لكم دينكم ..

منصات حرة
لكم دينكم ..
نورالدين عثمان
[email][email protected][/email]
إستنكر الكثيرون تلك التظاهرات التى خرجت فى الشوارع عندما تم شطب هيثم مصطفى من الهلال والتى ختمت بإعتصامات وبعدها كانت تظاهرات مضادة لذات الهيثم حينما قرر الإنضمام للمريخ ..
من حق هيثم أن ينضم لأي فريق يختاره هو ومن حق الجماهير أن تخرج للشارع معبرة عن غضبها ومن حقها أيضا أن تتظاهر تأيداً لهيثم ومن حقها أن تتظاهر ضده ، كل هذا يندرج تحت حرية التعبير وحرية الإختيار ، وليس من حق أي كائن من كان أن يرفض هذا المسلك ، فكثيرون قالوا ألم يكن الاجدي أن تخرج هذه الجماهير ضد سياسات النظام ، وهنا نقول لهؤلاء أن ليس من حقكم أن تحددوا للجماهير ماذا تفعل وماذا تقول ومتى تتظاهر ..
وحينما خرجت جموع الشباب وغير الشباب لتشييع المطرب الجماهيري محمود عبد العزيز له الرحمة عرفت الأوساط الرسمية أن إكتساب الشعبية وحب الجماهير لا يأتي بالقوة وإنما يأتي بماتقدمه للجماهير ، وتلك الجماهيرية الكبيرة التى يتمتع بها ( الحوت ) أحرجت ذات الأوساط الرسمية التى لم تستطيع أن تتحكم فى تلك الجماهير وعرفت حينها أن قوة الجماهير لا تقهر ، فجماهير ( الحوت ) رفضت أي رسميات فى مراسيم تشييع ودفت وعزاء مطربهم ، وهذا من حقهم ..
ماحدث فى تشييع فنان الشعب ( وردي ) له الرحمة ، كان يجب أن لايحدث ، فماتم حينها من تدخل رسمي فى تشييع وردي والإنتهاء من مراسم الدفن فى الصباح الباكر دون إعطاء فرصة لجماهيره فى التشييع ، كان بمثابة مصادرة واضحة لهذا الحق من الجهات الرسمية التى إستولت على الحدث على حين غرة ، حتى وصل لبعض معجبيه أن قرروا حينها عمل تشييع رمزي للفنان يليق بجماهيره ومكانته ، ولكن لم يتم الأمر لدواعي أسرية وشخصية ورسمية ..
الخطة الواضحة التى وضعها الحزب الشيوعي فى مراسم تشييع المناضل ( نقد ) خطة يجب أن يحتذى بها ، فالحزب الشيوعي عرف أن نقد لم يكن ملكاً له وإنما نقد ملك للشعب السوداني ، ولذلك وجدنا جميع أطياف الشعب السوداني هناك عند التشييع ومراسم الدفن ..
مايجب أن يقال هو أن من حق جماهير الرياضة أن تتظاهر وتحتج بكل حرية ومن حق جماهير الفن أن تحتج وتتظاهر كيفما تشاء ومن حق النشطاء السياسيين التظاهر والإحتجاج بكل حرية وكيفما يريدون وليس من حق أي شخص أو جهة أو مؤسسة مدنية أو سياسية أن تفرض رأيها على الجماهير وليس من حقها أن تبخس الفعل الجماهيري أي كان نوعه أو طريقته ، فلكم دينكم ولهم دين ..
ولكم ودي ..
كلام جميل ومنسق كفيت ووفيت ودعوا (ما لله لله ) (وما لقيصر لقيصر) وهذه المقولة جاءنا خير منها (لكم دينكم ولي دين )
الدرس الذي يمكن ان نخرج به من تشييع محمود وزيدان وغيرهما من الفنانين. وخروج الجماهير في موضوع هيثم هو ان هناك قطاعا كبيرا من الشباب مغيب عن قضاياه الاساسية فهؤلاء تشغلهم “الفارغة” وتملأ أوقاتهم وتغمر قلوبهم وعقولهم. لذلك يعاني السودان لأن شبابه منقسمون بين الكفر والوتر.
أما تشييع نقد فيدل على ان السودانيين مجاملون فقط لأن نقد بكل صولاته وجولاته لا يعبر عن القطاع الاصيل من الشعب السوداني لأنه يدعو إلى الماركسية وهي ضالة منبوذة حتى لدى أهلها، لكن نحن شعب طيب نجامل في كل شيء حتى في الدين. لكن هذا لا ينفي ان الراحل نقد تميز بصفات مكنته من خلق علاقات وطيدة مع قطاعات متباينة.
انظروا إلى ما حدث في مصر فالمعارضة لم تستطع تحرك الجماهير لتحقيق اهدافها بإزالة الاخوان إلا عبر قضية رياضية. وجماهير الاهلي هاجت وماجت لمقتل بعض المنتمين لها وطالبت بالقصاص بشدة أكثر من ثورتها على مقتل الثوار في 25 يناير.
فالأعلي عندهم كما يبدو اهم من ثوار مصر المناضلين