إن إخفاقات ولاية الخرطوم قد كثرت وتجاوزت حد الإحتمال، فمنذ مقدم السيد عبد الرحمن الخضر ظللنا في أزمات متلاحقة تزيد من بؤس إنسان الولاية وتضفي علي وجهه مسحة حزن مبكية، فأزمة المواصلات بلغت حدتها مبلغا لم تنقع معه كل التطبيبات والجراحات الأليمة بتغير مواقف المواصلات وزيادة التعريفة بل بتعويمها حيث أن معظم العربات تسير في خطوط غير خطوطها وتتحصل من الركاب تعريفة مضاعفة وأحيانا تتركهم في منتصف الطريق.كذلك أزمة الصرف الصحي والنفايات وشح مياه الشرب وتلوثها وظهور جرائم غريبة عن مجتمع الولاية كعصابات ما يعرف بالنيقز وغيرها.
إن الحزب الحاكم بتجاهله لإخفاقات ولاته القاتلة والمخجلة يبتعد خطوات شاسعة عن الجماهير التي تؤيده والتي ظلت في تناقص مطرد وفي حالة إحباط مشفقة لأنهم ببساطة لا يستطيعون تبرير أخطاء نظامهم وعجزه عن النهوض بالبلاد بل يحملونه كغيرهم مسئولية التردي المريع في الخدمات وضمور الاقتصاد والغلاء الطاحن الذي ينخر في عظام الجماهير الكادحة ، والإصرار علي المضي قدما في دولة الحزب الواحد والرجل الواحد!!! وهم يعلمون ان قراءة الواقع بصدق تشير إلي تحول في شعبيتهم وتوافق غالبية عظمي علي التغيير نحو التعددية الحزبية والدولة المدنية والنظام الديمقراطي.
إن الحزب الحاكم أدرك حوجة الناس البسطاء للخدمات الأساسية (ماء ?كهرباء- تعليم ?صحة -غذاء) وقد خاض الإنتخابات العامة ل2010م تحت شعار لافت للإنتباهـ (إستكمال مشاريع النهضة ) ولكن كان حصاد الجماهير المترقبة لحدوث نهضة تنموية شاملة من تلك الوعود البراقة هشيما تزروه الرياح.
إن من تولي أمرا عاما روح المسئولية تحتم عليه تحسس مواطن الخلل وإدارك سبل المعالجة قبل تفاقم الأمر وقد كان بن الخطاب الخليفة الراشد رضي الله عنه يتحسس أحوال الرعية فوجد إمراة عجوز تحمل حملا ثقيلا فحمله عنها وإستفسرها عن عمر فقالت : قالت : لا جزاه الله عني خيرا.
قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه – والله – ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينارولا درهم.
فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها.
فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر (القصة مشهوره).
هذا غيض من فيض قصص الصالحين الذين لا تلهيهم تجارة عن ذكر الله ولا تنهاهم نفس أمارة عن خدمة عباد الله، ولا تغريهم إمارة لأنهم يعلمون أن الدنيا دوارة إن أغنتك أفقرتك وإن ألهتك لموارد الهالك اوفدتك وإن سودتك أهلكتك ولن تنجو من غيها ما لم تشاور الناصحين وتجاور الصالحين وتذكر الموت ويوم الدين. نقول هذا ونحن نتعجب من أن حكام المسلمين لا يقبلون نصيحة ناصح ولا عتاب معاتب ويستأسدون علي رعيتهم ولا يبصرون عوجة رقبتهم.
أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قالو للكضاب احلف .قال جاك الفرج افرض شالو الخضر والناس اتبسطت اها.وبعدين يا حبيبى.. لا يستقيم الظل والعود اعوج

  2. والله لو استقال او اقيل لن ينفع هذا جزاء له!!!لابد ان يتم ضربه في مكان عام علي اخفاقه وكذبه وفساده وتمسكه بمنصبه رغم علمه انه اسؤاء والي لولاية في تاريخ البلاد!!!!!

  3. اللهم دمر كل من شارك فى دمار الوطن الجميل
    اللهم عليك بالكيزان فانهم لا يعجزونك
    اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ,, اللهم أجعلهم يشتهون الماء ولا يستطيعون شرابها ويتمنون الموت من شدة الالم فلا ينالونه ,, اللهم عذبهم بكل أم بكت أنصاف الليالى على فلذة كبدها أو زوجها أو أبيها ,, اللهم عذبهم وزبانيتهم بحق كل فم جاااع ,, وبطن قرقرت ومريض مات من عدم أستطاعته توفير الدواااء اللهم عذبهم بحق كل زفرات شوق وبعاد يعانيها ابناء المهاجرين والمتغربين الفارين من الوطن بسبب سياساتهم وأفسادهم ,, اللهم أجعلهم يشتهون الطعام فلا يتذوقونه بحق كل شبر من أراضى السودان التى باعوها والتى حبسوا عنها الماء فصارت بووورا تشكوهم لربها ,,, اللهم أنا غير شامتين ولكن أمرتنا بالدعاء على من ظلمنا لذا دعوناك ,, فأن كنتم أيها السودانيين تظنون أن البشير والكيزان ظلموكم فعليكم بالدعاء فأنه أمضى سلااااح ,,أدعوا عليهم بالويل والثبوور وعظائم الامور من سرطان وأمراض

    الترابى .. البشير .. على عثمان .. نافع .. الجاز .. الزبيرين .. ربيع .. امين حسن .. غندور
    قطبى .. مصطفى اسماعيل .. بكرى .. الخضر .. احمدهارون .. عثمان كبر .. وقوش .. والمتعافى ودوسة .. وسبدرات .. ومامون حميدة .. وحاج ماجد سوار .. وكل باقى التنابلة
    وكل من اشترك فى دمار وتشريد محمد احمد دافع الضريبة

  4. الخضر عقب خروج أهالي بري والشجرة يشكون العطش قال حقو الناس ما تملنا فوق طاقتنا بمعني الفينا مكفينا ونحن شغالين بعد شوية إنكشفت قضية فساد مكتبه وهو قال والله الناس ديل هم البذكروني بمواعيد الصلاة ما قايل ممكن يعملوا كده فربنا ورانا هم مشغولين بشنو بجمع المال وكنزه بصورة غير اخلاقية وهموم الناس ليست من اولوياتهم لذلك في ذهابه عبرة

  5. اخي أحمد لو كان أحدهم يعي هذا النص من مقالك، ما ظننت أحداً منهم يتولي أمر ثلاثة و خاصة و هم يعلنون تمسكهم بشرع الله و النص هو:

    وقد كان بن الخطاب الخليفة الراشد رضي الله عنه يتحسس أحوال الرعية فوجد إمراة عجوز تحمل حملا ثقيلا فحمله عنها وإستفسرها عن عمر فقالت : قالت : لا جزاه الله عني خيرا.
    قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه – والله – ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينارولا درهم.
    فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
    قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها.
    فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر (القصة مشهوره).
    هذا غيض من فيض قصص الصالحين الذين لا تلهيهم تجارة عن ذكر الله ولا تنهاهم نفس أمارة عن خدمة عباد الله، ولا تغريهم إمارة لأنهم يعلمون أن الدنيا دوارة إن أغنتك أفقرتك وإن ألهتك لموارد الهالك اوفدتك وإن سودتك أهلكتك ولن تنجو من غيها ما لم تشاور الناصحين وتجاور الصالحين وتذكر الموت ويوم الدين. نقول هذا ونحن نتعجب من أن حكام المسلمين لا يقبلون نصيحة ناصح ولا عتاب معاتب ويستأسدون علي رعيتهم ولا يبصرون عوجة رقبتهم.

    اللهم يا قهار و يا ناصر كل ضعيف ولي علينا خيارنا و لا تولي علينا شرارنا و تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا
    فعلينا تجنب المعاصي و عمل الطاعات و التضرع إلي الله بنية خالصة أن يولي علينا من يصلح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..