عشوائية تصنع الابتسامة.. أصحاب عربات الباسطة: “أمورنا ما باسطة”

أمدرمان: درية منير

الخبائز، درداقات كتبت عليها “الكنزي للحلويات، قصر بابل لتلبية جميع المناسبات” في سوق ليبيا وعند مدخله تجد العديد من أصحاب الدرداقات الذين عجز البعض عن تصنيفهم ما بين أصحاب المحلات الثابتة أو من ذوي المهن الهامشية محدودة الدخل، كثيرون منهم دفعتهم الظروف الضاغطة لإيجار (درداقة) أو كما يحلو لهم (عربة) يحملون عليها بضائعهم والكثير من أحلامهم، يعرضونها بطريقة جاذبة مزينة يغطيها ضباب البخور طارداً للذباب، صبية في مقتبل العمر بعد معاناة مع العطالة ومطاردات من المحلية أقبلوا على بيع الحلويات بحثا عن المال والطعم الرائع وابتسامة طفل يتلذذ بطعم (الباسطة).

(1)

يقول محمد الفريع: أعمل في بيع الحلويات ليلا وأدرس القانون نهارا، تقيم أسرتي في الدويم، فبطبيعه الأوضاع نُصنَّف من الأسر الفقيرة، لذا خرجت لسوق العمل كي لا أزيد العبء على والدي الذي شاخ قبل زمانه. محمد يضيف في حديثه: في السابق كانت الإيجارات رخيصة ومع ارتفاع الكثير من المواد ارتفع الإيجار رغم أن العربة تعمل بعجل من حديد، وليس ببنزين ولا جاز، وإن جاز السخط على الوضع. وشكا الفريع من احتكار بعض أصحاب العربات لها بجانب ارتفاع في أسعار الإيجار من حين لآخر بدون مبررات. يضيف محمد: نحن أصحاب محلات عشوائية كما يرى البعض، فبكل فخر نصنع الابتسامة لبعض الذين لأ يملكون ثمن شراء كيلو باسطة من محلات كبيرة مقارنة ببساطة عرباتنا.

(2)

ويشير محمد إلى أن أكثر الزبائن هم أصحاب الطبقتين الوسطى والفقيرة من سكان المناطق النائية، بالرغم من أنها تعد من الكماليات وعند البعض رفاهية يتمتع بها الأطفال ليوم أو بضع ساعات، إلا أنها تعد من الأساسيات في بعض المنازل وضرورية في المناسبات كالزواج والعقد، ونوعاً من الضيافة تقبل الأسر على شرائها. وأردف: كثير من الأسر تشتري الحلويات جاهزة عدا الكنافة التي باتت تصنع ليتم حشوها حسب رغبة الشخص، والسبب يرجع إلى عدم وجود زمن لعمل هذه الأشياء، إضافة إلى أن أغلب الأسر تقضي جل وقتها في العمل لتوفير لقمة العيش واللهو بأشياء أخرى، وفي ذات الحديث يشير محمد إلى أن الاقبال يزداد في موسم عودة الحجاج، ويكثر الطلب على الحلويات، وفي مواسم الأعياد أيضا.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..