محمد المكي : ساعتان من الوجد د. عبدالرحيم عبدالحليم محمد

د. عبدالرحيم عبدالحليم محمد
لم تكن في الحقيقة غير ضياء
شع فينا بريقا
وكان رحيقا
تدفق من برتقالة
ترتحل الآن يا سيدي
في عجالة
مع أنني قد قرأت لك اليوم
ألف مقالة
كونك كنت تعبِّد فينا طريقا
وها أنت ترتحل اليوم
والوطن الشاعري
حريقا .. حريقا
كيف ترتحل الآن يا سيدي
وما زال شعرك يندى
كزهر الحديقة؟
كقطر ندِى
لم يا سيدي
تترك الأرض
والنيل بعدك قفر صدِى
قال طير حزين
بربك لا ترحل الآن
من كبدي
وتتركني للعواصف
والنكد
عشي تزعزعه الريح
إن فراخي بلا سند
قال يا سيدي:
تعال فإني أريد
قراءة وجهك في كمدي
وأرسله لحبيبة عمري
في الموعد.
ترتحل الآن
من يملأ السطر بعدك
من يبلغ الزهر وجدك
من يقريءالصبح
وِردك
من ينجز الود ودك
من يرفد الكون
من حبك
من يطعم العامرية من شهدك
إن الأماسي بدت مقفرة
كانت تغني معك
يا رقيق المشاعر
يا رائع القلب حين تغني
على الطائرة
“ساعتان من الوجد
قبل أن نصل القاهرة”
ها أنت والموعد
القدري يجيء
وأنت هنالك تخطو بحلتك
الزاهرة
وترحل بين المجرات تسمو
وتسكن في جنة ناضرة.
سيدي
ستعود صباحات يوم
إلى وطن يؤتمن
وطن “غيمه محتقن”
بيوت تفوح روائح
ذاك الطعام
بساحاتها
والمديح يعطر تلك السنن
“ساعتان من الوجد”
تكتب فوق ضريحك
قاهرة حضنت فكرك المتزن
النيل يرسل نحو المصب
رسالة حب اليك
فتوقظ قمرية من وسن
تغني بشعرك يا سيدي
وتحوِّل أنهار أبياته
لفنن
ستأتي مع المد يا سيدي
وتوحد من عمق
حبك هذا الوطن.