لغة (التوجيه).. والدعائية..!ا

* كم مرة سمعت مسؤولاً نافذاً (يوجِّه) خلال ربع قرن؟!
تذكرني لغة التوجيهات بعبثية من يدعون لصلاة الاستسقاء (في موسم المطر).. فإذا هطلت يعدون ذلك (استجابة).. وفي الغالب أنها تهطل لأن هذا وقتها.. أليس هو الخريف؟!!
ثمة من يحتالون باسم الله على المواطن؛ وآخرون يحتالون باسم المواطن ذاته على المواطن..! ويظل حديث (من غشنا ليس منا) ناجعاً طوال زمن (الدليب)..!! هو الحديث الذي لو وجد بعضهم فسحة لأخفوه..!! وقد عرفنا أن المؤمن ــ ممكن ــ يفعل كل شيء عدا الكذب أو ما نسميه (رمي الدليب).. حتى كادت (الأشجار) أن تفنى..!!!
* بالقطع كل (توجيه) يقصد به صالح الشعب في مرمى الكلام المباشر.. وأبعد من ذلك يُعنى به (الصوت الانتخابي).. وليكن ذلك مباحاً إذا أعقبته الرحمة..!! لكن جيلاً كاملاً كبر وأعقبه جيل آخر ليرى الرحمة تأخذ منعطف (الدعاية)..!!
ـــ أليس ثمة فعل خالص للرب المعبود دون علم العباد؟!!
* صحيح أن النوايا لا تخترق؛ ولكن الحال رغم التوجيهات المنهمرة ظل (كما هو عليه).. بمعنى أن النية التي يتزملها صاحبها تفقس لاحقاً كتاكيتها ليرى الناس ألوانها (بيضاء أم سوداء)؟!
* التوجيه مطلوب في (بيوتنا.. أو مؤسساتنا المحدودة) لكنه حين يتحول إلى (خطاب سلطة) في أمور تمس المواطنين؛ فمعنى ذلك فتح فرصة للمعنيين به لانتظار مزيد من التوجيهات طالما أنها لا تردع..!!
* وأمامنا أمس لغة مجلس تشريعي الخرطوم القريبة من هذا الحيز (التوجيهي).. فقد انتقد المجلس حكومة الولاية في عدم تنفيذ القرارات والتوصيات التي يخرج بها النواب؛ وتجاهل الوالي لهم في ما يتعلق بالإيرادات والجبايات..!!
* لكن ما يُشكر عليه النواب ذهابهم إلى أبعد من (المربع الجبائي) فقد انتقدوا خطاب الوالي الذي حوى مساحة متطاولة لأحداث (أبو كرشولا) مشيرين إلى أنها أحداث (لحظية)..! وهذا تعبير واعٍ ومحترم.. لأن قضايا الولاية (أولى)..!
* النواب هم الجسم الأقرب للمواطنين في دوائرهم.. فحينما يشيرون للاختلالات فعلى التنفيذيين أن يسمعوا وينفذوا؛ وإلاّ فقدت الثقة في (نيابتهم)..!
* بعضهم ــ أي النواب ــ أشار لتحصيلات خارج أورنيك (15) وهي ظاهرة ليست جديدة.. وبعضهم اعتبر أن مراكز البيع المخفض ليست حلاً للقضاء على (غول الأسعار).. وفي رأيي أن هذه المراكز هي فقط تأكيد إضافي على وجود أزمة (مدلهمة)..!
* جزء مما سلف هو صوت النائب عادل ميرغني الذي دعا للمزيد من سياسة التقشف… وفي رأيي أن (التقشف) لن يكون واقعاً سوى أكذوبة؛ أروني مسؤولاً نقص عنده شيء..! لكن ما يمكن تحقيقه من مطالب النواب مثل (توفير العلاج المجاني للأطفال دون سن الخامسة) أو تخفيض جمارك المركبات كحل لأزمة المواصلات؛ كل ذلك يتحقق بعزيمة لا تحتاج عبقرية؛ إذا انعدمت من شفاه السلطة التنفيذية لغة (التوجيه) الهوائية..!!!
أعوذ بالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأهرام اليوم.
لقد أسمعت إن ناديت حي ولكن لأ حياته لمن تنادي
لقد وأقدته إن نفخته نارآ ولكنك تنفخ في رماد
يا إبنى المرحوم (سودان 1956-2013) مات و شبع موت و نحن مختلفين ندفنو فى ياتو مقبرة.