الدرجات العليا في سلم الفساد

نعمة صباحي
الفساد الحكومي وما جاوره من فساد المنسوبين للنظام الحاكم في أي زمان ومكان وحينما يكون من شاكلة المسكوت عنه رسميا ..فهو كالجرح الذي يتم دمدمته بخرقة قذرة غير معقمة و لايخضع مع خطورتها عليه الى أية معالجات توقف تمدده في الموضع المحدد قبل أن ينتشر الى بقية الجسد ..فتجده يتعفن من تحت غطائه الى أن تفوح رائحته ومن ثم قديضطر صاحب الجسد المهدد الى قبول الحل ببتر الطرف المتعفن وهو لم يكن يعلم إلا بعد فوات الآوان أن سموم الغارغرينا قد سرت في كل مسارب دمه ومن بعد ذلك لا يملك إلا التسليم لقدره المحتوم !
كل هذه المراحل مر بها تسلسل استشراء الفساد في نظام الإنقاذ بكل مكوناته المختلفة ..وما الحملة المذعورة المزعومة التي يثير غبارها المفسدون الكبارهذه الأيام لتعمية عيون الرأي العام التي باتت شاهدا لايحتاج الى دليل وبالتالي القصدمنها التضحية ببعض الحملان الصغيرة ..ظنا من الكباش الكبيرة أوالذين عرفوا بالقطط السمان أن ذلك سيفي بالغرض ويغلق هذا الملف الذي بات مفتوحاً على كل صباحات الجرائد الحرة ومسامع الأثير الواسع الإنتشار ..وهم بذلك يكونوا واهمين ايما وهم بأن الملف سينطوي عندهذا القدر من الإفتضاح الشائن ..!
صحيح إن تنظيف السلم إذا ما بدأ من الدرجات السفلى سيعيد الماء المتسخ الى مكان البداية .. بل وان قدم من يقوم بهذه العملية سيتعرض للإنزلاق مراراً إذا ما حاول الصعود الى الدرجات العليا وينكفي الى نقطة البداية ..ولانتوقع أن يبلغ الأمر مداه في الوصول الى تلك الدرجات في ظل هيمنتها على المشهد العام السياسي والإقتصادي والأمني ..ولكنها تظل ليست بعيدة بكل تأكيد على مشارف السقوط في خاتمة المطاف .. ولكن لمجرد أن تتكشف الأمور بهذا المستوى وبصورة مرحلية وإن تباطأت الخُطى ويرى الناس حومة الصراع و تبادل التهم ونفض المسئؤلية قدأصبحت عوامل اشتعال بين المفسدين ..فتلك محمدة لن تقف خطوات صعودها في منتصف السلم ..ويكفي أنها جعلت كيد المفسدين يرتد الى نحورهم درجة درجة..وسيتساقطون لا محالة في منزلقاتهم التي صنعوها بلزوجة ثقالتهم الطويلة صعوداًعلى أكتاف هذا الوطن .. والله فوق كل ظالم .
[email][email protected][/email]
من هنا بدأ الفساد وسرقة المال العام ومن هنا جاءت القطط السمان … عندما قرر (الترابي) بتحويل مفهوم إن السودان غنيمة حرب للمنتصر بعد نجاح إنقلابه (حربه) وإستيلائه على السلطة بواسطة جنديه (البشير) الذي يعتبره عميلا منفذ فقط يجب التخلص منه بعد أداء المهمة حتى لا تتكرر معه أخطاء الإنقلابيين في سوريا فأصدر أوامر بجباية و توريد كل أموال خيرات السودان الظاهرة و الباطنة فعائدات تصدير القطن و الصمغ و السكر و المحاصيل و الفواكه…ألخ. والجمارك و الضرائب والزكاة و رسوم عبور الطرق…ألخ وكذلك أرباح البنوك التجارية و شركات التأمين ومؤسسة التوزيع المركزية و مصنع طباعة العملة ليطبع العملة كما يشاء ويودعها في خزينة مكتبه الخاص وليس في خزينة الدولة فكان الترابي يخطط لإنشاء طبقة جديدة موالية من الرأسمالية المتأسلمة بقيادة نجله الأكبر الذي إحتكر تجارة (السكر و الزيوت) لتحل محل الرأسمالية الوطنية التقليدية بعد تدميرها و إفلاسها و لهذا بادر البشير بتمكين أشقائه و أقاربه من التجارة الداخلية و الخارجية و إقصاء الآخرين من السوق ولهذا إحتكر جميع السلطات المالية و الإقتصادية لنفسه وكان هو المسؤول الأول و ليس وزير المالية منذ أن كان في سجن (كوبر) و كان هذا هو السبب الرئيسي في غضب وحقد (البشير) على (الترابي) الذي كان يخطط للتخلص من البشير في أسرع فرصة و كان دائما يشعره بأنه هو الرئيس و ليس على البشير سوى الطاعة و الإزعان لذلك كان يسلمه راتب و مصروفات شهرية مثله مثل اي موظف صغير و تصرف له كل شهر بإهانة وإزلال و يستلمها من (الترابي) شخصيا وليس من حسابه في بنك أو من مالية القصر قمة الإزلال كل شهر… و (البشير) يتبع نفس النهج ويضيف إليها الآن الإستيلاء على عائدات البترول والذهب و بيع ونزع الأراضي وهكذا يكرر نفس سياسة شيخه مفهوم السودان (غنيمة الحرب) و هذا المفهوم سيكون العقبة الوحيدة التي ستقف بين الأجنحة المتصارعة داخل النظام لو لم تحسم قسمة و توزيع هذه (الغنيمة) بينهم و خاصة بعد ظهور عائدات الذهب و بيع قطع الأراضي و المشاريع الزراعية و عبور نفط الجنوب الدولارية!!!
من هنا بدأ الفساد وسرقة المال العام ومن هنا جاءت القطط السمان … عندما قرر (الترابي) بتحويل مفهوم إن السودان غنيمة حرب للمنتصر بعد نجاح إنقلابه (حربه) وإستيلائه على السلطة بواسطة جنديه (البشير) الذي يعتبره عميلا منفذ فقط يجب التخلص منه بعد أداء المهمة حتى لا تتكرر معه أخطاء الإنقلابيين في سوريا فأصدر أوامر بجباية و توريد كل أموال خيرات السودان الظاهرة و الباطنة فعائدات تصدير القطن و الصمغ و السكر و المحاصيل و الفواكه…ألخ. والجمارك و الضرائب والزكاة و رسوم عبور الطرق…ألخ وكذلك أرباح البنوك التجارية و شركات التأمين ومؤسسة التوزيع المركزية و مصنع طباعة العملة ليطبع العملة كما يشاء ويودعها في خزينة مكتبه الخاص وليس في خزينة الدولة فكان الترابي يخطط لإنشاء طبقة جديدة موالية من الرأسمالية المتأسلمة بقيادة نجله الأكبر الذي إحتكر تجارة (السكر و الزيوت) لتحل محل الرأسمالية الوطنية التقليدية بعد تدميرها و إفلاسها و لهذا بادر البشير بتمكين أشقائه و أقاربه من التجارة الداخلية و الخارجية و إقصاء الآخرين من السوق ولهذا إحتكر جميع السلطات المالية و الإقتصادية لنفسه وكان هو المسؤول الأول و ليس وزير المالية منذ أن كان في سجن (كوبر) و كان هذا هو السبب الرئيسي في غضب وحقد (البشير) على (الترابي) الذي كان يخطط للتخلص من البشير في أسرع فرصة و كان دائما يشعره بأنه هو الرئيس و ليس على البشير سوى الطاعة و الإزعان لذلك كان يسلمه راتب و مصروفات شهرية مثله مثل اي موظف صغير و تصرف له كل شهر بإهانة وإزلال و يستلمها من (الترابي) شخصيا وليس من حسابه في بنك أو من مالية القصر قمة الإزلال كل شهر… و (البشير) يتبع نفس النهج ويضيف إليها الآن الإستيلاء على عائدات البترول والذهب و بيع ونزع الأراضي وهكذا يكرر نفس سياسة شيخه مفهوم السودان (غنيمة الحرب) و هذا المفهوم سيكون العقبة الوحيدة التي ستقف بين الأجنحة المتصارعة داخل النظام لو لم تحسم قسمة و توزيع هذه (الغنيمة) بينهم و خاصة بعد ظهور عائدات الذهب و بيع قطع الأراضي و المشاريع الزراعية و عبور نفط الجنوب الدولارية!!!