أخبار السودان

محمد مالك عثمان رئيس حزب تجمع الوسط في حوار جريء: متمسكون بإسقاط النظام   .. على  الإسلاميين ترك السياسة والتفرغ للدعوة

حزب تجمع الوسط يعد من الأحزاب المعارضة التي رفضت المشاركة في الحوار الوطني، وانضم مؤخراً لقوى نداء السودان، ظل غائباً عن الساحة السياسية، على الرغم من أنها تعج بالكثير من القضايا.. (آخرلحظة) جلست الى رئيس الحزب محمد مالك عثمان وأجرت معه حواراً مطولاً تناول العديد من المحاور وخرجت بالحصيلة التالية:     حوار: جاد الرب عبيد  
*لا وجود لحزبكم في الساحة السياسة؟ 
– منو القال كدا، حزبنا موجود ويمارس نشاطه بهمة في كل المستويات داخل نداء السودان.  * بمعنى أنه ككيان قائم بذاته لا نشاط له؟   – أبداً الحزب له اجتماعات منتظمة خاصة المكتب القيادي، وله دورية كل يوم سبت. 
* يقال إن حزب الوسط تابع لرئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أين ما ذهب مضى خلفه، والدليل على ذلك خروجكم من الحوار الوطني، وانضمامكم لنداء السودان مع الإمام بعد الانشقاق الأخير؟ 
– نحن آخر من يكون له علاقة مع حزب الأمة، ما عندنا علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الإمام، والأمة دخل الحوار وبدأ فيه، ونحن لم نستمر فيه ولو ليوم واحد، فقط الذي يجمعنا مع الإمام هو نداء السودان. 
* لماذا لم تشاركوا في الحوار الوطني إذن؟ 
– لم نكن مقتنعين به أصلاً، ذهبت الى الجمعية الأولى للحوار، وخرجنا منها بدون قناعة في أن هذا الطريق قد يؤدي الى المخرج للبلاد، وجدنا أحزاباً غير موجودة في الساحة أصلاً ومجموعات متنافرة، وجهات انتهازية، ولكن قلنا فليكن.. خليهم يتحاوروا وبعد الحوار نشوف هل يؤدي لحل المشاكل إذا كان كذلك لندعمه.  *وهل أدى لحلها؟ – لم تتحقق ألا 5% من مخرجات الحوار، وهي  تعيين رئيس وزراء وحكومته، أما كل ما يتعلق بالحريات والحقوق والعدالة و…الخ، لم ينفذ حتى يومنا هذا. 
* كيف ترون تشكيل حكومة الوفاق الوطني؟ 
– ما شايفين في حاجة جديدة، سواء أن جهاز الدولة تضخم وأصبح شيئاً غير موجود في العالم كله، إذا كانت أمريكا فيها 12 وزيراً، وبريطانيا 14 وزيراً، وفرنسا 13، نحن عندنا بضع وسبعون وزيراً ووزير دولة، في بلد فقيرة ومفلسة، بمخصصات كثيرة جداً، غير أن المجلس الوطني يعاني فيه النواب من صعوبة التحدث وابداء الرأي، ورغم ذلك يطالبون بمرتبات ومخصصات والذهاب الى الحج، ولم ينتبهوا لقضايا ومشاكل المواطن، وفي الختام نحن لا نرى أن هناك حلاً حدث، مازلنا في انتظار المخرجات. 
*أحزاب عديدة ندمت على مقاطعة الحوار الوطني بعد مشاركة القوى في حكومة الوفاق، هل أنتم من ضمن هذه الأحزاب؟ 
– لو كانت لدينا رغبة حصة في الحكومة لشاركنا من البداية، ولكنت الآن وزيراً أو في منصب آخر، لكن نحن ليس لدينا طموح كهذا، وسبق أن أعلنا من قبل أننا لا نريد أية وظيفة في الدولة، وهذا شرط أساسي، فقط كل ما نطلب حل مشاكل البلد وبذلك نكون سعيدين. 
*هل مازلتم متمسكين بالدعوة لإسقاط  النظام؟ 
– طبعاً بالتأكيد، ونحن ناس حزبنا كلهم مسالمين ليس في أيديهم سلاح، ونناهض بالرأي فقط، وإذا كان النظام استجاب لمشروع نداء السودان فليبقى. 
*ما هي مطالب المشروع؟ 
– الدخول في حوار جاد من أجل الخروج من الأزمة. 
* كيف ترى لقاء علي الحاج بالأخوان المسلمين؟ 
– الأخ علي الحاج بعد غياب طويل ووفاة الترابي، بالتأكيد يريد أن يلعب دوراً، وهذا الدور يتطلب عمل ثورة مثل دعوته لمئتين من قيادات الحركة الإسلامية في منزله، والسؤال الذي يطرح نفسه، الإسلاميون يريدون التجمع من أجل شنو؟، لديهم مشروع حكموا به السودان 28 سنة، النتيجة شنو ووصل وين؟، كنت اتوقع أن يجاوب اللقاء على هذا السؤال، بعد ذلك يشوفوا مشروعهم الجديد شنو.
* ربما يكون المشروع هو المنظومة الخالفة؟ 
– في رأيي المنظومة هدفها تجمع الإسلاميين للمرة الثانية، وإضافة جميع القوى لأنهم اقتنعوا بأن حلقة الاخوان أصبحت ضيقة واستنفذت أغراضها، وأنا اعتبر  المنظومة الخالفة مشروعاً (وهمياً) ما معروف توجهه الحقيقي سوى تجمع للإسلاميين، وأدعوهم أن يعملوا في الدعوة  ويتركوا العمل السياسي، دا كلام جميل جداً. 
* لم تفصحوا عن رأيكم في دعوة وزير الاستثمار مبارك الفاضل حول التطبيع مع اسرائيل؟ 
  – اجاب (ضاحكاً)، ماخلاص ده بلدوزر، أولاً مبارك مصادم وجرئ، وهو دخل الحوار في الزمن بدل الضائع، وأحرز هدفاً وبقى وزيراً، وأول مرة أعرف ممكن الزول يدخل في آخر دقيقة ويحرز هدفاً، والسؤال لماذا جاءت دعوته في الوقت الحالي، خاصة وأنها كان يمكن أن تتم بصورة ثانية، وعندما تخرج الدعوة من نائب رئيس وزراء يمثل الدولة، لابد أن يكون للدولة رأي فيها، ونحن رأينا أن التطبيع في هذه الفترة لا وألف لا، حتى ترجع للفلسطينيين حقوقهم ويستلموا القدس. 
* كيف ترى رفع العقوبات الأمريكية؟  
– ما شايف في شيء جديد حيحصل أصلاً، غير أن شركاتٍ حتتعاون مع السودان ومعونات حتجئ، واسبيرات للسكة الحديد، لكن في النهاية ما حتحل مشاكل السودان، لأنه مايزال من الدول الراعية للإرهاب. 
* انتهت المرحلة الأولى لجمع السلاح وستبدأ الحملة الثانية بعد أيام، برأيك ما هي حظوظ نجاح العملية من فشلها؟  
– لو جاوبنا على سؤال (من الذي ملك القبائل السلاح؟)، حنعرف أن القبائل والعرب لن يسلموا السلاح، لأنه أصبح جزءاً من ثقافتهم، حيث يتفاخرون به، ومن الصعب جداً تسليمه، لأنهم يحمون به ممتلكات كثيفة، وأخيراً عملية الجمع مرتبطة بالسلام وانتفاء الحرب في دارفور.  * نعلم أن لديك رأياً في الصمغ من قديم الزمان؟  – نعم، السودان على مدى السنين المئة المضت، 90% من إنتاج العالم منه، والصمغ يتمتع بمساحة كبيرة جداً على مستوى 8 ولايات، والحروب في الفترة الأخيرة بدارفور وكردفان فتحت الباب للتهريب حتى أصبح السودان يصدر 12% من الـ90%، في وقت كانت هناك دول ليست لها علاقة بالصمغ أصبحت تصدره بعد أن تهربه من السودان، وهذه مشكلة كبيرة جداً، لابد من حسمها لأن المتضررين هم السودان والمنتجّ، والعلاج في وقف التهريب.
  * الطريقة الصوفية تتجه لإنشاء حزب سياسي، وجدت الفكرة الرفض والقبول من بعض القوى، ما رأيكم أنتم؟ 
– الصوفية كيف يكونوا حزباً؟، هم دعاة للإسلام بصورته الصافية، وليس للسياسة التي تكتظ بالمشاكل، ولا أظن أن لهم رؤية اقتصادية أو سياسة أو دولية، كيف يكونوا سياسيين؟، الناس ديل ناس أهلنا وممتازين جداً، نحن نريد دعواتهم لينا وللبلد، السياسة عمل (وسخ جداً) بشوه صورتهم وكلها إساءات، وبعدين هم أصلاً غير مؤهلين للسياسة، وأنا من بيت صوفي شيوخهم بفتكروا أنهم لم يقوموا للسياسية إنما للدعوة، واتوقع تراجعهم لأن المتبنين المسألة عددهم قليل، وأشك في أنها تمضي قدماً الى الإمام. 
* هل طلب المؤتمر الشعبي أن يلتقيكم  في إطار مبادرة السلام كما التقى بعدد من الأحزاب؟ 
– أبداً، وفي رأينا لو ناضل من أجل الحريات لكان خيراً له من مبادرات إحلال السلام وإيقاف الحرب؛ لأن الحوار الوطني فيه لجنة سميت بالسلام وناقشته.* برأيك ما هو الحل الأمثل لقضية حلايب؟  – مايحدث تجاه القضية أمر مؤسف، ليس هناك حل غير المفاوضات، ولابد أن يضغط السودان على مصر لكي تتنازل عن حلايب، بجانب اتخاذ موقف، وأن تتيح الحكومة الفرصة للشعب أن يدلي برأيه.
آخر لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..