المدرسة الجديدة .. هل تستوعب المغتربين ؟

المدرسة الجديدة .. هل تستوعب المغتربين ؟

تصريحات بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية ، رئيس مجلس الوزراء القومي ، بشأن حاجة البلاد لمدرسة اقتصادية جديدة ، كون المدرسة الاقتصادية السابقة ورغم اجتهاداتها ، ظلت “الحكاية واقفة” ، حيث لم تتبدل الأحوال المعيشية ..ووفقا لهذه التصريحات النادرة واللافتة ، يتوجب على جميع من شارك في ادارة الشأن الاقتصادي خلال السنوات الماضية أن يعد نفسه للمغادرة ، حتى قبل أن يُطلب منه ذلك ، لإفساح المجال لأخرين لربما “حركوا الحكاية ” ..
وقد طال الحديث عن الاقتصاد المهاجر ، وعقدت الآمال العريضة على إستقطاب نحو 6 مليارات دولار سنويا كتحويلات من قبل المغتربين ، لتضخ في البنك المركزي ، الا ان هذه الاحاديث التي تعتبر ” تنظير” غير قابل للتطبيق .. مالم تلامس هذه الاحاديث هموم واهتمامات المغتربين ،فحديث الأمس كله لم يقدم حتى يومنا أي حافز ، يجعل المغترب يسارع الى تحويل مدخراته الى السودان عبر المصارف الرسمية ، بل ظل صديقا دائما للسوق الموازي ، الذي يقدم أسعارا تفوق بكثير سعر الصرف المعلن رسميا ، وسيظل هذا الحال يتواصل مالم تقدم الحكومة حوافز مؤكدة ، ومن قبلها توفر قدرا من الثقة ، التي تجعل أي مغترب يحول أمواله ، وله حق استلامها كما هي ، ان لم يطلب الجنيه السوداني.. وفي ظل رفع العقوبات يمكن لأجهزة الصرف الألي أن تجمل المدن السودانية .
وطالما نائب رئيس الجمهورية ، رئيس مجلس الوزراء القومي يتحدث عن حاجة البلاد لمدرسة اقتصادية جديدة ، يتوجب على هذه المدرسة “المنتظرة” أن تفتح أبوابها واسعة أمام المغتربين، وتبدد كل تحفظاتهم ومخاوفهم التي تعززت خلال السنوات الماضية .
.. ويبقى هناك أمر في غاية الأهمية ، فرغم أحاديثنا عن كلفة الاغتراب وبخاصة في السعودية التي تفرض رسوما مالية على العائلات، فان الامر قد يكون فيه خير كبير كون ارسال العائلات الى السودان وبقاء عائلها في الاغتراب ، سيوفر بداية الرسوم التي تحصل سنويا بمعدلات متصاعدة ، وايضا ثمن ايجار الشقة ، الى جانب التأمين الصحي ، وتأشيرات الخروج والعودة ، الخ القائمة المكلفة جدا..نعم سينتقل المغترب الى “بيت العزابة” ، ويكتفي بإرسال المصاريف الشهرية ،الى أسرته التي بدورها ستنعش مصروفاتها قطاعات كثيرة في السودان.
وتبعا لذلك يكون ادخار المغترب أكبر بكثير من سابقه ، ويمكن لمبلع الـــــــــــــ 6 مليارات دولار ، أن يزداد ، غير أنه سيظل في خزائن السوق الموازي مالم تُولي الحكومة اهتماما حقيقيا للمغتربين ، من خلال إعلان حوافز ملموسة تشمل الشقق السكنية والاراضي الزراعية ، والسيارات.. الخ الحوافز .
نحن نقول بهذا الحديث وسنظل في انتظار المدرسة الاقتصادية الجديدة ، فمن تولى الشأن الاقتصادي خلال السنوات السابقة لم يعط المغترب ما يشجعه على التعامل المالي مع القنوات الرسمية ، واذا تحقق هذا الأمر ستكون عائدات المغتربين حاضرة في المصارف الرسمية .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا ننتظر كثيراً ممن كانوا السبب في كل هذا الخراب ان يكونوا هم المصلحين وهم قد جربوا كل شئ ممكن ولكن عقليات الفساد والتمكين لا تجعل لأي سياسة جدوى وستدهض مثل سابقاتها

  2. و الله يا مصطفي نشيلني كاش معنا ما نحول في البنك … حوافر قال هؤلاء كذبة … كان راجين اعطوكم حوافز عشم ابليس في الجنة…..

  3. لا ننتظر كثيراً ممن كانوا السبب في كل هذا الخراب ان يكونوا هم المصلحين وهم قد جربوا كل شئ ممكن ولكن عقليات الفساد والتمكين لا تجعل لأي سياسة جدوى وستدهض مثل سابقاتها

  4. و الله يا مصطفي نشيلني كاش معنا ما نحول في البنك … حوافر قال هؤلاء كذبة … كان راجين اعطوكم حوافز عشم ابليس في الجنة…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..