مقالات سياسية

أشبه والدي

لم أكن أحب والدي، ربما لم أكن أكرهه، ولكني كنت دوما أحس بالحنق والسخط عليه، فهو السبب فيما أنا فيه من الهوان، شقيقتي التي تصغرني بعام أخذت ملامح أمي الجميلة، بلونها الفاتح، قسماتها المليحة وشعرها الطويل، بينما كنت أنا صورة طبق الأصل من والدي، ولكن في قالب أنثوي، فقد حملت لون بشرته السمراء، ملامحه العادية جدا التي يقال أنها مريحة وشعره الناعم المجعد،

في سن صغيرة جدا انتبهت أن شقيقتي قادرة على جذب الانتباه، والحصول على الاهتمام، وبالرغم من حرص أمي وأبي على المساواة بيننا في المعاملة، إلا أنني كنت دائما فريسة الإحساس بأنها تنال حبهما وإعجابهما أكثر مني، وأنهما يشعران بالزهو بها في نظر الآخرين،

لازمني هذا الإحساس طيلة حياتي، وبالرغم من حبي الكبير لأختي وحبها لي إلا أنني كنت استشعر حاجزا يقوم بيننا، حيث تحصد دائما الإعجاب والاهتمام من الجميع، بينما أنا أكاد لا

أحدث فرقا، كلتانا  متفوقتان في الدراسة، وربما كنت أنا أكثر ذكاء، ولكن أختي كانت جميلة وأنا عادية في شكلي وكل تفاصيلي، كوالدي،

كلما جلسنا سويا للطعام أو خلافه، ونظرت إلى شقيقتي ووالدتي، كنت أزداد حنقا على والدي، الذي أورثني هذه الملامح غير الجذابة، أشتهرت بين الأهل بأنني شخصية هادئة، متزنة أميل للعزلة، لم يستطع أحد أن يسبر غوري ويعرف أنني أتمنى أن أملا الدنيا صخبا وحياة، ضحكا وكلاما كأختي، ولكنني آثرت الإنزواء في حضرتها لأن المقارنة لن تكون في صالحي بأي حال من الأحوال،

قولبت نفسي في شخصية لا تمثل حقيقتي، ومرت السنوات وأنا أجتر مراراتي، داخلي يصطخب بالكثير من المشاعر والانفعالات، ووجهي لا يعكس شيئا من ذلك بملامحي العادية غير الجميلة ولكن مريحة كوالدي،

إلى أن دخل إلى حياتنا إبن عمي الذي أرسله والده ليكمل دراسته فوق الجامعية في مدينتنا، استضافه والدي في الشقة الصغيرة الملحقة ببيتنا، كنت وشقيقتي في المرحلة الثانوية وأنا أسبقها بعام، أحضر والدي إبن عمي وعرفني عليه وأخبرني أنه حضر ليحصل على الماجستير، لا أعرف كيف حدث ذلك ولكني وقعت في حبه منذ النظرة الأولى، فقد كان لطيفا وسيما مهذبا، لم تكن أختي بالمنزل عندما حضر، ولذلك لم تسرق كعادتها الاهتمام والإعجاب، فتحدث معي بكل اللطف والتهذيب، بعد أن تعرف علي أخذه والدي إلى شقته التي سيسكن بها، عندما دخلت إلى غرفتي في ذلك اليوم عرفت أن شيئا تغير في حياتي، أنا لم أعد أنا، وفجأة تذكرت أختي وأنه عندما يلتقيها فهو لن يلتفت إلي بالتأكيد، فهي جميلة، ساحرة ولطيفة، اعتصرني هذا الشعور بقبضة من حديد، أزددت حقدا على والدي وملامحه العادية المريحة غير الجذابة، قررت أن أزيد في ازوائي، أن أبتعد تماما عن من أحبه قلبي، وأتركه لأختي الجميلة كأمي، لذلك فقد كنت أتعمد عدم الخروج من غرفتي كلما حضر لزيارتنا ولم استجب لطلبه بأن يشرح لي ما يتعسر علي من مواد دراستي، تركته طواعية فأنا أعرف حجمي وإمكانياتي أمام شقيقتي،،

حتى كان يوم، قابلته في الباب وأنا قادمة من المدرسة، سألني: لماذا تتحاشينني بهذه الطريقة؟

أنا أحبك وقد حدثت والدك أنني أرغب في الزواج منك وقد أخبرني أن الأمر بيدك، في هذه اللحظة أحسست أن قلبي يكاد يخرج من صدري من كثرة الخفقان، وامتلأت عيوني بالدموع، سألني لماذا تبكين؟ ألا تريديني زوجا؟ لقد أحببتك منذ اللحظة التي رأيتك فيها، أحببتك لأنك تشبهين والدك الذي أقدسه كمثل أعلى، وكان دوما سندا لي طيلة حياتي

في تلك اللحظة أحببت والدي وأحسست بالرضا عن نفسي وعنه لأول مرة في حياتي،،

‫13 تعليقات

  1. انتى انسانه فارغه ممله
    بالأمس كتبتى عن البشره البيضاء والبشره السوداء ومساحيق التجميل فى مقال ممكن ان نربطه بعلاقة ما مع هذا الهراء عن شكلك مما يعكس مدى الصراع الذى تعيشينه بداخلك. لم تهتمى بمئات الآلاف من الأطفال والعجزة الذين يعيشون بين الحياة والموت ولم يهتز قلمك انفعالاً فتكتبي عن الام مئات الالاف ممن تشردو فى اصقاع الارض دون مأوى ، ام تكتبي عن الجوع والخوف والدمار الذى يلاحق الشعب السودانى وأخترتى ان تكتبي عن البشره البيضاء والسوداء وعن شكلك ، فقط لتنتصرى
    لهذه الانثى الدميمه فى داخلك، مالنا نحن وهيئتك وزواجك وابيك، ما يهمنا هو ما تطرحينه من أفكار فى خضم هذا الموت العارم.
    اصبحت أشك فى انك احدى إخوات نسيبه المتنطعات وقد دفعوا بك دفعاً لكتابه مقالات لذر الرماد فى العيون وتشتيت الانتباه عن هزائم جيش الكيزان، كما هو الحال مع كثير من صحفيي الغفله وأبواق المؤتمر الوطنى. ارحمينا من مركبات النقص ومن ازماتك الشخصيه التى تعيشينها

    1. أشكرك كثيرا على الوقت والمجهود الذي تكبدته للرد علي، ولك كامل الاحترام، لو تابعت مقالاتي لوجدت انني قد قتلت موضوع الحرب النزوح والتشرد بحثا، كيف لا وأنا واحدة من المشردين اللاجئين الذين يعيشون على دعم الأسرة ممن يعملون بالخارج،
      مقال البشرة السوداء حاولت عكس رأي توصلت إليه من خلال معايشتي لتجارب عديدة
      اشبه والدي قصة قصيرة قمة بتأليفها ليس لها علاقة بحياتي الشخصية من قريب أو بعيد ونشرتها على سبيل ان نخرج قليلا من حالة الحزن والاكتئاب التي جلبتها الحرب،
      لن ارد على كلامك بوصفي إحدى اخوات نسيبة، فمفالاتي في هذه الصحيفة تحكي عن مواقفي وآرائي،
      نصيحتي لك أن تتحرى التروي واللطف في إبداء وجهة نظرك أيا كانت وألا تشخصن الكتابة والشأن العام،
      اكرر احترامي

    2. هههههههه هذه قصة قصيرة لا علاقة لها بالكاتبة وبما انها استطاعت ان تقنعك بأنها قصة حقيقة فقد نجحت ككاتبة للقصة القصيرة ونقول لها سيري وعين الله ترعاك

  2. يا بنتي ده هضربة النزوح والعطلة.
    هناك العديد من مواقع العمل الحر (Free Lancer) في الانترنت، كذلك هناك حاجة للترجمة والمترجمين

  3. هذه قصة قصيرة قمت بتأليفها لا علاقة لها بحياتي الخاصة لا من بعيد لا من قريب وارجوك متكرما مدي بعناوين الجهات التي توفر فرص للعمل في مجال الترجمة
    كل الاحترام

    1. ههههههه كان تخليهم في عماهم هؤلاء الاغبياء ههه الله يعينك طالعة في زمن مع جيل جله تربية كيزان حاقد و فاقد و عاطل من الموهبة ولا يحمل غير الكراهية للاخرين

  4. يا جماعة الما متخصص في كتابة القصة القصيرة يقرأ ويخرج ما يعلق لانه الشباب من الكتاب و المبدعين السودانيين بصفة عامة ما ناقصين احباطات يا كيون نقد بناء وعن فهم يا ما يكون ويا نهى ما تشتغل بالمحبطين انت انسانه فنانه وموهوبة وان شاء الله يكون لك اسم كبير في عالم الابداع وتضعين بصمة في دفتر الحضور الآدبي والفني في السودان وتذكري دائما أن الفنان صاحب قضية و رسالة

  5. الاقلام الجديدة يجب الترحيب بها لا كسرها ولا نريد حصر المبدعين فى خانة الحرب التى نعيشها كل هذه الامور تسير معا لا تتوقف الحياة لاى شىء .موضوعك الاول عن البشرة البضاء لم يكن الطرح بذاك العمق ولكنه تميز بالصراحة والوضوح وحسن الاختيار وقد زادته الردود عمقا .
    ينضج الكاتب مع الوقت والتجارب وهذه القصة القصيرة يصعب تسميتها كذلك اذ ان لكل جنس ادبى معايير ادنى يجب الالتزام بها حتى تظهر ملامحه الجمالية يمكن القول انها مادة خام يمكنك اعادة صياغتها وفق قواعد القصة القصيرة لترى كم التغيير الهائل فى حلتها الجمالية وجاذبيتها عند القراء .اذكرك النقد يقصد به الاصلاح والتوجيه لا الهدم والكتابة مركب صعب يحتاج الى الصبر والمشى على الاشواك, رمى الاستاذ عيسى الحلو رحمه الله مجموعة قصصى القصيرة امامى فى سلة المهملات وقال لى بالحرف الواحد لا تزال فجة ولم ينشر لى منها الا واحدة بعد عام كامل من الحادثة وانت لديك الكثير اقله المخيلة المبدعة وهى البداية لكل ابداع ادبى وفقك الله.

    1. أشكرك يا د عوض على النقد البناء الذي أسعدني كثيرا، ولا اخفيك سرا فأنا مبتدئة في الكتابة، بالرغم من أنني كبيرة في العمر ولكني فكرت انه ربما أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.
      فقد كانت ضربة البداية مع ثورة ديسمبر المجيدة التي أضاعها الخونة،
      لدي محاولات متواضعة في القصة والشعر وربما أكون قطعت شوطا لا بأس به في المقال، وكان لدي عمود ثابت في صحيفة اليوم التالي توقف مع الحرب،
      اتعشم وآمل بأن تكرمني بالنصح والإرشاد والتصويب،
      لك تقديري واحترامي

  6. بعد ما قرأت القصة الحالية و مقالك السابق كرهت والدتك لانك اكدت بانها غير خدراء ولا اصيلة و سمحة ، ثم كرهتك لانك تعتبرى خائنة نتيجة خيانة ابوك لمخدرتنا و مأصلتنا و مغرزتنا السمحة ، فاصبحت الخيانة فى دمك جينيا و مركبة ، ولا اخفى عليكى انى لو رأيت والدتك لسددت لها طعنات تنهى تاريخ هذا التلوث الخدارى و سحبت منك الجنسية لانك احدى نتائجها .

    1. المقال كتبته لأني رأيت تجارب كثيرة من حولي
      أما القصة فهي قصة خيالية قمت بتأليفها لا علاقة لها بحياتي الشخصية إطلاقا.
      حفظ الله والدتي وشفاها وعافاها
      ورحم والدي وجمعنا في الجنة في صحبة المصفى صلى الله عليه وسلم

      1. واضح أنك تثيرى المشاعر و الاحاسيس العميقة ضد خدارتنا و اصالتنا السمحة , و كونها قصة لا يعفيك من مشاعر الطامحة لوالدة بيضاء او حمراء او صفراء فاقعة لونها , وتعد ممارساتك هذه تلاعبا بمشاعر الخدر الاصيلين و ضربها فى مقتل , فأنصحك بأن تتطهرى من الافكار الملونة و أن تكثفى أنتاجك الادبى من أجل غباشتنا السمحة , الويكاب , أم شعيفة , أم فتفت , الشلوخ الختان و البطان , الجرتق و دق الريحة ورش اللبن , كلها قضايا سامقة بأنتظار من يحيها فى ذاكرة الخدر ليحملوا رايتها الى العالم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..