هذا هو النصف كيلو..فأين الكديسة !!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تقول طرفة قديمة..في زمان كان اليمانية شريحة مهمة من أصحاب الكناتين..أن أحداً منهم اشترى نصف كيلو من اللحم وطهاه..وقبل أن يأكله..حان وقت صلاة الجمعة.. وترك الدكان مع صبي المحل وحذره من الاقتراب من الحلة وذهب إلى الصلاة..وأخذ الصبي قطعة من اللحم ولم يتمكن من التوقف إلا بعد أن أتى على كل اللحم وشعر بالورطة ..فاهتدى إلى تحميل قطة الدكان المسئولية بمسح بقية الدمعة في فمه ونفذ فكرته..عندها قام اليماني بوزن الكديسة ..فإذا وزنها بالضبط نصف كيلو فقط..فخاطب الصبي قائلاً..هذا هو النصف كيلو..فأين الكديسة يا ابن الكلب!!؟
حال ما يسمى بالحركة الإسلامية مع حكومتها التي أتت بها …وحالنا مع الاثنتين ..تشبه حال اليماني وصبيه..ففي الثلاثين من يونيو 89 ..قدمت لنا الحركة أحد عساكرها ..ووضعت كلامها في لسانه..فقال للشعب السوداني الكثير..
قال إن الحكومة الديمقراطية المنتخبة قد فرطت في وحدة البلاد..حتى كاد التمرد أن يصل إلى كوستي.. وجئنا لحسمه..وجيش آلاف الشباب لذلك الغرض باسم الجهاد وقتلوا..وحق للسودانيين سؤالهما في راهن ما بعد إعادة ضبط المصنع لرئيسه..ها هو التمرد قد ذهب بما هو جنوب كوستي..وقويت (تمردات) لم تكن موجودة.. يا هؤلاء ..هذا هو التمرد..فأين السودان؟
قال أن القرآن هو دستور الأمة ..وإن الشريعة ستطبق..لتفتح علينا بركات من السماء والأرض ..كيف لا ونحن أهل القرى ؟ وستعطى القوس لباريها ..وسيذهب الفساد في الذمم والمجتمع .. وأكل الحرام غير مأسوف عليهما..ويستوي الناس كأسنان المشط….لكن الجوع عم البلاد.. وخان الترزي صاحب القماش ..وعندما أزكمت روائح الفساد أنوف الأسافير..قال بعض أهل الحركة لبعض..هذا هو السودان..فأين الحركة؟ لكن بقية السودانيين لهم الحق في سؤالهم..هذه هي الحركة .فأين الاسلام ؟
وهكذا يمكن لكل سوداني أن يستنسخ آلاف التساؤلات من قبيل..تلك هي كاودا..فأين الصيف ؟ أولئك هم اليوناميد .. فأين الجيش ؟هذه هي المليارات فأين القوي الأمين.
هذه هي الأمراض..فأين الصحة.. هذه هي أجيال العطالى..فأين التعليم؟ هذه هي تزكية المجتمع..فأين المجتمع نفسه؟ هذه هي الزراعة..فأين الجزيرة؟ تلك هي الخطوط ..فأين السفن ؟..ذاك هو خط هيثرو..فأين سودانير؟..وهكذا وهكذا حتى ينقطع نفس خيل السؤال..
ونصل إلى سؤال اللحظة..هذا هو التنصيب..فأين الانتخابات؟
لكن ما يزيد الدم فوراناً قول حسين خوجلي في حجاويه ..إن الحركة لم تحكم بعد..وقول سعاد الفاتح..علينا استعادة هي لله..فذاك هو الله في عليائه..فأين ال(هي) ؟
وإن تعجب أو تأسى..فكلاهما سيان..فأسى لرئيس تمت إعادة ضبط المصنع له كما سرت النكته..لكنه أصبح مثل الذاكرة الإليكترونية ..في مكبرات صوت الباعة..يردد نفس الكلام منذ توليه..لكن هذه هي الذاكرة..فأين البضاعة!!!؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ معمر– لك التقدير والاعجاب– ما يحز في النفس انهم تحدثوا كثيرا عن فصل الجنوب لاقامة الدولة الاسلامية كاملة الدسم ثم نكتشف ان الاسلام يحتاج الي نشر في ضواحي الخرطوم وتلقين سورة الفاتحة لجموع كثيرة في الخرطوم يمكن ان تكون جهادا في نشر الدعوة ثم هذه الاعادة للقديم من الدروس ابراهيم احمدعمر يصفر العداد ليبدأ في رئاسة المجلس وبعاتي اخر عوض الجاز يتولي وزارة البترول وربما الطيب سيخة في ولاية دارفور — اين الاسلام الذي ترك خلفاؤه الخلافة ولم يبلغوا السبعين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..