الدولة العميقة..!!«1»

الدولة العميقة مصطلح قديم رغم أنه لم يكن متعارفاً عليه سياسياً، فكل الأمم قبل الإسلام وخاصة الدول أو الامبراطوريات كالفرس والروم كانت دولاً عميقة، حيث قسم المجتمع في تلك الامبراطوريات إلى قيصر ونبلاء وكنيسة، وكان لكل منهم مصالح خاصة به يدافع عنها، أما في الدولة الفارسية فكان الأمر لا يختلف كثيراً وقد حل مكان الكنيسة الرهبان، وكان لكسرى قوات خاصة مهمتها حمايته وكذلك الأمر بالنسبة للقيصر. هذا إلى جانب الجيش الذي يحمي الامبراطورية. وحتى في عصر الجاهلية رغم انه لم تكن هناك دولة بالمفهوم الحديث إلا أن المصالح قد تم توزيعها على فئات معينة فالتجارة كانت حكراً على فئة معينة والسيادة كانت لمجموعة بعينها وحتى سقاية الحجاج كانت حكراً على فئة دون الفئات الأخرى، وقد كان الرق سائداً في تلك المجتمعات حتى جاء الاسلام وغير من ذلك النظام السائد. حديثاً عُرف مصطلح الدولة العميقة في منطقة الشرق في تركيا بعد انتشار الحركات والجمعيات السرية، فالسلطان سليم الثالث أسس لجنة سرية كانت في الأساس جيشاً لحمايته الشخصية بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال بعد حربه مع روسيا والنمسا لم يكن نائبه الصدر الأعظم على علم بهذه اللجنة السرية..!
الاتحاد والترقي كانت ناشطة جداً في التخطيط للاطاحة بالسلطان، ويعتقد البعض أن هذه الجمعيات ضرورية جداً في عملية التتريك الذي عم بعد اضمحلال الخلافة العثمانية، وقد كانت سياسة التتريك السرية تنفذها جماعات سرية كي لا يتم كشفها. وقد انضم مصطفى كمال أتاتورك لجمعيات سرية مثل جمعية الحرس التي كانت تعتبر وحدات خاصة لدعم قضية الجمهورية، ويعتقد البعض أن الدولة العميقة في أيامنا هذه هي مواصلة لتلك الجمعيات.
رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد كان أول من أعلن وجود تحالف سري، ففي العام 1974م كشف الكيان المناهض لحرب العصابات حتى ذلك الحين وكانت الولايات المتحدة تمول دائرة الحرب الخاصة ضمن البعثة العسكرية المشتركة للولايات المتحدة لمعاونة تركيا وقد كانت مبادرة لتنفيذ مبدأ هاري ترومان الرئيس الامريكي آنذاك، وعندما انهارت مفاوضات المعونة العسكرية السنوية طلب قائد التحالف (ويرمز للتحالف (OHD) الجنرال سميح سنجر رئيس الاركان العامة آنذاك، حساب سري قدره مليون دولار، عندما علم اجاويد بوجود هذا البرنامج، وقد أدى فضول أجاويد ومحاولته كبح جماح منظمة «أُحد» إلى محاولة اغتياله في مطار ازمير في العام 1977، ويقال ان حزب اجاويد نفسه كان يضم عملاء من «أُحد» اختارهم ورباهم منذ الصغر رئيس الأركان يمق، وعندما سأله أجاويد عن مدى تغلغل المنظمة في حزبه اجابه بأن لا داعي للقلق إذ أن الاولاد مستقيمون وذوو تربية خاصة ألا يجعلهم ذلك اعضاء في البرلمان؟ بجانب ذلك هل أدين أي منهم في فضيحة..؟!
والرئيس السابق الجنرال كنعان اڤرين والذي قاد الانقلاب العسكري في العام 1980 قال في مذكراته عن لقاء مع رئيس الوزراء آنذاك سليمان ديميريل في مايو 1980، ان ديميريل طلب منه ان يستخدم قوات أحد «OHD» في مقاتلة الارهابيين بعد الحادثة التي حدثت في قرية قزل دره في 30 مارس 1972م، رفض ايڤرين الطلب رافضاً ان يسمع للشائعات المتجددة عن قوات مكافحة حرب العصابات، وقد ذكر ايڤرين تعليقات مماثلة في صحيفة حريت اليومية في 21 نوفمبر 1990 وفي ذلك الوقت صرحت رئيسة الوزراء طالسو جيلز ان تركيا تحتضن الذين ماتوا من اجل الدولة، والذين قتلوا من اجل الدولة كابطال وقد تباين هذا التصريح عن خط ديميرنل «والدولة هنا هي الدولة العميقة». وقد وصف الرئيس السابق سلمان ديمريل الدولة العميقة كمرادف للقوات المسلحة وقادرة على اخضاع الدولة الشرعية في أوقات الاضطرابات، وقد أكد كنعان ايرفرين نفسه الشكوك في لقاء صحفي مع الصحفي يافوز دونات.
وتأتي أحدث الاتهامات من الرئيس رجب طيب اردوغان، ففي برنامج تلفزيوني على المحطة التلفزيونية التركية القناة السابعة في يناير 2007م اعرب عن اعتقاده بوجود الدولة العميقة «أنا لا اتفق مع من يقول إن الدولة العميقة غير موجودة، فهي موجودة وقد كانت موجودة دوماً، ولم تبدأ مع الجمهورية إنما كانت في زمن العثمانيين، إنها ببساطة تقليد من الواجب تقليصه، ولو أمكن مسحها من الوجود».
طبعا عـندنا هـنا نفس الوضع . وما احضار قوات الجنجويد” التدخل السريع ” من قبل القصر لحماية انفسهم الا لتكون عـينا ساهـرة مستعدة لأجهاض اى تحركات للأستيلاء على الحكم من قبل القوات الخاصة التابعة لعلى عثمان طه ونافع وقوش والترابى وحتى القوات المسلحة اقصد ” المشلحة ” بجانب قوات مدير الشرطة الفريق هاشم وقوات جهاز الأمن وما خفى من بقية القوات .