أخبار السودان

شركيلا ?(معزولة) السيول والأمطار تجرف طريق العريجة وتحدث خسائر في الممتلكات

ابراهيم عربي
عزلت السيول والامطار شركيلا ، تماما خلال الايام الماضية وأضحت الاوضاع فيها اكثر مأساوية بسبب السيول والامطار التي احاطت المنطقة من كل صوب وحدب احاطة (السوار بالمعصم) فعزلت المدينة عن محيطها ، اذ جرفت الامطار طريق (الغبشة ? العريجة ? شركيلا) خلال الايام الماضية ، ازمة استمرت منذ الخميس الماضي وحتي لحظة كتابة هذه السطور ، فشلت الجهات المسؤولة في الوزارة الولائية المعنية وآليات الشركة ومعتمد ام روابة من انقاذ الموقف رغم توجيهات الوالي مولانا احمد هارون بمعالجة الاوضاع بالسرعة ولكنها لم تجد حظها من التنفيذ لماذا؟ لا ندرى ! ربما لشئ في الامر نحن لا نعلمه.
أعادت الازمة الاوضاع لاسوأ حالاتها كما اعادت الى اذهان اهالي شركيلا ذكريات مأساوية فارقوها طويلا فقد غرقت شركيلا من قبل في اوقات كانت فيها شمال كردفان اصلا ولاية مأزومة تجرعت بسببها المنطقة سنوات من العسر والتخلف الخدمي والتنموي .
اكد معتمد محلية ام روابة الدكتور محمد عمر كافي ان السيول والامطار جرفت جزءا من طريق (الغبشة ? العريجة ? شركيلا) ، واكد المعتمد ان لجنة طوارئ الخريف بالمحلية ولجنة الأمن ظلتا في حالة إنعقاد دائم تتابعان الأوضاع عن كثب لوضع الحلول الممكنة لتخفيف الخسائر ، فيما تحركت آليات اضافية من الطوارئ في طريقها لمنطقة شركيلا ، ولكنها حسبما منظور مجرد تصريحات (تخديرية) اذ لم تصل هذه الآليات المذكورة الى المنطقة حتي هذه اللحظة ، ربما انشغلت بحاضرة المحلية ام روابة التي غرقت هي الاخري في (شبر موية) ، ? نعم إنها ارادة الله سبحانه وتعالي وقد جعلت المنطقة تغرق ، بلا شك انها امطار خير وبركة ، الا ان هنالك تقصيرا نحسبه قد وقع في حق المنطقة ولا يعفي الوزير اسماعيل حسن مكي والمعتمد الدكتور احمد عمر كافي وادارة الآليات والشركات المنفذة من المساءلة وربما المحاسبة لعدة اسباب !
المنطقة التي جرفتها السيول من (ردمية الطريق) اصلا كانت منخفضة لوجود بعض الخيران (ارجل) وقد نبه لها الاهالي كثيرا دون ان تجد التحذيرات أذنا صاغية .. من الواضح ان الشركات المنفذة لم تتخد الخطوات الصحيحة بعمل دراسة كنتورية للمنطقة فتعمدت في تنفيذها الردمية دون عمل (علب) او معديات تسمح بمرور المياه مما تسبب في جرف الطريق وعزل المنطقة عن محيطها ، وليس ذلك فحسب بل تبدو ان البنية التحتية للردميات دون المواصفات المطلوبة وهذا بذاته يتطلب المراجعة والمساءلة للتأكد والاستيثاق حتي لا يحدث ذلك مستقبلا ? هنا تكمن الاجابة علي سؤالنا في وقت سابق لماذا لم يحتف اهالي شركيلا بالطريق الذي كانوا يدعون ان تنفيذه بمثابة معاداة (الصلف الامريكي) ونحن من هنا نناشد الوالي مولانا احمد هارون بإيفاد (تيم)موثوق فيه للتقصي .
لا شك ان معتمد ام روابة مسؤول مسؤولية مباشرة عما حدث لتهاونه وتقصيره في وضع التحوطات اللازمة وقد تقاصرت جهود الدكتور دون الاهتمام بقضايا وحاجيات ومطالب المجتمع في المحلية ولذلك فشل في وضع معالجات لمزلقان ملقة (الطريق الغربي) وكان هذا المنفذ والطريق المستقبلي والانجح لمنطقة شركيلا للفائدة المجتمعية القصوي لاكثر من (مائه) قرية يربطها هذا الطريق مباشرة ، ونحن نسأل لماذا فشلت المحلية في انشاء مزلقان (ملقة) الذي بذلت فيه منظمة (ايد النيل) للتنمية المحلية وبمساعدة المواطنين بالمنطقة جهودا مقدرة .. وكان لا يحتاج اكثر من (عبارتين) وردميات علي جانبي المزلقان دخولا وخروجا بعلم المعتمد ، صحيح ان الطريق رفعت الجهات توصياته مابين (الكوبري والمزلقان) حسبما اكد المعتمد ، رغم اننا نري فكرة المزلقان غير سليمة ، المهم يتحمل المعتمد المسؤولية سويا مع الوزير المختص ، وبل تجاوز الامر لمطالبات من قبل المواطنين بمحاسبتهما ، علاوة علي محاسبة المسؤولين في شركة وآليات درء اثار الجفاف والتصحر والتي انخفض القها وفعاليتها المناطة بها ونراها خطوة مهمة لتغيير قيادتها ، فالنفير في مرحلة حساسة ولا يحتمل التهاون والتقصير .
لا يتجاوز طريق ( العريجة ? الغبشة) طول (15) كيلو ويعتبر المنفذ الوحيد لشركيلا ونحسبها جهودا مقدرة لحكومة احمد هارون ان جعلته ضمن مشروعات الاثر السريع ويجد من اهالي المنطقة الاحترام والتقدير ويتوقع ان يفتتحه رئيس الجمهورية ضمن زيارته المخططة للولاية ديسمبر المقبل. الملاحظ ان حكومة الولاية عدلت عن خطة تنفيذ طريق (الغبشة ? شركيلا) القديم بطول (14) كيلو متر بسبب التمويل واشتماله علي (7) من الكباري مقابل كوبري (العريجة) في الطريق الحالي (الغبشة ? العريجة ? شركيلا) الذي جرفته السيول وأظهرت خللا فنيا وبنويا .
فشلت كافة خطط وتطمينات المعتمد تماما كما فشل في تنفيذ مزلقان( ملقة) الذي يربط شركيلا بحاضرة المحلية ام روابة، المهم فشلت جميعها وليس هنالك حل منظور لاسيما وان المعلومات تفيد بزيادة معدلات فيضان خور ابو حبل ، فيما كان يتوقع المسؤولون ان ينخفض مستوي المياه منتصف نهار الاحد الماضي لوضع المعالجات المؤقتة لتمكن المواطنين من العبور من والي المنطقة ولكن حتي هذه اللحظة ليس هنالك عمل ملموس .
المتابع يجد ان السيول والفيضانات قد جرفت مناطق كثر في منطقة ابو حمرة والزعفايات وام روابة نفسها وقد وقف ابناؤها وقفة قوية لاعادة الحياة الي طبيعتها بينما فشل ابناء شركيلا في ذلك حتي الذين قابلوا المعتمد وقيل انهم بعض قيادات شركيلا بالمركز كانت مهمتهم الذهاب لتوثيق افلام تراثية قبلية لشئ في انفسهم ليس له علاقة بشركيلا ارضا ومجتمعا ، حالت السيول والفيضانات دون اكمال مهمتهم وكنا نراها فرصة اعلامية ذهبية وسبقا صحفيا ( مرئيا ومسموعا ومقروءا) كانت برفقة الوفد للتوثيق لمثل هذه الحالات التي اعادت شركيلا لسنوات غبراء اصبحت بموجبها شركيلا معزولة عن المنطقة المحيطة بها ونتساءل لماذا لم يرتق مستوي الاعلام للقيام بمثل هذه المهمة ؟، فالأمطار والسيول جرفت مساحات زراعية واسعة اكثر من (الف) فدان بشركيلا وام روابة كما تأثر عدد من القري بالمنطقة فضلا عن خسائر في الممتلكات ولازالت المنطقة حتي ختام هذه الاسطر معزولة عن العالم .

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..