نطالب التعليم العالي بالغاء امتحان التحصيل والقدرات(3/2)

قلنا في الحلقة السابقة بأن المغتربين ينتقدون إجراءات القبول للجامعات السودانية لطلاب الشهادات العربية والأجنبية . وانتقدوا بشدة الشرط المجحف والظالم وهو الخاص بجلوس هؤلاء لامتحان “التحصيل” و “القدرات” وهذان الامتحانان وضعا للتعجيز لهؤلاء حتى يفقدوا فرص القبول بالمنافسة ،كيف؟

ذلك بحساب 60% من النسبة الثلاثية التي حصل عليها طلاب الشهادات العربية والأجنبية فقط، على ان تكون درجتي التحصيل والقدرات 20 درجة لكل.

ولقد كانت احتياجات وشكاوي هؤلاء الطلاب طيلة السنين الماضية لخروج هذين الورقتين عن المقرراتأو حتى عن مجمل ما يهم الطالب الأكاديمي، مثل القدرات التي بعيدة كل البعد عن المقاييس الحقيقية للقبول بالجامعات. فبينما يتنافسالطلاب السودانيون فقط بما حصلوا عليه من درجات في امتحان الشهادة، يفرض على هؤلاء مواداً أخرى ومختلفة!!؟

وهذان الامتحانانووصفهمالا يراعي إطلاقاً التقدم الذي طرأ على مناهج الشهادات العربية ، بينما تراجعت المناهج السودانية وأصبحت أكثر تخلفاً حتى من مناهج الحشو والتلقين الأغريقية في العصور القديمة!! إن هذا النظام غير العادل من التعليم العالي قطعاً سيدفع الأسر السودانية للعودة إلى البحث عن التعليم العالي بعيداً عن السودان كما كانوا . ومن تلك المبررات الغير موضوعية لفرض هذين الورقتين أن معظم الكفاءات من المعلمين السودانيين قد ذهبوا لدول الخليج للتدريس مما يجعل خريجوها في مستويات أحسنمن الطلاب السودانيين، كما أن الامكانات بالخليج من حيث توفير الأجواء التعليمية الأكثر ملاءمة للتحصيل واكتساب المهارات تجعل من هين الامتحانين عبثياً وفي غير مكانها . فضلاً عن ان هذه الحقائق تؤدي إلى تقدم التلاميذ أكاديمياًُ بالخليج في الوقت الذي تؤدي إلى تدني مستوياتهم بالسودان. فلماذا إصرار الوزارة إذاً لوضع هتين الورقتين؟ وهل هي لاجبار هؤلاء للتقدم للقبول على النفقة الخاصة بالعملات الصعبة؟

إن وزارة التعليم العالي وإزاء كل هذه الأوضاع تتقاضى تماماً عن الأوضاع الاقتصادية بدول الخليج والشتات للسودانيين فقد تبدلت تلك الأوضاع اليوم وأصبحت في غاية الصعوبة والمعاناة وخاصة عندما تكون للأسرة أثنين أو ثلاثة من الدارسين

إننا نطالب الوزارة بإعادة النظر في هذه الشروط قبل فوات الأوان.

الميدان