مكافحة المكتبات

(1)
> لو ان محليات ولاية الخرطوم تنشط في انتاج (خبز) خالي من (الكوليسترول) بمثل اجتهاداتهم في ازالة (المكتبات) لتوصلنا الى (خبز) صحي في ظرف 24 ساعة فقط.
> ولو كانت الهيئة القومية بافرعها الشرطية والتطوعية عملت بنصف جهد حكومة ولاية الخرطوم في مكافحة (المكتبات) لبلغنا في 48 ساعة مرحلة الاعلان عن الخرطوم خالية من (المخدرات).

> وخالية من (الحرجل) ايضا!!.
> القراءة ليست هي شيئا محرما ولا هي منكرا ، حتى يتم ازالة (المكتبات) كما فعلت حكومة مايو في 1984 عندما اطاحت ببيوت (الخمور) ومصانعها.
> ذلك الامر كتبنا عنه كثيرا ? ومازالت حكومة الولاية في ولاية الخرطوم تنشط نشاطا تحسد عليه في الاطاحة بالمكتبات.
> اخر ما وقعت عليه عيني من ازالة ما تم في شارع (اوماك) ? الذي تمت ازالة كل المكتبات التى كانت مرسومة على جوانبها.
> الغريب في الامر ? ان حكومة الولاية تزيل (المكتبات) من شارع تم استبدال اسمه من شارع (اوماك) الى شارع (الطيب صالح).
> هل يمكن لنا ان نستوعب ذلك ، ان تحارب القراءة وتكافح بهذه الصورة في شارع يحمل اسم عبقري الرواية العربية ، واعظم من دعا للقراءة وحفّز عليها بمنتوجه الروائي البديع.
> الطيب صالح كان يمثل (الافق) الذي مزج لنا بالثقافة الاسلامية والعربية القديمة وبالحداثة الغربية.
> فهو افضل من يحدثك عن شعر ابن الرومي (حضورا) ? وهو ابرع من يكلمك عن تولستوي (وجودا).
> اديب بكل هذه الحصافة تقتلع السلطات (المكتبات) من شارع يحمل اسمه!!.
(2)
> قلنا ومازلنا نكرر لا يعقل ان تغلق (المكتبات) في شوارع الخرطوم لتحل محلها المطاعم (السورية) وصوالين الحلاقة (التركية).
> ذلك امر لا يقبله المنطق.
> المؤسف ان ولاية الخرطوم تقوم في هذه الايام بانشاء (اكشاك) صغيرة مجملة على الطرقات في ولاية الخرطوم لبيع المشروبات الغازية.
> تلك المكتبات لا تبيع الخمر ولا تروج للمخدرات ، ان كل الذي تفعله هى عرضها للصحف السودانية ? الصحف التى لا يوجد فيها غير تصريحات المسؤولين واخبارهم وصورهم.
> يفترض ان يكون هناك تشجيع وتحفيز للقراءة ? كفي ما اصاب الصحف السودانية من المواقع الاسفيرية ومواقع التواصل التى جعلت النسخ الورقية من الصحف تترنح وهي في ايامها الاخيرة الآن.
> لماذا مع الخسائر التى تحتملها الصحف بسبب المواقع الالكترونية يتم اغلاق (المكتبات) بواسطة السلطة.
(3)
> اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة والمطبوعات مع ناشري الصحف يجب ان يضعوا حدا لهذه المكافحة والمحاربة للمكتبات.
> لا جدوى من ان تصدر في اليوم اكثر من 40 صحيفة يومية ولا تجد اماكن لعرضها.
> لقد تم تجفيف السوق العربي من (المكتبات) وحصل نفس الامر لموقف الشهداء بام درمان الذي تم الاطاحة به بالكامل.
> الآن الولاية تتجه نحو الشوارع الرئيسية في محليات الخرطوم.
(4)
> لا استبعد ان يصدر قانون قريبا يعتبر الحصول على (صحيفة) او التوقف عندها امرا مخالفا للقوانين يعرض صاحبه للمسألة القانونية المغلظة.
> وقد تنشط السلطة في (لا للصحف) اكثر من نشاطها في (لا للمخدرات).

الانتباهة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..