بيانات - اعلانات - اجتماعيات

ورحل صديق الحلو

محمد فضل ابوفراس
 الموت يغيب أحد أدباء السودان أمس بمدينة كوستي الروائي والقاص الأستاذ /صديق الحلو ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة
وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا،، كنا نتابع كتاباته عبر الملفات الثقافية بعدد من الصحف وكانت له مدرسة خاصة والتقيته كثيرا في بلاط صاحبة الجلالة وهو كذلك من الصحفيين المميزين المتواضعين كان كثيرا يجلس مع المتدربين في بلاط صاحبة الجلالة ويرسم لهم خارطة طريق القراءة ثم القراءة الإطلاع ثم الإطلاع ،، بدأ أديبنا عوالم الإبداع بقريته كتراية ريفي كوستي برسم الطبيعة التي ألهمته وشجعته للكتابة وفي بواكير صباه وهو بالصف الثالث ثانوي نشرت لي مجلة الاذاعة والتلفزيون اول قصة كتبها بعنوان الجذور 1978م بلاشك تميز قلمه أهله للكتابة عبر هذه المجلة العريقة والتي أصبحت فيما بعد (مجلة هنا أم درمان) وتشرفت بأنني عملت محرراً بها في منتصف التسعينيات وكان يرأس تحريرها الأديب محمد صالح يعقوب صاحب كتاب سودانيات في صالونات الأدب،، برع استاذنا في الصحافة الثقافية منذ العام 1985م مشرفاً على الملفات الثقافية في الصحف والمجلات وعمل برامج إذاعية وتلفزيونية عديدة ، واذكر في إحدي كتاباته أعجبني حديثه عن الرواية السودانية ووصفها بأنها خلاسية آفرو عربية لذلك اكتسبت طابعها المتفرد , خطوطها الإيحائية , كلماتها الوافرة مما يدعم الفكر والفن الجمالي الروائي , ويكسبه تفرداً تميزاً وجدةً وقدرة عالية للتواصل مع المتلقي الآخر في العالمين العربي والإفريقي ، ولديه عدد من الروايات والقصص القصيرة التي نشرت عبر الصحف ليست السودانية فحسب بل كتب لبعض الصحف السعودية فترة وجوده بمدينة جدة قبل أكثر من اربعون عامًا في صحيفة الشرق الأوسط , وعكاظ , واليوم , والمدينة كانت هناك صفحة في جريدة عكاظ يداوم علي الكتابة عن الأدب السوداني برحيله فقدت الساحة الثقافية رجلاً غزير المعرفة والثقافة ويظل إرثه الذي تركه مدرسة للأجيال ، هكذا يرحل الأدباء في صمت دون ضجيج أو زخم إعلامي ،،رحمه الله بقدر ماقدم وأسهم في الساحة الثقافية والأدبية،، (إنا لله وإنا إليه راجعون)

‫2 تعليقات

  1. له الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته. هكذا يرحل كل جميل في بلادي المكلوم بلد الضياع المر على حد قول شاعرنا الكبير المحارب محمد عثمان كجراي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..