اقبلوها.. انها مزورة !!

تراســـيم..

اقبلوها.. انها مزورة !!

عبد الباقي الظافر

في أكتوبر من العام 2002 خرج نائب الرئيس العراقي عزة إبراهيم برقم قياسي جديد.. السيد النائب اخبر الدنيا ان الشعب العراقي صوت بنسبة مائة بالمائة في استفتاء الولاية السابعة للرئيس المهيب صدام حسين.. بعدها بسنوات قلائل وجد الشعب العراقي الحرية في تقييم رئيسه الهارب فأوسع ضرباً بالأحذية تمثالاً ضخماً للرئيس نصب في وسط بغداد. أمس أعلن البروفيسور مختار الأصم نتائج انتخابات ولاية جنوب كردفان.. صديقنا الأصم سمي أحمد هرون فائزاً بمنصب الوالي بفارق ضئيل من منافسه الفريق عبد العزيز الحلو.. حسب احصائية الأصم النتيجة كان من الممكن ان تتغير لو أحسنت الحركة الشعبية معاملة الجنرال تلفون كوكو الذي سحب منها نحو عشر آلاف صوت.. الشكل العام وضالة الفارق توحي ان الانتخابات تعكس إرادة أهل جنوب كردفان. ولكن القاضي أحمد هرون يفسد علينا الابتهاج بهذا الانجاز.. مولانا هرون يقول إن الحركة الشعبية مارست تزويراً كبيراً في مناطق نفوذها.. استناداً على منطق هرون سيصل قبة البرلمان نواب لا يمثلون إرادة الناس في تلك الفجاج البعيدة.. وبما أن التزوير مثل الخمر قليله مسكر.. هذا الاعتراف الدستوري يعتبر بمثابة إقرار بفساد كل العملية. أما الحركة الشعبية فقد أعلنت منذ وقت طويل انها لن تعترف بنتيجة لا تمنح ممثلها الفريق عبد العزيز الحلو فوزاً صريحاً في جنوب كردفان.. صنعت الحركة نتيجة تعكس أمنياتها.. النتيجة الخيالية نشرت في صحيفة أجراس الحرية.. تلك النتيجة غير الرسمية جعلت الفوز لممثل الحركة ولكن بفارق لا يتجاوز كثيراً الفي صوت. دعوكم من هذه الانتخابات الجزئية.. انتخابات العام الماضي والتي رأينا وقتها انها تعكس تضاريس الميدان السياسي التي جعلت المؤتمر الوطني يركض وحده في المضمار.. النتيجة وجدت من يشكك فيها.. الذي وصف تلك الانتخابات بأنها مزورة لم يكن سوى الفائز رسمياً.. المشير البشير اتهم الحركة الشعبية بتزوير الانتخابات في الجزء الجنوبي من السودا . دعوني أنقلكم إلى مثلث أخر.. حزب المؤتمر الشعبي خاض الانتخابات بجدية.. في أول الأمر صرح الشيخ الترابي ان العملية الانتخابية تسير بشفافية.. وعندما انتهت النتيجة إلى غير ما يريد الشيخ سارع بدمغ كامل العملية الانتخابية بالفساد.. رغم ذلك لم يسارع الشيخ الترابي بسحب عضويته المحدودة من البرلمان.. الشعبي بعد ما يقارب الحولين يفكر في سحب نوابه . الحركة الشعبية التي تذرف الدموع اليوم على التزوير.. كانت أول من وجه لكمة للتحول الديمقراطي.. سحبت الحركة مرشحها على منصب الرئيس حتى تيسر الأمر لشريكها في السلطة.. اتكأت الحركة على تلك الانتخابات المشكوك في صحتها.. الرئيس سلفا كير يستمد شرعيته من ذات الانتخابات (المخجوجة) . رغم هذه الوقائع التي شابت الانتخابات إلا أنني أرى ان نعتبرها سنة أساس.. نقبلها بكل شوائبها من أجل السلام.. ولكن نتفق جميعاً على ان البلاد تحتاج إلى انتخابات مبكرة.. انتخابات نحاول الاستفادة من دروس الماضي بكل تزويره . الديمقراطية لعبة راقية.. اجادتها تتطلب المزيد من الممارسة.

التيار