مني أركو مناوي: تصريحات البشير في روسيا تؤكد نقضه الدائم للعهود وعدم الالتزام بالمواثيق والاتفاقات

بيان مهم من رئيس حركة/ جيش تحرير السودان حول تصريحات البشير في روسيا
تظل القضية المحورية التي تدور حولها كل أزمات السودان هي الإصرار على رهن القرار الوطني المصيري لأهواء فردٍ واحدٍ يقذف به أين شاء وكيف شاء وفقاً لما يُحقق أهدافه ومصالحه ومصالح دائرةٍ صغيرةٍ تُحيط به، ليتم رهن علاقات السودان الخارجية من أجل بقائه في سدة السلطة إلى ما لانهاية.
لقد نبهنا كثيراً، أن ديدن نظام عمر البشير هو نقض العهود وعدم الإلتزام بالمواثيق والإتفاقات، وقد ظلت المعارضة بمختلف أطيافها تُنبه المجتمع الدولي بإستمرار من مغبة تصديق هذا النظام وأخذ تعهداته وأقواله مأخذ الجد، خاصةً عندما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حوارها معه قبل ثلاثة أعوامٍ من أجل رفع العقوبات، لأن دولاً كثيرة تعاملت معه فذاقت الأمرين من كأسات أكاذيبه وتملصه من ما يُوقِّعه من إلتزامات، وهاهي الولايات المتحدة الأمريكية ترى كيف إنقلب عليها رأس النظام بعد أن ضمن رفع العقوبات الإقتصادية عنه وكيف أنه تقدم للرئيس الروسي بطلبٍ للحماية من إعتداءاتها، ولذا على أمريكا والدول الأخرى أن تتأكد الآن من صحة ما ظلت المعارضة تتهم به نظام البشير، وتتعظ من هذا الدرس فلا تضيع الوقت في وهم التطبيع مع هذا النظام الذي أدمن سياسة الخداع والمرواغة وإستغفال الجميع من أجل البقاء في سدة السلطة والإفلات من العقاب.
لقد جاءت تصريحات عمر البشير في روسيا وهجومه على الولايات المتحدة لتؤكد تخبطه المستمر والتلاعب بسمعة البلاد، فأصبح ينقل السودان من تحالفٍ إلى آخر بناءً على ما يعتريه من هواجس أو ما يرى أنه يخدم بقاءه في السلطة دونما نظرٍ إلى العواقب التي تترتب على هذا التخبط وأثرها على مصالح البلاد العليا وسمعتها بين الأمم، وكنتيجةٍ حتمية لمثل هذا السلوك فقد فقدت البلاد البوصلة تجاه العلاقات الخارجية جملةً واحدة .
بناءً على هذه الفضائح الدبلوماسية والإساءة لإسم السودان نُعلن نحن في حركة/جيش تحرير السودان موقفنا وفقاً للآتي:
1 ? إن تصريحات رأس النظام في روسيا هي عبارة عن مقدمة لوضع البلاد تحت إنتدابٍ خارجي من أجل أن يحصل عمر البشير على حمايةٍ من الملاحقة القضائية جرّاء الجرائم التي إرتكبها في دارفور والمناطق الأخرى في السودان.
2 ? إن تدخلات النظام في شئون الدول الأخرى ودعمه للإرهاب والتنظيمات المتطرفة مهد الطريق أمام القوى الدولية والإقليمية لفرض الوصاية على سياسة السودان الخارجية وجعله عرضةً للإبتزازات الخارجية ليدفع الشعب السوداني الثمن غالياً في آخر المطاف.
4 – إن موقف البشير وتصريحاته في روسيا تتسق تماماً مع منهج نظامه في إدارة البلاد وتكريس وتوطين الأزمات فيها.
5 ? على المجتمع الدولي تفعيل كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفق البند السابع وعلى رأسها قرار إحالة ملف دارفور لمحكمة الجنايات الدولية والإسراع بإعتقال الرئيس البشير الذي أصبح عقبةً حقيقيةً في سبيل وقف الحرب في البلاد وتحقيق السلام الشامل ووضع حدٍ لإستهتاره وإستخفافه بالمجتمع الدولي ومواثيقه.
6 ? لقد ظللنا نؤكد بإستمرار أن مواقف النظام من البحث عن حلولٍ لقضايا البلاد هي مواقف تكتيكية ترتكز على الغش وخداع كل الأطراف المعنية بملفات السلام في السودان وفي دول الجوار الأقليمي والمجتمع الدولي.
7 ? لا يُمكن إقامة علاقات متطورة مع المجتمع الدولي تُحقق المصالح العليّا للوطن، والحفاظ على وحدة البلاد وتعزيز تنوعها الديني والعرقي والثقافي والإقتصادي إلا برحيل هذا النظام وطغمته الفاسدة.
8 ? نُهيب بجماهير الشعب السوداني وقواه السياسية بأن تهب هبةً واحدة تُطيح بهذا النظام الذي مرَّغ سمعة البلاد في الوحل وأساء إليها، وتفكيك دولة الفرد الواحد وتكوين حكومة إنتقالية تشرف على إدارة البلاد إلى حين قيام إنتخابات حرةٍ ونزيهة.

مني أركو مناوي
رئيس حركة/جيش تحرير السودان
26/11/2017م