من أين جاء الترابي؟ أليس منًا وفينا؟

قد لا نُخطيء في الحكم،إأن قلنا، أانا كسودانيين و بحكم ‏تربيتنا و بحكم تاريخنا السياسي و الإجتماعي و الديني ‏مولعين بصُنع الايقونات و تضخيم الذوات في كل مناحي ‏حياتنا.نفعل ذلك بسهولة يحسدنا عليها أي شعبٍ آخر. ‏فنحن نُسبغ الالقاب و نُطلق الأوصاف بنفس الاريحية و ‏البساطة التي نتنفس بها. كما نصنع في ذات الإتجاه من ‏الافراد زعماء، و قديسيين، و أنصاف آلهة . نفعل ذلك ‏كيفما اتفق و دون إحساس بأننا ُننافق أو ُنداهِن. ونفعل ‏ذلك بنفس البساطة و التسامح و العفوية التي نتعامل بها ‏مع كل مفردات الحياة من حولنا.‏
و النتيجة؟
أن نكتشف فجأة ….و بعد فوات الوقت……..أننا قد ‏ضخّمنا ذوات بعضٍنا و ضخّمنا ذوات غيرنا.‏
و ضخّمنا كل الفضاء من حولنا. و نسينا في غمرة زهوِنا ‏و احلامنا الزائفة أننا مجرد بشر. بشر عاديون، يخطئون، ‏و يصيبون، و يهزِمون و يُهزمون، و ينتصرون ويُنتصر ‏علينا. و لسنا منزهون عن الخطأ و الزلل و الهوى و ‏الفساد. لأننا في النهاية بشر. بشرُ من طينٍ من حمأٍ ‏مسنون، يتخبطنا الشيطان يمنة و يسرة كجميع البشر. ‏نهوى المال و العيال و نعشق النساء كجميع البشر.و إن ‏لم تُدْرِكنا رحمة الله و هدايته، سوف نزني و نكذّب ، و ‏نُفسد ، و نُزهق الأرواح ، و نسرق الاموال، ككل البشر.‏
فالترابي فرد ككل البشر. و إنسان عادي يملك من ‏المواهب و ادوات التفكير و التحليل و التخطيط مثل ما ‏يملك الكثيرون من حولنا.‏
و لكن لأننا مأخوذين بالتقديس و التنصيب و صناعة ‏الآلهة و أصنام التقديس ضخّمنا صورته في أعيينا اكثر ‏مما يجب. و نصّبناه و رفعناه إلى اعلى اكثر مما ‏يُفترض. ثم رجعنا إلى مقاعد المتفرجين لنُصفق له و ‏لنهتف له . و نتحدث في زهو خادع عن عبقريته و عن ‏ذكائه و عن فرادته . كلنا…جميعنا. .زشاركنا في هذه ‏الإحتفاءات و الموالد الباهرة ……جميعنا…بسطاء… و ‏متعلمون ..و مثقفون و اذكياء….وسُذّج … و موهوبون. ‏فتصرّف هو بما فتح الله عليه و بما يملك من مواهب حباه ‏بها المولى. و تمادى في سيره و في خططه و مشروعاته ‏لما يناهز نصف قرن. و لم يفتحِ الله علينا بنقد له او ‏تصحيح او تصويب او لفت نظر او تنبيه. كلنا ركبنا ‏الموجة الزائفة ..موجة الزهو و الإعجاب و العُجْب .ثم ‏نكتشف مؤخراً .. و مؤخراً جدا…و بعد أن و انجلى غبار ‏المعركة و زالت الغشاوة عن العيون بعد أن أبعدنا عن ‏أعيننا عدسة الرؤية المضخِّمة بأنه كان إنسان مثلنا و ‏مثل غيرنا. إنسان يخطيء و يُصيب و يتضخبّط يمنةً و ‏يسرة كما نفعل كلنا . كذلك هو إنسان مثلنا : يضعف، و ‏يخور، و يثور، و يقرر، و يتراجع. كما ينتصر، و ينهزم ‏كما نفعل جميعنا. فلماذا إذن البكاء على اللبن المسكوب و ‏الوِكاء المثقوب؟
و نحن الذين صنعنا الصنم و نحن الذين بنينا المعبد و ‏نحن الذين أوقدنا المجامر و اوقدنا البخور و نحن الذين ‏دُرنا و رقصنا و صفقنا للصنم المعبود. فالخطأ ليس خطأه ‏هو وحده. بل خطأنا جميعاً.‏

[email][email protected][/email]‎

تعليق واحد

  1. اوافقك علي الحقائق الاولية والمبدائية التي ذكرتها الا انني اُضيف: الا من رحم الله.

    لماذا لان هناك اناس يخرجون قليلا او كثيرا عن مجمل هذه الصفات. نعم هناك ندرة والندرة في عداد الشاذ والشاذ لا حكم له الا اذا تعلم منه المجموع وهنا حسب هذا الديلكتيك نرجع الي الصفوية والتي ليست هي عيبا بقدر ماهي قياسا عاطفيا وروحيا للتعلم منه حتي يتم تفكيك “الصفوية” نفسها بمرور الزمن.

    whatsapp +45 6 0 1 7 0 1 8 8

    موضوعة الترابي قد تّعد امرا قائما بذاته وذا خصائص سودانية… الا انه لا، فالترابي تأثر كثيرا بالفكر الاخواني الذي بدأته نفس الجماعة في الشمال اي مصر، في الوقت الذي كنا وما زلنا نعتبر الشمال فيه كاتجاه جغرافي اقليمي هو من اسباب كوارث السودان السياسية، وفقما كتبت في مقدمتي “تراجيديا القرن الافريقي السياسية” حول “التاريخ الزائف، الجغرافيا المضللة”.

    اقول انه موضوعة لم تعد سودانية انما عالمية تبدأ من الاقليمية باعتبار الشمال الذي استمد منه الترابي افكاره في اربعينات القرن الماضي حين بدت نشاطات الاخوان المسلمين مدعومة من اكبر القوي الراسمالية لتعطيل مدّ الاحزاب الشيوعية في المنطقة… وهي ذات القوي التي يدعون محاربتها الآن بالجهاد ضدها وكل هذا الزيف والكلام الفارغ.

  2. كاتب يتحدث عن نفسه….!!!

    ( و لم يفتحِ الله علينا بنقد له او ‏تصحيح او تصويب او لفت نظر او تنبيه. كلنا ركبنا ‏الموجة الزائفة )

    كلامك غريب جدا وكانك ظهرت فجاة ..او كنت تتبع الملة اياها .. او من المبهورون من الشيخ الدكتور الموفون ..و الهالك باذن الله…
    كيف تتجراء و تشمل و تتحدث عن الناس المفتونون بشيخك (كما يظهر من حديثك)..فالترابي صدر عن كتب و مقالات تقلل من شانه و حتي تكفره .. و للاسف الشديد هو معروف و مكشوفة افاعيله من الستينات او قبلها … و حتي تنظيمه الاعوج الذي كرس و قدم الجماعة علي الامة في العقيدة و باعترافهم… حتي صاروا و الماثونية شي و احد.. و نفس الفكرة لوراجعت و قارنت بين التنظيمين..و لم يفتن به الا المغفلون و النرجسون و الذين يستعلون بعقيدتهم علي الاخرين و الدهماة القادمة من الارياف و الحاقدين علي المجتمعات المدنية و كل من وجد ضالته من خلال التنظيم العجيب …!!!
    ياخي فا افتخر ليك لكن من المتوسطة نحن عندنا راي فيهم و شيخهم….!!!
    فرجاء لا تعمم … و يكفي عمامتك البيضاء…….
    قال مفتونون ..ياخي امشي لي ناس شيخي وشيخك …و من شاكلتهم …

  3. والله انت و جماعاتكم الظلامية براكم المفتونين بيهو .. واضح انو كان منافق وكذاب وصاحب افكار مريضة منذ الستينيات لحدت هلاكه…

  4. اوافقك علي الحقائق الاولية والمبدائية التي ذكرتها الا انني اُضيف: الا من رحم الله.

    لماذا لان هناك اناس يخرجون قليلا او كثيرا عن مجمل هذه الصفات. نعم هناك ندرة والندرة في عداد الشاذ والشاذ لا حكم له الا اذا تعلم منه المجموع وهنا حسب هذا الديلكتيك نرجع الي الصفوية والتي ليست هي عيبا بقدر ماهي قياسا عاطفيا وروحيا للتعلم منه حتي يتم تفكيك “الصفوية” نفسها بمرور الزمن.

    whatsapp +45 6 0 1 7 0 1 8 8

    موضوعة الترابي قد تّعد امرا قائما بذاته وذا خصائص سودانية… الا انه لا، فالترابي تأثر كثيرا بالفكر الاخواني الذي بدأته نفس الجماعة في الشمال اي مصر، في الوقت الذي كنا وما زلنا نعتبر الشمال فيه كاتجاه جغرافي اقليمي هو من اسباب كوارث السودان السياسية، وفقما كتبت في مقدمتي “تراجيديا القرن الافريقي السياسية” حول “التاريخ الزائف، الجغرافيا المضللة”.

    اقول انه موضوعة لم تعد سودانية انما عالمية تبدأ من الاقليمية باعتبار الشمال الذي استمد منه الترابي افكاره في اربعينات القرن الماضي حين بدت نشاطات الاخوان المسلمين مدعومة من اكبر القوي الراسمالية لتعطيل مدّ الاحزاب الشيوعية في المنطقة… وهي ذات القوي التي يدعون محاربتها الآن بالجهاد ضدها وكل هذا الزيف والكلام الفارغ.

  5. كاتب يتحدث عن نفسه….!!!

    ( و لم يفتحِ الله علينا بنقد له او ‏تصحيح او تصويب او لفت نظر او تنبيه. كلنا ركبنا ‏الموجة الزائفة )

    كلامك غريب جدا وكانك ظهرت فجاة ..او كنت تتبع الملة اياها .. او من المبهورون من الشيخ الدكتور الموفون ..و الهالك باذن الله…
    كيف تتجراء و تشمل و تتحدث عن الناس المفتونون بشيخك (كما يظهر من حديثك)..فالترابي صدر عن كتب و مقالات تقلل من شانه و حتي تكفره .. و للاسف الشديد هو معروف و مكشوفة افاعيله من الستينات او قبلها … و حتي تنظيمه الاعوج الذي كرس و قدم الجماعة علي الامة في العقيدة و باعترافهم… حتي صاروا و الماثونية شي و احد.. و نفس الفكرة لوراجعت و قارنت بين التنظيمين..و لم يفتن به الا المغفلون و النرجسون و الذين يستعلون بعقيدتهم علي الاخرين و الدهماة القادمة من الارياف و الحاقدين علي المجتمعات المدنية و كل من وجد ضالته من خلال التنظيم العجيب …!!!
    ياخي فا افتخر ليك لكن من المتوسطة نحن عندنا راي فيهم و شيخهم….!!!
    فرجاء لا تعمم … و يكفي عمامتك البيضاء…….
    قال مفتونون ..ياخي امشي لي ناس شيخي وشيخك …و من شاكلتهم …

  6. والله انت و جماعاتكم الظلامية براكم المفتونين بيهو .. واضح انو كان منافق وكذاب وصاحب افكار مريضة منذ الستينيات لحدت هلاكه…

  7. كتب الكاتب ضمن ما كتب :

    و نحن الذين صنعنا الصنم و نحن الذين بنينا المعبد و ‏نحن الذين أوقدنا المجامر و اوقدنا البخور و نحن الذين ‏دُرنا و رقصنا و صفقنا للصنم المعبود. فالخطأ ليس خطأه ‏هو وحده. بل خطأنا جميعاً.‏

    يدو أن أشخاص كثيرون موعودين بذات الكتابة حين يموتون .

    الذي نعاه الناعي قائد من قادة الحركة الإسلامية العالمية، اتخذ السودان مطية وليس لنا به شأن غير مسئولية الهدم المؤسس للوطن والسكوت عن القتل .

  8. لقد جاء من غرب أفريقيا ،،،لقد سقط علينا هو وجماعته بمختلف مسمياتهم من احد ثقوب القرون الماضيه،،،ففعلوا ببلادنا الأفاعيل،،وأوردوها موارد الفشل وأقعدوها عن مزاحمة الأمم فى الارتقاء والرفعه،،حى ما يريح وميت ما يريح،،،،او كزمار الحى يموت وأصابعه بتلعب،،لم نحسن الظن به ،لانهم يفوقون سوء الظن العريض بمسافه،،،،ننتظر نبوأة رسول الرسالة الثانيه ،،،،ننتظر فتنتهم التى تكون بينهم،،

  9. كتب الكاتب ضمن ما كتب :

    و نحن الذين صنعنا الصنم و نحن الذين بنينا المعبد و ‏نحن الذين أوقدنا المجامر و اوقدنا البخور و نحن الذين ‏دُرنا و رقصنا و صفقنا للصنم المعبود. فالخطأ ليس خطأه ‏هو وحده. بل خطأنا جميعاً.‏

    يدو أن أشخاص كثيرون موعودين بذات الكتابة حين يموتون .

    الذي نعاه الناعي قائد من قادة الحركة الإسلامية العالمية، اتخذ السودان مطية وليس لنا به شأن غير مسئولية الهدم المؤسس للوطن والسكوت عن القتل .

  10. لقد جاء من غرب أفريقيا ،،،لقد سقط علينا هو وجماعته بمختلف مسمياتهم من احد ثقوب القرون الماضيه،،،ففعلوا ببلادنا الأفاعيل،،وأوردوها موارد الفشل وأقعدوها عن مزاحمة الأمم فى الارتقاء والرفعه،،حى ما يريح وميت ما يريح،،،،او كزمار الحى يموت وأصابعه بتلعب،،لم نحسن الظن به ،لانهم يفوقون سوء الظن العريض بمسافه،،،،ننتظر نبوأة رسول الرسالة الثانيه ،،،،ننتظر فتنتهم التى تكون بينهم،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..