تصاعد المواجهة مع الإنقلاب

أصحى يا ترس
بشير اربجي
صار من الملاحظ أن أي إجراء يقوم به قادة الإنقلاب أو بطانتهم المجرمة، يقابله تصاعد للتظاهرات في مواجهة الانقلابيين على الأرض من قبل الثوار الديسمبريون، وتعددت كذلك أشكال المقاومة الشعبية السلمية للانقلاب من مواكب، الي وقفات احتجاجية ضد القمع والاعتقالات التعسفية لقيادات لجان المقاومة وقادة القوي السياسية، الى التتريس بمختلف أقاليم البلاد والذي أوجع تجار الحروب لدرجة محاولة فض ترس الشمال بالقوة المسلحة، وكلما قاموا بفض أحد التروس أنشأ الثوار العشرات فى مكانه أو بالقرب منه، في تصاعد شبيه لما كان يحدث نهاية عهد النظام البائد وقبل سقوط المخلوع بأيام قلائل، كذلك ازدادت الوقفات الإحتجاجية التضامنية مع المعتقلين لدى السلطات الإنقلابية ضد الإعتقال التعسفي وتلفيق الإتهامات، والمطالبة بتحريرهم أو تطبيق القانون بتقديمهم لمحاكمات عادلة، ورغم أن السلطات تواصل الآن في قمعها الدموي إلا أن الشارع السوداني يواصل فى رفضه القاطع للانقلاب العسكري، وإصراره الشديد على إسقاطه والاجهاز عليه وتحقيق أهداف الثورة المجيدة، وينظر لكل ما يصدر من قائد الانقلاب ومجموعته الانتهازية كأن لم يكن أصلا مواصلا فى رفع شعار لا شراكة ولا تفاوض ولا شرعية، مضيقا الخناق على الانقلابيين ومليشياتهم المسلحة، ولم يترك لهم سوى العنف الذي احترفوه منذ تواجدهم بحماية المخلوع ونظامه البائد.
وبينما لم يستفق قادة الانقلاب العسكري من هول موكب الرابع عشر من فبراير، ها هي لجان المقاومة بمختلف محليات العاصمة الخرطوم تسير مواكب السابع عشر منه، وتقيم اعتصامات اليوم الواحد فى خبر مؤلم جدا لقوات الانقلابيين التي أصبحت فى مواجهة لا تحدد هي ميدانها بل تساق إليها سوقا، حتي بلغ منها الانهاك مبلغا ربما يجعل الكثيرين منها يقدمون على ترك ما يؤمرون بفعله دون قناعاتهم، ويجعل قائد الانقلاب ومجموعته الانتهازية يقومون برفت كل من يقف ضد توجهاتهم كما فعلوا مع صغار ضباط الجيش، ولن يجديهم ذلك الأمر شيئا مع هذا التصاعد المستمر للفعاليات المقاومة للانقلاب، وسيسقطون كما سقط المخلوع ونظامه البائد عقب انزاله أيضا لعدد كبير جدا من ضباط الجيش والشرطة قبل سقوطه الداوي، وهو طريق معلوم للانقلابيين يسيرون فيه ولا طريق آخر لهم، بعد أن شهر الشعب السوداني سلميته وهتافه ضدهم متوجها نحو الحكم المدني الديمقراطي، وتخليص البلاد من سيطرة العسكر والمليشيات على الحكم بشكل نهائي، كما أعلن الديسمبريون ذلك مرارا وتكرارا، مؤكدين أنهم سيدفعون فاتورة إيقاف الانقلابات العسكرية بالبلاد دون تأجيل، وصدقوا القول بدفعهم لمهر الحرية والسلام والعدالة بكل جدل وعزم وبصورة يومية لا تعرف التوقف، شهدت عليها مواكب واعتصامات الخميس العرمرم بالأمس.
الجريدة