نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان : سياسات الحكومة أثبتت فشلها، النهضة الزراعية موجودة في الرياض فقط، وليس لها وجود علي ارض الواقع،وبكل صدق هناك اشياء تحدث في الحكومة لانفهمها

حاوره :صديق رمضان:

نفى نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان غريق كمبال استلامهم لعمولات من شركات،معتبرا ان هذا الاتهام لا اساس له من الصحة،مؤكدا فشل كل السياسات التي طبقتها الحكومة في الزراعة،مطالبا بضرورة تطبيق سياسة التحرير في القطاع الزراعي حتي ينطلق ويتطور ،مشيرا في حوار مع «الصحافة» الي ان الدولة التي تترك للموظفين ان يقرروا بشأن الزراعة لن تتقدم .ونتابع في المساحة التالية اجاباته عن اسئلتنا:ـ
*دعنا ندلف مباشرة الي الاتهامات التي توجه لكم في اتحاد مزارعي السودان،والمتعلقة باستلامكم لعمولات من شركات زراعية ؟
*هذه احاديث لا اساس لها من الصحة، ومجرد افتراءات،واذا كنا كذلك لما ظللنا نقطن في منازل بالايجار بالعاصمة،ولما عجزنا عن سداد اقساط السيارات التي نتحرك بها لقضاء مهام الاتحاد،بل حتي أعمالنا الخاصة تأثرت سلبا بسبب تولينا مسؤولية الاتحاد،اعتقد ان هذه الشائعات جزء من صراع يدور بيننا ووزارة الزراعة التي تنفذ سياسات الدولة الزراعية.
*وماهي أسباب هذا الصراع؟
لابد من الاشارة لامر هام وهو ان صراعنا وخلافنا ليس مع وزير الزراعة المتعافي في شخصه،بل مع الحكومة كما ذكرت،والاسباب تعود الي ان الدولة تراجعت عن سياسة التحرير الاقتصادي التي اعلنتها،ونحن نطالب بتطبيقها علي كافة القطاعات،لاننا نريد من الحكومة ان تخرج من عمليات الزراعة،وهي تفرض قبضتها وتسيطر علي كل شئ،فهي التي تستورد مدخلات الانتاج،وتحدد سعر السلم،وتتحكم في الدعم،وتفرض وجودها في كل شئ،وهذا ليس من مصلحة الزراعة وتطورها.
*ربما أرادت من ذلك تخفيف العبء عليكم؟
لا.. هي لاتريد تخفيف العبء،وسياستها القابضة اثبتت فشلها الذريع،وادارتها للقطاع الزراعي شابته الكثير من المعوقات وافرزت اوجه خلل لاحصر لها .
*مثل ماذا ؟
حسنا..دعني اعطيك مثالا واحد،ويتلخص في اننا نواجه هذه الايام أزمة حادة في السماد،والسبب يعود الي ان الحكومة هي التي تتحكم في استيراده،وهي اذا سمحت بفتح الاعتماد للشركات الخاصة،ولم يكن الاستيراد حصريا عليها لتوفر السماد جراء المنافسة التي تسهم بخلاف الوفرة في خفض الاسعار.
*هل ينطبق هذا علي الجرارات ايضا؟
نعم..قلت لك ان الحكومة تتحكم في كل شئ،فهي تستورد الجرارات ولاتسمح بفتح اعتماد من قبل بنك السودان الا لجهات محددة،فلماذا لايدفع بنك السودان للشركات الخاصة،وهنا اشير الي جرارات تاف التي كانت تستوردها شركة ماركوت تحول امر استيرادها»بقدرة قادر» الي شركة اخري …فأين الفساد الحقيقي ؟؟
*حديثك هذا يعني ان سياسة الحكومة الزراعية فاشلة؟
هذه حقيقة..يجب الا ندفن رؤوسنا في الرمال عند مناقشة قضية تتعلق بالوطن..الحكومة ليست لديها سياسة واضحة،وكل تجاربها شابها الفشل .
*مثل ماذا؟
هناك الكثير من الامثلة والتي لاحصر لها،وهي تؤكد فشل السياسة الزراعية،وعلي سبيل الذكر تجربة كنانة في السوكي والرهد،وتجربة شركة هارفست في النيل الابيض وهذه الشركة «مطلوبة» مائة مليون من البنك الزراعي،وهي الاموال كان يجب ان تذهب الي المزارعين وليس للشركات الخاصة.
*ولكن الموسم الزراعي الماضي كان ناجحا وللحكومة أدوار في هذا النجاح؟
اولا.. لولا لطف الله وهطول امطار غزيرة لحدثت كارثة حقيقية،وثانيا اذا كانت للحكومة ادوار كما تقول،اسألك اين هي من المشاريع المروية التي اصبحت من الماضي،ولماذا فشل القطن المحور في مشروع الجزيرة ؟.
*الصمغ العربي حقق نجاحا بفضل سياسات الحكومة وانتاجية عالية؟
*لا ..الصمغ العربي الذي كان يسهم في الناتج القومي بموارد ضخمة،شهد انتاجه تراجعا كبيرا ومخيفا خلال الفترة الماضية،والسبب يكمن في مجلس الصمغ العربي الكائن بشارع عبيد ختم،وهو لاعلاقة له بالانتاج والمنتجين،وكل مايقوم به تقديم تقارير لمجلس الوزراء،ومن الاشياء المضحكة انه اشار الي ان انتاج البلاد من الصمغ العربي بلغ 75 ألف طن،وهو حديث غير واقعي وذلك لان كل انتاج افريقيا لم يتجاوز 40 ألف طن،هذا تزييف للحقائق والارقام.
*اذا كانت الحكومة فاشلة فاين انتم ؟
موجودون،ونقوم بادوار كبيرة وهدفنا تطبيق قانون اصحاب الانتاج الزراعي والحيواني وهو لايمكن تطبيقه في ظل قبضة الحكومة القوية علي القطاع الزراعي،وهدفنا تغيير المفاهيم من العمل النقابي الي اتحاد منتج يدير الانتاج،والاخ النائب الاول لرئيس الجمهورية يتابع معنا هذا الملف،وقناعتنا ان الزراعة لن تتطور الا بهذه الكيفية.
*لذلك شرعتم في استيراد جرارات لدارفور وتجاهلتم وزارة الزراعة؟
وزارة الزراعة لم تتفاجأ والمخاطبات تؤكد هذه الحقيقة،وهناك اشياء خافية بين وزارة الزراعة والشركة التجارية الوسطي،اما فيما يتعلق بامر جرارات دارفور فقد تمت بعلم وزراء الزراعة بدارفور وحكومات الولايات الخمس،وكنا نستهدف بها صغار المنتجين،وهذه الخطوة جاءت بعد دراسة متأنية وعلمية ولم يكن هدفنا مصلحة ضيقة.
*دعنا نعرج لموقف الموسم الزراعي الصيفي،ماذا عنه؟
بكل وضوح هناك مخاطر عديدة تهدد الموسم الزراعي منها العنتد الذي انتشر في مشروع الجزيرة ومعظم الولايات المنتجة والسبب يعود الي ضعف المكافحة،علاوة علي سحب العربات التي تعمل في مكافحته وتوجيهها للولاية الشمالية لمكافحة الجراد الذي ايضا يشكل خطراً وذلك لان«بيضه» مدفون في الحزام الرملي من الشمالية الي شمال كردفان.
،وماذا عن الدعم المخصص؟
توقف منذ اربع سنوات وكان 40 مليارا تخصص سنويا لشراء تقاوي لصغار المزارعين،والمبلغ يستخرج من وزارة المالية الا انه لايتم توجيهه للغرض الاساسي الذي ضغط الاتحاد من اجله،ولانعرف فيما يتم توظيفه،بل حتي تقاوي الشركة العربية انحرفت عن مسارها السابق وباتت تباع لصغار المزارعين بعد ان كانت تمنح مجانا،وحتي علي صعيد دعم الزراعة المطرية فقد انخفض المبلغ من 200 مليون الي 31 مليونا فقط في هذه الموسم.
*دافعتم عن مبيد الديكبور لمصالح خاصة كما تردد؟
هذا اتهام باطل..فالمبيد اثبت فاعليته طوال الفترة الماضية،والدليل علي صدق دفوعاتنا ان برميله ارتفع من 5 آلاف جنيه الى 12 ألف جنيه، وهذا يوضح ان هناك ندرة،واذا كان الامر بخلاف ذلك فلماذا لم يطرح المبيد في الاسواق،اما علاقتنا مع الشركة المستوردة وهي التجارية الوسطي فهي علاقة مصلحة تصب في قناة المنتجين،والتجارية الوسطي انتشارها في كافة انحاء السودان وتوفيرها لمدخلات الانتاج والتقانة الحديثة،نجاحات تتحدث عنها وهي لاتحتاج لان ندافع عنها،ومانجحت في تحقيقه فشلت حتي الحكومة في ادراكه.
*تبدون وكأنكم ضد سياسة الدولة؟
هذا ليس صحيحا ..نحن نتحدث عن المصلحة العليا للبلد بكل شفافية،ونؤكد ان اكبر المعوقات التي تواجه الزراعة في السودان هي مؤسسات الحكومة،وأي دولة تعتمد علي موظفين في ادارة القطاع الزراعي لن تتطور وربما تتعرض للانهيار.
*هل تريدون من الدولة الخروج بالكامل من هذا القطاع الاستراتيجي؟
لا ، هذا ليس مطلبنا …ومانريده من الحكومة ان تهتم بالبنية التحتية للمشاريع الزراعية،وتضع القوانين المنظمة لعلاقات الانتاج..وهنا اشير الي ان مشكلة تقاوي زهرة الشمس اذا لم تستوردها الحكومة لتم حسمها عبر القانون،وحتي القطن المحور اذا لم تستورده الحكومة لما وجد معارضة من الرأي العام.
*واين النهضة الزراعية؟
هي موجودة في الرياض فقط، وليس لها وجود علي ارض الواقع،وبكل صدق هناك اشياء تحدث في الحكومة لانفهمها.

الصحافة