مقالات سياسية

عقدة اللون الأبيض في السودان

لا شك أن التزاوج والتمازج بين العرب والأفارقة والذي كان نتاجه السودانيون، قد جعل لهم خصائص ميزتهم عن غيرهم من الشعوب والله سبحانه وتعالى جعل البشر شعوبا وقبائل ليتعارفوا، وأنا على قناعة تامة بدون انحياز للهوية، أن الشعب السوداني يمتلك الكثير  من الصفات الجميلة التي جعلته يكسب محبة واحترام الشعوب، ومؤكد أن الهجين الآفروعربي كان له دور في صياغة الشخصية السودانية، هذا هو الجانب المشرق من الموضوع، من الجانب الآخر نجد أن هذا الدم المختلط، والهوية المتأرجحة بين العروبة والأفريقية، أثرت سلبا على الكثيرين،

فاستبسلوا في التنصل من الدم الأفريقي والتمسك بالعروبة، وأوضح مثال على تفشي هذا  الهوس هو أن السودان ربما يكون

أكبر سوق لمستحضرات تفتيح البشره في الدول الأفريقية، بالطبع بين العنصر الأنثوي على وجه الخصوص، وجميعهن يرغبن في بشرة بيضاء، ويتعرضن لكم هائل من المخاطر والمجازفات جراء استخدام مواد كيماوية غاية في الخطورة، ومع تطور العلوم، تطورت المستحضرات وتنوعت بين حقن، وحبوب وكريمات، وجميعها قد تتسبب في ضرر جسيم، والأكثر خطورة هي الحقن بالطبع، لسهولة سريانها في الدم، وكم من القصص المحزنة عن فتيات صغيرات أدى استخدامهن لهذه المستحضرات إلى نتائج كارثية ومأساوية،،

هذا من جانب، من جانب آخر، موضوع الهوية المبعثرة هذا موضوع جدير بالاهتمام، التحليل والوصول إلى أسباب هذه الإشكالية التي تؤرق السودانيين، وهو إثبات عروبتهم على الدوام، والتنصل من إفريقيتهم، والناظر بحيادية وموضوعية، يجد أن الدم الأفريقي هو الغالب على الإنسان السوداني، وحتي بحسابات بسيطة نستطيع أن الملامح الأفريقية هي الغالبة على سحناتنا كسودانيين،

وبالرغم من أن مواطني الجارة أثيوبيا هم الأقرب لنا في الملامح، حيث يحملون هذه السمات الهجين، فقد اختلطوا هم أيضا مع العرب، الإيطاليين وبعض الجنسيات الأخرى المختلفة، ولكنهم يختلفون عنا في أنهم يعيشون تصالحا وسلاما  داخليا  مع سحناتهم  الأفريقية وسحناتهم،

المختلفة، وخلال زياراتي لعدد من الدول الأفريقية، لاحظت أن هذا الهوس بالحصول على بشرة بيضاء اللون يكاد يكون معدوما، وكم من فتيات سوداوات البشرة وفي منتهى الجمال،

ومنذ زمن بعيد شن العالم بأسره حملة على العنصرية البغيضة التي تفرق الناس بالعرق واللون، وبالرغم من أن مفهوم العنصرية ما زال سائدا في قناعات الكثير من الناس في دول أوروبا وأمريكا، إلا أنهم شاؤوا أم أبو يرضخون

لحكم القانون الذي يعرض العنصري لأقصى العقوبات الصارمة ولا يستطيع أيا كان أن يسلك سلوكا يحتوي تلميحا أو شبهة تعنصر،،

رجوعا إلى موضوع السودان، والمعركة التي يخوضها الكثيرون لإثبات عروبتهم، صراحة هي معركة من غير معترك، فلمن يهمهم هذا الأمر (كل من تحدث العربية فهو عربي)، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى المحبة والتقدير الذي يلقاه السوداني في الدول الأفريقية، تقابله نظرة إستعلائية عند الكثير من العرب إلا من رحم ربي،،،،

‫13 تعليقات

  1. الناس دي ما بينفع معاها الكلام لان هناك الكثيرون من تحدثوا عن هذا الموضوع. علي الجميع الانتظار للحصول على دولة فيها نظام و يكون من اولوياته التعليم بعد عقدين لثلاثة عقود الأمور براها بتظبط. بس السوداني مشكلته حاجتين كيف يتحصل على دولة و كيف يتحصل على الوعي! ورطة عويصة

  2. اها هسي موضوعك شنوا
    البشرة وتفتيحها ام العروبة والافريقانية
    وجهي كلامك لي حواء الوهمانة بي الكريمات وانتي منهم وادري بهم وبطلوا الفسخ والجلخ…
    اما المستعربين والمتافرقيين فلهم راحتهم واي زول ما عاجبوا البص ينزل في اقرب محطة…
    انا سوداني وكفي…
    طز في العرب والعروبة
    وطزين في الأفارقة والمتافرقين..
    سوداني عملة نادره

  3. الكاتبة المحترمة سلام للصدفة الغريبة كنا نناقش هذا الموضوع مع احد الاصدقاء وانقل لك رده دون اذن منه ودون زيادة او نقصان مع اختلافى معه فى وجهة النظر هذه هذا هو راى بروفسير محمد عبدالوهاب جلال
    (التعليم الغربى ( أو محنة مصطفى سعيد ) هو الذى زرع هاجس الهوية، وهو أيضا الذى أوعز بحسم
    الثنائية. الفلسفة الغربية تاريخيا مهووسة بضرورة حسم الثنائيات وتغليب أحد طرفيها.
    لم ينجح الهجين فى أمريكا الجنوبية ولا الشمالية، لأن أكثر الناس يميلون إلى الانغلاق والاعتصام بنقاء الهوية ( أو الدين الحق) ..
    السودان تجربة هجين جغرافيا وتاريخيا…لن تنال ترحيبا من أحد، لا من العرب الذين طالما نالوا من السود واحتقروهم ولا من الأفارقة الذين لن ينسوا عنصرية العرب.
    تكمن المشكلة فى أن السودانيين أنفسهم لا يرون أنهم عنصرا ثالثا لا هم عرب خلصاء ولا أفارقة أنقياء، وإنما هم نتاج الامتزاج الذى يكون مختلفا عن الأصلين مثلما هو البغل فى اختلافه عن الحصان والحمار…
    العرب موتى على قيد الحياة لا فائدة فيهم، تمطيهم إسرائيل وأمريكا بواسطة عملاء تنصبهم حكاما عليهم.)

  4. الاثيوبيين فيهم البيض اكثر من السودانيين و فيهم من يستخدم المسنحضرات ولكنهم لا يعانوا ازمة هوية لونية و ان كانت تلازمهم ازماتها القبلية.
    ومن حقوق الانسان حرية جسده ، ومحاولة فرض الخدارة التى تهيمن على عقلية السودان اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا تعد انتهاكا لتلك الحقوق.
    على الضفة الاخرى ، هل سيقل السودانيين من سيطرة الخدارة على عقولهم ؟ فى الوظائف مثلا و القروض و الدراسة و المنح ؟
    هل سيكف السودانيين عن اتخاذها منهجا ثقافيا ، الاخدر ابو طاقية ، الليمون ابى لى ، خده صفقه ، الى اخره؟
    هل تتساوى الزرقة و الخدرة و البيض فى اذهانهم يوما ليعلموا انهم خلق الله ؟
    هل سيتقبل الذوق الانسانى لو تغنى الامريكان باغنية امريكان بيض او صينيين صفر مثل ماتغنى السودانبين بالسواد ؟
    نحن اما عقلية مريضة الى حد طرق نواقيس الخطر ، فهذه العقلية بتمكينها و ممارساتها اودت بنا جميعا لما الت اليه الامور.

  5. الحل في قبول الواقع و مجانبة العيش في الوهم .
    ارتريا على سبيل المثال فيها نسبة معتبرة من العرب و متوسط الوانهم افتح من متوسط ألوان السودانيين و لكنهم مع ذلك لا يعتبرون انفسهم عربا و يتقبلون واقعهم

    يجب أن نفرق بين الثقافة العربية و العرق العربي . الأكراد مثلا في سوريا و العراق ثقافتهم عربية و ألوانهم و سحناتهم شبيهة بالوان و سحنات العرب و هم شكلا أجمل من أغلبية العرب و لكنهم يفتخرون بعرقهم , بالرغم من أنهم جغرافيا و تاريخيا في قلب المنطقة العربية أو العالم العربي , فتأمل !

  6. الجمال المستورد في السودان: تحليل محتوي اعلانات مستحضرات التجميل في ثلاث من القنوات التلفزيونية السودانية.Sudan Imported Beauty: A Content Analysis of Cosmetic Advertisements in Three Sudanese Channels
    أحمد, د. عمر عبد الجبار محمد . 2016
    بحث
    تعنى هذه الدراسة بتحليل محتوى إعلانات مستحضرات التجميل في ثلاث قنوات تلفزيونية سودانية. تتلخص الأهداف الرئيسة لهذه الدراسة في التعرف على خصائص الجسم الأكثر أهمية ونوع الجمال الذي تدعيه إعلانات المنتجات والخدمات التجميلية في السودان. تستخدم الدراسة النظرية البنائية الاجتماعية ممثلة في أعمال إرفينغ غوفمان، ميشيل فوكو وأنطوني سينوت. ومن حيث المنهجية، استخدمت الدراسة طريقة تحليل المحتوى. توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، مثل أن الإعلانات عن مستحضرات التجميل على القنوات التلفزيونية السودانية تختلف في الحجم، والأهداف، والادعاءات، وأن إعلانات مستحضرات التجميل تدعي تغييرات رئيسة في الجلد والوجه والشعر وكامل جسم المرأة السودانية، وأن هذه التغييرات مجتمعة تمثل نوعاً جديداً من خصائص الجمال، التي ليست سودانية في الأصل.
    المصطلحات الأساسية: الإعلانات، مستحضرات التجميل، الجمال، تفتيح البشرة، تبييض البشرة، السودان.

  7. اقول للبروفسير عبد الوهاب جلال
    الهجين دائما هو صاحب الصفات الافضل من الاصل انفتاح السودانيين على عالمهم الافريقى بصفات وثقافة عربية جعلهم بفضل الله ينشرون العربية والدين الاسلامى فى اجزاء واسعة من افريقيا
    الهوية العربية والثقافة العربية الفرق بينهما فرق فلسفى فقط وهى واقع لا كيان وهمى لم يفتح العرب السودان كباقى الاقطار ولكنهم تعايشوا وتمازجوا مع سكانه الاوائل
    نحن لا نحتاج لاحد لاثبات هويتنا ولعل اجمل ما قلت هو لماذا لا ننظر لانفسنا كعنصر ثالث هوية سودانية شكرا لكم

  8. اقتباس:
    (الإشكالية التي تؤرق السودانيين، وهو إثبات عروبتهم على الدوام، والتنصل من إفريقيتهم)
    المؤسف سياسة الدولة هي التي تقود هذه الفتيات وحتى الرجال لهذا التهافت في اللون الابيض والكريمات، نعم الرجال الذين يتهافتون في نسب انفسهم للعباس وعلى وحمزة والخ… نعم كلهم اولاد العباس حتى الرئيس البشير في مرة قال وانا مجتمع مع واحد مسؤول من دولة عربية قلت عايز اقول له جدي العباس قال: خفت يقول العب دا عايز يتلصف فينا ماله، وهو ينكت او يحاول ان يظهر خفة دمه.
    دولة ساستها لا عقل لهم ولا هدف غير الجري خلف الشعوب العربية دون هوية وهدف لبناء دولة سودانية قوية، وهنا القوة لا اقصد بها صناعة السلاح كما هو مصنع اليرموك وصافات للطائرات، القوة في مجتمع متماسك متعلم ذو هوية وطنية فخور بها، القوة في تعزيز مشروع الجزيرة والسوكي والرهد ومشاريع النيل الازرق والابيض، وليس تدمير مشروع الجزيرة وسرقة حديد السكة حديد وتحويلها لمصانع اعضاء المؤتمر الوطني وعمل منها سيخ ومواسير وصهر وابورات النقل النهري في كوستي وبحري وتدمير مصنع نسيج خليل عثمان ونسيج الجميرة والخ… القوة في التصنيع المحلي لمنتجاتنا وليس تهريبها لمصر والدول المجاورة. القوة في تمسكنا بحكم رشيد ديمقراطي يقود البلاد لبر الامان. القوة في التعامل بندية مع مصر التي ابتلينا بها وبجوارها القبيح.

  9. العرب القدماء ما كانوا بيض ولا حاجه ،كانت ألوانهم تتفاوت من اخضر شديد حتي قمحي فاتح بس الغالب اللون الاخضر زي ما بنقول بالدارجي كده ، انتي قصدك تكتبي أن السودانيين يحاولون التشبه ما يسمون بالعرب حاليا وهم خليط شعوب وفتوحات ، هذا صحيح ، لكن هذا بدأ في عهد الإنقاذ ومع الكيزان لم يكن موجودا في الماضي وهو موجود في بعض الدول الافريقيه أيضا مثل السنغال . مشكلتنا صنعتها قبائل معينه هي اصلا ليست عربيه وباسم العروبه الزائفه حكموا البلاد واستولوا علي الخيرات واصبحوا مواطنيين درجه اولي صعب ان يتخلوا عن هذه المكاسب.

  10. اثارة هذا الموضوع فى هذا الوقت ليس ترفا ذهنيا ولا ترهات مثقفين. هذا عين وقته ، إذ أن الحرب الدائرة الآن هى نتاج أزمة السودان دولة ومجتمعا..
    آفة السودان فى مثقفيه، أو بالأحرى فى الذين نالوا قسطا من التعليم وتعرفوا على الغرب وفلسفاته و التقوا بالعرب و سعوا إلى نيل قبولهم…
    أما المزارعون فى نواحى الجزيرة والرعاة فى سهول كردفان و مجاورو النيل وأصحاب السواقى فى الشمالية، جميعهم كانوا متصالحين مع أنفسهم لا يؤرقهم هاجس الهوية ولا يشغلهم الانتماء العربى …
    حبوابتنا كانوا سمروات يوصفن حينا باللون الخمرى وحينا ثانيا باللون الأخضر وحينا ثالثا باللون الأزرق ( كناية عن السواد)؛ وكان شعراؤنا يغنون للأسمر و”للخدار”..وكنا نطرب لذلك الوصف ..بل غنوا للشلوخ ” الشلوخ مطارق” وكنا أيضا نطرب..فتلك مقاييسنا للجمال …
    لكن ما أن عاد مصطفى سعيد من رحلته إلى أوروبا حتى تبدلت دومة ود حامد وغزتها الأفكار الجديدة التى قلبت حالها وأفقدتها توازنها القديم …
    [11:08 am, 19/02/2024] Dr.محمد عبدالوهاب جلال: غزانا الفكر الشيوعى وفكر الإخوان المسلمين على يد ابنائنا المتعلمين، فعلمونا الفجور فى الخصومة والإقصاء والانقسام…
    سلبوا المجتمع التقليدى قيمه وأعرافه…
    وها هم اليوم قد وصلوا إلى المآل الطبيعى لما زرعوه منذ الخمسينات ..
    أضاعوا كل شئ وأورثوا البلاد الخراب…
    وصار السودان تلك الأرض اليباب التى حكى عنها أليوت فى رائعته الفريدة …
    آن الأوان لنصب المحاكم لمن تآمروا على السودان وشعبه منذ الخمسينات..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..