مقالات سياسية

رسالة إلى “محجوب شريف”

مهدي يوسف إبراهيم
…………….

في العام 2007 كتبتُ هذه الرسالة الشعرية إلى الشاعر العظيم ” محجوب شريف “…كان حلمي أن أرافقَ صديقي الشاعر ” بابكر الوسيلة ” إلى بيت شاعرنا العظيم في “الثورة ” و أقرأها عليه …لكنها ضاعت مني بسبب الترحال و المشاغل ..ثم انتقل “محجوب” إلى رحمة الله تعالى …
و قبيل أيام عثرتُ عليها مصادفةً في دفترٍ قديمٍ مغبّر …و هأنذا أبعثُ بها إلى “محجوب ” من وراء ستر الغيب …آملاً أن يكون هذا المناضل العظيم قد ” انجمّ” من رهق السجون و المنافي أخيراً …هناك في جنان الخلد …
………………

يا صاحبي يا “محجوب ”
ما بين “صفانا” و بين
“مروة” مراكب النيل
كم من حِلم منهوب
كم من وَجع مكتُوب
و الدنيا عتمة و ليل
شايف سفيه السيل
شايل معاهو القيف
عشعش زمان الخوف
و الحال صِبِح مقلوب
……………

العين نساها الضي
النيل رمالًا صَي
الخطوة تسأل ” وين”
فات الزمان الزين
بدل الغمام
الدّم
فوق الورد مسكوب
……….

مُدن الوَجَع بى هناك
تلك الملانة هَلاك
مزروبة بي الأسلاك
شبعت أسى و كوراك
ورداتا عطشانة
و نسوانا حزنانة
شقّت عليها جيوب
………………..

بلدًا هواها عنيد
جوانا ببدي و إعيد
بنبض كأنو وريد
فيها الشجون بتصيد
شبعت شموسا غروب
…………………

طاشى و بزازي براي
متلفعًا بي أساى
هذا البلد جواي
من ريدو ماني بتوب
……………….

بى نيلا قلبي بعيش
إقوى و إقوملو الريش
يشهق متل درويش
بى سبحتو اللالوب
…………..

هذا الزمان الزيف
مليان نواح و نزيف
طي المُدُن و الريف
لكن وحاة أم در
الغالية زي الدر
باكر بزول الصيف
و الحلم يتمدّد
لامن يفوت الحد
و النيل جراحُو تزول
ينشرّ عرض و طول
ينبض كأنو قلوب
………………

يا صاحبى يا “محجوب”
نزفن حروفك نُور
بقّن متل بلُّور
ماجن بخور و بحور
دمًا عشق ممهُور
فاحن طيوب و طيوب
…………
حرفك هناك مجروُح
أشواقو ما بتروح
راحل مراكب نوح
دمّو العزيز مسفوح
وسط السطور مطروح
من الرحيح تعبان
لكنو ما مغلوب
نورو الببق نيران
و خيالك الموهوب
خيلًا هناك جاري
لا بغش
و لا بداري
لا نخّ لا ساوم
لا طش لا سالم
بحلم في لحظة يشوف
صورة بلد عملاق
منشرة فى الآفاق
و خيولو ضاجّة سباق
و شموسو ما رقراق
ليلا و نهارا تجوب
…………….

بلدًا هواها عليل
غنالا فينا “خليل”
وسط الأمم قنديل
فارد قوامو … نخيل
شعبو العظيم محبوب
مهما يضيع
مرهوب
…….
و حروفك الخَضرا
التزرع الصحرا
ذى غيمة بتندي
( و زادن جمال (وردي) )
دايما تعيد تبدي
إنو البلد ديا
وكت النخيل يابس
إسقط على الأرض
(زى قبعة حارس)
ما بتفع الدية
و الساسة كم تلعب
عسكر حرامية
تضبح حلم شعبًا
شايل صبر أيوب
…………….
بِحلم مساءاتو
تحضن رباباتو
ترقص بنيّاتو
و تغنّى جنياتو
لحنًا عذوب و طروب
…………….

يا صاحبى يا “محجوب”
حسّك نَفَس قلمِي
عينيك نشيد علمي
حرفَك جميل شَمَمِي
حزنك بزيد ألمي
و مها الزمن يقسى
و مراكبو ما ترسى
و يمتد وجعنا مدن
حارات .. دروب و دروب
درب النضال لسّه
و الحق مهما يغيب
ما ممكن إندس
باكر مصيرو بؤوب
يا اخويا يا “محجوب”
………

[email protected]
الخرطوم 2007

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..