هل ستتخلي الجبهة الثورية عن السلاح

الأسباب التي دعت بعض القوى السودانية إلى حمل السلاح في مواجهة نظام الإنقاذ عديدة، لكن أهمها يكمن في طبيعة العنف الممنهج الذي أتبعه نظام الإسلاميين ضد الشعب السوداني، وتأجيج الصراع الدموي في مناطق عديدة ومن ضمنها بؤر الصراع الحالية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وعلى خلفية هذا العنف الممنهج برزت الحركات المسلحة والتي طرحت نفسها كقوى حاملة للسلاح في مواجهة سطوة الدولة بجيشها واجهزتها النظامية.
المنطلق الأساسي لهذه الحركات وكما تقول في خطابها المعلن هو الدفاع عن المواطنين العزل وهذا عمل يجد التقدير، كما أن الحركات المسلحة لديها رؤية ترتبط بتغيير النظام، وبالتالى فهي تلتقي مع القوى السياسية الأخرى في هذا الهدف مع اختلاف الوسائل.
هذا المقال يحاول الوقوف على أرضية هذه الوسائل واختبار ماهيتها، ومن ثم الوصول إلى الأكثرها فاعلية دون التقليل من أي وسيلة تسعى إلى إسقاط هذا النظام.

*الصراع المسلح والوعي الذاتي*

الظروف التي تؤدي إلى حمل السلاح دوما تكون ظروف قاهرة تتضاءل أمامها كل الخيارات ويصبح الفرد مضطرا للدفاع عن وجوده وكيانه، ونحن هنا لا نناقش مشروعية ذلك ولكن نناقش إمكانية ذلك أي إمكانية التغيير عبر السلاح في واقعنا السوداني الراهن.
في تقديري أن القوى الحاملة للسلاح قد توفر لها الوعي الذاتي ولم يتوفر لديها الوعي الموضوعي نتيحة للاسباب الاتية:
1- انطلق حمل السلاح في واقع قبلي مما وصم الحركات المسلحة بهذا الطابع وهذا قد اعاق ولحد كبير الجانب التوحيدي بينها.

2-الرؤية حول التغيير لم تكن واضحة، فهل كانت الخطة ان تزحف الحركات المسلحة من مدينة إلى مدينة حتى تصل إلى الخرطوم ومن ثم إسقاط النظام، أم السيطرة على المناطق التي تحارب فيها ومن ثم الإستيلاء عليها والاستقلال بها.

3-الحركات المسلحة وبالرغم من كونها تقول انها ثورية، إلا أن خطابها أحيانا يبدو عدائيا تجاه ما تقول انه المركز المتمترس ضد الهامش، ويصبح الخطاب هنا تعميميا يدمج الناس العاديين بالنظام.

4-لم تستفد الحركات المسلحة من تجربة الحركات الجنوبية والتي حملت السلاح منذ الخمسينيات ولم تستطع إسقاط أي نظام عبر السلاح، لينتهى الصراع بانفصال الجنوب، عكسا للرؤية التي طرحها جون قرنق بتحرير كافة السودان وبناء سودان جديد.

5- افتقدت الحركات المسلحة التماسك الداخلي وقد ادي ذلك الى انشقاقات وتبادل أدوار انتهى ببعضها.. أي الحركات المسلحة… إلى ان تكون حليفا للنظام وتعمل معه لإضعاف العمل المسلح.
5- حمل السلاح وكأداة في التغيير يصعب التنبؤ بنتائجها، ولهذا فلم يكن معروفا إذا ما وصلت هذه الحركات الى السلطة فهل ستقبل بتداول السلطة واشراك الذين لم يحملون السلاح معها؟
وهذا قد كان مثار شك لدي قوى سياسية عديدة ولهذا تأخر التحالف مع الجبهة الثورية لفترات طويلة.
اخيرا، واستنادا الى الأسباب السابقة فإن العمل المسلح وإلى الآن ما زال يراوح مكانه وما زالت أعداد الضحايا في تزايد وليس هنالك أي أفق لحسم هذا الصراع عسكريا.
الحراك السياسي الأخير في الداخل والمتمثل في العصيان المدني مصحوبا بتواريخ التغيير السلمية السابقة، قد وضع معادلات جديدة في طبيعة هذا الصراع فهل تعيد الحركات المسلحة النظر في طبيعة الوسائل التي تؤدي إلى إسقاط النظام، لا سيما وإن البيانات التي أصدرتها الحركة الشعبية وحركة العدل والمساواة تشير إلى قناعة بجدوي العمل السلمي وفاعليته في التغيير.
*هل نتوقع أن تنضم الجبهة الثورية إلى هذا المسار المقاوم سلميا وتكون جزءا من التغيير القادم خارج اطار البندقية، والتي ستؤدي قطعا إلى عسكرة السياسة بعد سقوط هذا النظام.؟*
هذا السؤال يبقى قائما في ظل تحول القوة لصالح التغيير السلمي وعلى الجبهة الثورية الإجابة على هذا السؤال.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ولماذا تضع الحركات الثورية المسلحة اسلحتها؟؟ فهل وضعت عصابات النظام الاخواني اسلحتها؟؟ هل وضعت عصابات الدفاع الشعبي اسلحتها؟؟ وهل وضعت عصابات حميدتي اسلحتها؟؟ هل كفت العصابة الحاكمة عن قتل الأبرياء واطلاق النار على المظاهرات السلمية؟؟…هل من عاقل يدفق ماءه على الراهب؟؟…ان الحركات الثورية المسلحة هي الضمانة لإستنزاف قوة وإمكانيات العصابة الاخوانية المتسلطة وتدمير روحها المعنوية الامر الذي يفتح الطريق امام المظاهرات السلمية في المدن لإستكمال مهامها في اسقاط العصابة
    اية دعوة للحركات المسلحة بأن تضع أسلحتها هي خدمة مجانية للعصابة الإسلامية وجهل بابجديات تبادل الأدوار في مثل هذه الظروف التي يناضل فيها الشعب السوداني لإسقاط اعتي عصابة دموية بدأت عهدها بالدما وما إنفكت تسفك الدماء

  2. هذا هراء لا يستند إلى منطق إذا كان السودانيون
    أنفسهم لا يميلون إلى المشاركة أنا و نفسي و قبلتي
    و البقية في مكب الرياح و عبر الحكومات المتعاقبة
    أذكر لي حكومة واحدة كانت ترضي الطموح و تسر البال
    للإنسان السوداني و توزيع الثروة و التساوي و الساواة
    بين الناس لا غرو أن تأتي الحركات لا لقتل الناس كما
    يفعل بشيركم الآن بل بالبحث عن مضمون العدل و المساواة و البحث عن تيارات أخري مشاركة في نفس البيئة و المحيط لتجسيد المنال و النضال بالقوة ضد الإقطاع و رأس المال و ضد الطاغية و حكومات العهود البالية و إذا كان رئيسكم و هالككم المشير عمر ذات نفسه يدعو إلي هذا الدرك و الخوض في البرك و تجييش و أسلحة الكل وتحزيب و أحزبة الكل و تقسيم المناطق و الناس وتحميلهم الفأس و ينظر من يسرع في قطع الرأس لخطف الكأس في واقعة بطولية يحسد عليه و يتجرأ و يستفز الكل بأن الدايرنا يأتي و يخلعنا كأنه الإله الخالد؛ أن الجبهة مثلها و باقي الحركات فإنها لا يمكن تقديم السودان في طبق من فضة و ذهب بينما ينام من يتنطعون بأنهم سوانيون علي الحضيض على أكتاف إنما البقية عمال من حديد..!

  3. المكرم / احمد محمود
    النقاط التى اثرتها لم يلامس اسباب حمل السلاح من قريب او بعيد
    هناك مسالة الهوية التى لم تحسم فالعروبة بالفهم الممارس هو تحيز لمكون واحد و اقصاء و ازراء بالاخر. هذا التحيز لم يقف عند حد و الى العرب ينسب الفطن .المكون الاخر لا اعتراض لديه على هذه الفطن و ان لم يرى لها اثرا . المسالة هى تحول العروبة الى مجهود امنى غرضه استئصال هذا الاخر من خلال ادوات الدولة تمثل ذلك فى مصادرة الاراضى و الحيازات الزراعية فى مناطق الهامش و تسليمها لعناصر من غير الهامش و منع اى مجهود تنموى سواء من قبل الدولة او منظمات المجتمع المدنى او المنظمات الدولية او مبادرات اصحاب المصلحة اصحاب الارض . اى انتزاع اراضيهم . القضيةفى الهامش تماثل القضية الفلسطينية مع فارق واحد الفلسطينيون باعوا اراضيهم لليهود الناس فى الهامش تحارب لاستعادة ارضها لان ثيمة السودانى يحق له امتلاك ارض فى اى بقعة فشلت فى حالة اهل الهامش فليس لهم سوى الكنابى فى مناطق الغير و لا يحق لهم شراء اراض زراعية .
    فيا احمد محمود فلو انك من منطقة ما فى السودان لست من الهامش طبعا فلفترض منطقة و لعدم اثارة حساسية نسمها منفلوط ثم تقوم حكومة السودان بتخطيط جميع ارض منفلوط و توزعها جميعها لثلاث قبائل من الهامش . ماذا سيكون رد فعل اهل منفلوط قطعا سيكون من نوع ما يفعله الفلسطينيون الثورة لاسترجاع ارضهم من الغاصب المحتل . هذا ما يفعله المهمشون فى مناطقهم لا يريدون حكم السودان و لا اعتراض لهم على العروبة فالعروبة شئ من الاسلام . هم يريدون ارضهم التى انتزعتها حكومة المركز و يريدون العيش كما يسر لهم الله العيش يريدون ان يكونوا اخر مختلف كما اراد الله لهم ان يكونوا اخر مختلف

  4. ولماذا تضع الحركات الثورية المسلحة اسلحتها؟؟ فهل وضعت عصابات النظام الاخواني اسلحتها؟؟ هل وضعت عصابات الدفاع الشعبي اسلحتها؟؟ وهل وضعت عصابات حميدتي اسلحتها؟؟ هل كفت العصابة الحاكمة عن قتل الأبرياء واطلاق النار على المظاهرات السلمية؟؟…هل من عاقل يدفق ماءه على الراهب؟؟…ان الحركات الثورية المسلحة هي الضمانة لإستنزاف قوة وإمكانيات العصابة الاخوانية المتسلطة وتدمير روحها المعنوية الامر الذي يفتح الطريق امام المظاهرات السلمية في المدن لإستكمال مهامها في اسقاط العصابة
    اية دعوة للحركات المسلحة بأن تضع أسلحتها هي خدمة مجانية للعصابة الإسلامية وجهل بابجديات تبادل الأدوار في مثل هذه الظروف التي يناضل فيها الشعب السوداني لإسقاط اعتي عصابة دموية بدأت عهدها بالدما وما إنفكت تسفك الدماء

  5. هذا هراء لا يستند إلى منطق إذا كان السودانيون
    أنفسهم لا يميلون إلى المشاركة أنا و نفسي و قبلتي
    و البقية في مكب الرياح و عبر الحكومات المتعاقبة
    أذكر لي حكومة واحدة كانت ترضي الطموح و تسر البال
    للإنسان السوداني و توزيع الثروة و التساوي و الساواة
    بين الناس لا غرو أن تأتي الحركات لا لقتل الناس كما
    يفعل بشيركم الآن بل بالبحث عن مضمون العدل و المساواة و البحث عن تيارات أخري مشاركة في نفس البيئة و المحيط لتجسيد المنال و النضال بالقوة ضد الإقطاع و رأس المال و ضد الطاغية و حكومات العهود البالية و إذا كان رئيسكم و هالككم المشير عمر ذات نفسه يدعو إلي هذا الدرك و الخوض في البرك و تجييش و أسلحة الكل وتحزيب و أحزبة الكل و تقسيم المناطق و الناس وتحميلهم الفأس و ينظر من يسرع في قطع الرأس لخطف الكأس في واقعة بطولية يحسد عليه و يتجرأ و يستفز الكل بأن الدايرنا يأتي و يخلعنا كأنه الإله الخالد؛ أن الجبهة مثلها و باقي الحركات فإنها لا يمكن تقديم السودان في طبق من فضة و ذهب بينما ينام من يتنطعون بأنهم سوانيون علي الحضيض على أكتاف إنما البقية عمال من حديد..!

  6. المكرم / احمد محمود
    النقاط التى اثرتها لم يلامس اسباب حمل السلاح من قريب او بعيد
    هناك مسالة الهوية التى لم تحسم فالعروبة بالفهم الممارس هو تحيز لمكون واحد و اقصاء و ازراء بالاخر. هذا التحيز لم يقف عند حد و الى العرب ينسب الفطن .المكون الاخر لا اعتراض لديه على هذه الفطن و ان لم يرى لها اثرا . المسالة هى تحول العروبة الى مجهود امنى غرضه استئصال هذا الاخر من خلال ادوات الدولة تمثل ذلك فى مصادرة الاراضى و الحيازات الزراعية فى مناطق الهامش و تسليمها لعناصر من غير الهامش و منع اى مجهود تنموى سواء من قبل الدولة او منظمات المجتمع المدنى او المنظمات الدولية او مبادرات اصحاب المصلحة اصحاب الارض . اى انتزاع اراضيهم . القضيةفى الهامش تماثل القضية الفلسطينية مع فارق واحد الفلسطينيون باعوا اراضيهم لليهود الناس فى الهامش تحارب لاستعادة ارضها لان ثيمة السودانى يحق له امتلاك ارض فى اى بقعة فشلت فى حالة اهل الهامش فليس لهم سوى الكنابى فى مناطق الغير و لا يحق لهم شراء اراض زراعية .
    فيا احمد محمود فلو انك من منطقة ما فى السودان لست من الهامش طبعا فلفترض منطقة و لعدم اثارة حساسية نسمها منفلوط ثم تقوم حكومة السودان بتخطيط جميع ارض منفلوط و توزعها جميعها لثلاث قبائل من الهامش . ماذا سيكون رد فعل اهل منفلوط قطعا سيكون من نوع ما يفعله الفلسطينيون الثورة لاسترجاع ارضهم من الغاصب المحتل . هذا ما يفعله المهمشون فى مناطقهم لا يريدون حكم السودان و لا اعتراض لهم على العروبة فالعروبة شئ من الاسلام . هم يريدون ارضهم التى انتزعتها حكومة المركز و يريدون العيش كما يسر لهم الله العيش يريدون ان يكونوا اخر مختلف كما اراد الله لهم ان يكونوا اخر مختلف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..