معاني في الحب

عمقت آيات الله الكريمه المعاني الساميه لمفهوم الحب وزادته حلاوة وجمال ورونق فيكفيه شرفا ورفعة أن كل كلام الله يتمحور في معنى الحب فلم يذكر الله عز وجل آيه وقد خلت من ذكر كلمة الحب او ما يدل علي معناها وكأن الله يخبرنا أن من الاهداف الساميه والتي من اجلها قد خلقنا واوجدنا هو الحب وصناعته فهو الينبوع الكوثري الذي ترتوي من مياهه ارواحنا وتتطهر ابداننا بالوضؤ لنقف بين يدي المولى لنعبر عن حبنا له بصلواتنا وهو الذي نسقي الزرع والأرض منه لتخضر وتذدان الدنيا ويرق النسيم وتمتلئ نفوسنا حبا لتلك المناظر الخلابه وكأن الحب على المحبين فرض وكأن به قامت السموات والارض ..الحب كلمة ومعنى اسمى من ان تكون حروفا ننطق بها ونكتبها دون ان نتعمق لفهم مدلولها الكبير ونكون قد ظلمنا الحب وظلمنا معناه القرآني والقدسي العظيم إن حصرناه في معنى العلاقه التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان فقط فللحب مراتب ومعاني يصعب حصرها وإختصارها ويفقد الكون توازنه إن فعلنا ذلك وهذا ما آل اليه حالنا نحن امة الحب …امة محمد (ص)…امة القران الكريم عندما حصرنا معنى الحب في العلاقه تربط بين رجل وإمراة فقط وبذلك حولنا المعنى الجوهري العميق للحب الى معنى سطحي فقير حتى صار سلعه زهيدة القيمه بيد الكثيرين.. .يكفي الحب شرفا قوله تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) تخبرنا هذه الايه معنى رائع يدهشنا وهو إقتران الحب بالمغفره وهذا ما يجعل للحب معنى سامي لأنك إن احببت غفرت وإن غفرت سعدت وإن سعدت نجحت وإن نجحت تفاعلت وأثرت في مجتمعك تأثير ايجابي فيكون الاستقرار والراحه والسلام … وقوله تعالى :(إن الله يحب المتقين ) (إن الله يحب التوابين) و(إن الله يحب المتطهرين )وفي حديثه القدسي :( اين المتحابين بجلالي ) وقوله تعالى :اذا احب عبد لقائي أحببت لقاءه ) ..تمعن في هذا الكم الكبير من الحب والذي يخاطبنا به المولى لنتسارع في طلبه ويبين لنا كيف ان الحب يكون مقرونا بكل صفه جميله من تقوى وطهاره وتوبه …لنقرأ معا قوله تعالى :(وقد كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) نلمس في هذه الآيه الكريمه حلاوة الحب الذي حول الاعداء الى اخوان وتآلفت قلوبهم وهذه دعوه من المولى ان نلجأ للحب لان فيه الملاذ وتهدئة النفس والروح وإن نظرنا الى القرآن بأكمله لوجدنا كل كلام الله تعالى عن الحب وأثره العظيم في رسم اجمل صوره للحياة وللعلاقات سواء كانت علاقات سماويه تربط العبد بربه وهذه تتجلى فيها ارقى وانبل معاني الحب او كانت علاقات دنيويه تربط الإنسان بأخيه الإنسان او تربط الإنسان بما يخصه كألاهل من ام واب واخ واخت وزوج وابناء او علاقه تربط الإنسان بمصالحه كحبه للارض والوطن والعشيره والمجتمع الذي ينتمي اليه او علاقه تربط الإنسان بصفاته ومميزاته كالجمال الشكلي او الجمال الروحي او الإثنان معا او حب الإنسان لنفسه كحبه للخلود وحبه للكمال في كل شي وحبه أن يشار له بالبنان وحبه لإمتلاك المال الكثير ولكل هذه العلاقات سماتها وانفعالاتها وممارساتها الخاصه بها والتي تناسبها … هناك الكثير من الادله التي تثبت وتؤكد حب الله لنا واولها واعظمها انه خلقنا بأحسن تقويم وسخر لنا الكون وما فيه من جمال وحلاوه وامدنا بكل ما يروق لنا من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ووطن نلوذ ونحتمي به ونصنع هويتنا وشرفنا وعزتنا من خيراته ونصنع تاريخنا لتسطره الاجيال جيلا بعد جيل وقد عمق الله بدواخلنا معاني الحب وكيفية التعايش معه فخلق لنا الام والتي تهدينا حبا لا مثيل له وخلق لنا الاب الذي نعتز بمكانته وننتمي لعزته اسما ومعنا وفخرا وخلق لنا الابناء لنعيش الحب الروحي ونتذوق حلاوة الاسره وخلق لنا المسكن الروحي والحسي والذي نعيش فيه هذه المعاني الرائعه وهو الزوج لتتألق كوامننا بألق الحب الذي يربط الحبيب بحبيبه …احبننا الرسول (ص) لانه احبنا ولانه ادى رسالة الحب بحب وأمانه فجاهد لإعلاء وترسيخ معنى الإلفه والموده والرحمه ولاقى ما لاقى من رهق والم وتعذيب في سبيل ذلك فلم يتوانى بل صبر لاجل ان يغرس الحب بكل معانيه الساميه في نفوس من زامنوه وعاشوا معه حتى يتأصل وتقوى جزوره ويخلد ويستطيع مواصلة المسيره ليومنا هذا والى ان تقوم الساعه ..فقد كان (ص) لا ينطق إلا حبا ولا ينصح إلا حبا فقوله (ص):لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه )وقوله (ص) :الا ادلكم على شي ان فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم ) (والمتحابون في الرسول على منابر من نور ) وقوله(ص):حقت محبتي للمتحابين في ) وقوله (ص): لا تدخلوا الجنه حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) ما اروعك يا حبيب الله فهذه المنظومه درة من درره التي لا تقدر بثمن فقد اوجز فأعجز كل لسان ان ينطق بمثلها فهو يسلسل لنا معنى الحياة بأكملها فأتي بذكر الثمرة اولا وهي الجنه واخبرنا انها لن تتأتى إلا بالإيمان والذي لن يكون إلا بالحب ليعلمنا بأهمية وعظمة الحب والذي به سنسلك طريقنا للفردوس ٩ كلها ادله تشهد بذلك الحب الكبير الذي كان احدى السمات الجليله التي اتصف بها الحبيب (ص) وكلنا يعرف ان هدف تحميل المولى عز وجل رسالة الاسلام لحبيبه محمد وبعثه (ص) ليكون اخر نبي هو الرحمه في قوله تعالى :(وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين)والرحمه لا تتجزأ من الحب لان في الحب كثير من الرحمه و إن تدفق قلبك رحمة احببت من هم حولك واحبوك …يقترن الحب دوما بالاشواق والشجن لأن بالحب يرق قلبك وتلين عواطفك وتسمو روحك عن كل فعل قبيح ويذداد إحساسك بالجمال سواء كان في الكلمه او النظره فتتحول لإنسان آخر يغفر ويسامح الجميع ويزرف الدموع لحبيبه ….نظم الشعراء في كل زمان اروع الكلام في وصف الحب والحبيب والاشواق وتجد كل انسان ينفعل لتلك القصائد لأن بالروح مكمن خاص خلق للحب وليس لغيره … . تبارك الله في عظيم صفاته واسمائه ومن اجمل واروع تلك الاسماء .. الودود والتي تعني ..الكثير الحب فالله عز وجل يبادلنا الحب الكثير لنبادله الحب الكثير ايضا ولننعم في ظل هذا الحب الكثير لنجعلها دعوه للحب ولنبدأها بحب الله الارقى وبحب النبي (ص) المبشر لنا ولنحب بعضنا البعض ولكن بالمعنى السامي دون ان نؤذي الحب ونختصره في علاقه بين اثنين وفقط ….انا احبكم جميعا ….دمتم احباب في الله…..
[email][email protected][/email]