وشاف آخرتها !!

* شابان يعبران الشارع أمامي يتضاحكان..
*صاحب بقالة يداعب زبوناً أثناء كيله بصلاً عند المدخل..
*امرأة بركن بيت يطل على الشارع تؤانس أخرى عبر النافذة..
*شجرة كثيفة وراء حائط يصطخب بين أفرعها شدو العصافير..
*جراء صغيرة ذات عافية تجري وتلهو وتتشقلب..
*واتساءل بكل براءة الدهشة :
*لماذا تسير الحياة سيرها الطبيعي في (الحي) وكأن شيئاً لم يكن؟..
*ألا يعلم الحي البحراوي- بمن فيه- أنه فقد (عزيزاً) شاعر (العزيزة)؟..
*بل ألا تعلم الشيء ذاته أحياء مدن البلاد كافة ؟..
*لقد رحل صاحب زاوية (النشوف آخرتا) بهدوء كما عاش..
*فقط ابداعه هو الذي كان يضج ليملأ الآفاق..
*ويقف زميلنا نجم الدين وسط المعزين مذكراً بما نعرفه جميعاً..
*نعرفه نحن الذين نعرف سعد الدين من صحافيين ودراميين ومطربين و إذاعيين وشعراء..
*ومن الذي نعرفه هذا أنه لم يكن يمتلك منزلاً خاصاً..
*وأن منزل الإيجار الذي غادره (محمولاً) هو الذي ستبقى فيه أسرته من بعده..
*وأنه كان صديقاً للمواصلات العامة يستمد من عالمها ما (يشوف)..
*وأنه لم يكتنز طوال حياته العامرة بالحب سوى حب الناس..
*زاملته – شخصياً- في (الحرية) و(الصحافة) و (أخبار اليوم)..
*لم أره يوماً متجهماً ولا متذمراً ولا متكلفاً..
*كان يجسد البساطة في أبهى معانيها..
*يجسدها مأكلاً ومشرباً وملبساً و تكلماً و أحرفاً..
*كان شفيفاً كماء جدول رقراق ينسرب بين شجيرات الورود..
*المرة الوحيدة التي حضرت فيها سهرة غنائية كانت بصحبته وآخرين..
*حين بدأ وردي يغني من كلماته (نختلف أو نتفق) حرصت على استراق النظر إليه..
*أبصرت عينيه تدمعان ؛ أو هكذا خيل إلي..
*صحوت فجأة – البارحة- عند الرابعة فجراً على غير عادتي..
*كان الجو منعشاً – مع صمت وهدوء وظلام- يناسب الشعراء..
*عاتبت نفسي على افتقارها إلى ملكة الشعر..
*ولكن صديقنا سعد الدين كان من الذين (يشعرون) فجراً..
*وفي سرادق عزائه سألت ابنه عن لحظات الرحيل رغم مرارة السؤال..
*قال إن بدايتها كانت عند الرابعة فجراً..
*و(آخرتها) أوان احتسائه القهوة وهو يطالع الصحف بموقف في الحلفايا..
*ويقرأ- من بين ما يقرأ- زاويته بأخيرة (المجهر السياسي)..
*زاويته التي يغلب عليها طابع السخرية من الدنيا..
*و(شاف) – أخيراً- (آخرتها !!!).

تعليق واحد

  1. الله يرحمه ويحسن اليه كان اتساتا شفيفا مرتبض بقضايا شعبه ونبض الشارع .يعبر بمفرده بسيطه يفهمها ويهضمها الانسان البسيط لانها تشبه. له الرحمه ولاسرته الصغيره زوجته واولاده ولاسرته الكبيره الشعب السودانى الذى احبه الصبر والسلوان ولا نقول الا مايرضى الله(انا لله وانا له راجعون)

  2. تغمد الله الراحل بواسع رحمته و جعل مثواه الفردوس الأعلي مع الشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقآ و انا لله و انا اليه راجعون .
    وشهادة لله في حقه ما رأيناه يومآ شاتمآ لشعبه أو متزلفآ و متملقآ ارضاء لأهل الحكم .. بل توفاه الله لحكمة يعلمها قبل أن يشوف آخرتها مع بلده المكلوم .

  3. يا ريت تقرا كلامك ده تاني وعاشروتسال نفسك ماذا سيكتب الناس عنك بعد ما تشوف اخرتها….
    هو كتب (العزيزة ) وكتب الحياة زيارة وفوات والعمر اطلالة واحدة تفضل اجمل ذكريات والمواسم الحلوة شاهدة ….
    وانت كتبت (جيل البطالات ) ( ومعها غباء ) (ونستر) (ونتمها ضحكة) كنموذج في الاونة الاخيرة
    اقباس
    (وأنه لم يكتنز طوال حياته العامرة بالحب سوى حب الناس)
    وانت الان تكتنز في العدوات ولسان حالك يقول هل من مزيد !!!
    (فقط ابداعه هو الذي كان يضج ليملأ الآفاق..)
    وانت كلماتك القبيحة تضج بها الاسافير !!!
    (كان شفيفاً كماء جدول رقراق ينسرب بين شجيرات الورود.. )
    وانت فظ نتن الكلمات…..تفجر بالخصومة مع قراء ما عندك معرفة بهم متجاوز حدود الصحفي المحترم وتصفهم بالقطيع والغباء والكلاب ..
    وشتان ما بين ما ترك سعد الدين ومابين ما كتب صلاح الدين
    اللهم إرحم عبدك سعد الدين جاء ببا بك واناخ بجنابك اللهم اكرم نزله وتجاوز عن سيئاته وأجعل الجنة مستقره ومقامه

  4. نعم شاف آخرتا،، يا ريتك أنت كمان تشوف آخرة البتعمل فيهو.. وبماذا سيذكرك الشعب السوداني … لقد أحبه الناس لأنه كان يحس بإحساسهم ,, يتألم لألمهم ويفرح لفرحهم .. ولكن أنت هان على قلمك الوسخ أن يذكر الشباب الذين راحوا ضحية حكومتك بكلمة طيبة .. وطفقت تذم في المعارضة والكي بورد وكل التفاهات التي تأتي على ذكرها إرضاء لأسيادك ..

    لعنة الله تغشاك
    لعنة الله تغشاك يا فاجر

  5. في كل تجاربه الصحفية كان مداده يمضي إلى ما يريد شعبه.. كانت حروفه تغوص في طين المحبة لتبني في الوطن مدائن للأمل..
    ليتك تعلمت منه

  6. رحم الله سعدالدين و تقبله قبولآ حسنآ و أكرم مثواه …
    فقد رحل و شاف آخرتها في زملائه الكتاب شاكلة صلاح عووضة و هم يتسربلون رداء السلطان و يفعلون مثله بشتم شعبهم و القراء !!! و الما بيهديه الكريم تعبان .

    ليتك اقتفيت أثره و تعلمت احترام القارئ و ان اختلف معك في الرأي بدلآ عن مداهنة أولياء نعمتك لأجل دريهمات زائلة .. و التاريخ لا يرحم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..