هنا تكون المأساة!!

إنسان تلاقيه لأول مرة في مركبة عامة أو في مناسبة عابرة.. يواجهك بالشكوى من أنه منفعل بالهموم والسعادة هربت منه وحياته يسيطر عليها الكدر ويأخذ بالشكوى بالتفصيل.
٭ وفي النهاية يقول انه يبحث عن مهرب.. أي مهرب وكفى ولا ينتظر منك اجابة رأياً أو حتى مناقشة.
٭ وفي الطريق العام كثير من الناس يتحدثون مع أنفسهم في حوار مكتوم ويلوحون بأيديهم باشارات واضحة ولا تستطيع ان تضعهم في خانة من يعانون من مرض عقلي أو اضطراب نفسي.. وندرك أنهم يحاورون مشاكلهم واحتياجاتهم المقهورة.
٭ ازدياد عدد الذين انفلت زمام عقلهم واختاروا طريق الهروب.. الهروب من الواقع.. إلى عالم اللا مسؤولية عالم الجنون.. اناس من مختلف الاعمار.. شباب.. شيوخ.. كهول.. رجال ونساء ذهبوا الى ذلك العالم.. عالم الجنون حيث تختفي مطالب الحياة.. لا اقساط مدارس.. ولا ثمن روشتات دواء.. ولا حق رغيق أو لحمة أو مواصلات.
٭ في شارع الوادي رأيت ذات صباح شاباً يسير في الشارع كما ولدته أمه إلا من حذاء مهتريء والناس ينظرون اليه وهم في عجلة من أمرهم.
٭ وكثر في الطرقات يتخذون مواقع معينة لمخاطبة الناس.. قبل عام قرأت في احدى الصحف ان احد الطلاب حاول ان يفض شاجرة نشبت بين معتوهين دفع حياته ثمناً لهذا التدخل.. تدخل الذين يدركون في أمور الذين لا يدركون.. وانقلبا عليه ونالته طوبة اودت بحياته.
٭ اطفال.. اطفال في سن البراءة.. في سن الدراسة في سن الرعاية يتسولون بطريقة مؤلمة.. يتسولون بالحاح لدرجة انهم يلاحقون العربات عندما تبدأ في التحرك مع اشارات المرور.. وكلماتهم الباكية ونظراتهم المنكسرة.. (ما أكلت من الصباح) (امي عيانة في البيت) (أبوي مرق ما عارفين مشى وين) تقطع نياط القلب.
٭ نعم لا يخلو مجتمع من الفقر ولا من ظاهرة التسول فنحن نعرف هذه الظاهرة وكنا نتعامل معها بكثير من الرفض والإستهجان.. ولكن تبدل الحال وضاقت فرص العيش حتى اجبرت الكثيرين على التسول الخفي والعلني.
٭ لكن ان يصبح الجنون والضياع والتسول بهذه الكثافة وهذه الثورة المؤلمة التي تكدر الوجه الانساني للحياة هنا تكون المأساة.. هذه الظاهرات تؤكد أننا وجه لوجه مع أزمة حقيقية فماذا نحن فاعلون.؟
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..