ما مِن غيرنا جات خيبتنا

حسب صحيفة (التيار) عدد أمس الثلاثاء فقد اعلن إعلاميون ?شباب سودانيين?، إكتمال الترتيبات كافّة لإنطلاق مبادرة ?الإعلاميين للتعريف بالحضارة السودانية? السودان أصل الحضارة، وكشف الإعلامي التجاني خضر أنّ الأربعاء المقبل 29 مارس الحالي سيكون انطلاق المبادرة بالمتحف القومي، بحُضُور وزير السياحة والآثار، وكشف أن الحملة ستشمل زيارات لمُختلف المواقع الأثرية في السودان، بجانب تغذية لمداخل البحث في الإنترنت عن حضارتنا السودانية برفع مواد الزيارات والأبحاث وكل مداخل السوشيال ميديا باللغتين العربية والإنجليزية، ويتمخّض عن ذلك عرضها في يوم للبث المُشترك بمُختلف القنوات السودانية، وتجئ هذه الخطوات كبداية لهذه المُبادرة وتستمر تباعاً للتعريف بالحضارة السودانية، ووجّه التجاني الدعوة لكل الإعلاميين في مُختلف القنوات والإذاعات والصحف بالانضمام وتقديم المساعدة للوصول إلى مُبتغى الحملة، وعلّق أحد المُدوِّنين بأنّ ثقافة السياحة والترويج تشهد إقبالاً واسعاً، ما أدى إلى ظهور نقاشات جدلية مع دولة جوار سياحية، ويضيف إلا الحملة تجئ في
هي في رأيي مبادرة نبيلة يقودها اعلاميين شباب فيها غيرة وطنية واستشعار بعظمة ومكانة التاريخ ، الا انها لاتخرج عن منطلقنا الجمعي كسودانيين من العاطفة غير ان الخبر يقر ضمنيا بان تاريخنا لم يسلم من تجهيل متعمد ولا نقول جهل وشتان ما بينهما فالاولى فيها تعمد من فاعل يجني من وراء الفعل مصلحة ما نعود اليها خلال المقال ؟ وبديهي ان يلح السؤال من له مصلحة في الفعل ؟ والامر ليس بالبساطة التي حركت شبابنا قادة المبادرة بل هي مسالة شائكة بتشابكات مختلفة، ثم ان الخبر موضوعنا عرضي ولما برز الى سطح صحافتنا لولا تجني الاعلام المصري على جهله بتاريخه دعك عن تاريخ عريق ارادوا ان يقبرونه بينما أرادت آثارنا شموخا يروي تفاصيل ثمانية آلاف من التاريخ هو بعض من عمر ضارب في عمق الخليقة كان متاح ونزر قليل من أثر الأجداد عثرت عليه حفريات الآثاريين الغربيين هي بعد شاهد اثبات بكبريات المتاحف هناك تحدث عن شموخ تهراقا وكبرياء بعانخي واثر لسنار وما ادراك ما سنار وعبق التاريخ وما اورث هذي الامة من عزة ,.. و… والقائمة تطول ومن جهل الاعلام المصري ولا فرق بين منهاجه ذو الإحتياجات الخاصة وردحي بلكونات القاهرة الشهير(اسمعوو دا وبطلو دا… ويا إبن الـ ……على وش الصبح )،وكثير مما تعف عنه أقلامنا وذاك حال بئيس لبكونات هي بعض خواء اعلام جهلول لم يقرأ حتى سطور ربيبهم نعوم شقير ولا نقول بروفيسور يوسف فضل أو د.ابو سليم وهم تشابهت عليهم تقاطيعنا وما حملناه من اجدادنا من ملامح وقوة الاسود فهرعوا عقب مباراتهم الشهيرة مع الجزائر بالخرطوم الى فضائياتهم الهشك بشك وصحافة هز الوسط معللين خيبتهم في تلك المباراة بتجول الاسود والافيال وكل المفترسات
الضاريات يشوارع الخرطوم وماهي كذلك لكن شبه لهم وما راوا حين راوا غير رجال في هيبة الاسود وما الضواري إلانا وأسألوا إكتوبركم تنبيكم ما تجهلون وأقراوا نعوم شقير تحدثكم سطوره كيف ظل ملك النوبة في طِراد فلولهم ذات سكرتهم ـ وصولاً الى مشارف الأسكندرية ولولا جُبنهم وحبهم لحياة لخاضوا البحر ذُعراً، ولولا تذكارهم مصير جدهم فرعون بالبحر.. وهوما قاله شقير ولم نقل
ونعود بعد هذا الفاصل الهام الى موضوعنا.. فالخبر يشير الى خواتيمه الى نقاشات جدلية مع دولة جوار سياحية ولا نرى ضرورة للاشارة فالدولة هي ليست بخافية على احد وهي مصر في جدلياتها الأزلية مع السودان، ويمكن القول لولا الجدلية هذي لما كانت المبادرة اليوم ولولا زيارة الشيخة موزا لاثارنا بالبجراوية لما ولدت كذلك المبادرة أى لولا جملة الاعراض هذي لما استشعرنا مرض مزمن نكابده..وما هكذا يُورد التاريخ وما التاريخ سوى الاثر ولولا الخطى لما كان (الأتر) وهذا هو بيت الداء ومكمن أزمتنا في احتكامنا الى العاطفة والمشافهة ولولا آثارنا لما وجدنا ما نقارع به بعض قول رجيف وإدعاءات الأمصار وهم محض أمة (يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا) وهو ما قاله عمر بن العاص لما وُلي عليهم، ولم يجد منهم غير ذاك فلم يزد أو يكشط ، وإذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ فهي الشهادة لي باني كامل…غير ان ما نشهد به للجار انهم مدونون للتاريخ، غض النظر عن حقيقته أو بعض وجه إقترحته أدوات التجميل و(الميك أب) وما أكثرها هناك يزاحم رجالهم النساء عليها بفضل أنها حسب إعتقادهم(بترجع الحيزبون الشمطاء الى صبية) ونعود الى حالتنا حيال تاريخنا وما وجد من إهمال على مدى الحقب السياسية المتعاقبة/المعاقبة ـ للامة بتعديها على الآثار وحتى المباني الأثرية لم تنج من بطشهم فأحالوها الى فِلل ومشاريع إستثمارية ولو يعلمون ان مصر التي يجادلون تعيش على السياحة واهراماتها وقليل من القمح الامريكي ،فبأي آلاءربكم تكذبون!؟ التجني على التاريخ بلغ المناهج والتخصص حتى تزيَّل التاريخ قائمة ما يطلبه المقبولون بكلية الآداب مفضلين عليه اللغة الصينية أى والله، وتلك أزمتنا وتلك خيبة نحن فيها وما غيره إستفز شاعرنا الهمام محمد طه القدال معبرا عن حال بئيس جاء فيه…(ما من غيرنا جات خيبتنا/ كتَّر خير يهود وادينا) ونزيد من عندنا كتَّر خير الشيخة موزا. التي نبهتنا لكنوزنا.. فضلاً دعوا تاريخنا لأهله يصيغونه فهم أدرى بشعابه وفق مجرياته ودعوا للآثاريين أزاميلهم تحفر وتنقِّب عن سيرتنا الأولى، وردوا للآثار كرامتها في إستغاثتها من وطء الإهمال ،وهل يعقل ان يكون قوام شرطة السياحة بالبلاد ـ ألفي فرد فقط ! الآن يستبين حجم السياحة والآثار بالبلاد مقارنة باعداد رجال شرطة المرور ومع ذلك لا نرى مرورا غيرـ محض جبايات، فضلا ردوا للآداب تاريخها تردوا للأمة صوابها.
ونختتم بمقتطف من مقال د.عمر بادي وبالإمكان مطالعته بالـ(راكوبة) اليوم إرتفعت هذه الأيام وتيرة الإهتمام بالآثارالكوشية في السودان و التي قبعت نسيا منسيا لعدة قرون إلا من فئآت قليلة مستنيرة داخل السودان , أما خارج السودان فلم يتم الإلتفات إليها إعلاميا إلا قريبا من خلال أطروحات عالم الآثار شارل بونيه و من خلال زيارة الشيخة موزة للأهرامات السودانية و وقوفها على عمليات الترميم الجارية للأهرامات التي تقوم بها دولة قطر و قد أكملت حتى الآن ترميم 60% من الأهرامات التي تفوق الثلاثمائة هرم . كان رد الفعل قويا من الإعلام المصري الذي إعتبر في إبراز الآثار السودانية تنافسا للآثار المصرية خاصة الأهرامات فنكروا أن الآثار السودانية هي الأقدم و هي الأصل , بل و وصل الأمر إلى السخرية من الأهرامات السودانية و من ثم من الشعب السوداني ! النتيجة الفورية لذلك كانت تكتل السودانيين و رفضهم لتلك الإهانات بل و الرد عليها بالأدلة و البراهين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]