
* من معروضات السياسة أن التداول حول شيء معين أحياناً يظهره بخلاف باطنه.. ولنا في فترة تنظيم المتأسلمين وكبيرهم الترابي أمثلة لا حصر لها من التعبيرات والمصطلحات.. بذلك المحمول الثقيل من الغش أسميها الفترة السرابية المبنية على الباطل بالكامل؛ مع المفارقة البائنة والصارخة بإتخاذ هؤلاء القوم الفاسدين للفضيلة شعاراً عالياً وخفاقاُ..!
* المقدمة عن مجمل ما كان وما هو كائن؛ فالنفاق هو الثابت إذا أردنا تعريف السياسة عندنا من الألف إلى الياء، فبلاد السودان بغير إغراقها في المعاناة الساحقة كمحصلة للفشل السياسي المقيم؛ تغرق في الكلام وحواشيه ويحتل كل مواقيتها لتكون الأفعال المنتجة لصالح الشعب في أدنى النسب أو معدومة، بينما متبقي الوقت يموت في فراغ التفاصيل.. لولا ذلك (الإغراق) لما قاربت نسبة الفقر 65% ليزداد البؤس صلابة.. ولا يكتفي القتلة والحرامية الحاكمين حالياً بهذا البؤس المصنوع؛ إنما يسعون سعياً حثيثاً لمضاعفة كافة الأرقام لتعذيب الشعب؛ ففي تعذيبه يجدون راحتهم النفسية والمادية كما يبدو..!
* ونحن نغرق في مرحلة ما بعد انقلاب الجنجويد وبرهانهم وننشغل بأخبار الاتفاق الإطاري والتفاوض بين الانقلابيين والقوى المدنية في هذه الأيام؛ لا ندري كم مرة طرقت جملة (الإغراق السياسي) لأسماعنا.. فهي الجملة المقصودة لوصف المجموعة غير المرغوبة للدخول في التفاوض الجاري؛ باعتبارهم فلول العهد البائد أو قطيع ما يسمى المؤتمر الوطني والمستأنسين بوجوده، وقد خرج الشعب ضدهم في ثورة ديسمبر.
* المفارقة.. أن عبارة الإغراق السياسي أكبر تضليل للغالبية… لماذا؟؟ لأن وجود البرهان وحميدتي وبقية القتلة ــ الشركاء ــ من مخلفات ذلك العهد طامة كبرى تغرق فيها البلاد.. ضف لهم وجود مرتزقة الحركات المسلحة (الأرادلة).. أليس هذا الواقع الانقلابي هو الإغراق الحقيقي الخطير الذي يعاني منه السودان في مرحلة الانحطاط الراهنة؟.
أعوذ بالله
نقلاً عن الحراك السياسي
صدقت يابطل.