صحيفة آخر لحظة ولغز الإتصال القاتل

صحيفة آخر لحظة ولغز الإتصال القاتل

سارة عيسي
[email protected]

ليس على الإنسان أن يختار نهايته بالذات في بلد مثل السودان ، والسبب في ذلك لأن هناك أكثر من طريقة للموت ، بالأمس غرق مركب نهري أمام جزيرة توتي تحت سمع وبصر إخوتنا في القصر الرئاسي، وحوادث الطرق تحصد العشرات في كل يوم ، لكن أن تنتهي حياة الإنسان بمكالمة هاتفية فهذه كارثة لا تنقص السودانيين ، فمثلاً ، مستشفى مدني تخصص في بتر الأعضاء لأنه لا يملك وسائل الفحص المبكر لرصد الورم الخبيث ، فسلاح الإشاعة يستطيع أن ينمو ويتمدد في هذه الأيام ، صحيفة آخر لحظة رصدت الخبر بعد أن ترددت في نشره عدة مرات ، لكن بعد تسارع سقوط الضحايا توكلت على الله ونشرته في صحفتها الأولى وتحت عنوان يجير الرعب المخلوط بالإثارة ، لأنها بالفعل ? كما زعمت – رصدت حالات وفاة في الجنوب وفي دارفور ، ويبدو أن مدير تحرير الصحيفة نسى مناطق مهمة مثل جبال النوبا والأنقسنا والنيل الأزرق ، فيبدو أن صاحب الإشاعة قد وجه التحذير لمناطق محددة من دون كل مناطق السودان ، فنجت خرطوم عبد الرحمن الخضر من كل شر وسوء ، فأصبحت مثل مدينتي مكة والمدينة بعد خروج المسيح الدجال ، بأسلوب فلم the ring خرج الخبر ، وهو فلم رعب يحكي عن قصة مكالمة قاتلة ، فإذا رفعت سماعة الهاتف سوف تسمع شخصاً يقول لك أن موتك سوف يحين بعد أسبوع ، فالذي نسخ الخبر في صحيفة آخر لحظة يبدو أنه تأثر بمجريات هذا الفلم لكنه وقع في خطأ فاتح ، أنه سمح لنفسه بالحديث عن مصدر المكالمة المجهولة ، هي الولايات المتحدة مرة ، وهي يوغندة في الجانب الآخر من ضفة النهر ، والمستهدفون ليسوا من شريحة تنظيم القاعدة أو أعداء أمريكا ، بل هم مواطنين غير معروفين حتى لدى الصحيفة ، لكن رأي الصحيفة أتفق أنهم من الجنوب ودارفور ، بل حتى أسماء هؤلاء الضحايا الذين ماتوا بسبب هذه المكالمات غير معروفة ، ولا يوجد رأي طبي يؤكد مزاعم الصحيفة ولا حتى شهادات ذويهم أو المستشفيات التي عالجت حالتهم .

لكن الغرض من الإشاعة واضح وجلي وهو خلق بلبلة في الجنوب بشتى السبل ، فقبل أيام قرأت عن تمرد قام به رئيس برلمان الجنوب السيد/رياك مشار ، وسوف يستمر الحال في ذلك أمام ضعف وسائل الإعلام التي تملكها الحركة الشعبية ، ومن المتوقع سرد المزيد من الإشاعات ، سوف يتم التركيز على نشر الخلافات أو حتى تعرض بعض الحركة الشعبية للإغتيال ، فكل من صحيفة آخر لحظة والأهرام والرأي العام مجتمعةً ورثت عرش الإنتباهة التي كان يديرها تيري جونز الإنقاذ والعنصري الطيب مصطفى ، وفي ندوة عُقدت قبل ايام دعا الصحفي الهندي عزالدين إلى ” ثأرات ” يوم ثلاثاء دامي مثل الذي حدث في أغسطس من عام 2005 بعد رحيل الدكتور جون قرنق ، وفي ذلك اليوم تم الفتك بالجنوبيين الآمنين وترويعهم ، فالهندي عزالدين يدعو لسيناريوهات ما بعد الإنفصال ، فهي سيناريوهات مرعبة مثل التي حدثت بين التوتسي والهوتو في رواندا ، فهو مثلاً دعا لترحيل كل المواطنين من أصول جنوبية من شمال السودان ، فمثل هؤلاء يراهنون على ردة فعل سلبية من أهل الجنوب تساعد في إلغاء الإستفتاء ، فالسبب من إطلاق إشاعة الأمس يدخل في نفس المسعى ، وحتى نفي شركة الإتصالات السودانية والذي صدر من دون توقيع لم يهدئ من روع الناس ، والسبب لأن الإشاعة أنتقلت للخرطوم ، وبعض الناس رفض إستخدام الجوال وبعضهم رفض إستقبال أي مكالمة من هاتف يظهر أرقام مكررة ، وليس المطلوب هو نفي الخبر أو تقديم إعتذار تقوم به هذه الصحيفة لقرائها ، بل المطلوب محاسبتها قانونياً لأنها أحدثت بلبلة بين الناس ، وما قامت به لا يدخل في باب حرية إطلاق السبق الصحفي ، بل الغرض كان سياسياً وموجهاً من الدرجة الأولى .

تعليق واحد

  1. من الممكن ان تخدع حتى المثقف ببضاعه مغشوشه ولكن لن تستطيع ان تخدعه بصحيفه صفراء.. .من يقرأ هذه الصحف؟ ؟ كيف يعيش كتابها ؟ لن اقبل الاجابه اذا كانت يعيشون من عائد بيع الصحيفه ..حتى السياسيين الانقاذيين انصحهم بعدم استخدامها لان الراجع من اكشاك البيع اكثر من المطبوع …. صحافه قال .. بالزلط ؟

  2. يا أستاذ هم أصحاب الاشاعات من أجل الاصطياد في الماء العكر الجنوب حتما حينفصل في أحد يجد فرصة الفكاك من الدولة الفاشلة يفوتها…

  3. سلامات كتارات واشواق
    ياناس هوووووى الجماعة البيسلمو عليك وتلقا العدة والكمونية مافى يمكن طوروا ليهم حاجة كدة مع الجيل الثالث المتطور ده وكبوها فى الجوالات عولمه وكده عايزين ينقصو البص الشماعة والممتلئ عن اخره بالمشاكل وماشى بدون عفريتة واسبير وبى جاز المصافى علشان يكبونا فى اخر محطة ماقادر اتخيل شكلها كيف
    غايتو احتياطى اى زول راكب فى البص يشيل معاهو ليمون كل مانجى بى محطة نديها قرشة والليمون بى قشرو يعنى المص ممنوع والبصق داخل البص ممنوع والعفش على مسؤولية صاحبه
    الله يصلح حالكم قال مكالمات ممميتة ومال السمك فى جبل الاولياء والصالحين كتلو بى مس كول

    ……..تصبحوا على وطن

  4. بصراحة كل السودانيين هنا بقول كلام غريب ليه اتفق الكل على معادة هذه الحكومة برغم من ان انجازتها واضحة اكثر من كل حكومة سابقة والجميع اتفق على معادة الوطن الناس عايزة يحصل ليها كم حصل لفلسطين عشان تتعظ وتفهم ان الوطن غالي ، انا لست مع اي حكومة لكن مع الحق الكل يسعى لمصلحة نفسه فقط ولا يفكر في الوطن .
    الكل دوماً يتكلم ويفكر بحقد شديد ، ومن تتحدث عن قتل الجنوبيين بعد موت الخائن جون قرنق الموجود في جهنم بأذن الله هم من بدأ القتل والترويع والسرقة والنهب بكل معناه ومن لا يعرف الحقيقة لا يتحدث استغرب من هذا الظلم وهذا الحديث الغريب ، الجنوب دائماً مبلبل بكل الصور ولم يكن يحتاج ليد الشمال في زيادة البلبلة ، واكيد زادة هذه البلبلة بعد دخول المال المصروف في كل شيئ ما عدا الحق ، والاطماع والتحالف مع الدول الكفارة ضد الاسلام وما بدأ من الخونة في الغرب ، وما حدث في ام درمان بداية من المرتزقة الجنوبيين الى مرتزقة الخائن خليل ابراهيم وجماعتة.

    صراحة كل من يحاول يخون هذا الوطن المجيد الواقف رغم طعن وشتم وضرب الكل له في الصميم وفي القلب يجد كل المعونة من الكل من العدو والكل في مناصرة خيانة الوطن عدو ، عدو لنا عدو للدين وسوف نقف ونحمي الوطن بكل ما اوتينا من قوة

    ارجو ان يصح الكل من هذه الغفلة قبل ان يضيع ما تعب عليه الاجداد وفي الاولى قبل ان تضيع النعمة التي اعطنا لها الله الكريم قبل قبل ان يضيع الوطن ولا نسطيع حتى ان نتشرد في اوطان الغير لا لا احد سوف يقبلنا

  5. الايتعظ السودانيين من التقسيم والتدخل الاجنبي فليجعل كل سوداني غيور مصلحة الوطن قبل كل شيء فتقسيم الوطن اذا تم فانه سيلحق عدم الاستقرار جميع اجزائه الا يقرأ السودانيون العالم من حولهم فينظروا الي العراق فقد تدخل الامريكان بدعوي ان هناك سلاح نووي يهدد امن العالم في العراق ثم قالوا جئنا من اجل الديموقراطية من اجل الشعب العراقي فما هو مصير العراق اليوم ! سوي الشتات والاغتيالات اليومية لمئات البرياء فكيف يشيع شعب بدون امن واستقرار سياسي فمن اراد السلطة فيلعمل عن طريق العمل الديموغراطي – ليس كمثل الامريكان- بل مثل المناضل الافريقي مانديلا — ثم لننظر الي دول اخري غير العراق دخلها الامريكان بدعوي الديموقراطية كافغانستان و الصومال فهل العاقل يتمني لبلده ان تطأه قدم امريكية حتي تجعله جحيما بدعوي الديموغراطية — فاين الديموقراطية في هذه الدول واين الديموغراطية في قتل البرياء ! فليتظ الجميع وليعمل الجميع علي الايصير للسودان مثلما صار لغيره من الدول ونعض اصابع الندم حيث لايجدي الندم !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..