مقالات سياسية

الذهب أو الموت!

افتقدت محلية دميرة بشمال كردفان أول أمس مجموعة من الشباب في مقتبل العمر. وقبل شهرين تقريبا كانت هنالك مأساة مماثلة، والسبب في كل هذه الحالات هو الجري وراء السراب والبحث عن المعدن الأصفر الذي يحول الإنسان من الفقر إلى الغنى بين طرفة عين وانتباهتها. وأنا أذ اترحم على هؤلاء الشباب، يعتصر قلبي الألم وتخنقني العبرة وأشعر بمرارة الأسى والحزن العميق؛ خاصة إذا علمنا أن حصيلة الموتى في العام المنصرم قد تجاوزت الثمانين داخل وخارج السودان. ومن هؤلاء حفظة كتاب الله ومنهم الطالب الجامعي وبعضهم كان وحيد أبويه! هذه كارثة بكل تأكيد، ولكن كيف يمكن وقف هذا المسلسل الذي ظل يحصد الأرواح الشابة دون هوادة ودون طائل أيضاً. قد يكون بعض المنقبين قد حصل على مفاجأة وأشترى سيارة مستعملة أو لوري وهاتف جوال من ماركة سامسونج جلاكسي وأحذية مصنوعة من جلد النمر، وقد يكون بعضهم قد بنى بيتاً، ولكنني أجزم أن المحصلة النهائية هي الخسران المبين. ذلك لأني لا أرى أي تغيير قائم على الثروة المزعومة في المنطقة وليست هنالك مشاريع مستقبلية من شأنها أن تسهم في تحسين الأوضاع أو تغيير نمط حياة الناس، بل العكس تماماً فقد هجر الطلاب مقاعد الدراسة من مرحلة الأساس وحتى الجامعة وخلت الديار من ساكنيها وتوقف الإنتاج الرئيس لهذه المنطقة وهو الزراعة والرعي ولم يوجد بديل حتى هذه اللحظة. بالطبع الإنسان مطلوب منه السعي في مناكب الأرض طلباً للرزق والكسب الحلال ولكن في ذات الوقت لا يجوز له أن يلقي بنفسه في التهلكة فذلك من الأمور المحرمة شرعاً. تحدثت مع كثير من الأشخاص في المنطقة طالباً منهم التفكير في مخرج من هذه المأساة المتكررة ولكنهم أجمعوا على ألا حل يلوح في الأفق؛ لعدة أسباب، أهمها المعلومات المغلوطة والمظهر الزائف والبذخ والطموح الذي يتجاوز المقدرات لدى هؤلاء الشباب. هذا الموضوع مطروح للنقاش لأننا كآباء وعُمّار للديار مسؤولين عن توعية الناس وتبصيرهم، والمثل يقول: ” بيت الشورة ما بخرب” والمؤمنون يسعى بذمتهم أدناهم؛ ولذلك دعونا نفكر سوياً في إيجاد حل لهذا الوضع المأساوي واضعين في الاعتبار ما تتمتع به المنطقة من مصادر ومعطيات طبيعية تصلح لأن تكون أساساً لتنمية مستدامة تدر دخلاً معقولاً وتساعد على التعمير والتنمية والاستقرار والإنتاج. أتمنى أن اسمع رأيكم.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرن استاذنا قش..قصص النجاح في الحصول على الدهب قليلة لكنها تتسع كالهبوب والكتاحة فتعمى القلوب..ويموت عيالنا في مقابر عميقة..اتوقع ان يكون من ضمن الحلول..شراكة في التنمية..حكاية “نفير وزعير” دا كلام فارغ..الشراكة بين حكومة الولاية واهل الأرض في مجالات الزراعة وتربية الحيوان..ولا للشراكة المباشرة مع الأجانب..يلزم ان تتم تلك الشراكة عن طريق حكومة الولاية وبالطبع تحت بصر حكومة المركز بالذات وزارة العدل..ولا ايضا للأرض تعطى هكذا للاجانب ولا ندري تفاصيل استثماراتهم ومدتها واسلوب تنفيذها في المحافظة على البيئة والموارد لصالح الحاضر والمستقبل..حكومة الولاية تكون شركات 40% للحكومة و40 لمواطني المنطقة 20% لبقة السودانيين..يحسب لناس المنطقة قيمة الأرض كراس مال..مثلا يا قش كم نصيب ولاية شمال كردفان من ايجار المزارع في الارض التابعة لها غرب امدرمان؟؟؟؟شكرن الكلام داير قعدة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..