الإحراج.. أهون الشرور

الإحراج.. أهون الشرور
الصادق المهدي الشريف
[email protected]
* لو تحدثنا عن سياسة رزق اليوم باليوم لظنَّ القراءُ أنّنا نتحدث عن المواطن السوداني المغلوب على أمره في معيشته وعلاجه وتعليمه.
? ومن أحسن بنا الظنُّ سيقولُ أنّنا نتحدث عن تلفزيون السودان (آسف… الفضائية السودانية)، والتي أصبحت من فرط فقرها تعيد البرنامج الواحد لخمس مراتٍ متتالية (فقد شاهدتُ برنامج مهنتي اربع مرات، وأحد الأعمال الدرامية خمس مرات).
* لكنّ الحديث هنا عن وزارة الخارجية… رائدة الدبلوماسية السودانية… وصانعة سياسة السودان الخارجية.
* الدستور يقول بحصرية إختصاص وزارة الخارجية بتحديد سياسات السودان الخارجية… والتي تعمل تحت اشراف رئاسة الجمهورية.
* والحصرية هذه تجعل من المجلس الوطني مجرد مناقش خارجي (وليس ممتحن خارجي كما في رسالات الدراسات العليا).
? المجلس الوطني لا يستطيع أن يحدد حراك وزارة الخارجية… لأنّها وزارة (سيادية)… والسيادة مكانها القصر الجمهوري… لذا من الصعب إصلاح حال السياسة الخارجية لو كان بها عطبٌ ما… هذا عن المجلس الوطني دعك من الصحافة.
? لكن فقر تعامل وزارة الخارجية مع قضية المحكمة الجنائية صار أوضح من جبال المرخيات… فالوزارة طيبة الذكر تبدو من ارتباكها أنَّها ليس لديها أي خطة واضحة للتعامل معها… سيّما فيما يختص بتحركات الرئيس وسفرياته الخارجية.
?والحديث عن الرئيس هو حديث عن سيادة البلاد… فالبشيرُ هو رئيس الحكومة والمعارضة… ورئيس الصالحين والطالحين… رئيس من يقبعون في السجون أو يجلسون الآن في سوق الأوراق المالية… أو في حلقات القرآن.
? شاءوا جميعاً… أو أبوا.
?كما أنّ وضعه في قمة البلاد وإمساكه بالملفات الحساسة… يجعل البلاد والملفات التي يمسكها في (كف عفريت) خاصةً عندما تغادر طائرته الاراضي السودانية.
? وهذا مما لا يتناطحُ فيه الكبشان الأقرنان الأملحان.
?ولكن الذي يحدث هو أنَّه تأتي دعوة ما لمشاركة الرئيس البشير في محفل خارج (مثل الدعوة التي جاءت أمس لمشاركته في قمة إقليم البحيرات التي تستضيفها العاصمة الزامبية لوساكا).
?تفرح وزارة الخارجية بالدعوة… وتسارع الى القصر لإطلاع الرئيس عليها… دون أن تحمل معها الرأي السديد.
?بل ودون أن تعرض حيثيات المشاركة على خطتها (غير الجاهزة) التي يفترضُ أنّها تتعامل مع مثل هذه الدعوات… والتي يتوقع أن يكون عددٌ مقدرٌ من الخبراء قد عكفوا عليها و(قتلوها) مراجعةً وتمحيصاً.
? الرأي السديد هو ان (لا) يشارك الرئيس أبداً في أيِّ محفل خراجي طالما أن المحكمة تتربصُ به عبر الدول الأفريقية… وطالما أنّ الطائرات الرئاسية ينقص فيها الضغط لدرجة سقوط الكمامات الهوائية.
* رُبَّما تقول الخارجية في قرارة نفسها: سننصح الرئيس بالمشاركة… فلو شارك يكونُ قد كسر جزءاً من الحصار المفروض على البلاد، ولنا أجران… ولو لم يشارك يكون لنا أجر الإجتهاد.
? وقبل أن تكتمل الفرحة يظهر تصريح من أحد الدول الأوربية (قد تكون فرنسا) تلمح الى عدم رضائها عن حضور البشير.
?وهنا أيضاً لا تعود وزارة الخارجية الى الخطة (غير المعدة سلفاً) ولا يحزنون، بل تعتمدُ على ردود الأفعال غير الدبلوماسية… وتكون النتيجة هي إحراج دولي كبير كما شهدته الايام الفائتة.
? وللحق… فإنّ الإحراج الدبلوماسي هو أهون الشرور المرتدة من المشاركات الخارجية.
شكلك ياكاتب الموضوع واصل مع الجماعة
مادام كدي وإذا في إستطاعتك تحدث الرئيس وجها لوجه فعندي رجاء حار منك تكلمه وتصر عليه غاية الإصرار والتشدد أنه حتما ولا بد يسافر
كيفن يعنى ما يسافر ويلبى دعوة رئيس الدولة (مقطوعة الطاري أسمها شنو)
فأولا شئ تلبية الدعوة من صفات المؤمنين
وتانى شئ ما عايزين شعوب الدول الصديقة والشقيقة يضحكوا علينا ويغمزوا من جانبا ويقولوا لينا ريسكم خاف – أفو رئيسنا أنحنا ويخاف
حرم أنحنا عارفين ومقتنعين أنه الكلام دا ما صح وأنه ريسنا زولا كلس بلحيل،
صحى الخاف سلم . . ولكن الفضيحة كبيرة خلاس وأكبر من تحملنا . . رغم إننا – – ما طالبنا حليفه — بنحب الريس وكدا، ودايما كنا بنهتف ليه سير سير يا بشير، ولسه حنهتف ليه . . وأصلا ما يشيل هم
أنت بس أقنعه وخليه يمشى ويسافر مطمن وإنحنا بوراه حنواصل الهتاف والصراخ، وحتى كان في غربة أحتاج لزوجة ثالثة أو رابعة، مستعدين نرسلهم ليه طرود على قد ما يقدر يشيل.
المهم بس هو اليسافر والله كريم على الشعب.