مقالات سياسية

السودان: إدارة جهود السلام والتحديات مع مجلس الأمن وأعداء الإنسانية 3-3

مع اقترابنا من ختام سلسلة السودان: جهود السلام والتحديات مع مجلس الأمن وخصوم الإنسانية، المعنية بالوضع في السودان، نستعرض في هذا الجزء الأخير تحليلًا للمشهد الحالي والخطوات المستقبلية الممكنة نحو السلام وإعادة البناء. بعد أن ركزنا في الأجزاء السابقة على الجهود الدولية والمحلية لوقف الأعمال العدائية وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه عملية السلام، يأتي هذا الجزء ليؤكد على أهمية الجبهة الوطنية الموحدة والاتفاق على الحد الادنى، والتعاون بين جميع الفرقاء في السودان من أجل تجاوز الأزمة الراهنة.

تشير التطورات الأخيرة والدعوات المتكررة لوقف النار إلى وجود إرادة دولية ومحلية لإنهاء الصراع. ومع ذلك، يبقى الطريق محفوفًا بالتحديات، خاصة في ظل وجود قوى تسعى لتأجيج الصراع والاستفادة من استمرار الحرب. يجب على السودانيين والمجتمع الدولي العمل سويًا لتجاوز هذه العقبات، مع التركيز على بناء مستقبل يقوم على العدالة، المساواة والحرية.

في هذا الجزء، نسلط الضوء على الحاجة إلى تأسيس و إعادة بناء الجيش الوطني القومي وتحديث المؤسسات الأمنية والاقتصادية كخطوة أساسية نحو ضمان الاستقرار والأمان للسودان. كما نؤكد على ضرورة المصالحة الوطنية ومعالجة خطاب الكراهية من خلال العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.

يمثل هذا الجزء دعوة مخلصة لجميع الأطراف للنظر إلى المستقبل بروح من التفاؤل والعمل المشترك، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات التي عصفت بالبلاد لعقود. إن مستقبل السودان وإمكانية بناء دولة تسودها العدالة والمساواة والحرية في يد أبنائها وبناتها، الذين بإمكانهم تجاوز التحديات الراهنة ورسم ملامح فصل جديد ملؤه الأمل والتطلع نحو غدٍ أفضل.

إن بناء الدولة السودانية يظل مساره الأمثل من خلال المصالحة والحلول السياسية الشاملة والمتكاملة التي تراعي مصالح جميع الأطراف وتخاطب مخاوفهم. عملية إعادة تأسيس وبناء الجيش الوطني القومي وتحديثه ليس فقط رغبة كل مواطن سوداني أصيل، بل هو أيضًا المدخل الأساسي لمنع نشوب أي حرب سودانية أخرى. في هذا السياق، تأتي دعوات مثل تلك التي أطلقها ياسر العطا، التي تحمل في طياتها نبرة اليأس والعجز، لتشكل عقبة أمام تحقيق هذه الأهداف. السودان اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى توحيد الصفوف والعمل معًا لإعادة هيكلة مؤسساته العسكرية والأمنية والاقتصادية بما يخدم مصلحة الشعب ويضمن مستقبلاً مزدهرًا للأجيال القادمة، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات التي طالما عانى منها.

مع تزايد الأصوات المرحبة بجهود مجلس الأمن لإحلال السلام، لا يزال هناك من يعمل على زيادة تأجيج نار الحرب.

في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ السودان، يبرز خطاب ياسر العطا كمثال صارخ يدل على الإحباط واليأس، حيث يسعى لاستمالة جنود الحركات التي كانت مستبعدة من التسليح والاندماج في الجيش في السابق. هذه المحاولة ليست نابعة من الاعتراف بقيمتهم أو حبًا فيهم، بل من رغبة في استغلال قوتهم وسلاحهم لتحقيق انتصار ظل يفلت من يده طوال عام كامل من الصراع. يكشف هذا الخطاب العاطفي والتحشيدي عن نفسية مأزومة وتوجه يائس، يحاول أن يعد بما هو غير قادر على تحقيقه. الجيش الآن يسيطر على أقل من 40٪ من أراضي السودان وقد فقد العديد من وحداته العسكرية الفاعلة. كانت هناك فرصة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية قبل التاريخ المشؤوم لـ15 أبريل، لكن العطا وحلفائه اختاروا طريق الانقلاب الذي سد أبواب الحلول السلمية.

إعادة تأسيس و بناء الجيش الوطني القومي الواحد وتحديث كافة المؤسسات الأمنية والشرطية والاقتصادية يظل مطلبًا ملحًا لا يمكن التنازل عنه أو تجاهله من خلال خطابات فارغة تهدف إلى الإلهاء العاطفي. السودان اليوم بأمس الحاجة إلى توحيد الجهود نحو البناء والتطوير بعيدًا عن الصراعات والانقسامات، مع التركيز على إرساء دعائم دولة تقوم على مبادئ العدالة، والمساواة، والمواطنة، حيث يتساوى فيها الجميع أمام القانون بلا أي امتيازات، ويتم تحديد الأدوار والمسؤوليات بناءً على الكفاءة والنزاهة.

 

 

في ختام هذه السلسلة المؤلفة من ثلاث حلقات، التي تناولت بعمق أزمة السودان المعقدة والجهود المبذولة لإيجاد مخرج سلمي، نقف اليوم على أعتاب لحظة فارقة في تاريخ هذه الأمة العريقة. الدعوات المتكررة لوقف الأعمال العدائية والبحث عن حلول تفاوضية ليست مجرد أمنيات طوباوية، بل هي السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من مستنقع الحروب والانقسامات. التاريخ أثبت مرارًا أن القوة العسكرية لا تبني أممًا؛ بل الحكمة والمصالحة والتوافق هي التي تضع الأسس الصلبة لمستقبل مزدهر.

يجب على القيادات السودانية والمجتمع الدولي التكاتف والعمل سويًا من أجل دعم عملية سلام شاملة ومتكاملة تضع نهاية للمعاناة الإنسانية وتفتح آفاقًا جديدة لتحقيق التنمية والاستقرار. الحلول المستدامة تتطلب إرادة سياسية صلبة والتزامًا بالعدالة الانتقالية وإعادة بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية، تحترم حقوق جميع المواطنين وتضمن توزيع السلطة والثروة بعدالة. في ظل نظام حكم فدرالي حقيقي وليس صوري.

فلتكن هذه السلسلة بمثابة نداء لكل من يهمه أمر بلادنا، في الداخل والخارج، للنهوض والعمل من أجل السلام والتوافق. إن مستقبل وطننا في يد أبنائه وبناته، وحدهم قادرون على تجاوز التحديات الراهنة وبناء دولة تسودها قيم العدل والمساواة والحرية. الطريق ليس سهلًا ولكن بالتصميم والإصرار والوحدة، يمكن للسودان أن يتجاوز هذه الأزمة ويبدأ فصلًا جديدًا ملؤه الأمل والتطلع نحو مستقبل أفضل للجميع.

‫2 تعليقات

  1. الإصلاح في السودان صعب و معقد و لن يتم إلا بوقف هذه الحرب و تحيد المتحاربين فيها من العمل السياسى السؤال الذى يتبادر للشخص لماذا دور المهاجرين السودانيين خاصة في أمريكا و الدول الأوروبية سلبى و عير مؤثر قى هذه الح ب عند قيام ثورة ديسمبر المجيدة فعلا كان لهم دور كبير نتمنى أن يتركوا هذه السلبية و يعملوا بجد و يدعموا إيقاف الحرب بمسيرات و وقفات أمام البيت الأبيض و أمام الأمم المتحدة و مخاطبة المسئولين فيهما

  2. Try not to google translate the UN articles and then publish them under your name as the author .
    You are stealing people’s values and writing

    STOP this or I will EXPOSE YOU

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..