مقالات وآراء سياسية

حرب البرهان والكيزان ضد تقدم 

يوسف السندي
ترك الجيش والكيزان والبلابسة عدوهم في الحرب الدعم السريع ، وتفرغوا للنيل من قادة وكوادر تنسيقية تقدم ، وهذا دليل دامغ على أن المستهدف الرئيسي بالحرب هي تقدم وليس الدعم السريع ، وانها حرب ذات اجندة سياسية بحتة لا علاقة لها بالشعب والوطن.
ويمكن القول ان اشعال هذه الحرب صدر كقرار عسكري-كيزاني ، بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة ان لم يكن ابان فترة المظاهرات نفسها ، وهي الفترة التي بدا فيها الوعي بالسياسة والعمل السياسي المدني يتبلور بين الجماهير والاجيال الجديدة ، وبدأ شكل السودان المدني الديمقراطي القابل للتطور والانطلاق نحو القمة يتشكل في الاذهان والممارسات ، في هذه اللحظة بالضبط ، شعر العسكر والكيزان بالخطر ، وصدر قرارهم بايقاف تمدد هذا الوعي مهما كان الثمن.
في فترة حكم المجلس العسكري قبل توقيع الوثيقة الدستورية كان البرهان وعساكر المجلس سادة القرارات ، بعد تكوين حكومة حمدوك شعروا بانهم مجرد (تمومة جرتق) ، وانه غير مرغوب فيهم ، اذ كان العالم أجمع يحتفي بحمدوك وحكومته المدنية كرمز للثورة السودانية ضد العسكرية والطغيان ، في تلك اللحظة ، تعضد قرار الجيش والكيزان بالاطاحة بحمدوك وبالمدنية مهما كان الثمن ، فجاء الانقلاب العسكري على حكومة حمدوك ، وحين تمت محاصرة الانقلاب بالاتفاق الاطاريء ، اشعلوا الحرب.
هذه الحرب قرار سياسي من أجل هزيمة الممارسة السياسية الرشيدة ، وقهر القوى المدنية ، وتحطيم الاجيال التي انتجتها الثورة ، وصنع القطيعة النفسية بين الجماهير وقواها المدنية وبالتالي القعود بالجماهير عن المطالبة بحقوقها الفطرية في الحرية والعدالة والعيش الكريم ، مما يمهد لقيام دكتاتورية عسكرية كيزانية متطرفة في نسخة جديدة.
عسكرة الادمغة التي تنشط فيها ابواق الحرب العسكر-كيزانية ، ممارسة خطيرة جدا ، فالسياسة تمارس عبر الاحزاب السياسية ، البلاد التي تحتكر الاحزاب الممارسة السياسية فيها ، تستقر وتتطور وتبلغ القمة ، اي ممارسة للسياسة خارج اطار الاحزاب ، هو تشويه للسياسة ، اما ممارستها عبر العسكر ، فهو عسكرة للسياسة ، وعسكرة السياسة والادمغة تعني الحرب والموت للجميع ولا شيء سواهما.
لذلك أي اصطفاف خلف الاحزاب السياسية الداعية لايقاف الحرب واقامة الحكم المدني ، هو اصطفاف خلف المستقبل المشرق للسودان ، اما الاصطفاف خلف العسكر والكيزان ، فهو اصطفاف خلف انحطاط السودان ودماره.

‫4 تعليقات

  1. كل ما زكرته صحيح وحتى الدعم السريع يعمل مع هذا المخطط..
    والاتفاق يصل لنهايته بعد تفكيك قوي الثورة والزج بهم في السجون وقتل أكبر عدد من الثوار تحت زريعة التعاون مع الدعم السريع والخيانة.. والانسحاب من مدني كان ضمن هذا المخطط بعد ما هاجرت قوى الثورة إلى مدني..
    ولكن حدث تغير في الأحداث وخلل في التخطيط كان المخطط هو تحييد الحركات المسلحة وابعدها عن المشهد وانفراد الدعم السريع بالسيطرة على دارفور..ولكن تغير التكتيك واصبحت الحركات تشارك بقوة وتذيد من قوتها ونفوذها.. الأمر الذي لا يقبله الدعم السريع.. وعليه سوف ترون خطابات كثيرة تتحدث عن خيانة كل من طرفي الصراع للآخر..

  2. إنها حرب الشعب السوداني ضد تقدم ( حليف ) مرتزقة عربان الشتات الافريقي الذين يشنون حرب علي الشعب السوداني و الوطن و تقذم أو قحت2 هي من حرقت نفسها بنفسها و انتحرت سياسياً و سقطت في نظر الشعب السوداني الذي كان يضع فيهم الثقة و ساندهم بقوة و لكنهم خذلوا الشعب السوداني و أجرموا في حقه و حق الوطن… افندية قحت المركزية أو تقذم أصبحوا مع الكيزان في سرج واحد يحتاجون الي فترة طويلة من الزمن حتي يرضي عنهم الشعب السوداني…

  3. لا تحاول تبرأت افندية قحت المركزية اللي هم السبب الرئيسي في فشل الفترة الانتقالية بعد أن أرادوا تبديل تمكين الكيزان بتمكين أنفسهم و لذلك خرقوا أهم بند في الوثيقة الدستورية يقول تكوين حكومة كفاءات ( مستقلة ) حتي قيام الانتخابات فخرقوا هذا البند و أصبحوا وزراء في حكومة الفترة الانتقالية تمهيداً لتمكين أنفسهم لأنهم يعلمون تماماً أن صناديق الاقتراع لن تأتي بهم الي الحكم
    ( عدا حزب الامة ) و بعد فشل مخطط التمكين بسبب انقلاب البرهان/ حميدتي تحالفوا مع الهالك حميدتي بهندسة من دويلة الشر الإمارات و كلابها من عيال زايد الذين استغلوا ثورة ديسمبر لتنفيذ أجندتهم…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..