ثورة الإنقاذ والإنقلاب العسكري.. مفاهيم يجب ان تصحح

بقلم الفريق أول ركن / محمد بشير سليمان

لقد عرف نورد لينجز الإنقلاب العسكري بأنه : ( عمل متعمد القصد منه تحققيق أهداف محددة مع إعتبار ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﻒ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻳﻜﻴﻨﺞ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ( ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻫﺎ ﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋلى ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ. ﻭﻳﺘﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ). ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻴﺮﻯ ﻧﻮﺭﻟﻨﺠﺰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺘﻴﻼﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺇﻥ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﺑﺬﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻓﻰ ﺍﻵﺗﻰ :

– ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺇﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ .
– ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺧﺪﻣﻮﺍ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺴﺘﻤﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ.
– ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻮﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍً ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ .

ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻭﺍﻗﻌﺎً، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺗﺎﺛﻴﺮﺍً ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻻَ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﻭﺗﻮﺣﺪﺕ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ( ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ) ﺃﺩﺕ ﻷﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻥ.

ﺃﻣﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ) ﻣﺒﻴﻨﺎً ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺤﺴﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﺎﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻰ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﺚ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﺰﺭﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻹﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ? ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﻘﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ، ﻭﻣﺪﻋﺎﺓ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻣﺎﻫﻢ ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻨﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ. ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻌﺪﺩﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺄﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ، ﺛﻢ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ “ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ” ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻰ ﻣﺒﺪﺀﺍً ﺇﺳﻼﻣﻴﺎً ﻓﻰ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﺴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﺪﻡ ﺃﺣﻘﻴﺔ ﺃﻱ ﻓﺌﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻋﻨﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺃﻭﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺫﻟﻜﻢ ﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ (ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ) ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻓﻰ ﻇﻠﻪ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑـ (ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ) ﻭﻫﻮ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﺿﻌﻲ ﺻﺎﻏﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ” ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ” ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﻧﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﻛﻞ ﺗﺠﻤﻊ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻬﺞ ﺷﻮﺭﻱ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻓﺮﻳﺪ ﺣﻴﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ” ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ” ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﺘﺘﺤﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ (ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﻴﻨﻬﻢ ) ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﺳﺘﺨﻼﻓﺎً ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻀﺪﻩ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻛﺄﻫﻢ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﻖ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﺎﻣﻼً ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻋﺮﻕ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ، ﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﻤﺒﺪﺃﺋﻲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ .

ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﺗﺘﺴﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻀﺒﻄﻬﺎ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻄﻐﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻷﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻵﺗﻲ:

– ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻭﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﻣﺴﻘﻄﺎً ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻌﺎﺭﺿﻪ ﺃﻭ ﺗﻬﺪﻳﺪﻩ ﻷﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻓﻖ ﻣﻔﻬﻤﻮﻩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻦ، ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ.

– ﻛﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﺇﺫ ﻳﻄﻐﻰ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﺭﻫﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻹﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ.
– ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺮﺯ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﻨﻔﺎً ﻭﺗﻤﺮﺩﺍً ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺸﻂ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮﺍﺕ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.

– ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﻟﻜﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺗﻘﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎﺗﻜﻮﻥ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ .

ﻳﺆﺩﻱ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻌﺪﺍﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺒﺮ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ (ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ)، ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺻﻮﻧﺎً ﻟﻶﺩﺍﺏ ﻭﺗﺄﻣﻨﻴﺎً ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺛﻤﻨﺎً ﺑﺎﻫﻈﺎً ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻹﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻟﺘﺤﻮﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻗﻮﻣﻴﺔ
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ، ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻳﺤﺪﺩ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎً ﻭﺗﺄﻫﻴﻼً ﻟﻺﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻜﻔﺎﺀﺗﻬﺎ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺔ.
ﻳﺆﺳﺲ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ( ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ) ﻫﺪﻣﺎً ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻻ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻰ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻋﻠﻮﺍً ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻓﻮﻕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ، ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﺗﺎﻛﻴﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﺍﻵﻥ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎﺗﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً
ﻭﻋﻠﻤﻴﺎً، ﻟﺘﺄﺗﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻫﺪﻣﺎً ﺑﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻧﺤﻮ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﺸﻌﺮﻩ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﻴﻄﻠﻖ ﺻﻴﺤﺔ ﺍﻟﻮﺛﺒﺔ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً ﻭﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﺨﺮﺝ ﻟﺨﻄﺄ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻪ؛ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻓﻴﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﻳُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.

ﻓﻰ ﻇﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﻪ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻱ، ﺣﻴﺚ ﻋﺪﻡ ﺷﻤﻮﻟﻪ ﻟﻜﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻹﺿﻄﻬﺎﺩ ﻛﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ، ﺑﻞ ﻭﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﺴﺎً ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻓﻰ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻷمني ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻸﻣﻦ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺇﺳﻘﺎﻃﺎً ﻟﻜﻞ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻰ ﺑﻠﺪ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﻠﺤﻜﻢ. ﻧﻔﺬﺕ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺇﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﻟﺘﺌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ في ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989ﻡ ﻓﻤﺎ ﻫﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ؟.

ﺟﺎﺀ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺟﺒﻬﻮﻳﺎً ﺇﺳﻼﻣﻴﺎً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﺗﺨﻄﻴﻄﺎً ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﺍً، ﻭﺇﻥ ﺃﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎً ﻏﻴﺮ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺧﻔﺎﺀً ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻗﺎﻟﻪ ﻣﻔﻜﺮ ﻭﻣﺨﻄﻂ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺃﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻰ : (ﺳﻠﻤﺘﻪ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻭﺃﺫﻫﺐ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﻛﻮﺑﺮ ﺣﺒﻴﺴﺎً )، ﺛﻢ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺇﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﻣﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺟﺒﻬﻮﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ، ﻭﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﻓﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎً ﺑﻴﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﻪ ? ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻰ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺻﺮﺍﻉ
ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.

ﻳﻘﻮﺩ ﻛﻞ ﻣﺎﻭﺭﺩ ﺍﻟﻰ ﻭﻗﻔﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼً ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺣﺠﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻯ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻨﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﻫﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻭﻣﺜﺎﻝ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺛﻼً ﺣﻴﻦ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ، ﻭﺑﺤﺴﺐ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﺭﺓ، ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ، ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ ﻭﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ، ﻭﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﻮﻥ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ، ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻋﺰﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻗﻠﻴﻤﺎً ﻭﺩﻭﻟﻴﺎً ﻭﻟﻌﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻳُﺤﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻣﺴﺆﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﺮﺗﻪ ﻭﻫﻰ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﺛﺒﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺘﻐﻠﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺧﺪﻋﺔً ﻭﺗﻀﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺍﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ، ﺛﻢ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ 1985ﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻓﻰ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989ﻡ .

ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﻮﻏﺎﺕ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﻭﻣﺎﻵﺕ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ، ﻧﺠﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻢ ﺷﺎﺭﻑ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﺻﻴﺤﺔ ﺍﻟﻮﺛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺣﺰﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺎ ﺃﺳﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻺﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ .

ﺧﺘﺎﻣﺎ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﺍﻷﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻔﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻳﺆﻃﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺮﻱ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﺍﻵﻥ، ﺇﺻﻼﺣﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻣﺆﺳﺴﻴﺎً ﻳﻬﺪﻑ ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳُـﻔﻀﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻕ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻗﺒﻮﻻً ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺪﺓً ﻭﺍﻣﻨﺎً ﻭﻃﻨﻴﺎً، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.

ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻦ/ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺸﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻵﻥ

تعليق واحد

  1. يا بتاع المقال الفي الصوره فوق ما فاهم ليك كﻼمك دا
    صحا من النوم لقا روحو ريس من وركب فينا
    والثعالب التانين مستقلنو ﻻنو دﻻهه ومناسب ليهم وما فاهم
    اي حاجه في الدنيا
    حمار بي طنبو
    اذا قالو ليهو في فساد يقول في حنحاربو بكره يقولو ليهو مافي
    يقول مافي

  2. يا محمد بشير ما قلنا خلي الطابق مستور, تذوقتوا السلطة وصرتم تتسولوها, يجب الاعتراف في الأول بكل ما شاركت فيه بالإنقاذ قبل أن تقوم بتغيير جلدك وها أنت تقوم بما تحذر منه فأنت من الذين وصفتهم في مقالك “ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻻَ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﻭﺗﻮﺣﺪﺕ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ( ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ) ﺃﺩﺕ ﻷﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻥ” رفقا بهذا الشعب المسكين المستكين وكان الله في عون السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون

  3. الفريق محمد بشير سليمان في العام 1997م كان قائد للكلية الحربية وكنت من الذين يؤدون الخدمة الإلزامية في الكلية وكان طلاب الخدمة يحرسون بيته ليلا” وفي عز الشتاء ولأني زول عنيد لم احرس بيته ولايوم وكنت احرس البوابات الخارجية للكلية فقط..المهم ان سعادة الفريق كان يأتي إلينا كل صباح ليقنعنا بالمشروع الإنقاذي الحضاري وكنت اضحك في دواخلي من تواضع عقلية هذا الرجل وما اذكره كنا نسهر الليل وفي الصباح كان في ستات شاى نذهب إليهن لنشرب شاى الصباح علنا نجد الدفء بعد حراسة ليلة شتاء باردة ولكن سعادة الفريق كان يأتي وحوله مجموعة من عساكره ويوقفونا إدارة ويذهبوا بنا لقيادة الكلية ويسمعونا كلام فارغ وكان العساكر يسخرون منه لأنه ضابط برتبة لواء ويقوم بمثل هذه الاعمال ..واذكر انه كان كل خميس يجبرنا حضور محاضرة يأتي لها بكيزان من خارج الكلية ويتحدثون لنا عن أشياء ما انزل الله بها من سلطان وكنا ندخل كلامهم من الاذن اليمين ونخرجه من الشمال ونسخر من جهلهم وسذاجة تفكيرهم.
    مشكلة الفريق محمد بشير سليمان انه وبعد قيام حرب دارفور وبإعتباره من ابناء غرب السودان اصبح من المغضوب عليهم من قبل نظام الإنقاذ وتم تهميش الرجل خاصة بعد خلاف الترابي والبشير والرجل طم.ح لمناصب عليا في الدولة وكان له موقف عندما إندلعت حرب دارفور اغضب اهل الإنقاذ فاطاحوا به فاصبح الان من الإصلاحيين.

  4. كاتب المقال هو احد اركان وخدام الرئيس الدائم الدكتاتور الحاكم الاوحد الذى لا شريك له .خدمه باخلاص وتفانى حتى وصل اعلى الرتب العسكريه وفاء فى خدمة (البلاط ).. اما غازى صلاح الدين فهو شارك فى صنع الدكتاتور وهورجل دكتور يعنى بيفهم .. وتلاميذ المدارس يعرفون ان الانقلاب ينتج ( مشروع إله ) الا ان البشير لا حاجة له بأن يعبده غازى او محمد سليمان فلفظهما الى ( الكوشة ) بعد ان اهدرا شبابهما الغض فى خدمته وتثبيت اركان سلطته ..الان غازى وتابعيه من (الملافيظ )كما اسماهم مولانا سيف الدولة يعملون لاستعادة الديمقراطيه .. عجبى .. ثم عجبى ..

  5. دي اسمها ثورة الدمار وليس ثورة الانقاذ يا جماعة دي دمرت الوطن بمواطنيه وجعلتهم من افقر شعوب الارض إلا الكيزان وبطانتهم هم في نعيم غير محدود ، ونعيم سينتهي بهم في نار الجحيم باذن الله.

    هؤلاء قطعا من الموساد لانهم اتوا بكل ما هو قبيح وطبقوه على اهلنا في ولاية من ولايات السودان إلا اثتثني منها ولاية البحر الاحمر ،

    هؤلاء نسأل الله ان يرينا فيهم يوما اسودا اليوم قبل الغد .

    قالوا جينا بتوجه حضاري هم عملوا العكس دمروا كل شيء ، واي مواطن يحاول عمل شيء يغنيه واسرته يتكالبون عليه حتى يفقروه إلا بطانتهم حلال لهم التجارة ولكن على المساكين لا .

    تفرض الضرائب على المواطن المسكين ليه عشان هم اشبعوا واشبعوا بطانتهم عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .

  6. سعادة الفريق محمد بشير – ما زلت فاقد اتجاه ومشوش – نصيحة بعد انسلاخك من الحزب الحاكم عليك التوجه الي بيت الله الحرام لتساله المغفرة علي ما فعلت – وكما قلت باسم الدين ولم يتبقي لك ايام تعيشها وقد بلغت من العمر عتيا وسوف تسال – فانت لم تستطيع الاجابة للشعب السوداني – فاذا المؤدة سالت باي زنب قتلت في دارفور بلد الدين وكسوة الكعبة والحفظة -في كادقلي بلد حضارة النوبة وسلطان تقلي – لماذا كزبتم وما زلتم تكزبون علي شعبكم ماذا جنا الموظفون حتي شرتوهم واعتقلتوهم – ماذا قدم السودان بلد اجدادكم حتي تستحلوا ارضه خراب – والله ان الله عادل ولو ترك لي امر محاسبتكم لزجتت بكم في النار كلما نضجت جلودكم بدلناكم بجلود اخري – ولو الشعب السوداني خلي حقوا انا ما بخلي حقي وانت عارفوا والله عارفوا وسنلتقي امام الله ليقضي بيننا – فكر في مصيبتك فهي والله اعظم من مصيبة السودان وما تكابر بالذنب

  7. بيان انقلاب الانقاذ الاول فى 30 يونيو 1989 يصلح ان يكون بيان القوات المسلحة السودانية اليوم قبل غدا لارجاع الحكم المدنى وحراسته من اى مغامر آخر عسكرى او مدنى عقائدى !!!
    الانقاذ حكومة غير شرعية ودى ما بيتغالطوا فيها اتنين!!
    وبعدين يا سعادتو لو عبود رفض اقتراح عبدالله خليل وقال ليه الجيش ليس للحكم وامشوا حلوا مشاكلكم كمدنيين وسياسيين براكم وانحنا بنحفظ امن الوطن والمواطن ومهمتنا معروفة فى ذلك وهى حماية اراضى وسماء ومياه الوطن وحماية العمل السياسى السلمى فيه واى زول يشيل سلاح فى ظل العمل السياسى الحر السلمى الديمقراطى لا يلوم الا نفسه ونحن تحت قيادة الدولة المدنية كان يا سعادتو السودان بقى حاجة تانية وجيشه كان بقى جيش محترف محترم يتشال فوق الراس اما جيش يعمل انقلابات عسكرية او يحمى انقلابات عسكرية عقائدية ويمنع المواطنين من الحرية فده جيش ما ينشال فوق الراس بل مفروض يضرب بالمداس!!!!!!!!!!!

  8. بعدين يا سعادتو جيش يملك القوة المسلحة فى البلد وطبعا باقى الشعب غير مسلح واعنى بهم السياسيين والمشتغلين بالسياسة اى المدنيين يقوم يستعمل السلاح ويقلب الوضع ويحكم ده كلام ابعد ما يكون عن الرجالة والشجاعة والنخوة والوطنية واقسم بالله الذى لا اله الا هو انه جبن ونذالة وخساسة وخياسة خاصة عندما يطارد المواطنين وما تقول لى مسلحين ما هو الحكومة ذاتها مسلحة واتت بقوة السلاح وتحكم بقوة السلاح ويترك المحتلين الاجانب والمعتدين وما يقول ليهم بغم!!
    دى تسميها شنو؟؟؟؟؟
    اقسم بالله الواحد بقى لمن يشوف ليه كاكى سودانى يقرب يطرش من القرف عدييييل كده!!!
    بالله من الاستقلال ما عندكم شغلة غير انقلابات ومحاربة السودانيين نوفمبر ومايو واخيرا الانقاذ وكل تلك الحكومات الانقلابية ما حلت المشكلة السياسية ولو فعلت وعملت استقرار سياسى ودستورى لكنا غفرنا لها كل عمايلها لكن مافى رؤية نهائيا بل نفخة فى الفاضى وجهل شديد وانتو متخيلين ان الانجاز فى الكبرى والشارع وهلم جرا وما تدرون ان الانجاز فى حل المشكلة السياسية وخلق استقرار سياسى ودستورى للبلد واتضح انه ما عندكم فهم بتعريفة والله على ما اقول شهيد!!!
    والغريبة قاعدين تقدلوا بكاكيكم ونيشاناتكم ساكت وبدون فهم اى حكم عسكرى عندما يسقط نرجع لنقطة الصفر وكانك يا ابوزيد ما غزيت!!!!!!!!!

  9. انقاذي لفظوه بقي اصلاحي سبحان الله يغيرو لجلودهم زي الثعبان ولا يرمش لهم طرف حسبنا الله ونعم الوكيل

  10. تحياتى سعادة الفريق/محمد بشير
    وكما يقول المثل أن تأتى للحقيقة متأخراً خيرُ مما لا تأتى،فعليه نريد من سيادتكم إعتذاراً وتوضيحاً عن ألاف الضباط الأكفاء الذين تم فصلهم وتشريدهم من خدمة القوات المسلحة وخاصةً وأنتم كنتم تشغلون أكثر من وظيفة رفيعة فى هيئة القيادة، فنأمل مزيداً من الشجاعة لتنوير الرأى العام بما حدث من ظلم لهولاء الضباط الأشاوس بعلمكم أو بدون علمكم.
    ونحن فى الأنتظار والله مع الصابرين المظلومين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..