الفور…. إئتلاف بعد إختلاف

رأي
الفور…. إئتلاف بعد إختلاف
محمد عيسى عليو
٭ هنالك ثلاث ممالك افريقية تداولت في حكمها على دارفور. أثرت هذه الممالك في تركيبة الوضع القبلي برمته، في المنطقة بأثرها، والتأثير في غالبه الاعم كان تأثيراً ايجابياً، والممالك هى مملكة الداجو، ومملكة التنجر، ومملكة الفور، كان التحول السلمي رسا في محطاته الاخيرة الى الفور، استفاد الفور من الهجرات العربية التي استضافتها مملكة التنجر وصاهرتها، وواصلت مملكة الفور تواصلها الاجتماعي مع القبائل الافريقية الاخرى الاصلية كالبرقد والبرتي وغيرها من القبائل الاخرى، والتواصل بلغ اشده عندما استطاع سلطان الفور التعاون مع اصحاب الديار الواقعة في الحدود بين تشاد والسودان وهى الديار الخمسة المعروفة في التاريخ دار كوبي، ودار قمر، ودار تاما، ودار مساليت ودار سيلا، حتى انضمت هذه الديار الى دارفور طواعية بحكمة سلاطين الفور، واستمر الحال حتى فترة السلطان علي دينار والذي ظل يؤكد تبعيتها لدارفور لأنها اصلاً جزء منها كما كان يذكر انها ارض اجداده سلاطين دارفور، وظل يتهم من وقت لآخر المستعمر الفرنسي الذي استحوذ على تشاد في رغبته لضمها لتشاد، ألح علي دينار بشدة على الانجليز الذين كانوا يستعمرون السودان بانقاذهم كدارفوريين من الاحتلال الفرنسي، والانجليز بدورهم لا يرغبون في الدخول في مشاكل مع الفرنسيين، لأن التفاهم قائم بينهما في احتلال افريقيا وتقسيمها كغنائم، ولكن يظل علي دينار يرسل البرقية تلو البرقية، والانجليز يتراخون، حتى قرروا اخيراً استغلال نقاط ضعف علي دينار ليحتلوا دارفور بكاملها في عام 6191م.
ظل الفور هم عظم الظهر للمكونات القبلية في المنطقة وكما ذكرت أنهم استفادوا من العنصر البشري العربي المهاجر حتى تمكن ابن اخت الفور ابن القائد العربي احمد المعقور من ان يكون سلطاناً عاماً على دارفور وهو الشاب سليمان بن احمد المعقور الملقب بسولونق وهى بلغة الفور تعني العربي، وكما ذكرت معظم كتب التاريخ فإن سليمان سولونق لم يصبح سلطاناً على دارفور إلا بعد المشاورة للقبائل العربية والاستنصار بها وذكرها التونسي في كتابه تشحيذ الاذهان بسيرة بلاد العرب والسودان كقبائل عربية شاورها ومن ثم اخذ بيعتها ، وذكرهم بالاسم هبانية، رزيقات، بني هلبة، تعايشة، بني حسين، معاليا وهكذا.
إكتفت القبائل العربية بتمدد لغتها وانتشار عقيدتها وتركت الحكم خيار للفور واعترفت القبائل العربية بالثقافة المحلية كتراث قومي يجب الحفاظ عليه، ومن جانبهم قام سلاطين الفور بتنظيم شؤون الحكم، وكيفية الاستفادة من الارض وتقسيمها الى حواكير وهنا استفاد العرب من هذه الميزة السلطانية والتي اعطتهم شرعية تملك الاراضي في كافة انحاء دارفور، إذ قليل جداً من القبائل العربية من لم يكن لها حاكورة، هذا الاندياح والاندماج الدارفوري والذي نتج عنه التلاقح العربي الافريقي أسس لاقليم قوي منفصل كدولة قائمة بذاتها، وأسس لعلاقات خارجية مميزة وانضباط اجتماعي داخلي قوي، إلا من بعض التفلتات القبلية الجانحة للاستغلال وهذه تقمع بشدة طلباً للوحدة الاقليمية في دارفور، على امتداد هذه المدة في التاريخ الحديث ظل الفور هم رأس الرمح لكل تحول في دارفور، وهنا استطيع أن اعبر محطات رئيسية تمحورت حول التاريخ الحديث لدارفور، المحطة الاولى النأى عن الاحتلال التركي المصري للسودان (1281-4781) فكل المحاولات فشلت في السيطرة العسكرية على دارفور لمدة ثلاث وخمسين عاماً. المحطة الثانية غزو دارفور من جنوبها بواسطة الزبير باشا العميل التركي وهو سوداني بعد هزيمته للرزيقات وهم المتآخمون للجنوب، ولكن تصدى له السلطان الفوراوي سليل سلطان دارفور ابراهيم قرض رافضاً دخول الاتراك لبلاده ولكنه هزم في اواسط عام 4781.
المحطة الثالثة وهي نفرة أهل دارفور للاستنصار لاهلهم السودانيين في الوسط ضد الحكم التركي المصري، عند قيام الثورة المهدية، أجمع الدارفوريون عندما شاورهم الشيخ مادبو علي زعيم الرزيقات أول أمير للمهدية بدارفور، ومن ضمن المستنهضين السلطان علي دينار، والمحطة الرابعة الرجوع الى دارفور بعد هزيمة المهدية في كرري وام دبيكرات ومقتل الخليفة عبد الله في 9981م، ومحاولة تأسيس علي دينار سلطنته على أثر اجداده، ولكن هذه المرة لم يستطع علي دينار التعامل مع القبائل العربية بحنكة وحكمة كما كان يفعل اجداده، فحارب الزيادية في الشمال مما جعلهم يستنصرون بأهلهم دار حامد في كردفان، وحارب البني هلبة حتى هاجروا الى اهلهم في تشاد، وحارب الهبانية الذين لم يجدوا ملجأ إلا الى الله سبحانه وتعالى وأخيراً حارب الرزيقات في عقر دارهم 3191م ولكنهم هزموه. ولم ينقذ الرزيقات من السلطان إلا قيام الحرب العالمية الاولى حيث اخذ علي دينار جانب المحور الذي يتزعمه الالمان والطليان وتركيا الامر الذي رفضه المستعمر الانجليزي في الخرطوم، فتحركوا نحوه وهزموه وقتلوه، وإلا كان في نيته اعداد حملة اولها في دار الرزيقات وآخرها في الفاشر كما ذكر في برقيته الى سلاطين باشا قائلاً له سأقوم بحملة لتأديب الرزيقات وسأجعل ارضهم خراباً الى يوم الحساب. خلاصة فترة علي دينار ما كانت تنتهي بهذه الصورة لو ان علاقته مع القبائل العربية سادت كما كان يصنع اجداده.
وفي اواخر القرن العشرين ابتليت قبيلة الفور بتحديات واجهتها اذكر منها الحرب القبلية التي كانت بين الفور القاطنين حول جبل مرة والقبائل العربية المتعايشة معها لمئات السنين، وحتى الآن لم نستطع سبر غور هذه المشكلة، فاذا سألت العرب الذين كانوا بجوار الفور يقولون إن الفور ارادوا طردنا من المنطقة مستفيدين من ظروف تولي دريج ابن الفور للحكم في دارفور الذي جعل معظم اركان حربه من أبناء الفور، واذا سألت الفور يقولون إن العرب في وحول جبل مرة اصبحوا مخلب قط لاخوانهم القادمين من تشاد والآخرين الذين طردهم الجفاف من شمال دارفور، وعلى العموم قامت هذه الحرب على أشدها وامتدت حتى قيام الديمقراطية الثالثة وكان الحاكم لدارفور ايضاً من أبناء الفور وهو دكتور تجاني سيسي، والتحدي الآخر الذي واجهه الفور هو ما قام به ابنهم داؤد بولاد في حملته منطلقا من جنوب السودان تحت مظلة الحركة الشعبية التي اخمدت عام 2991 وهذا المنعطف عمق الغبن لدى الفور باتهامهم لاخوانهم العرب الذين تصدوا لبولاد وتطور الامر للهجوم على قراهم ونهب ممتلكاتهم اما من جانب العرب فيقولون ان بولاد دخل دارفور لطردهم مستشهدين ببعض الحوادث التي لاحقتهم أثناء عبور حملة دريج.
التحدي الثالث وهو الاخطر، قيام الحركات المسلحة عام 3002م والتي بدأت بحركة تحرير السودان بقيادة ابن الفور عبد الواحد محمد نور، هذه الحركة رمت بكلكلها على الفور، فقد حملت الحكومة المسؤولية للفور، فقط لأن احد ابنائها قائد لحركة مسلحة، بحق لقد دفع الفور الثمن لهذه الحرب من تقتيل وتشريد ونزوح حتى اصبحت معسكراتهم رمزاً لبؤس الانسانية في العالم، وهنا نستطيع ان نقول أن بعض أبناء الفور، عبد الواحد والذين ظلوا معه الى الآن والآخرين الذين تخاذلوا عنه وانداحوا للحكومة واخذوا الثمن بما أنهم هم الذين هندسوا العملية (للمسكين) عبد الواحد ومن قبله (القتيل) بولاد اقول أنهم اخطأوا التقدير للعملية برمتها ويجب الاعتراف بهذا الخطأ والاعتراف بالخطأ فضيلة، لأن العملية في بدايتها عملية إقصائية لعناصر بعينها، وتحالف ضد العرف التاريخي، ونقول ان الحكومة ارتكبت جريرة كبيرة بتحميل قبيلة معينة جريرة افراد من القبيلة، ربما ارتكزت على بيت الشعر القائل:
وجرم جره سفهاء قوم وحل بغير جارمه العذاب
ونست الحكومة الاسلامية في الخرطوم الآية الكريمة القائلة ( ولا تزر وازرة وزر اخرى) لوقت قريب الفور يتداولون منشوراً امنياً ربما يكون غير صحيح ولكنهم يؤكدون انه صادر من الجهات الامنية في التسعينيات يشير الى ان الفور قبيلة عنيدة ولم نستطع تجنيد أى عدد يذكر منهم كإسلاميين، فلا بد من عقابهم، لذلك هم يعتبرون تقسيم دارفور لولايات يستهدفهم بالاساس، والدليل على ذلك طلب أهل دارفور ان يقسم الاقليم لخمس ولايات اذا كان لابد من التقسيم وكانوا يقصدون ولاية جبل مرة كرمز للفور الذين هم اساس الاقليم ورفض هذا الطلب. وايضاً يأخذ الفور على الحكومة منهجية الإعتداء عليهم وايضاً لهم تسجيلات لاحد المسؤولين الحكوميين يقول فيه: ان الفور ما دام هم يدعمون التمرد فهم واموالهم غنيمة، والحسرة ان هذا المسؤول لا يزال مسؤولاً في الحكم حتى الآن.
على العموم انعكست كل هذه التحديات سلباً على أبناء الفور في الداخل انقسموا وانقسمت من ورائهم عشائرهم المكلومة النازحة، والتي تعيش في اطراف المدن، وكنا نحن في حسرة وألم لهذه القبيلة الحضرية الحضارية التي استضافت كل القبائل الدارفورية والبيوتات المهاجرة من شمال السودان طلباً للرزق، تألمنا للمصائب التي وقعت عليهم، والانشقاقات بين ابنائهم، وكنا دوماً ننصحهم بالائتلاف بعد الاختلاف، واتفاقهم مرة اخرى هو بداية الطريق الصحيح لهم ولدارفور بأثرها، حسناً فعلوا بإصدارهم للبيان الذي قرأته يوم الجمعة الماضي بصحيفة «الصحافة»، اكدوا في هذا البيان أنهم رموا بخلافاتهم وراء ظهورهم وفتحوا صفحة جديدة، وزادني اطمئناناً ان كل الاسماء الخلافية التي اعرفها ذُكرت في هذا البيان، ومن المصادفات ان اتفاق الدوحة مهره احد أبناء الفور وهو تجاني سيسي، كل الذين إستنطقناهم رحبوا لمجرد ان أحد أبناء الفور على رأسه، فإتفاق الفور يسهل اولاً تنفيذ الاتفاق، واتفاق الفور يسهل عودة النازحين الذين إكتوا بنار حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وتمهيداً أيضاً لحل مشكلة دارفور برمتها، رجائي من الجميع دعم هذا الاتفاق وبث روح التوحد لاهلنا الفور، ربما باتحادهم تتحد الشرائح الدارفورية من جديد، وقديماً قالت الحكمة النبوية لا يصلح آخر هذه الامة إلا بما صلح به اولها، وأول دارفور صلح بتوحد الفور، ومن يدري ربما بتوحد الفور تتوحد الامة الدارفورية.
الصحافة
شايت وين
الكل يعرف ان قاطني المعسكرات من مؤيدي عبد الواحد لذا فالفور هم من بدا الحرب وعليهم ان يتجرعو ويكتووي بنارها حتي يعتتزرو للقبائل العربية التي هاجموها في بدايات التمرد والتي انتجت الجنجوييد كفا مغالطة للواقع وكما قلت (والاعتراف بالخطأ فضيلة)
شكرا استاذ عليو . ونتمنى ان يحل السلام جميع ربوع السودان شكرالك مرة اخرى لهذا الاحساس والاشواق الطيبة . اما بالنسبة للمدعو زوول اقول لك صن قلمك
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محمد عيسى عليو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أعجبني مقالكم والمعلومات التي فيه
ولكن ما من شك أننا لم ندرس بشكل جيد ومكثف تاريخ دارفور مع السودان .
فمثلا قولكم : (( …. والانجليز يتراخون، حتى قرروا اخيراً استغلال نقاط ضعف علي دينار ليحتلوا دارفور بكاملها في عام 1916م.) ، هذا القول تكرر فيه الخطأ المتداول بين كثير من الكتاب وحتى السياسيين السودانيين وهو تصوير أن دارفور فقدت استقلالها عام 1916م وانضمت للسودان في ذلك التاريخ ، والحقائق التاريخية تؤكد أن دارفور صارت جزءا سياسيا من السودان عام 1874م بفضل حروب الزبير باشا رحمة ، وأقول صارت سياسيا جزءا من السودان لأنها وحتى قبل ذلك التاريخ ظلت ثقافيا ودينيا وعرقيا سلطنة سودانية ضمن نطاق الحزام السوداني.
أنا على استعداد أن أبعث لك بالإيميل نسخة من تقرير اللورد كرومر عن الحالة في مصر والسودان سنة 1906م ونسخة من تقرير ونجت حاكم عام السودان عن الحملة ضد السلطان علي دينار سنة 1916م ونسخة من كتاب الضابط المصري البكباشي حسن قنديل والذي شارك في هذه الحملة ، كل هذه المصادر الثلاث تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن سلطة السلطان علي دينار لم تكن سوى سلطة حكم ذاتي.
أما حديثك عن خلافات السلطان علي دينار مع القبائل العربية مثل الرزيقات فستجد في تقرير ونجت ما يؤكد أن الإدارة البريطانية استفادت من هذه الخلافات في إحكام الحصار على دارفور من جهة الجنوب ومن جهة الشمال بواسطة الكبابيش الذين قامت قوة منهم بالتمركز في جبال مديوب ، وهذه بالذات أثارث دهشتي ولم أجد لها تفسيرا ، لأن حروب الزبير باشا رحمة ضد السلطان إبراهيم بدأت أساسا بسبب خلافات تجارية بينه الزبير وزعماء الرزيقات في شكا جنوب دارفور ووقتها كان هؤلاء في حالة تحالف مع السلطان إبراهيم مما أدى إلى توريط السلطان إبراهيم في الحرب ضد الزبير باشا ( تاريخ السودان – نعوم شقير)
أما قولك : ((الزبير باشا العميل التركي وهو سوداني ) فيحتاج إلى وقفة ، وواضح أنك أطلقت حكمك على الزبير باشا باسقاط مفاهيم الحاضر على الماضي ، ففي ذلك الوقت لم يكن هناك انتماء قومي لبلد اسمه السودان ، والزبير باشا كان ولاؤه حينها لمصر بصفتها ولاية تابعة لدولة الخلافة العثمانية ، مثله مثل السلطان علي دينار الذي انحاز للدولة العثمانية حين وقعت الحرب العالمية الأولى 1914م ، ولكن الدراسة المتأنية لتاريخ الزبير باشا رحمة وتاريخ السلطان علي دينار توصلنا إلى حقيقة أن كلا من الرجلين كان ضحية تصور مثالي عن دولة الخلافة ولم يكن يعلم كيف صارت تلك الدولة في ذلك الوقت تحمل لافتة الخلافة الإسلامية في الوقت الذي صارت فيه مجردة من عناصر القوة والإستقلال.
والدليل على ذلك أنني وجدت في مذكرات رومولو جيسي الإيطالي الذي وظفه غردون حاكما على بحر الغزال وهو الذي قام بمحاربة وقتل سليمان بن الزبير باشا وقتله ، أنه كان يطارد سليمان الذي كان متجها لجبل مرة للإنضمام لثورة الأمير إدريس من الأسرة الحاكمة وكان هذا سيعقد الأوضاع بالنسبة لغردون وجيسي ، وهنا لنا أن نتوقف ونتساءل عن ما هي الدوافع والأسباب التي أسست لمشروع التحالف بين سليمان بن الزبير والأمير إدريس ؟؟
تاريخنا ما زال مليئا بالأسرار ، وشكرا لك
كمال حامد عبد الرحمن
[email protected]
الفور هم اكثر قبائل دارفور فجورا ونفاقا فالفوراوي لاتستطيع ان تامن جانبه فهو صنو للشايقي في الشمال فالفوراوي يبيع امه وابيه من اجل المال والمصلحة الشخصية ولا يوجد ترابط بينهم فالفور يمتازون بمعسول الكلام وسوء الطوية فدونك رقصاتهم الماجنة التي لاتمت للاسلام بصلة مثل ابرة ودر والكسوك وغيرها وبعد ذلك يدعون حسن اسلامهم فالمريسة لاتعتبر منكر عند الفور وحمل الفتاة سفاحا لايعتبر زني بل يقولون بان البنت غلطت وتتزوج عادي زي الزبادي وقال كنا بنكسي الكعبة قال