زول الله

كنا نعول كثيرا على الفترة الانتقالية فى انجاز العديد من المهام التى سوف تصبح اسسا لما سوف ياتى لاحقاغير ان هذا الآن يبدو اقرب الى رهان خاسر، والثورة يخبو بريقها رويدا رويدا وانياب الاحزاب المتعطشة الى السلطةاقرب ما تكون الى وأد الثورة العظيمة كما فعلت مع اخواتها من قبل.ان حالة الا انتماء الحزبى او الفكرى التى استوطتنها منذ امد بعيد برغم ضيقى بها بوصفها حالة من عدم الاستقرار والثبات الفكرى الا انها تتيح للمرء مساحة مقدرة من التفكير الذى يقف على مسافة واحدة من كل الاطراف والفرقاء بعيدا عن دائرة المصالح الحزبية و الطائفية وغيرها ولهذا سوف اطرح وجهة نظر زول الله ولا احد بحاجة للبحث فى ما وراء السطور عن حقيقة تم دفنها ،اذ لا غاية هنا غير ما نتمناه لوطننا العظيم وشعبناالذى لم يبخل بدمه من اجل التغيير والحلم.
لم نستخدم الشرعية الثورية فى محاكمة رموز النظام السابق بل و اين العدل والمنطق ونحن نحاكم راس النظام السابق بتهمةتدبير انقلاب اطاح بالسلطة الشرعية!! هل هذه تهمة؟ ام حقيقة مرة عشناها طوال ثلاثين عاما من الغبن ياسادتى لم تستغرق محاكمة ضباط رمضان اكثر من ساعة زمن!!
الجميع يعلم بان المكون العسكرى للسلطةبل والنافذين فيه لديهم ما يرعبهم على انفسهم اذا اخذ العدل مجراه لذلك هم وراء كل هذا التلكؤ فى محاكمة مجرمى العهد الاسود وهناك العديد من القضايا الاخرى ترتبط بهم ولكن لا مناص من التعامل معهم لذلكألم يكن من الافضل منحهم الحصانة حتى يتسنى لنا محاسبة غيرهم على الاقل حتى لا تصبح مطالبة ذويهم(اى الغير) بتوجيه تهم لهم او اطلاق سراحهم كلمة حق.
لا شك ان السلام اولوية ومفتاح للكثير من قضايا التنمية والاستقرار ولكن السؤال هو لاى سبب كانت تقاتل هذه الحركات اذ كان ذلك من اجل السودان فقد كان الاولى بهم الحضور الى الخرطوم للمشاركة فى ارساء قواعد العهد الجديد ولهم وزنهم وتقديرهم، فقد فعل الشعب الاعزل ما فشلوا فيه بعتادهموسلاحهم طوال عقود ولو كانوا امعنوا النظر قليلا فقد كان وجودهم آنذاك يمثل ثقلا يشد ازر الجانب المدنى من السلطةولم يحدث !!اما اذاكانوا يقاتلون من اجل السلطة والمكاسب الجهوية فلا داعى للحوار معهم اصلا لان ذلك لايتفق وتوجه سودان الثورةوالحصيلة هى ضياع اكثر من عام من عمر الفترة الانتقالية ولا زالت بعض الحركات غير متجاوبة مع نداء السلام.
امريكا ترامب ليست هى امريكا القيم والمبادىء التى نعرفها والسيد رئيس الوزراء قد بذل حهودا جبارة للوصول الى الوضع الراهن فى علاقة السودان بالولايات المتحدة.هذه المحاور التى تضم السلام وفك العزلة الدولية لا احد يشك فى اهميتها بالنسبة للبلد ولكن ذلك لا يعنى ان تظل السلطة بعيدة عن نبض الشارع الذى ضاقت به السبل من ضنك العيش ولا تغيير يذكر بعد الثورة بل وقد بدأ البعض يرى ان النظام السابق ربما كان افضل فى العديد من مجالات الحياة ولعل لجان المقاومة هى الوجه المشرق الوحيد.
طالع هذا التصريح بتاريخ
10.09.2019
(اعلن وزير الثقافة والإعلام السوداني، فيصل محمد صالح، أن الحكومة الجديدة وضعت جملة من الأهداف لإنجازها خلال ستة أشهر، وهي تمثل أولويات بالنسبة لها، ومن بينها تحقيق السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية ومحاربة الفساد وتعزيز دور المرأة بالمجتمع وإصلاح أجهزة الدولة الرسمية)
https://sptnkne.ws/9GJv.
الفترة الانتقالية هى جنين الثورة الذى يجب ان يشب على الطوق قويا امينا ليحمينا من عبث البيوتات وجنون اليساريين وضيق افق الاسلاميين يؤسس لوطن لا يقصى احدا من ابنائه بل ويفرد لشباب الثورة الوضع الذى يليق بدورهم الكبير فى التغيير داخل مؤسسات السلطة التنفيذية وهو مالم يجدوه فى الفترة الانتقالية.ولكن كيف يمكن ذلك؟والسلطة الانتقالية حتى الآن لم تكتمل مؤسساتهاكما نصت بنود الوثيقة الدستورية وذلك بسبب تعنت الحركات المسلحة وحتى الآن لم يتم تكوين المجلس التشريعى الانتقالىوغيابهبالضرورةينعكس سلباً على قدرة الحكومة، ويحرمها من دوره في الرقابة وتحسين الأداء.
ان الإسراع في تشكيل مجلس تشريعي يدير هذه المرحلة ويشرع في صياغة الدستور والتشريعات وسن القوانين هو الضمان الوحيد لاستمرار نهج السودان الجديد والا سوف يتم اعادة ذات السيناريو الذى يخشاه الجميع.ان مانتطلع اليه هو نموذج ديمقراطى سودانى يجيد التعامل مع تضاريس واقع له خصوصياته الاقليمية التى لا تشبه احدا غيره.
• تميزت الفترة الماضية من عمر السلطة الانتقالية بضعف لا مثيل له قلل كثيرا من هيبة السلطة حتى ان بعض قيادات العهد البائد تطلق التهديدات والوعود وتسير المواكب كل هذا تحت مظلة الديقراطية التى نتبناها!! متى اتاحوا لغيرهم حرية التعبير طوال ثلاثين عاما من الديكتاتورية ومصادرة الراى الآخر؟
• نسمع الكثير عن الكشف عن مخازن للدقيق وتهريب للسلع التموينية ولا نسمع عن عقوبات.
• نجحت قوى الدولة العميقة فى تصوير الوضع الراهن بوصفه صراعا بين اليمين واليسار الدين والعلمانية وقد ساعدهم على ذلك العديد من التصريحات غير المسئولة من قيادات فى الحرية والتغير وهذا الامر الذى يبدوالآن بلا اهمية قد يلعب دورا حاسما فى تغيير نتائج الانتخابات اذا جرت بشكلها التقليدى لذلك لابد من العمل الجاد لتغيير هذا المفهوم الخاطىء فالشعب السودانى قد ثار على تجار الدين وسارقى قوت الشعب لا على الدين.
• نثمن لكل من شارك فى مؤتمرات دعم السودان من دول العالم ولكن الحقيقة هى ان العالم الآن يختلف كثيرا عن الزمن السابق والدعم مرتبط بالمحاور والاجندة وهو وضع فى غاية الصعوبة لحكومة انتقاليةلذلك لذلك يصبح التعويل على الداخل فى دعم الاقتصاد المنهار هو الخيار الاول وربما التركيز على الثروات المعدنية فى هذه المرحلة هو الاكثر فعالية وعلى وجه الخصوص الذهب الذى لا يعرف الشعب السودانى عنه شيئا!!!
• الوضع الاقليمى الراهن هو الاختبار السياسى الحقيقى للسلطة الانتقالية فى جلب الدعم والصداقة دون الوقوع فى هوة المحاور ومما يزيد الامر تعقيدا ان بعض النافذين فى شق السلطة العسكرى قد تم استقطابهم بالفعل داخل محاور سياسية بعينهاغير انه فى اسوء الظروف تصبح مصلحة السودان هى الفيصل.
• ان التغيير فى ارث ثقيل مثل تركة الاسلامويين يحتاج الى زمن طويل حتى تظهر آثاره لذلك لابد للسلطة الانتقالية من قناة اتصال تبين للشعب حجم العمل الذى تقوم به والى اين وصل وهذا هو اقل واجب تجاه هذا الشعب الذى يتطلع لجنى ثمار ثورته ولعل ابرزها هو تخفيف الضائقةالمعيشية.
• لا خوف على السودان من العسكر فقد ولى زمن الانقلابات والديكتاتوريات الدموية والشعب السودانى على اهبة الاستعداد للتصدى لكل مغامر جديد ولكن اخاف على هذا الشعب من نار الجهوية وعلى السيد رئيس الوزراءالتعامل مع هذه النقطة بمنتهى الشفافية.
واخيرا يجب العمل على زيادة مدة الفترة الانتقالية وهى فكرة سوف تعارضها الاحزاب المتلهفة لمقاعد السلطة،ولكن المهام كثيرة والمعوقات لا حصر لها والزمن جد قصير وكل ما هو آت سوف يكون وليد هذه الفترة والاحزاب التى عرفناها لا ننتظر منها الكثير ولكن اضعف الايمان ان نضع لها خارطة الطريق الصحيح.لذلك لابد من طرح اقتراح زيادة مدة الفترة الانتقالية الآن حتى لا نعض اصابع الندم من بعد والله خير حافظا انه نعم المولى ونعم النصير.
د. عوض النقر بابكر محمد
[email protected]
والله بالجد زول الله لان مكان المقال ده مفروض يكون فى الصدارة اتزان ورجاحة فكر وتفكير فى بكره يديك العافية
ما زال إنسان السودان تحركه المشاعر الدينيه والنعرات القبليه مما ساعد أعداء الثورة في تأجيج بور الصراعات القبليه والاقتصاديه في وقت الوطن يحتاج فيه لتكاتف جميع ابنائه للخروج من مستنقع الانقاذ الاسن والانطلاق إلي رحاب الانتاج والعمل علي اصلاح موارد البلد للحاق بركب دول العالم التى سبقتنا بسنين ضوئيه .