ليتنا نتعلم … من سوء اقدارنا … وهوان امرنا

سهيل احمد سعد الارباب
الشعب السودانى كان يحتاج … لدخول ازمة مثل هذه بالعاصمة … حتى يتعلم معنى الانضباط والمسؤلية وتعركه التجربة لمعنى الامن الذى لم تعيشه اصقاع السودان عقود وبداء بالجنوب منذ الاستقلال.
وحتى يتعلم سياسينا وصفوتنا المتعلمة والمثقفة معنى الخطوط الحمراء ومعنى احترام القانون والمؤسسات وقيمة الدولة والاستقرار.
نحتاج لهذه التجربة لندرك بؤس صفوتنا السياسية وانتهازية احزابنا المتسربلة بثوب الدين فى شكلها الحديث استغلال لمشاعر البسطاء لمصالح تطلعات بعض القوى الشبابيه الصاعده فى قصور رؤيا لتفسير حركة التاريخ والصراع الاجتماعى بابعاده الوطنية والقومية والاممية.
بعد ان ادركنا مع الزمان ان الاحزاب الطايفية هى النمو الطبيعى للمتماهين تاريخيا مع الاستعمار والذين رفعوا راية الدين لاستمرار مصالحهم وسطوتهم متحالفين مع الادارات الاهلية صنيعة وربيبة ويد الاستعمار فى ادارة وتدجين الشعب السودانى .
ولنعرف ان قادتنا بالاستقلال اورثوا الحكم بتماهيهم مع الاستعمار وليس بنضالهم ويكفى من حمل لواء رفع العلم وقادتنا الطايفين وقادة الادارات الاهلية هم من قدموا التهانى بالولاء للتاج البريطانى بانتصاره بالحرب العالمية الثانية ولذلك كانت البداية الخاطئة تعميق لازمات السودان وليس خارطة طريق لافق جديد فى الرؤية للتنمية والمستقبل.
واتخذوا من القرارات الخاطئة ماعمق وبذر عوامل تصدع اللحمة الوطنية وعمق الازمات السياسية واسس لفناء الدولة السودانية وتمزقها الذى بداء لاحقا كتراكم طبيعى للاخطاء التاريخية بانفصال الجنوب ودعاوى اخرى مشابهة وحروب داخلية تبعات التراكم الكمى والنوعى لهذه الاخطاء.
اننا شعب غير محظوظ بفناء اعظم من انجبت الامة السودانية رؤية واسعة وافق عريض دكتور جون قرنق وقد نازعناه طويلا بخلفيات العنصرية والدين وادرك اغلب الشعب قيمته بعد ارتحالة مغتالا من قوى الشر العالمية والاستعمارية وحلفايهم الاقليميين واذرعهم المحلية.
غير محظوظين ان نفقد قائدا فى ريعان شبابه كعبدالخالق المحجوب بخطاء – بالتقديرات ماكان ليفوت على سياسي واسع الادراك واثق المعرفة متحديا غلاة فكره بمركزه العالمى ومعتدا بنهج لم يسبقه احد.
غير محظوظين وبهذه الايام الترابى وقد اتصف بمصداقية المواقف وصدق النقد الذاتى والسبق فى اختراق عوالم القداسة المزيفة والتعلم من التجربة واعلاء الصوت بالحقائق المرة للعبور عبر بوابة التاريخ العظمى لافاق المستقبل.
موهومون مازلنا نبحث عن الاطراء من اقل القامات حولنا بالمدح مادامت تاتينا عابرة الحدود الشرقية من الخليج وكاننا نبحث عن شهادات الاعتراف بالقيم النبيلة شهادات من الاخرينة ومن الذى لا يملكها بقاموسه الخاص الا تزلقا عند حوجة ورغبه بخداع لمارب فى نفسه.
ليتنا نتعلم ان مافضحته الفاجعة الاخيرة وانقلاب الفلول وطموح زعيم المليشيا بالسلطان واذرعه الخارجيه بنهب الدولة ووراثة السلطان بملك عضود ان الشاشات فضحت سوء حالنا وبنيانا وعمارنا ومدننا واننا رغم رفدنا للعالم بالاف المهندسون والاطباء والمعلمون والخبراء العالمين ان بلدنا مازلت بملامح ماقبل التاريخ بؤسا وخرابا وتعفنا واوساخا مما تعجب فيه من حولنا الاغراب واخجلت حتى الكاميرات وربما استفذت فيهم نخوة كيف يستعينون بمن بلادهم بهذا التخلف والغياب عن مواكبة الزمن والتاريخ وكانها بلاد من غياهب التاريخ وازمنة الطاعون والكوليرا … فليتنا نتعلم من سوء اقدارنا … وهوان امرنا.
الترابي يا كاتب المقال نحن البلوى الفيها دى ما سببها الترابى كيزانه عليهم اللعنة.