المية ..تكدّب الغطا س !

كثيرا ما كنا في غابر الزمان وحتى على المدى القريب .. نسمع تهّكم الأخوة المصريين على شركائهم في مياه حوض نهر النيل بشقيه الأزرق والأبيض ، فقالوا إن أهل أفريقيا في البحيرات التي ينبع منها الحوض ، لاحاجة لهم بالمياه ، لأنهم
( مابيستحموش )
وحينما وقعّت أغلبية تلك الدول على ضرورة إعادة النظر في اتفاقية تقاسم المياه ، ومنذ سنوات قليلة هي الأخيرة تحديدا في عمر نظام الرئيس حسني مبارك ، قالوا إن الجماعة تعلموا الاستحمام فعرفوا أخيرا قيمة الماء !
وفي تلك الأثناء بلغت حالة التوتر في مصر وقد مضى نظام الخرطوم وراءها بخطوات الخوف التي تمشي الهوينا وباله أيضا على خطب ود الموقعين !
أن أعلن نظام حسني مبارك إن موضوع إنقاص أو مجرد المساس بحصة مصر من المياه ولو كانت ستذهب الى البحر في خاتمة رحلتها ، هو خط أحمر ملتهب قد يشعل حربا جديدة في المنطقة تسمى حرب المياه !
ولان لكل زمان قوى تتبدّل ودول تضعف وتبيد فيما أخرى تنتفخ عضلاتها ، فان أثيوبيا اليوم بصورة خاصة من دون دول الحوض لم تعد هي الحبشة بالأمس ، مثلما مصر التي يحكمها دراويش السياسة الآن هي ليست مصر التي حكمها عبد الناصر و السادات أو حسني مبارك حتى !
أثيوبيا لأنها جادة من موقع قوتها في الإستحقاق التنموي الذي يتطلب الطاقة ، فقد إستبقت كل الخطوات التي قد تعرقل مشروع سد الألفية التي حشدت له كل الظروف ووفرت له الدعم المادي !
فكما أعطت مصر نفسها حق إقامة السد العالي بعد تعديل الاتفاقات السابقة واستبدالها باتفاقية ثنائية مع السودان الذي قايض تنازله عن وادي حلفا ، بقيام خزان الروصيرص ، فليس من المنطقي أن تمنع الدولتان اثيوبيا من الاستفادة من حقها الأصيل كدولة منبع !
الآن موقف السودان تراجع الى الأسوأ من مربع طأطأة الرأس لنظام مبارك الذي كان يلّوح لهم بذكريات ضربة أديس إياها، الى مستنقع المجاملة لنظام مفكك لن يقوى على الحركة تجاه أثيوبيا الا في حدود تنديدات الجامعة العربية التي لم ولن تقتل ناموسة !
الفرصة الآن أمام الجهات الفنية المسئؤلة في بلادنا لتضغط على حكومة الانقاذ بالا تنساق خلف الزفة المصرية رقصا دون مقابل ، أى عملا بالمثل الذي يقول ..
( حك لي ظهري .. وأحك لك ظهرك )
ونحن ولله الحمد لدينا من المياه ما يفيض عن حاجتنا التي لم تدرك معناها كل حكوماتنا المتعاقبة !
ولعل ملفات المقايضة الهامة كثيرة وكبيرة ترقد عند أطراف الحدود .. واللبيب بالخريطة يفهم !
وإلا فدعوا الجماعة يتعلموا درسا من التاريخ ، أن لا صغير ..سيظل فقيرا .. ولا كبير ستدوم قوته الى مالا نهاية..
ومن يدعي أنه في حاجة للمياه أكثر من غيره ، فليرتاد النيل سباحة عكس التيار .. وساعتها فإن المية تكدّب الغطاس !
سد الالفية سيشكل خطرا على مصر والسودان وسادج من يعتقد غير دلك
ستنقص حصتنا من المياه وسينخفض التوليد الكهرومائى بالاضافة الى ازياد النشاط الزلزالى الناتج من ازدياد التخزين فى الهضبة الحبشية
وفى اواخر السبعينيات هدد الرئيس الراحل انور السادات اثيوبيا وبالتحديد لمنقستو هيلامريام بان الطيران المصرى سيضرب وبلا هوادة اى سدود تقام فى الهضبة على النيل الازرق وفى خطاب متلفز ومنقول على الهواء.
وفى الشهور التى ينخفض فيها منسوب النيل اى فبراير ومارس وابريل على الحكومة الاثيوبية ان تضمن امداد كهربائى مستقر من فائض السد للسودان بالاضافة لضمان السعة التخزينية لسدى سنار والروصيرص.
هم يقولون بان السعة التخزينية للسد ستين مليار متر مكعب واخرون يقولون بانها 200 مليار مما يهدد بتحويل نهر النيل الى ترعة صغيرة.
اتمنى ان لانوقع مع اخوتنا فى الحارة اثيوبيا على نيفاشا اخرى وان لانلدغ كما هو الحال فى اتفاقية السد العالى ولامجال للسياسة فى مثل هده الامور ولنترك الامر برمته للخبراء والمهندسين والفنيين ولتكون كلمتهم هى الاولى والاخيرة